المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر  
  
2188   10:27 صباحاً   التاريخ: 15-12-2016
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : التربية الفاشلة وطرق علاجها
الجزء والصفحة : ص53-54
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

جاء في زبدة الأحكام في باب الأمر بالمعروف ما يفيد في المقام :

مسألة 1- لو لم يحصل المطلوب إلا بالضرب والإيلام فالظاهر جوازهما مراعيا للأيسر فالأيسر والأسهل فالأسهل , وينبغي الاستئذان من الفقيه الجامع للشرائط , بل ينبغي لذلك بالحبس والتحريج ونحوهما .

مسالة 2- لو كان الإنكار موجبا للجر الى الجرح أو القتل فلا يجوز إلا بإذن الإمام (عليه السلام) على الأقوى , ويقوم في هذا الزمان الفقيه الجامع للشرائط مقامه مع حصول الشرائط .

مسألة 3- ينبغي أن يكون الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر في أمره ونهيه ومراتب إنكاره كالطبيب المعالج المشفق, والأب الشفيق المراعي مصلحة المرتكب, وأن يكون إنكاره لطفا ورحمة عليه خاصة, وعلى الأمة عامة, وأن يجرد قصده لله تعالى ولمرضاته, ويخلص عمله ذلك من شوائب الأهواء النفسانية وإظهار العلو, وأن لا يرى نفسه منزهة, ولا لها علوا أو رفعة على المرتكب, فربما كانت للمرتكب ـ ولو للكبائر ـ صفات نفسانية مرضية لله تعالى أحبه لها وإن أبغض عمله, وربما كان الآمر والناهي بعكس ذلك وإن خفي على نفسه .

مسألة 4- من أعظم أفراد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأشرفها وألطفها واشدها تأثيرا وأوقعها في النفوس ـ سيما إذا كان الآمر أو الناهي من علماء الدين ـ هو الصادر عمن يكون لابسا رداء المعروف ـ واجبه ومندوبه ـ ومتجنبا المنكر بل المكروه, تخلقا بأخلاق الأنبياء والروحانيين, منزها عن أخلاق السفهاء وأهل الدنيا, حتى يكون بفعله وزيّه وأخلاقه آمرا وناهيا, ويقتدي به الناس, وإذا كان ـ والعياذ بالله تعالى ـ بخلاف ذلك, ورأى الناس أن العالم المدعي لخلافة الأنبياء وزعامة الأمة غير عامل بما يقول, صار ذلك موجبا لضعف عقيدتهم وجرأتهم على المعاصي وسوء ظنهم بالسلف الصالح. فعلى العلماء أن يتجنبوا مواضع التهم, وأعظمها التقرب الى سلاطين الجور والرؤساء الظلمة, وإلا أعرضوا عنه ورفضوه, فإنه غير روحاني تلبس بزي الروحانيين, وشيطان في رداء العلماء, نعوذ بالله من مثله ومن شره على الإسلام .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.