أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2016
1818
التاريخ: 19-10-2016
2016
التاريخ: 1-12-2016
2200
التاريخ: 1-12-2016
2073
|
نهاية العهد الكشي والسلالات البابلية التي أعقبته:
بدأت الدولة الآشورية بالتعاظم والقوة منذ القرن الرابع عشر ق.م ، وقد رأينا كيف أن أحد ملوكها الأقوياء المسمى "آشور ــ اوبالط" (1330 – 1365 ق.م) بلغ من القوة درجة بحيث إنه تدخل في شؤون بلاد بابل وفرض على الملك الكشي "بورنا بورياش" الثاني مصاهرة سياسية، ونصب على البابليين ملكاً اختاره هو من بين مناصريه من بعد مقتل حميه السالف الذكر. ومما زاد في نمو الدولة الآشورية وقوتها في عهد هذا الملك أنه استطاع أن يقضي مع الحثيين على مملكة "ميتاني". وخلفه ملوك أقوياء في القرن الثالث عشر ق.م، مثل "شليمنصر" الأول (1245 – 1274 ق.م)، فازداد نفوذ الدولة الآشورية وتدخلها في بلاد بابل التي حل فيها الضعف وساءت أحوالها الداخلية. وزاد في الطين بلة قيام سلالة حاكمة قوية في بلاد عيلام، العدو المأثور لبلاد بابل، فأخذت تتجدد أطاعها وتحرشها في عهد ملكها القوي المسمى "اونتاش ــ كال" (المشهور بأنه يد الزقورة في الموضع المسمى جوغة زنبيل بالقرب من مدينة سوسة). وهكذا وجد الملك الكشي "كاشتلياش" الرابع (1235 – 1242 ق.م) نفسه بين عدوين قويين لا قبل له إزاءهما. وتطور تحرش العيلاميين إلى معركة اندحر فيها الملك الكشي، ولم يخلص بلاد بابل من الاحتلال العيلامي إلا هجوم الملك الآشوري القوي "تولكتي ــ ننورتا" الأول (1208 – 1244 ق.م) عليها والسيطرة عليها، وظلت بلاد بابل تحت الاحتلال الآشوري طوال سبع سنوات نصف في أثنائها الملك الآشوري ثلاث ملوك كشيين تابعين له. وقد خلد هذا الملك الآشوري فتحه لبلاد بابل بتشييده مدينة جديدة دعاها باسمه "كار ــ تولكتي ــ ننورتا"(1)، وألفت عن هذه المناسبة قطعة أدبية تعرف باسم ملحمة توكلتي ــ ننورتا(2). واستعاد البابليون من بعد السيطرة الآشورية استقلالهم السياسي على أثر موت الملك "توكلتي ــ ننورتا" السالف الذكر. ولكن إذا كان البابليون قد سلموا من التسلط الآشوري فإنهم لم يسلموا من عدوهم الآخر. فقد جاءت الضربة القاضية من العيلاميين الذين هجموا على بلاد بابل وقضوا على السلالة الكشية في حدود 1168 أو 1162 ق.م، على يد الملك العيلامي المسمى "شوترك ــ نخنتي" (Shuturuk – Nakhunte) الذي دمر العاصمة بابل ومدناً اخرى ونهبها ونقل إلى بلاد عيلام جملة غنائم من بينها عدد من الآثار الفنية مثل مسلة الملك الآكدي "مانشتوسو"، ومسلة "نرام ــ سين" المعروفة باسم مسلة النصر، كما اخذ مسلات من شريعة حمورابي الشهيرة(3). والمرجح أن هذا الملك العيلامي نصب ابنه ملكاً أو حاكماً نائباً عنه على بلاد بابلأ، ولكن استعاد استقلال البلاد أحد الأمراء الكشيين المسمى "أنليل ــ نادن ــ آخي" غير أنه لم يحكم سوى ثلاث سنوات، إذ انتهى حكمه بغزوة اخرى قام بها الملك العيلامي المسمى "شيلاك ــ انشو شناك" في عام 1162 ق.م، فواصل التدمير والنهب
وأضاف إلى الغنائم التي أخذها سلفه إلى العاصمة العيلامية سوسة، تمثال الإله "مردوخ"، وهذا هو الأسر الثاني لكبير آلهة بابل، وكان الأسر الاول كما ذكرنا أخذ الحثيين لتمثاله قبل نحو 433 عاماً. وهكذا سقطت السلالة الكشية او سلالة بابل الثالثة بعد ان دام حكمها نيفاً وأربعة قرون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تعرف بقايا هذه المدينة باسم تلول العقر، بالقرب من موضع العاصمة القديمة آشور (قلعة الشرقاط).
(2) راجع:
(1) E. Weidner, Die Inschriften Tukulti – Ninurt's Iund seiner Nachfolger, (959).
(2) Lambert in Archiv fur Orientforschung, 18, (1957 – 8), 38ff.
(3) ARAB, I, 145.
(4) King, The Bab, Chronicles.
(3) حول وجود أكثر من مسلة واحدة من شريعة حمورابي، راجع الفصل الخاص بالشرائع في الجزء الثاني من هذا الباب.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|