أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2014
2809
التاريخ: 20-6-2016
3489
التاريخ: 12-10-2014
8352
التاريخ: 27-11-2014
2047
|
قول أمير المؤمنين عليه السلام : (.. ولقد أحضروا الكتاب كملاً ، مشتملاً على التنزيل والتأويل) (1).
والظاهر : أن المراد بالتنزيل : هو نفس القرآن..
أو : شأن نزول الآيات ، كذكر أسماء المنافقين ، ونحو ذلك..
أو : التفاسير ، التي أنزلها الله تعالى على رسوله ؛ شرحاً لبعض الآيات ، مما لا سبيل إلى معرفته ، إلا الوحي ، والدلالة الإلهية ، كما هو الحال في بيان كيفيات الصلاة ، ومقادير الزكاة.. ومعاني كثير من الآيات ، التي تحتاج إلى توقيف منه تعالى ؛ فينزل الله ذلك على النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله سلّم ؛ ولا يكون ذلك قرآنا ، بل هو من قبيل الأحاديث القدسية ، التي هي وحي إلهي أيضاً ، وإن لم تكن قرآناً.
ولعل ما ورد في بعض الروايات ، التي سجلت فيها بعض الإضافات ، وقول الإمام عليه السلام : (هكذا أنزلت). يهدف إلى الإشارة إلى نزول تفسيرها من قبل الله سبحانه ، وقد مزج هذا التفسير النازل بالآية ، على سبيل البيان والتوضيح.
قال آية الله الخوئي حفظه الله : (ليس كل ما نزل من الله وحياً ، يلزم أن يكون من القرآن ؛ فالذي يستفاد من الروايات في هذا المقام : أن مصحف عليّ عليه السلام ، كان مشتملاً على زيادات : تنزيلاً ، أو تأويلاً.
ولا دلالة في شيء من هذه الروايات ؛ على أن تلك الزيادات هي من القرآن. وعلى ذلك يحمل ما ورد من ذكر أسماء المنافقين في مصحف أمير المؤمنين (عليه السلام) ؛ فإن ذكر أسمائهم لا بد وأن يكون بعنوان التفسير.
ويدل على ذلك : ما تقدم من الأدلة القاطعة ، على عدم سقوط شيء من القرآن.
أضف على ذلك : أن سيرة النبيّ (صلى الله عليه واله) مع المنافقين تأبى ذلك ، فإن دأبه تأليف قلوبهم ، والإسرار بما يعلمه من نفاقهم. وهذا واضح لمن له أدنى اطلاع على سيرة النبيّ (صلى الله عليه واله) ، وحسن أخلاقه ؛ فكيف يمكن أن يذكر أسماءهم في القرآن ، ويأمرهم بلعن أنفسهم ، ويأمر سائر المسلمين بذلك ، ويحثهم عليه ،
ليلاً ونهاراً؟. وهل يحتمل ذلك؟! حتى ينظر في صحته وفساده!!) (2).
وهذا بالذات يوضح لنا : كيف أن سورة الأحزاب ، فيها فضائح الرجال والنساء ، من قريش ، وغيرهم ، حسبما روي عن الإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه ، حيث أضاف قوله :
(يا ابن سنان ، إن سورة الأحزاب فضحت نساء قريش من العرب ، وكانت أطول من سورة البقرة ، ولكن نقصوها ، وحرفوها) (3).
فإن المراد : أنهم حذفوا منها التنزيل ، الذي جاء ليبين المراد منها ، فهو من قبيل تحريف المعاني ، كما تقدم بيانه.
ولكن آية الله السيّد الفاني حفظه الله تعالى ، قد أورد على هذه الرواية بأنه : ليس من اللائق التحدث عن مساوئ النساء في القرآن (4).
ونقول : لقد تحدث الله سبحانه عن تظاهر بعض نساء النبيّ عليه صلّى الله عليه وآله سلّم ، وتحدث أيضاً عن موضوع الملاعنة في الزنى ، وغير ذلك ، وإذن.. فما ذكره حفظه الله ، لا يصلح مانعاً.
فالمراد : أن سورة الأحزاب قد بينت بعض الأحكام المتعلقة بالنساء وكان أولى الناس بهذه الأحكام ، هو نساء قريش ، فلما لم يعملن بها ، فضحن أنفسهن.
أو لعله قد نزل في تفسير سورة الأحزاب بعض ما فعلته بعض نساء قريش تماماً ، كما تحدث تعالى عن امرأة أبي لهب ، حمالة الحطب ، وعن امرأة نوح ، وامرأة لوط ، وغيرهن ، وذكر بعض ما فعلن..
وبعد.. ، فإنه يتضح أيضاً : المراد مما عن أبي عبد الله عليه السلام ؛ من أنه قال :
أنزل الله في القرآن سبعة بأسمائهم ؛ فمحت قريش ستة ، وتركوا أبا لهب (5).
وما عن الصادق عليه السلام : إن في القرآن ما مضى ، وما يحدث ، وما هو كائن. وكانت فيه أسماء الرجال ؛ فألقيت. وإنما الاسم الواحد في وجوه لا تحصى ، يعرف ذلك الوصاة (6).
كما ويظهر المراد أيضاً ، مما روي ، من أنه جاء أمير المؤمنين عليه السلام بمصحفه ، إلى أبي بكر ، فلما فتحه أبو بكر ، وجد في أول صفحة فتح عليها فضائح القوم ؛ فوثب عمر ، وقال : يا علي ، اردده ، فلا حاجة لنا فيه : فأخذه عليه السلام ، وانصرف ، ثم أحضر زيد بن ثابت إلخ (7).
ثم يتضح كذلك المراد مما روي ، من ذكر سبعين رجلاً بأسمائهم ، وأسماء آبائهم ، في سورة : لم يكن الذين كفروا ، في المصحف ، الذي دفعه الإمام الرضا إلى البزنطي ، ثم استرده منه (8).
فإن من القريب : أن تكون تلك الأسماء ، كانت تفسيراً للآية ، ولعله تفسير جاء به جبرئيل ، من قبل الله سبحانه.
وكذا الحال في كل ما ورد عنهم عليهم السلام ، مما هو من هذا القبيل (9).
ومما يشير إلى أن هذه تفسيرات ، أنزلها الله سبحانه ، ما رواه الأصبغ
بن نباتة ، عن علي عليه السلام ، أنه قال : (كأني بالعجم ، فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل.
قلت : يا أمير المؤمنين ، أو ليس هو كما أنزل؟!.
فقال : لا ، محي منه سبعون من قريش ؛ بأسمائهم ، وأسماء آبائهم ، وما ترك أبو لهب إلا إزراء على رسول الله (صلى الله عليه واله) ، لأنه عمه) (10).
وواضح : أنهم قصدوا الإزراء على الرسول بذلك ، وإن لم يكن في الحقيقة كذلك..
وأخيراً.. فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام ، قوله :
لو قرئ القرآن كما أُنزل ، أُلفينا فيه مسمّين (11).
أي أن أسماءهم ، قد أنزلها الله سبحانه ، تفسيراً لبعض الآيات.. كما هو الظاهر..
___________________________________
(1) قد تقدم هذا النص مع مصادره ؛ فلا تعيد وراجع : أكذوبة تحريف القرآن ص64 عن آلاء الرحمن ص257 عن نهج البلاغة ، وغيره..
(2) البيان ص244/245 ، وراجع : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه ص313 و151.
(3) راجع : مقدمة تفسير البرهان ص37 ، وبحار الأنوار ج89 ص50 ، وثواب الأعمال ص137 ، وراجع : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه ص315 عن البرهان ، ومناهل العرفان ج1 ص273.
(4) آراء حول القرآن ص184.
(5) البحار ج89 ص54 وإختيار معرفة الرجال ص290.
(6) بصائر الدرجات ص195/196 والوسائل ج18ص145 وتفسير العياشي ج1 ص12.|
(7) الإحتجاج ج1 ص227 و228 والبحار ج89 ص41.
(8) تقدمت الرواية ، مع مصادرها ؛ فلا نعيد.
(9) راجع : الوافي ج5 ص273.
(10) الغيبة للنعماني ص318.
(11) تفسير البرهان ج1 ص22 وعدة رسائل للمفيد ص225 المسائل السروية ، وتفسير العياشي ج1 ص13 وراجع هامشه.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|