المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

عناصر التركيب الداخلي للمدينة
22-2-2022
رؤيا هربرت شنيدر في كتابة تاريخ الفلسفة الامريكية
18-8-2020
القانون والرأي العام
2023-05-16
فريق معالجة للازمة
1-9-2022
في ما يعمل لمن بال في النوم‏
10-05-2015
تقطيع الصور
25-10-2020


الرياء واثاره السيئة  
  
2235   01:30 مساءً   التاريخ: 30-1-2017
المؤلف : اية الله المشكيني
الكتاب أو المصدر : دروس في الاخلاق
الجزء والصفحة : ص 193– 198
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

ـ في الرّياء :

الرّياء لغة : مصدر باب المفاعلة من رأي، فهو والمراءاة بمعنى: إراءة الشيء للغير على خلاف واقعه: كإراءة أنّ صلاته وصيامه لله ، وليس كذلك. ويقع غالبا في الأفعال الحسنة لطلب المنزلة عند الناس. فالمرائي اسم فاعل، هو العامل كذلك والمرائي له اسم مفعول من يطلب جلب قلبه، والمرائي به هو: العمل والرياء قصد إظهار ذلك.

والمرائي به تارة يكون من حالات البدن: كإظهار الحزن والضعف والتحوّل ونحوها، وأخرى من قبيل الزّي: كالهيأة وكيفية الشّعر واللباس، وثالثة من قبيل القول والكتابة ونحوهما، ورابعةً من قبيل العمل، وخامسة من قبيل الرفقة والاصحاب والزائرين والمزورين وغيرهم فجميع ذلك ممّا يمكن للانسان الرياء فيها.

وأيضا الرياء يكون تارة في اصول العقائد: كالرياء في أصل إظهار الإيمان فيكون صاحبه منافقا كافرا في الباطن متظاهرا بالإسلام، وهو أشدّ من الكفر في الظاهر والواقع. وأخرى في أصول العبادات: كإتيان الواجبات ظاهرا مع تركها في الباطن. وثالثة في العبادات المندوبة: كالنوافل وقراءة القرآن والأدعية. رابعة في أوصاف العبادات: كالإسراع اليها، وحضور الأمكنة المتبرّكة، وتحرّي الأزمنة الشريفة، والحضور في الاجتماعات.

ثم إنه يترتّب على العمل المأتيّ به رياءً في الجملة آثار ، ويتّصف بعناوين كونه كذباً وتلبيسا واستهزاءً وإشراكاً لله تعالى وباطلاً، فإن إراءة ما لغير الله تعالى، كذب عمليّ، والتخييل إلى الناس بأنه مطيع لله مخلص له تلبيس لهم ومكر، وإراءة عمل الناس إليهم بدعوى أنه من الله مع وقوعه بمرئى من الله ومنظر منه استهزاء.

وجعل ظاهر عمل واحد لله وباطنه للناس إشراك لغيره معه، وبهذا المعنى يكون كلّ رياء شركا كما سيأتي، ولا إشكال في اتّصاف هذا النحو من العمل بالبطلان في أكثر مصاديقه وتفصيل ذلك في الفقه.

ثمّ إنّ اعتياد الانسان بالرياء في عمله وتخلّقه بذلك من أقبح صفات النفس وملكاته، بل لا صفة أقبح من بعض مصاديقه.

وقد ورد في تحريمه وذمّه آيات: كقوله تعالى في وصف المنافقين: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}[النساء:142] وقال:{لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ}[البقرة:264] وقال:{الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}[الماعون: 6، 7] .

وقد ورد في نصوص أهل البيت : أنه : إيّاك والرياء ، فإنه من عمل لغير الله وكله الله إلى من عمل له(1).

وأنه : اجعلوا أمركم هذا لله ، ولا تجعلوه للناس، فإنه ما كان لله فهو لله، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله(2).

وأن كل رياء شرك (3).

وأن الرياء هو الشرك الأصغر (4).

وأنه : من عمل للناس كان ثوابه على الناس ، ومن عمل لله كان ثوابه على الله (5).

وأنه : ما عمل أحد عملاً إلا رداه الله به ، إن خيراً فخيراً ، وإن شراً فشراً (6) ( رداه به أي : جعله رداء له، وهو تشبيه أي: أن الله يظهر أثره للناس كالثوب الجميل والقبيح، أو يجعله رداء روحه أو رداءه يوم القيامة ).

وأن الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجاً به ، فإذا صعد بحسناته يقول الله : اجعلوها في سجّين ، إنه ليس إياي أراد به (7).

وأنه للمرائي ثلاث علامات : ينشط إذا رأى الناس ، ويكسل إذا كان وحده ، ويحب أن يحمد في جميع أموره (8).

وأن الله تعالى قال: (أنا خير شريك ، من أشرك معي غيري في عمل عمله ، لم أقبله إلا ما كان لي خالصاً ) (9).

وأنه : من أظهر للناس ما يحب الله وبارز الله بما كرهه لقي الله وهو ماقت له (10).

وأنه : ما يصنع أحدكم أن يظهر حسناً ويسر سيئاً، أليس يرجع إلى نفسه فيعلم أن ذلك ليس كذلك (11) والله يقول : {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ }[القيامة:14].

وأن أيما عبد أسر شراً لم تذهب الأيام حتى يظهر له شراً (12).

ومن أراد الله بالقليل من عمله أظهره الله له أكثر مما أراد ، ومن أراد الناس بالكثير من عمله أبى الله إلا أن يقلله في أعين الناس (13).

وأن الإبقاء على العمل أشد من العمل ، وهو : أن ينفق نفقة لله فتكتب له سراً ، ثم يذكرها فتمحى فتكتب له علانية ، ثم يذكرها فتمحى وتكتب له رياء (14) ( والإبقاء على العمل : شدة المحافظة عليه حتى لا يذهب بتكرار ذكره أو بحسد أو عجب أو غيبة الناس ).

وأن من عمل لغير الله وكله الله إلى عمله (15).

وأنه : لو عمل خيراً فرآه إنسان فسر بذلك لا يكون رياء إذا لم يكن صنع ذلك لذلك (16).

وأن المرائي يخادع الله ، يعمل بما أمره ثم يريد به غيره ، فاتقوا الله واجتنبوا الرياء ، فإنه شرك بالله. إن المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء : يا كافر، يا فاجر ، يا غادر ، يا خاسر، حبط عملك ، وبطل أجرك ، ولا خلاق لك اليوم (17).

وأن أحدكم إذا أتاه الشيطان وهو في صلاته فقال : إنك مراء فليطل صلاته ما بداله (18).

وأن الشرك المنهي في قوله تعالى:{وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}[الكهف:110] شرك رياء(19).

وأن الاشتهار بالعبادة يبة (20).

وأنه : سيأتي على الناس زمان تخبث فيه سرائرهم وتحسن فيه علانيتهم طمعاً في الدنيا ، يكون دينهم رياء لا يخالطهم خوف ، يعمهم الله بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب لهم (21).

وأن الله يقول: ( أنا خير شريك ، من عمل لي ولغيري فهو لمن عمل له غيري ) (22).

وأن الرياء من قلة العقل ، فإنه يعمل ما فيه رضا الله لغير الله ، فلو أنه أخلصه لله لجاءه الذي يريد في أسرع من ذلك (23).

وأن جب الخزي واد في جهنم أعد للمرائين (24).

وأن النجاة أن لا يعمل العبد بطاعة يريد بها الناس (25).

_____________

1ـ الكافي : ج2 ، ص293 ـ الوافي : ج5 ، ص853 ـ بحار الأنوار : ج72 ، ص266.

2ـ الكافي: ج2 ، ص293 ـ وسائل الشيعة: ج1 ، ص52 وج11، ص450 ـ بحار الأنوار:ج5،

ص207 وج68 ، ص209 وج72 ، ص281.

3ـ الكافي : ج2 ، ص293 ـ وسائل الشيعة : ج1 ، ص52 ـ بحار الأنوار : ج72 ، ص281.

4ـ المحجة البيضاء: ج6، ص140ـ بحار الأنوار:ج72، ص266ـ مرآة العقول: ج10،ص87.

5ـ الكافي : ج2 ، ص293 ـ وسائل الشيعة : ج1 ، ص52 ـ بحار الأنوار : ج72 ، ص281.

6ـ الكافي: ج2، ص284ـ بحار الأنوار: ج72، ص284ـ مشكوة الأنوار في غرر الأخبار: ص311.

7ـ الكافي : ج2 ، ص294 ـ بحار الأنوار : ج72 ، ص287.

8ـ الكافي: ج2 ، ص295 ـ المحجة البيضاء : ج6 ، ص144 ـ وسائل الشيعة : ج1 ، ص54 ـ بحار الأنوار : ج72 ، ص206 و288.

9ـ الكافي : ج2 ، ص295 ـ بحار الأنوار : ج72 ، ص288.

10ـ الكافي : ج2 ، ص295 ـ وسائل الشيعة : ج1 ، ص47 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص366 وج72 ، ص288.

11ـ الكافي : ج2 ، ص295 ـ وسائل الشيعة : ج1 ، ص47 ـ بحار الأنوار : ج7 ، ص87 وج71 ، ص368 وج72 وص289.

12ـ الكافي : ج2 ، ص296 ـ بحار الأنوار : ج72 ، ص288.

13ـ الكافي : ج2 ، بحار الأنوار : ج72 ، ص290.

14ـ وسائل الشيعة : ج1 ، ص43 ـ بحار الأنوار : ج70 ، ص233 ـ مرآة العقول : ج7 ، ص80.

15ـ الكافي : ج2 ، ص297 ـ بحار الأنوار : ج72 ، ص292 ـ التنبيهات العلية : ص149.

16ـ الكافي : ج2 ، ص297 ـ بحار الأنوار : ج72 ، ص294.

17 ـ المحجة البيضاء : ج8 ، ص129 ـ بحار الأنوار : ج72 ، ص295.

18 ـ بحار الأنوار : ج72 ، ص295.

19ـ بحار الأنوار : ج72 ، ص297.

20ـ معاني الأخبار : ص195 ـ من لا يحضره الفقيه : ج4 ، ص394 ـ وسائل الشيعة : ج1 ، ص59 ـ بحار الأنوار : ج72 ، ص297 ، ص297 وج77 ، ص112.

21ـ الكافي : ج2 ، ص296 ـ وسائل الشيعة : ج1 ، ص47 ـ بحار الأنوار : ج72 ، 290.

22ـ المحجة البيضاء : ج6 ، ص144 ـ وسائل الشيعة : ج1 ، ص53 ـ بحار الأنوار : ج72 ، ص299 ـ نور الثقلين : ج3 ، ص317.

23ـ بحار الأنوار : ج72 ، ص299.

24ـ بحار الأنوار : ج72 ، ص303.

25ـ بحار الأنوار : ج72 ، ص304.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.