المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الحد من استنزاف الموارد المائية
3-1-2016
المفعول الكهروضوئي والنظرية الجسيمية والموجية:
2023-10-22
Paramagnetism at High Temperature
30-8-2016
الفعل الأجوف وأحكامه
18-02-2015
معيار تطبيق القانون الإداري في السودان
25-9-2018
Expression Libraries
8-5-2016


الايمان اساس الشعور بالمسؤولية  
  
7050   12:41 مساءاً   التاريخ: 4-1-2017
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص263-265
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2017 2030
التاريخ: 2023-04-20 1051
التاريخ: 15-8-2017 2080
التاريخ: 11-4-2017 5740

من الحقيقة بمكان إن الشعور بالمسؤولية، والالتزام بالتكاليف الشرعية، والمفاهيم الدينية المفروضة على الانسان وتجسيدها على أرض الواقع، من اهم الاسس لسعادة الفرد والمجتمع، لذلك قرر الاسلام ان تبتني تربيته للناشئة والاطفال بصورة خاصة والامة بصورة عامة على الشعور بالمسؤولية.

ان الشعور بالمسؤولية والقيام بأداء التكاليف الشرعية لا يحصلان في الواقع ما لم يكن هناك ايمان ثابت وخالص بالله تعالى وقوانين شريعته الغراء. وعليه ينبغي ان يتحقق ذلك الايمان ويحصل ذلك الشعور عند المسلم ليكون مستنداً لتضمين السعادة الواقعية في الحياة.

لذا نرى الإمام زين العابدين (عليه السلام) يؤكد على تكليف الانسان في احدى كلماته القيمة، حيث يقول:

(اعلم رحمك الله، ان للهِ عليك حقوقاً محيطة بك في كل حركة تحركها او سكنة سكنتها او منزلة نزلتها، او جارحة قلبتها، او آلة تصرفت بها بعضها اكثر من بعض)(1).

نعم، ان حقوق الله على الانسان محيطة به، بعضها اكبر من بعض، والانسان مسؤول عن تأديتها وهو لا يتحمل مسؤولية غيره، والذي يهتدي لتحمل المسؤولية فلنفسه، وان لم يهتد فعليها ولا يتحمل وزره غيره.

يقول الله تبارك وتعالى في كتابه المجيد:{مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[الإسراء:15](2).

والواقع، ان الايمان الحقيقي بالله سبحانه يخلق في أعماق كيان الانسان قوة تحثه وتدفعه إلى أداء تكاليفه ومسؤولياته، ولا يغيب عنا وجود الفطرة التي جُبل الانسان عليها، اضافة إلى دعوة الضمير والوجدان الاخلاقي إلى تأدية المسؤولية والتكاليف المنوطة بالإنسان وبتأديتها يشعر بالسرور والاطمئنان النفسي.

ان الدين والضمير الاخلاقي يعملان معا جنباً إلى جنب من أجل تنفيذ الخير على يد الانسان، وهما اللذان يشكلان المستند الاساسي لأداء مختلف التكاليف وانواع المسؤولية وهما معا يمنعان من انحراف الانسان وانجرافه إلى هاوية السقوط.

اجل، إن الضمير والوجدان لهما قيمة لا يُستهان بها في ضمان سعادة الانسان الا انهما يستندان

إلى الايمان لأنه هو الذي يهدي الضمير ويرشد الوجدان، ولا يتكلف بتنفيذ         أوامر العرف والسنن الاجتماعية.

نعم، ان الذي يؤمن بالله ايماناً حقيقياً وقد تيقظت في ذاته فطرة التوحيد هو الذي يستجيب لنداء ضميره استجابة تامة ولا يرى صعوبة في اداء التكاليف والمسؤوليات المناطة به، بل يبادر إلى القيام بها بكل همة ونشاط واشتياق.

وهكذا يتبين بوضوح وجلاء ان الايمان هو الاساس لأداء التكاليف والشعور بالمسؤولية وتحقيق السعادة في الحياة، لذا يتحتم على الآباء والمربين ان يهتموا بغرس الايمان الخالص في نفوس الاطفال والناشئة وخصوصاً في بدايات العمر بما يتناسب مع مستوياتهم العقلية والفكرية والعاطفية، لينشأوا اسوياء سعداء صالحين واعضاء نافعين لامتهم ووطنهم وهذا غيض من فيض للآثار المترتبة على الإيمان بالله القادر الحكيم وبشريعته المقدسة وما خفي علينا اكثر واعظم لان هذا الايمان هو المنبع الثر لكل القيم الرفيعة والمثل العليا في الحياة الانسانية، وهو القوة الديناميكية المحركة والدافعة والباعثة لقوى الانسان وكنوز طاقاته العقلية والجسدية والروحية. ولولا هذه الطاقات التي حررها الايمان الصافي لم يحصل التغيير الحقيقي النافع للإنسان البتّة.

_______________

1- انظر رسالة الاخلاق : ص152 نقلاً عن : شاهراه خو شبختي : ص264 بالفارسية.

2ـ المصدر نفسه .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.