أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2017
2030
التاريخ: 2023-04-20
1051
التاريخ: 15-8-2017
2080
التاريخ: 11-4-2017
5740
|
من الحقيقة بمكان إن الشعور بالمسؤولية، والالتزام بالتكاليف الشرعية، والمفاهيم الدينية المفروضة على الانسان وتجسيدها على أرض الواقع، من اهم الاسس لسعادة الفرد والمجتمع، لذلك قرر الاسلام ان تبتني تربيته للناشئة والاطفال بصورة خاصة والامة بصورة عامة على الشعور بالمسؤولية.
ان الشعور بالمسؤولية والقيام بأداء التكاليف الشرعية لا يحصلان في الواقع ما لم يكن هناك ايمان ثابت وخالص بالله تعالى وقوانين شريعته الغراء. وعليه ينبغي ان يتحقق ذلك الايمان ويحصل ذلك الشعور عند المسلم ليكون مستنداً لتضمين السعادة الواقعية في الحياة.
لذا نرى الإمام زين العابدين (عليه السلام) يؤكد على تكليف الانسان في احدى كلماته القيمة، حيث يقول:
(اعلم رحمك الله، ان للهِ عليك حقوقاً محيطة بك في كل حركة تحركها او سكنة سكنتها او منزلة نزلتها، او جارحة قلبتها، او آلة تصرفت بها بعضها اكثر من بعض)(1).
نعم، ان حقوق الله على الانسان محيطة به، بعضها اكبر من بعض، والانسان مسؤول عن تأديتها وهو لا يتحمل مسؤولية غيره، والذي يهتدي لتحمل المسؤولية فلنفسه، وان لم يهتد فعليها ولا يتحمل وزره غيره.
يقول الله تبارك وتعالى في كتابه المجيد:{مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[الإسراء:15](2).
والواقع، ان الايمان الحقيقي بالله سبحانه يخلق في أعماق كيان الانسان قوة تحثه وتدفعه إلى أداء تكاليفه ومسؤولياته، ولا يغيب عنا وجود الفطرة التي جُبل الانسان عليها، اضافة إلى دعوة الضمير والوجدان الاخلاقي إلى تأدية المسؤولية والتكاليف المنوطة بالإنسان وبتأديتها يشعر بالسرور والاطمئنان النفسي.
ان الدين والضمير الاخلاقي يعملان معا جنباً إلى جنب من أجل تنفيذ الخير على يد الانسان، وهما اللذان يشكلان المستند الاساسي لأداء مختلف التكاليف وانواع المسؤولية وهما معا يمنعان من انحراف الانسان وانجرافه إلى هاوية السقوط.
اجل، إن الضمير والوجدان لهما قيمة لا يُستهان بها في ضمان سعادة الانسان الا انهما يستندان
إلى الايمان لأنه هو الذي يهدي الضمير ويرشد الوجدان، ولا يتكلف بتنفيذ أوامر العرف والسنن الاجتماعية.
نعم، ان الذي يؤمن بالله ايماناً حقيقياً وقد تيقظت في ذاته فطرة التوحيد هو الذي يستجيب لنداء ضميره استجابة تامة ولا يرى صعوبة في اداء التكاليف والمسؤوليات المناطة به، بل يبادر إلى القيام بها بكل همة ونشاط واشتياق.
وهكذا يتبين بوضوح وجلاء ان الايمان هو الاساس لأداء التكاليف والشعور بالمسؤولية وتحقيق السعادة في الحياة، لذا يتحتم على الآباء والمربين ان يهتموا بغرس الايمان الخالص في نفوس الاطفال والناشئة وخصوصاً في بدايات العمر بما يتناسب مع مستوياتهم العقلية والفكرية والعاطفية، لينشأوا اسوياء سعداء صالحين واعضاء نافعين لامتهم ووطنهم وهذا غيض من فيض للآثار المترتبة على الإيمان بالله القادر الحكيم وبشريعته المقدسة وما خفي علينا اكثر واعظم لان هذا الايمان هو المنبع الثر لكل القيم الرفيعة والمثل العليا في الحياة الانسانية، وهو القوة الديناميكية المحركة والدافعة والباعثة لقوى الانسان وكنوز طاقاته العقلية والجسدية والروحية. ولولا هذه الطاقات التي حررها الايمان الصافي لم يحصل التغيير الحقيقي النافع للإنسان البتّة.
_______________
1- انظر رسالة الاخلاق : ص152 نقلاً عن : شاهراه خو شبختي : ص264 بالفارسية.
2ـ المصدر نفسه .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|