أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-6-2020
2453
التاريخ: 19-7-2022
1588
التاريخ: 1-12-2016
1854
التاريخ: 1-12-2016
1949
|
اذا فكرت في ذلك قليلا ونظرت حولك ولاحظت المباني الشاهقة والبواخر الضخمة والطائرات، واذا لاحظت الأشياء المحيطة بك مثل التليفون والكمبيوتر والفاكس والتلفاز وماكينات التصوير والراديو، تجد ان كل ما تتمتع به اليوم كان في يوم من الايام احلاما وتخيلات لأشخاص آخرين.. فالأحلام هي نقطة البداية لأي نجاح، وهي العامل الأساسي لأي انجاز وأجمل شيء في خيالنا وأحلامنا إنها بلا حدود.
- قال جورج برناردشو (التخيل هو بداية الابتكار).
- وقال ألبرت أينشتين (التخيل اهم من المعرفة).
- وقال فرانسيس بيكون (التخيل يشكل العالم).
كان فريد سميث مؤسس شركة فيديرال إكسبريس تلميذاً في جامعة بيل الامريكية، وفي احدى المواد الدراسية طلب من الطلاب عمل مشروع يمثل حلم من احلامهم.. فكتب فريد سميث خطة مشروع تفصيلي عن انشاء شركة لتوصيل الطرود لأي مكان في العالم في اليوم التالي لاستلامها. وكان راي اساتذته انها فكرة تعبر عن حلم ساذج لن يتحقق، وقيل له وقتها انه لن يكون هناك من يحتاج مثل هذه الخدمة أبداً.
وضرب سميث برأيهم عرض الحائط ووضع حلمه موضع التنفيذ، وبدأ في المشروع، وكان اول شحنة عبارة عن 8 طرود منهم 4 هو نفسه الذي ارسلهم. وقد خسر في بداية المشروع اموالاً كثيرة، وكان موضع تهكم الناس، ولكنه كان يؤمن ويقتنع بهذه الفكرة في قرارة نفسه واستمر في العمل الى ان اصبح حجم عمل شركة فيديرال اكسبريس اليوم تخطى ملايين الدولارات، وكل هذا كانت بدايته مجرد حلم. وقد اجرى الباحثون دراسة على طلاب احدى الكليات.
حيث تمت مراقبة الطلاب في مراحل نموهم المختلفة خلال اجهزة معينة.. ولما دخل الطلبة مرحلة (ريم) من النوم وهي المرحلة التي يحلم فيها الناس، قاموا بإيقاظ الطلاب من النوم فقد كان مسموح لهم ان يناموا فقط، ولم يكن مسموحا لهم ان يحلموا. وبعد اربع ليال اصبح الطلاب على درجة عالية من الاضطراب والقلق والتوتر العصبي الشديد، فأوقف الباحثون التجربة.
واذا تساءلنا ما الذي اوصلتنا اليه هذه التجربة، نجد ان الاحلام هامة جدا بالنسبة للإنسان حيث انها تساعدنا على الاستقرار والاتزان، وفي امكاننا ان نقول اننا نحتاج ايضا حتى الى احلام اليقظة.. فنحن نحتاج الى تحرير تخيلاتنا من أي قيود لأن الخيال هو بداية كل شيء.
وحدث ان شاهدت احد البرامج الغريبة على شاشة التلفاز، وكان موضوعه عن مجموعة من رهبان الصين يجلسون في حجرة باردة جداً بدون ثياب الا ملاءة مبللة ملفوفة على اجسامهم 7 مرات، وعن طريق تخيل وتصور الحرارة التي في اجسامهم نجحوا في رفع درجة حرارة الجسم الى الدرجة التي جفت بها الملاءة.. نعم التخيل له قوة رائعة.
في محاضراتي عن (السيادة الكاملة للذات) نقوم بتعليم الناس حتى الذين لم يمارسوا فنون الدفاع عن النفس ابدا لن يكونوا قادرين على كسر الواح من الخشب سمكها حوالي بوصتين، وذلك فقط من خلال قوة تخيلهم.. فانا اطلب منهم ان يغمضوا اعينهم واساعدهم على ان يروا لوح الخشب بعقلهم ويرون ايديهم تقوم بكسره نصفين، وبمجرد نجاحهم في تصور هدفهم كما لو كانوا يرونه امامهم يكونوا قد مشوا بذهنهم خطوة خطوة في عملية التكسير، وبعد ذلك اطلب منهم ان يفتحوا اعينهم، وبعدها مباشرة ينجحون بسهولة في كسر الواح الخشب.
بما ان كل شيء يحدث دائما في العقل اولا لذلك عندما ترى نفسك ناجحا وقويا وتكون قادرا على تحقيق اهدافك وتؤمن بذلك في قلبك وتشعر بذلك داخل احساساتك سيخلق لك حلمك قوة ذاتية وسيساعدك عقلك الباطن بقدراته التي لا حدود لها على تحقيق احلامك.
يقول ويلي جولي في كتابه بعنوان (تلزمك دقيقة واحدة فقط لتغير حياتك) : (اذا استطعت تكوين الحلم في ذهنك وزرعه في قلبك، ولا تدع فرصة لشكوكك لكي تخمده، فمن الممكن ان يصبح حلمك حقيقة تغير حياتك).
عندما كان عمري ست سنوات كان لدي حلمان كبيران :
الحلم الاول :
هو أن اصبح بطلا في لعبة تنس الطاولة، وكنت اتابع الاخبار يوميا على امل ان اسمع أي خبر عن دورات في المدينة حيث كنت أقيم، وكنت اشاهد كل بطولة، واذهب مبكرا واظل لآخر دقيقة، وكنت اراقب ابطال اللعبة في حركاتهم وتصرفاتهم وطريقة لعب كل منهم واحلم ان اكون مثلهم. وبعد عدة سنوات قررت الانتظام في فريق، وخضت محاولات تجريبية في أكثر من 20 ناديا رياضياً ورفضوني جميعهم. وأخيرا قال لي احد المدربين (سأدربك، ولكن بشرط).. فسألته بلهفة (وما هو هذا الشرط؟).. فرد وقال ستتدرب 6 ساعات يوميا لمدة سنة كاملة، ولن تشترك في البطولات قبل ان اشعر انك فعلا مستعد لذلك) وقبلت الشرط بدون تردد، وبدأنا التدريبات العقلية والبدنية، وبعد 6 شهور فقط قال لي المدرب (الان سنخوض اول تجربة) وكان قد تبقى في ذلك الموسم دورتين فقط، ولدهشة الجميع كسبت المركز الاول في الدورتين. وفي الموسم التالي احرزت المركز الاول في جميع الدورات بما فيهم البطولة القومية، واصبحت بطلا، ومثلت بلدي في بطولة العالم بألمانيا الغربية عام 1969 وحققت أول احلامي لثقتي بانني قادر على عمل ذلك وفعلا نجحت.
الحلم الثاني :
هو إنني كنت أريد أن أصبح مديراً عاماً لاحد الفنادق الكبيرة، وان اسافر حول العالم.. وعندما كنت بالمدرسة كان بعض المدرسين يقومون بسؤال التلاميذ عن امنياتهم في المستقبل، وكنت دائما اردد انني اريد ان اكون مديرا عاما لاحد الفنادق الكبيرة، وضحك الجميع مني في كل مرة، وقد حاول كل المحيطين بي ان يحبطوا من عزيمتي، ولكني حافظت على حلمي وتطلعي لتحقيقه. كنت دائما مع اصحابي نقوم باللعب عن طريق عمل تمثيليات نتخيل فيها اننا في فندق، وكنت احتفظ لنفسي دائما بدور المدير العام، ثم بدأت سراً في تحضير نفسي لهذا الدور في الواقع فتعلمت اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وقرأت في كل شيء متاح لي مما يتعلق بمجال الفنادق، وكنت اقضي اوقات كثيرة في الفنادق الكبيرة أشاهد الناس المترددين عليها والنزلاء وكيف يتصرف الموظفون على اختلاف درجاتهم وطبيعة عملهم وهم منهمكون في العمل. وفي عام 1970 بدأت دراستي بمعهد الفنادق ، ومرت الايام وهاجرت الى كندا عام 1975 بدأت مع زوجتي، وفي خلال اربعة ايام وجدنا عملا لنا نحن الاثنين، وكان نصيبي وظيفة غسيل الاطباق، وكنت احسن من يغسل الاطباق في ذلك الفندق!! وفي احد الايام طلبني المدير العام للفندق واثناء المقابلة في مكتبه قلت له (سيدي لدي اخبار سارة، واخبار سيئة).. فقال لي (لنبدأ بالأخبار السارة).. فقلت له (أنا سأصبح مديراً عاما).. قال لي (ممتاز، وما هي الاخبار السيئة؟) فقلت له بابتسامة هادئة (سآخذ مكتبك)!!
وانتشر الخبر بسرعة البرق، وبدأ باقي الموظفين في السخرية مني والضحك عليّ لأنني اصبحت في نظرهم مختلا عقلياً. وبعد ذلك اشتغلت بجدية كبيرة وبدأت في دراسة الفندق بالمعهد الخاص بذلك في مونتريال، وداومت على العمل والدراسة، وقرأت الكثير، وبدأت الاشتراك في النشاطات التي كان يشترك فيها كل مدير، وفي عام 1986 أصبحت مديراً عاماً لأحد فنادق خمس نجوم، وبذلك اكون قد حققت حلمي الثاني.
نعم التخيل قوي ومن الممكن ان تصبح الاحلام حقيقة واقعة. قالت اليانور روزفلت (يكون المستقبل للذين يؤمنون بجمال احلامهم).. فابدأ من اليوم بتكوين او اعادة احلامك.. أحلم أحلاماً كبيرة، وكما قال جوثا (لا تحلم احلام صغيرة، فأنها ليست لها قوة لدفع الأشخاص).
ربما من الممكن ان تتساءل كيف ذكرت لك من قبل انه من الواجب ان يكون لديك توقعات ايجابية ثم اقول لك الان عليك ان تتوقع اشياء سلبية من الممكن ان تحدث؟.. وردي هو ان هناك اختلافا في الحالتين، فكونك تتوقع مستقبلاً ايجابيا فهذا شيء عظيم وللوصول لأهدافك يجب عليك ان تكون على دراية مقدما بما يمكن ان يواجهك في تحقيق ذلك ومن الواجب ان تجد الحل مقدما وهذا هو الذي يطلق عليه الباحثون اسم (التفكير التخطيطي) أما انا فأسميه (التفكير الاستراتيجي للنجاح)، فلو انك قلت لنفسك يكفي ان افكر بطريقة ايجابية وسيكون كل شيء على ما يرام فانك ستنهار من اول تحد يقابلك في حياتك ذلك لأنك لم تقم بتحصين نفسك ضد العقبات التي من الممكن ان تقابلها، فلابد ان تتعلم وتكون مستعدا لتعديل خطتك، وكما قال مارشال (الحياة بدون دراسة لا تستحق ان نعيشها).
عندما كنت مديرا عاما لاحد الفنادق الكبيرة في مونتريال نظمت ادارة المأكولات والمشروبات حفلا بمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة، واشتمل البرنامج المعد على عشاء فاخر مكون من ستة اطباق و افطار لصباح اليوم التالي حيث ان الحاضرين سيقضون الليل بالفندق، وبعد ان انتهى القائمون على التنظيم من وضع اللمسات الاخيرة للبرنامج سألتهم عن الخطة البديلة.. فسألوني عما اقصده بذلك فقلت (لو ان الخطة الموضوعية لم تحقق هدفها فما الذي يمكن عمله للوصول للهدف المنشود؟)..
فبدأ الجميع في التفكير في خطة بديلة كان مضمونها استبدال العشاء الفاخر المكون من ستة اطباق وخدمة دائمة لكل الحاضرين في اماكنهم ببوفيه كبير مفتوح مكون من الاسماك والأكلات البحرية. وبدأنا حملة الدعاية للبرنامج الأصلي المعد اولا وحدث ما توقعناه فعلا ووصلنا فقط 100 طلب للحجز بدلا من الـ300 طلب التي كنا نحتاج اليها.
فقمنا بتعديل الخطة مستخدمين البرنامج البديل وأبلغنا الزبائن بالتغيير وكانوا في منتهى السعادة انهم سيحصلون على برنامج ترفيهي بالإضافة الى الطعام المعد على طريقة البوفيه المفتوح وذلك بنفس السعر وبدأنا في حملة دعاية إضافية ركزنا على التعديلات الجديدة ووصلنا للهدف المنتظر وهو حضور 300 شخص إلى الحفل ولم نكن لنصل الى تحقيق هذا لو لم يكن لدينا الخطط البديلة والمرونة لتعديل الخطة الأصلية.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|