أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-10-2019
1874
التاريخ: 21-5-2021
2832
التاريخ: 4-12-2016
2265
التاريخ: 21-5-2021
2786
|
مع أحبار اليهود:
ونصبت أحبار اليهود ـ غالباً ـ العداوة لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بغياً وحسداً وضغناً لما خص اللّه به العرب من النبوّة، حيث جعلها في ولد اسماعيل، وأخرجها من ولد اسحاق، فقالوا: لا نكون تبعاً لولد اسماعيل أبداً.
هذا مع ان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) قد كان وادعهم وكتب بينه وبينهم كتاباً على أن لا يعينوا على رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ولا على أحد من أصحابه بلسان ولا يد ولا بسلاح ولا بكراع في السرّ والعلانية، لا بليل ولا بنهار، واللّه بذلك عليهم شهيد، فإن فعلوا فرسول اللّه (صلى الله عليه وآله) في حلّ من سفك دمائهم، وسبي ذراريهم ونسائهم، وأخذ أموالهم.
وكانوا ثلاث قبائل:
1 ـ بنو قينقاع، وقد تولّى أمرهم: (المخيريق).
2 ـ بنو النضير، وقد تولّى أمرهم: (يحيى بن أخطب).
3 ـ بنو قريظة، وقد تولّى أمرهم: (كعب بن أسد).
فحاربته الثلاث، فمنّ (صلى الله عليه وآله) على بني قينقاع، وأجلى بني النضير، وقتل بني قريظة....
اسلام ابن سلام:
كان ابن سلام من علماء اليهود، في المدينة المنوّرة ومن أحبارهم، فلما جاء النبي (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة جاء عبداللّه بن سلام إليه يسأله عن أشياء قال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهنّ إلاّ نبي: ما أول أشراط الساعة، وما أول طعام يأكله أهل الجنّة، وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى اُمّه؟
قال (صلى الله عليه وآله): أخبرني به جبرائيل آنفاً.
قال ابن سلام: ذاك عدو اليهود من الملائكة.
قال (صلى الله عليه وآله): أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنّة فزيادة كبد الحوت، وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد إلى أبيه، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزع الولد إلى اُمّه.
قال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّك رسول اللّه، وأنّك جئت بحق، وقد علمت اليهود انّي سيّدهم وابن سيّدهم وعالمهم وابن عالمهم، فادعُهم فاسألهم عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت، فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت قالوا فيّ ما ليس فيَّ.
فأرسل نبي اللّه (صلى الله عليه وآله) إلى اليهود فدخلوا عليه. فقال لهم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): يا معشر اليهود اتقوا اللّه، فوالذي لا إله إلاّ هو إنكم لتعلمون أنّي رسول اللّه حقّاً وأنّي جئتكم بحق، فأسلموا.
قالوا: ما نعلمه، قالوا ذلك للنبي (صلى الله عليه وآله) ثلاث مرّات.
قال (صلى الله عليه وآله): فأيّ رجل فيكم عبداللّه بن سلام؟
قالوا: ذاك خيرنا وابن خيرنا، وسيّدنا وابن سيّدنا، وعالمنا وابن عالمنا.
قال: أفرأيتم إن أسلم أتسلمون؟
قالوا: حاشا للّه، ما كان ليسلم.
قال: أفرأيتم إن أسلم؟
قالوا: حاشا للّه ما كان ليسلم.
قال: أفرأيتم إن أسلم؟
قالوا: حاشا للّه ما كان ليسلم.
قال (صلى الله عليه وآله): يا ابن سلام اخرج عليهم.
فخرج إليهم فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأشهد أنّ محمّداً رسول اللّه، يا معشر اليهود اتقوا اللّه فو اللّه الذي لا إله إلاّ هو إنكم تعلمون أنه رسول اللّه وأنه جاء بحقّ.
فقالوا: كذبت انك أنت شرّنا وابن شرّنا، وجاهلنا وابن جاهلنا ونقصوه.
فقال ابن سلام: هذا ما كنت أخاف يا رسول اللّه، فقد أخبرتك ان اليهود قوم بهت.
المخيريق يعلن اسلامه:
وكان الذي تولّى أمر اليهود من بني القينقاع يقال له: (مخيريق)، وكان خيرهم، وكان حبراً عالماً، وكان غنياً كثير الأموال والأملاك، وكان يعرف رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بصفته وما يجد في علمه، فقال لقومه: تعلمون انه النبي المبعوث فهلمّوا نؤمن به ونكون قد أدركنا الكتابين.
فلم يجبه قينقاع إلى ما دعاهم إليه، وغلب عليه إلف دينه، فلم يزل على ذلك حتى إذا كان يوم اُحد وكان يوم السبت قال: يا معشر اليهود، واللّه إنكم لتعلمون أن نصر محمد عليكم لحق.
قالوا: ان اليوم يوم السبت.
قال: لا سبت لكم.
ثم أخذ سلاحه فخرج حتى أتى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وأصحابه بأحد، وعهد إلى من وراءه من قومه إن قتلت في هذا اليوم فأموالي لمحمد (صلى الله عليه وآله) يصنع فيها ما أراه اللّه.
فلما اقتتل الناس قاتل حتى قُتل، وذلك بعد أن أسلم، فاستلم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أمواله ووهبها بأمر من اللّه تعالى للصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء(عليه والسلام) وكانت حيطان سبعة.
مع ابني أخطب:
عن صفية بنت حُيي أنها قالت: كنت أحب ولد أبي إليه وإلى عمي أبي ياسر، ولم ألقهما قط مع ولد لهما إلا أخذاني دونه.
قالت: فلما قدم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) المدينة ونزل قبا في بني عمرو بن عوف، غدا عليه أبي حُيي بن أخطب وعمي أبو ياسر بن أخطب مغلسين.
قالت: فلم يرجعا حتى كان مع غروب الشمس. فأتيا كالّين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينا.
قالت: فهششت اليهما كما كنت أصنع، فواللّه ما التفت إليّ واحد منهما مع ما بهما من الغم، وسمعت عمي (أبا ياسر) وهو يقول لأبي (حيي) : أهو، هو؟
قال: نعم واللّه.
قال: تعرفه وتثبته؟
قال: نعم.
قال: فما في نفسك؟
قال: عداوته واللّه ما بقيت.
مكائد اليهود وتلبيسهم:
جاء اليهود إلى المدينة واستوطنوها ليدركوا النبي (صلى الله عليه وآله) فكانوا يستفتحون به على الأوس والخزرج قبل مبعثه، فلما بعثه اللّه من العرب كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولون فيه.
فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء بن معرور أخو بني سلمة: يا معشر اليهود اتّقوا اللّه وأسلموا، فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد (صلى الله عليه وآله)، ونحن أهل شرك وتخبروننا أنه مبعوث وتصفونه لنا بصفته.
فقال سلام بن مشكم أحد بني النضير: ما جاءنا بشيء نعرفه، وما هو بالذي نذكره لكم، فأنزل اللّه تعالى في ذلك: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [البقرة: 89] (1).
وقال ابن صلويا لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله): يا محمد ما جئتنا بشيء نعرفه، وما أنزل اللّه عليك من آية بيّنة فنتّبعك لها.
فأنزل اللّه في ذلك من قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} [البقرة: 99] (2).
وقال رافع بن حريملة ووهب بن زيد: يا محمد ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرأه، وفجّر لنا أنهاراً نتّبعك ونصدقك.
فأنزل اللّه تعالى في ذلك من قولهما: (أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل) {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} [البقرة: 108] (3).
وكان حيي بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشد اليهود حسداً للعرب، لما خصّهم اللّه برسوله (صلى الله عليه وآله)، فكانا جاهدين في رد الناس عن الإسلام بما استطاعا، فأنزل اللّه تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} [البقرة: 109] (4).
ودعا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) اليهود من أهل الكتاب إلى الإسلام ورغبهم فيه وحذرهم عذاب اللّه ونقمته، فقال له رافع بن خارجة ومالك بن عوف: بل نتبع يا محمد ما وجدنا عليه آباءنا، فهم كانوا أعلم منّا وخيراً منا، فأنزل اللّه تعالى في ذلك: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [البقرة: 170] (5).
اليهود وتأجيج العداوات:
وكان شأس بن قيس شيخاً قد عتا، عظيم الكفر، شديد الطعن على المسلمين، شديد الحسد لهم، فمرّ على نفر من أصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدّثون فيه، فغاظه ما رأى من الفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية. فقال: قد اجتمع ملأ بني قيلة في هذه البلاد، لا واللّه ما لنا معهم إذا اجتمع ملأهم بها من قرار.
فأمر فتى شاباً من اليهود كان معه فقال: اعمد إليهم واجلس معهم، ثم ذكرهم يوم بعاث وما كان قبله، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار.
وكان يوم بعاث يوماً اقتتلت فيه الأوس والخزرج، فكان الظفر فيه للأوس على الخزرج، وكان على الأوس يومئذ حضير بن سماك أبو أسيد بن حضير، وعلى الخزرج عمرو بن النعمان البياضي، فقتلا جميعاً.
ففعل الفتى، فتكلّم القوم عند ذلك وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب ـ أوس بن قيظى أحد بني حارثة بن الحارث بن الأوس، وجبّار بن صخر أحد بني سلمة من الخزرج ـ فتقاولا، ثم قال أحدهما لصاحبه: إن شئتم رددناها جذعة، فغضب الفريقان جميعاً وقالوا: قد فعلنا، موعدكم الظاهرة(6). السلاح، السلاح.
فخرجوا إليها، فبلغ ذلك رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين من أصحابه حتى جاءهم فقال: يا معشر المسلمين، اللّه اللّه، أبدعوا الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم اللّه للإسلام وأكرمكم به وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر وألّف به بين قلوبكم؟
فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان، وكيد من عدوّهم، فبكوا وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضاً، ثم انصرفوا مع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) سامعين مطيعين، وقد أطفأ اللّه عنهم كيد عدوّ اللّه، فأنزل اللّه تعالى في شأس بن قيس وما صنع:
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [آل عمران: 98، 99] (7).
وأنزل اللّه سبحانه في أوس بن قيظي وجبار بن صخر وكان معهما من قومهما: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} [آل عمران: 100] (8)، إلى قوله تعالى: ({وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [آل عمران: 101])(9).
__________
(1) البقرة : 89.
(2) البقرة : 99.
(3) البقرة : 108.
(4) البقرة : 109.
(5) البقرة : 170.
(6) والظاهرة: الحرة.
(7) آل عمران: 98 - 99.
(8) آل عمران: 100.
(9) آل عمران: 101.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
الزائرون يحيون ليلة الجمعة الأخيرة من شهر ربيع الآخر عند مرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)
|
|
|