ينمو على سطح الأرض عدد كبير جدا من النباتات، ويمكن بسهولة ملاحظة ان هناك تشابها واختلافا فيما بين هذه النباتات وان التشابه يختلف بدروه، فبينما يكون شديدا في بعض الحالات يكون متوسطا في حالات أخرى. وعلم تقسيم النباتات سعى الى وضع النباتات المتشابهة في مجموعات كبيرة او صغيرة بحسب درجة التشابه بين نباتات كل مجموعة، ووضع كل النباتات كمجموعة كبيرة تتشابه افرادها في كونها نباتات. وسميت هذه المجموعة (بالمملكة النباتية Plant Kingdom) تمييزا لها عن الكائنات الحية الأخرى التي تنتمي الى (المملكة الحيوانية Animal Kingdom).

ومن الناحية العلمية اتفق على ان تكون وحدة التقسيم هي (النوع Species). وهذه الوحدة هي اصغر مجموعة. وتضم النباتات الشبيهة جدا ببعضها والتي يمكن ان يتم التهجين بينها بحرية وسهولة تامة، كما ان افرادها تحتوي على نفس العدد من الكروموسومات، وذلك بالإضافة الى التشابه الكبير من الناحية المورفولوجية. بعد ذلك وضعت الأنواع المتقاربة في الشبه من بعضها في مجموعات اكبر سميت كل مجموعة منها (بالجنس Genus) وطبعا تقل درجة التشابه بين نباتات أنواع الجنس الواحد عنها في داخل النوع الواحد. ثم وضعت بعد ذلك الاجناس المتشابهة في مجموعة اكبر سميت (بالعائلة النباتية Plant Family) ودرجة التشابه في داخل العائلة الواحدة اقل مما في داخل الجنس الواحد. والعائلات المتشابهة بدورها جمعت في (رتب Orders) والرتب المتقاربة وضعت في (صفوف Classes) والصفوف في (اقسام او قبائل Divisions Phyla) وهذه في النهاية تكون المملكة النباتية.

ومن الناحية التطبيقية نجد ان (الجنس) و (النوع) يعطيان لأي نبات اسمه وموضعه في المملكة النباتية بدقة، فنبات القمح مثلا ينتمي الى جنس Triticum، واذا اردنا ان نكون اكثر دقة نجد ان هناك عدة أنواع من القمح، منها القمح الدارج او قمح الخبز واسمه T. aestivum Vulgare، وقمح المكرونة T.Durum، والقمح البلدي T.Pyramiidale وغيرها.

وتستعمل العائلات أيضا بكثرة في الاستدلال على النباتات ومعرفة موضعها في المملكة النباتية. ومن امثلة هذه العائلات: النجيلة Gramineae وتشمل النباتات النجيلية جميعها، والعائلة البقولية Leguminosae التي تحتوي على النباتات البقولية، والعائلة الخبازية Malavaceae، التي ينتمي اليها جنس القطن Gossypium. ومن المعتاد ان ينتهي اسم كل عائلة بالحروف (Aecae) ما عدا العائلتين النجيلية والبقولية.

اما الرتب وتنتهي اسماؤها بالحروف (- ales)، والصفوف وتنتهي اسماؤها بالحروف (eae) او (- ae)، والقبائل او الأقسام وتنتهي اسماؤها بالحروف Phyta، وهي اقل استعمالا من الناحية التطبيقية في الاستدلال على النباتات والاجناس والانواع.

وتنقسم المملكة النباتية عموما الى أربعة اقسام او قبائل كالاتي:

1- قسم النباتات الثالوثية Thallophyta :

ويشمل هذا القسم ابسط أنواع النباتات، وهي توجد عادة في الأماكن الرطبة، وتختلف فيما بينها من نباتات وحيدة الخلية دقيقة الحجم الى نباتات عديدة الخلايا كبيرة الحجم. وينقسم هذا القسم الى قسمين هما: قسم (الطحالب Algae) وقسم (الفطريات Fungi). والطحالب عبارة عن نباتات تحتوي عادة على كلوروفيل، فهي ذاتية التغذية أي يمكنها تكوين المواد الكربوهيدراتية من ثاني أكسيد الكربون والماء والطاقة الشمسية، بينما لا تحتوي الفطريات على مادة الكلوروفيل، ولذلك فأنها لا تستطيع تكوين غذائها بنفسها، فهي تعتمد على غيرها في الحصول على الغذاء الذي تحصل عليه اما بالتطفل Prarastitism أي بالمعيشة على كائنات حية (نباتات او حيوانات). او عن طريق الترمم Saprophytism أي بالمعيشة على مواد عضوية عبارة عن بقايا اجسام ميتة لكائنات نباتية او حيوانية. ولقسم الفطريات الذي تنتمي اليه البكتريا أهمية اقتصادية منها ما هو المفيد والضار.

ومن الفطريات المفيدة ما يساعد على تحليل البقايا النباتية والحيوانية في الأرض الزراعية وتحو العناصر بها الى حالة يسهل على النباتات المنزرعة الاستفادة منها في التغذية. كما تحضر منها بعض المضادات الحيوية مثل البنسلين، كما تدخل بعض الفطريات في صناعة بعض أنواع الجبن. ولكن ترجع الأهمية الكبرى للفطريات في الاضرار التي تسببها. فكثير من الامراض الخطيرة التي تصيب المحاصيل والنباتات الاقتصادية عموما تتسبب عن تطفل الفطريات، ومن هذه الامراض الصدأ والتفحم التي تصيب غالبا محاصيل الحبوب، وامراض الذبول التي تصيب القطن وغيره من النباتات، وامراض البياض الدقيقي والزغبي والتبقع واللفحة وكثير غيرها مما يسبب نقصا كبيرا كل عام في الإنتاج الزراعي في العالم. وللبكتريا كذلك منافع ومضار، ومن فوائدها كما ذكرنا ان بعض أنواعها يعيش في الأرض الزراعية ويلعب دورا هاما في تغذية النباتات، وذلك بتحليل المواد العضوية المعقدة التركيب الى حالة يسهل على النباتات فيها امتصاص ما يلزمه من عناصر غذائية. كما يقوم بعض أنواع البكتريا أيضا بتثبيت الآزوت الجوي اما في التربة او في عقد على جذور نباتات العائلة البقولية. وفي الحالتين تستفيد النباتات من عنصر الآزوت المثبت في التغذية كما تستفيد الأرض من ذلك وتزداد خصوبتها. كما تفيد البكتريا أيضا في تعطين نباتات الالياف كما في الكتان والتيل لتسهيل فصل الالياف عن بقية انسجة الساق الأخرى. اما من ناحية الاضرار فكثير من الامراض النباتية والحيوانية تتسبب عن تطفلات بكتيرية مما يؤدي في كثير من الأحيان الى تدهور في الإنتاج الزراعي.

2- قسم النباتات الحزازية Bryophyta:

3- قسم النباتات السرخسية Pteridophtya:

وليس لهذين القسمين أهمية زراعية كبيرة، وقد تشمل أنواعا يمكن استخدامها كنباتات للزينة وأخرى تكون ضارة لأنها تنمو كحشائش في بعض الحقول.

4- قسم النباتات البذرية Spermatophyta:

ويحتوي هذا القسم على آلاف الأنواع التي تعتبر ارقى الأنواع النباتية. وتمتاز نباتات هذا القسم باحتوائها على أعضاء زهرية تتكون بها البذور بعد إتمام عمليتي التلقيح والاخصاب. وينقسم هذا القسم الى صفين: الأول النباتات عارية البذور مثل النباتات المخروطية التي تحمل البذور في مخاريط Cones مثل نبات الصنوبر. وتشمل هذه المجموعة ما يقرب من الف نوع. وبعض هذه الأنواع مفيد لاستخدامه في صناعة الاخشاب والسليلوز وكأشجار للزينة، والثاني نباتات مغطاة البذور.

وتعتبر النباتات مغطاة البذور ارقى أنواع النباتات، ويطلق عليها تجاوزا اسم النباتات الزهرية. ومعظم غذائنا وملابسنا وجزء كبير من مواد مساكننا ناتج من نباتات هذه المجموعة، وتقع النباتات مغطاة البذور تحت صفين Sub- Classesهما نباتات ذات الفلقة الواحدة Monocotyledons ونباتات ذات الفلقتين Dicotyledons. وتحتوي بادرات نباتات المجموعة الأولى على ورقة فلقية Seed Leaf واحدة، بينما تحتوي بادرات نباتات المجموعة الثانية على ورقتين فلقيتين عند العقدة الأولى, ويمكن توضيح طريقة تقسيم النباتات البذرية بتسلسل تسمية كل من القمح والقطن المصري والبرسيم المصري كما في جدول (1).