أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-6-2016
14950
التاريخ: 3/9/2022
1400
التاريخ: 16-5-2022
1383
التاريخ: 20/12/2022
1081
|
... يهمني في البداية ان اشير الى (نحو حملة قومية ووطنية لغرس عادة القراءة عند الاطفال)، و(من أجل ان تؤتي شجرة القراءة ثمارها)، وتتضمن الكثير من سبل تحبيب الاطفال في القراءة.. وقد اعتمدت هنا على عدد من الكتب التي تعمقت في موضوع تنمية قراءات الاطفال ليصبحوا قرّاء محبين مغرمين عائقين للكتاب على مدى العمر، ولتصبح القراءة بالنسبة اليهم كالغذاء والماء والهواء.. والسبيل الى ذلك واضح : ان نبدأ مبكرين معهم، على ان نكون قدوة لهم، وهذا لا يكفي، اذ لا بد من جهد يبذل، وهو مهما كان ثقيلا ومرهقا الا انه يستحق ان نقوم به، لان ثماره اكثر من رائعة، والكتاب رافد يثري قارئه على مدى العمر، وهو سيد ادوات المعرفة، وهو يضاعف حياته ليجعلها اكثر من حياة، يعيشها مع السطور المطبوعة التي تنفذ الى العقل والوجدان معا.. وبودي ان اشير الى ان قراءة هذه الورقة، وحدها، لا تكفي، ولا بد من الرجوع الى الاوراق السابقة التي تعد جزءا لا يتجزأ من سلسلة تستهدف وضع اقدام ابنائنا على طريق القراءة ليمضوا فيه قدماً..
ـ تعلم الطفل للقراءة كتعلمه الجلوس والمشي :
يبدأ الطفل حياته، كفرد، مستلقيا في فراشه، او في حضن امه.. ونبدأ في تدريبه على ان يجلس، بأيدينا وبالوسائد، الى ان يعتمد على نفسه في ذلك.. ثم يحاول ان يقف على قدميه، مستندا الى شيء ما، الى ان يتمكن من الوقوف وحده.. ويبدأ بعد ان يتعثر بعض الوقت.. ثم يتعلم كيف ينطلق ويجري، وبأقصى سرعة.. وهناك دائما دوافع للرضيع على الجلوس، ثم الوقوف، فالمشي، ثم الجري.. وهذه هي الخطوات نفسها التي يجب ان نلتمسها ونتبعها مع القراءة الى ان يصبح حافزه اليها ودافعه نحوها قدرته الخاصة ورغبته الجادة، على ان تنبعث من داخله...
والسؤال الذي يطرح باستمرار :
كيف نجعل ذلك طبيعيا، تلقائياً؟ وكيف نحببه ـ وسط الاسرة - في القراءة، كشيء ممتع، محبب، يصل الى حد الغرام المستمر، بل والعشق الصوفي؟
والعبارة التي تصدرت حديثنا هنا منحوتة على جدار مصري فرعوني تؤكد على ان الانسان منذ فجر التاريخ قد سعى الى هذا الهدف الجليل، وبحث عن سبيل تحقيقه، وعمل من اجله.. والطفل قد يترك ليعيش في غياهب الامية، وقد يتعلم القراءة، ولكنه لا يحسنها، وربما يكون قد تعلمها بقدر كاف، لكنه لا يقبل عليها، ويبدي بوضوح عزوفه عنها، وعدم الميل اليها.. وفي هذه الحالة ما من احد قادر على ان يحببه فيها ، ويربطه بها قدر الاسرة، والابوين بالتحديد.. وهو اذا ما اصبح طفلا قارئا نشعر بالاطمئنان نحو تعليمه، ودراسته؛ لان القراءة مفتاح النجاح الى كل المواد التي يتلقاها في مدرسته، أيا كانت. وكثيرون يفشلون في الرياضيات لسبب بسيط، هو انهم لا يفهمون مسائلها، ويحدث الشيء نفسه بالنسبة الى العلوم التكنولوجيا، فضلا عن العلوم الاجتماعية والآداب، والفنون وما الى ذلك...
القراءة مدخل للتعليم، واوسع ابوابه، وسوف تثير لديهم كماً كبيرا من الفضول كلما اقبلوا عليها، وسوف تفتح شهيتهم اليها كما يحدث من رائحة الطعام. وكلما زاد حب الاستطلاع لديهم، زادت قراءاتهم، وتحسنت، وراحوا يتعرفون على عالمهم بصورة افضل، وثريت حياتهم بشكل اكبر، واكتسبوا من المهارات ما يعينهم على صياغة مستقبلهم.
وكما تنمو العضلات بالتدريب والرياضة، ينمو العقل وقواه بفضل القصف الذهني الذي تحدثه القراءة المتوالية في شتى الموضوعات، لكي يصبح قارئا على مدى العمر كله، ويصبح الكتاب مصدرا للمعرفة، ورفيقا مستمرا فيه متعة وسلوى ؛ لأن الكتب تقوم بتكثيف الافكار، وبلورة الآراء، واثارة المشاعر والاحاسيس بما بعد اضافة حقيقة لحياتنا وايامنا على هذه الارض، بجانب تراكمها طبقات فوق طبقات بصورة تصبح معها منجما او كنزا يمكن لصاحبه ان يسحب منه ما يشاء ساعة ان يشاء.. ويقول (الدوس هكسلي) : (ان من يعرف كيف يقرا، تصبح لديه القدرة على تحقيق ذاته، والرقي بنفسه، ومضاعفة اساليب حياته، وادراك اسباب وجوده، بجانب ان ذلك يجعل ايامه مليئة وثرية وشائقة وهامة وجديرة بان تعاش).
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|