المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4880 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

حزن قارن فرحا
28-6-2017
السماء
7-10-2014
ما الذي يحدد فيما اذا كانت اليرقة الانثى للزنبور ستنمو الى شغالة او ملكة تكاثرية؟
25-2-2021
Phonological system
2024-04-12
الإنسان وحاجته للمجتمع
2023-06-08
لزوم التتابع في كلّ صوم ما عدا أربعة
15-12-2015


الاستطاعة وبيان احكامها  
  
625   10:50 صباحاً   التاريخ: 20-11-2014
المؤلف : الشيخ الطوسي
الكتاب أو المصدر : الاقتصاد
الجزء والصفحة : ص 59
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / التكليف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-07-2015 777
التاريخ: 6-08-2015 799
التاريخ: 6-08-2015 973
التاريخ: 6-08-2015 1109

ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﺑﺪﻻﻟﺔ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﻭﺗﻌﺬﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻣﻊ ﻣﺴﺎﻭﺍﺗﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ، ﻭﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺻﺢ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻔﺎﺭﻗﺎ ﻟﻤﻦ ﺗﻌﺬﺭ ﻋﻠﻴﻪ (1)، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻟﺤﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﺟﺰﺍﺋﻬﺎ ﻷﻥ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺭﺍﺟﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ. ﻓﺒﻄﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺃﻭ ﺍﻋﺘﺪﺍﻝ ﺍﻷﻣﺰﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻗﻮﺍﻟﻬﻢ. ﻷﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ.

ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﻨﻰ، ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺘﺠﺪﺩ ﻣﻊ ﺟﻮﺍﺯ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺘﺠﺪﺩ ﻣﻊ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻟﺸﺮﻭﻁ، ﻭﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﺛﺒﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ، ﻓﻴﺠﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺸﺊ ﻭﺑﻤﺜﻠﻪ ﻭﺑﺨﻼﻓﻪ ﻭﺑﻀﺪﻩ، ﺑﺪﻻﻟﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﺻﺢ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺫﻟﻚ. ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻳﻤﻨﺔ ﻗﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻳﺴﺮﺓ، ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺘﻴﻦ ﻣﺘﻀﺎﺩﻳﻦ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ ﻭﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﺟﻨﺎﺳﻬﺎ ﻭﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻫﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻣﺘﻀﺎﺩﺓ. ﻓﺪﻝ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺸﺊ ﻭﺑﻤﺜﻠﻪ ﻭﺑﺨﻼﻓﻪ ﻭﺿﺪﻩ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺿﺪ. ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺑﺎﻟﺸﺊ ﻭﺑﻀﺪﻩ ﻭﺑﺨﻼﻓﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﻊ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺑﺤﺴﺐ ﺩﻭﺍﻋﻴﻪ ﻭﺃﺣﻮﺍﻟﻪ، ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ، ﻓﻜﺎﻥ ﻻ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻮﻩ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻳﻘﻊ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻘﻌﻮﺩ ﻭﻣﻦ ﺩﻋﺎﻩ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﻗﻊ ﻣﻨﻪ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ، ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ. ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻮﺟﺒﺔ ﻟﻠﻔﻌﻞ ﺑﻞ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﺑﺪﻻﻟﺔ ﺃﻥ ﻣﻘﺪﻭﺭ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﺪﻭﺍﻋﻴﻪ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﺒﺔ ﻟﺒﻄﻞ ﺫﻟﻚ.

ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻪ، ﺑﺪﻻﻟﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻴﺨﺮﺝ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻓﻠﻮ ﻭﺟﺪ ﻣﻘﺪﻭﺭﻫﺎ ﻻﺳﺘﻐﻨﻰ ﻋﻨﻬﺎ. ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻳﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺑﻼ ﺷﻚ، ﻭﻻ ﻋﻠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺇﻻ ﻭﺟﻮﺩﻩ، ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺣﺎﻝ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺃﻳﻀﺎ. ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﻘﺪ ﺩﻟﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺪﻳﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺤﺎﻝ، ﻓﺈﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻓﺒﺴﻮﺀ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ (2) ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻟﻤﺎ ﺣﺴﻦ ﺗﻜﻠﻴﻔﻪ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻷﻥ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﺎﻕ ﻗﺒﻴﺢ ﻭﺃﺟﻤﻌﺖ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻜﻠﻒ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ.

ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﺇﻥ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﺎﻕ ﻗﺒﻴﺢ، ﻷﻧﻪ ﻣﺮﻛﻮﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻗﺒﺢ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻧﻘﻂ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﻒ ﻭﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﺍﻟﻌﺎﺟﺰ ﺣﻤﻞ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻘﺎﻝ ﻭﻧﻘﻠﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻘﺒﺢ ﺫﻟﻚ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﻻ ﻋﻠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻄﺎﻕ. ﻭﻣﻦ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺣﺴﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺤﺴﻦ ﻣﻨﺎ ﻣﻜﺎﻟﻤﺘﻪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻨﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﻠﻄﻪ ﺑﻀﺮﺏ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﺗﻀﺮﺏ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﻓﺴﻄﺎﺋﻴﺔ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻨﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﻓﻌﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺍﺕ ﻭﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺎﺕ، ﻭﺇﻻ ﻓﺎﻻﺣﺘﻴﺎﺝ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻌﻬﻢ ﻷﻥ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺼﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻐﻤﺾ ﻟﻴﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﻀﺢ، ﻓﻤﻦ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺎﺕ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﻪ ﺑﺎﻟﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻭﺿﺢ ﻣﻨﻪ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﺷﺊ ﺃﻭﺿﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺎﺕ ﻓﻤﻦ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﺳﺪ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ. ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻘﻮﻟﻨﺎ " ﺗﻜﻠﻴﻒ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﺎﻕ " ﻫﻮ ﻛﻠﻤﺎ ﻳﺘﻌﺬﺭ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻵﻟﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﻞ ﻳﺘﺴﺎﻭﻯ ﻓﻲ ﻗﺒﺢ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻭﺇﻥ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ.

 __________________

(1) ﻟﻤﻦ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ.

(2) قادرا.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.