أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2016
2156
التاريخ: 14-12-2018
740
التاريخ: 5-2-2018
3294
التاريخ: 27-5-2017
930
|
توجه الحجاج بن يوسف لمحاربة عبد الله بن الزبير، وعزل قدامة بن مظعون، فسار الحجاج حتى نزل الطائف، وأقام شهرا.
ثم كتب إلى عبد الملك: (إنك يا أمير المؤمنين متى تدع ابن الزبير يعمل فكره، ويستجيش ويجمع أنصاره، وتثوب إليه فلاله كان في ذلك قوة له، فائذن في معاجلته لي).
فأذن له.
فقال الحجاج لأصحابه: تجهزوا للحج.
وكان ذلك في أيام الموسم.
ثم سار من الطائف حتى دخل مكة، ونصب المنجنيق على أبي قبيس (1).
فقال الأقيشر الأسدي:
لم أر جيشا غر بالحج مثلنا ولم أر جيشا مثلنا غير ما خرس
دلفنا لبيت الله نرمي ستوره بأحجارنا زفن الولائد في العرس (2)
دلفنا له يوم الثلاثاء من منى بجيش كصدر الفيل ليس بذي رأس
فإلا ترحنا من ثقيف وملكها نصل لأيام السباسب والنحس (3)
فطلبه الحاج، فهرب، وأناخ الحاج بابن الزبير.
وتحصن منه ابن الزبير في المسجد.
واستعمل الحجاج على المنجنيق ابن خزيمة الخثعمي، فجعل يرمي أهل المسجد ويقول:
خطاره مثل الفنيق الملبد نرمي بها عواذ أهل المسجد (4)
فلما اشتد على ابن الزبير وأصحابه الحصار، خرجت بنو سهم من بابهم، فقال ابن الزبير: فرت سلامان، وفرت النمر وقد تكون معهم فلا تفر وجعل أهل الشام يدخلون عليه المسجد، فيشد عليهم، فيخرجهم من المسجد حتى رمي بحجر، فأصاب جبهته، فسقط لوجهه، ثم تحامل، فقام، وهو يقول:
فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ولكن على أقدامنا تقطر الدما
ثم قال لأصحابه: (أخرجوا إلي من بالباب، واحملوا، ولا يلهينكم طلبي، والسؤال عني، فإني في الرعيل الأول).
فخرج، وخرجوا معه، فقاتل قتالا شديدا حتى قتل عامة من كانوا معه، وأحدقوا به من كل جانب، فضربوه بأسيافهم حتى قتلوه.
فأمر به الحجاج، فصلب.
فمر به عبد الله بن عمر، فقال: (رحمك الله أبا بكر، أما والله لقد كنت صواما قواما، غير أنك رفعت الدنيا فوق قدرها، وليست لذلك بأهل، وإن أمة أنت شرها لأمة صدق).
وكان مقتل ابن الزبير يوم الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة، سنة ثلاث وسبعين.
* * * ولما قتل عبد الله بن الزبير خرج أخوه عروة بن الزبير هاربا من الحجاج حتى أتى الشام، فاستجار بعبد الملك بن مروان، فأجاره، وأظهر إكرامه، وأقام عنده.
فكتب الحجاج إلى عبد الملك به أن أموال عبد الله بن الزبير عند أخيه عروة، فرده إلي لأستخرجها منه.
فقال عبد الملك لبعض أحراسه: - انطلق بعروة إلى الحجاج.
__________
(1) أبو قبيس جبل بمكة سمى باسم رجل من مذحج حداد، لأنه أول من بنى فيه.
(2) زفن كضرب: رقص.
(3) السباسب هي أيام السعانين، والسعانين، أو الشعانين: عيد للنصارى قبل عيد الفصح بأسبوع، يخرجون فيه بصلبانهم.
(4) الخطارة: المقلاع والمنجنيق، والفنيق الفحل المكرم.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|