لم يذكر النبي ما يدل على تعيين الوصي من بعده لا بلفظ الوصية ولا بمشتقاتها |
1230
10:36 صباحاً
التاريخ: 17-11-2016
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-11-2016
1005
التاريخ: 16-11-2016
959
التاريخ: 16-11-2016
1170
التاريخ: 16-11-2016
773
|
[جواب الشبهة] :
... أنّ تعيين الوصيّ يكون تارة بلفظ الوصيّة ومشتقّاتها، مثل أن يقول الموصي لوصيّه : أوصيك بعدي بكذا وكذا، وأخرى بلفظ يؤدّي معنى الوصيّة، مثل أن يقول الموصي لوصيّه: أطلب منك أن تفعل كذا وكذا ، وكذلك الشأن في إخباره الآخرين بذلك فإنّه يقول تارة- مثلا-: عهدت إلى فلان، أو أوكلت إليه بأمر كذا وكذا .
و...انّ جميع هذه الألفاظ ونظائرها تدلّ على أنّ الشخص القائل أوصى إلى الشخص الثاني بما أهمّه، بعده. وكذلك شأن رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) في تعيين وصيّه من بعده.
ومن تلكم الألفاظ ، ما ورد في اتّخاذ الرسول (صلى الله عليه واله) ابن عمّه وزيرا له، كما يرد في بحث وزير النبيّ الآتي :
وزير النبيّ (صلى الله عليه واله) :
أ- في القرآن الكريم مع بيانه من سنّة الرسول:
سيأتي إن شاء اللّه قول الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) للامام عليّ:
«أ ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي».
وقد ذكر اللّه منزلة هارون من موسى في ما حكاه من أمرهما؛ قال سبحانه في ما حكاه من طلب موسى من ريّه : {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} [طه: 29 - 31].
وقال سبحانه في استجابة طلبه : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا } [الفرقان: 35].
ب- متى اتّخذ الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) عليّا وزيرا.
يوم دعا رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) بني عبد المطلب و قال لهم: «أيّكم يؤازرني على هذا الأمر ...» وأجابه من بينهم الإمام علي وحده، اتّخذه رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) يومئذ وزيرا في أمره .
و روت أسماء بنت عميس قالت: سمعت رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) يقول:
(اللّهمّ اجعل لي وزيرا من أهلي)، دعا رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) ربّه و قال: «اللّهمّ إنّي أقول كما قال أخي موسى: اللّهمّ اجعل لي وزيرا من أهلي أخي عليّا، اشدد به أزري» (1).
وبتفسير آية وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي من تفسير السيوطي:
لمّا نزلت هذه الآية دعا رسول اللّه ربّه و قال: «اللّهمّ اشدد أزري بأخي عليّ» فأجابه إلى ذلك.
وروى ابن عمر عن رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) أنّه قال للإمام عليّ:
«أنت أخي و وزيري تقضي ديني و تنجز موعدي ...» إلى آخر الحديث في فضل الإمام عليّ (2).
وأثبت رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) للإمام عليّ (عليه السلام) بقوله له: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي» جميع ما كان لهارون من موسى عدا النبوّة و في مقدمة ما كان لهارون أنّه كان وزير موسى، و سيأتي ذكر مصادره و في نهج البلاغة (3): أنّ رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) قال للإمام عليّ: «ولكنّك وزير».
وجاء في ما نظم على لسان الأشعث في جوابه لكتاب الإمام عليّ إليه:
«وزير النّبيّ و ذو صهره ...».
يتّضح جليّا من قول الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) لابن عمّه: أنت أخي و وزيري، تقضي ديني و تنجز موعدي، أنّه عيّنه وصيّا من بعده.
وكذلك الأمر في قوله: خليفتي، الآتي:
خليفة النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) :
ذكرنا في باب من استخلف النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) على المدينة في غزواته عن صحيح البخاري، باب غزوة تبوك: أنّ رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) لمّا خرج إلى تبوك و استخلف عليّا، فقال: أ تخلّفني في الصبيان و النساء؟ قال:
«ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه ليس نبيّ بعدي».
وقد حكى اللّه عن خبر هارون في ذلك و قال: {وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ...} [الأعراف: 142].
وفي لفظ إحدى روايتي أحمد بن حنبل بمسنده (4) عن خبر دعوة الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) بني عبد المطّلب ورد قول الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) في حقّ عليّ: «وخليفتي».
هذا ما أمكننا ايراده في الوصي و الوزير و الخليفة في هذه العجالة. و في ما يأتي ما تبقى من النصوص بعد الكتمان بمدرسة الخلفاء.
ومنها قوله( صلى الله عليه [ واله ] ) في حقّ ابن عمّه، أنّه وليّ المسلمين بعده، كما يأتي:
وليّ المسلمين بعد الرسول ( صلى الله عليه [ واله ] ) :
نصّ رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) على أنّ الإمام عليّا وليّ أمر المسلمين في أماكن متعددة، منها ما في الأحاديث الآتية.
أولا- حديث الشكوى :
في مسند أحمد و خصائص النسائي، و مستدرك الحاكم، و غيرها، و اللّفظ للأوّل:
(عن بريدة، قال: بعث رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) بعثين إلى اليمن، على أحدهما عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: إذا التقيتم فعليّ على الناس، و إن افترقتما فكلّ واحد منكما على جنده، قال: فلقينا بني زيد من أهل اليمن، فاقتتلنا، فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة و سبينا الذريّة، فاصطفى عليّ (عليه السلام) امرأة من السبي لنفسه. قال بريدة:
فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) يخبره بذلك، فلمّا أتيت النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) رفعت الكتاب فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجه رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) فقلت: يا رسول اللّه، هذا مكان العائذ، بعثتني مع رجل و أمرتني أن أطيعه، ففعلت ما أرسلت به، فقال رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) :
«لا تقع في عليّ، فإنّه منّي و أنا منه، و هو وليّكم بعدي، و إنّه منّي و أنا منه و هو وليّكم بعدي») (5) و في رواية:
(فقلت: يا رسول اللّه، بالصحبة إلّا بسطت يدك فبايعتني على الإسلام جديدا. قال: فما فارقته حتّى بايعته على الإسلام) (6).
وفي صحيح الترمذي، و مسندي أحمد و الطيالسي، و غيرها، و اللّفظ للأوّل، عن عمران بن حصين:
(إنّ أربعة من أصحاب رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) تعاقدوا- في هذه الغزوة- أن يشكوا عليّا إذا لقوا رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) . فلمّا قدموا عليه، قام أحدهم فقال:
يا رسول اللّه، أ لم تر إلى عليّ بن أبي طالب صنع كذا و كذا؟ فأعرض عنه رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) .
و فعل الثاني منهم و الثالث و الرابع مثل أوّلهم، و في كلّ مرّة يعرض الرسول عن الشاكي. قال:
فأقبل رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) و الغضب يعرف في وجهه، فقال:
«ما تريدون من عليّ؟! ما تريدون من عليّ؟! ما تريدون من عليّ؟! إنّ عليّا منّي و أنا منه، إنّ عليّا منّي و أنا منه، و هو وليّ كلّ مؤمن بعدي») (7).
شكوى ثانية :
في أسد الغابة، و مجمع الزوائد، و غيرهما و اللفظ للأوّل:
(عن وهب بن حمزة: صحبت عليّا (رض) من المدينة إلى مكّة فرأيت منه بعض ما أكره فقلت: لئن رجعت إلى رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) لأشكونّك إليه.
فلمّا قدمت لقيت رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) فقلت: رأيت من عليّ كذا و كذا. فقال:
«لا تقل هذا فهو أولى الناس بكم بعدي») (8).
زمان الشكوى :
ذكر المؤرخون و كتّاب السير خرجتين للإمام عليّ إلى اليمن، و نراها ثلاث خرجات كما يأتي بيانها إن شاء اللّه تعالى في باب الاجتهاد، و على كلا التقديرين، فإنّ آخرها كانت في السنة العاشرة للهجرة، حيث التحق الإمام برسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) في حجّة الوداع قبل يوم التروية. و الشكوى المذكورة في خرجاته لليمن إن كانت قدّمت لرسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) مرّتين فإنّ أولاهما وقعت في المدينة قبل العام العاشر، و الثانية في مكّة و بعد وصول صحب الإمام إلى النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) قبل يوم التروية، حيث وصلوا مكّة قبل أيّام الحجّ.
وعلى هذا، فقد توهّم من العلماء من قال: إنّ قصة الغدير وقعت من أجل هذه الشكوى، و ذلك لأنّ قصة الغدير وقعت بعد الحجّ، و في الجحفة و بمحضر من جماهير المسلمين، و حديث الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) هنا كان مع الشاكين خاصّة وفي نفس المجلس و بعد إظهارهم الشكوى مباشرة.
أما الشكوى الثانية، فصريح الحديث أنها كانت بعد رجوعهما إلى المدينة.
ثانيا- نصوص أخرى لم يعيّن زمانها :
عن ابن عباس:
«إنّ النبيّ قال لعليّ: أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي» (9).
وعن عليّ:
أنّ النبيّ قال له: «إنّك وليّ المؤمنين بعدي» (10).
الاحتفال بتنصيب الإمام عليّ وليّا للعهد بعد الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) و وصيّا على الإسلام و المسلمين :
احتفال عظيم يقيمه الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) لتعيين وليّ عهده من بعده و وصيّه على الإسلام و المسلمين، فقد روى الحاكم الحسكاني:
(عن ابن عباس و جابر قالا: أمر اللّه محمدا( صلى الله عليه [ واله ] ) أن ينصب عليّا للناس ليخبرهم بولايته، فتخوّف رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) أن يقولوا حابى ابن عمّه، و أن يطعنوا في ذلك عليه، فأوحى اللّه إليه: {يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} المائدة/ 67. فقال رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) بولايته يوم غدير خمّ) (11).
وروى عن زياد بن المنذر أنّه كان يقول:
(كنت عند أبي جعفر محمد بن عليّ (عليه السلام) و هو يحدّث الناس إذ قام إليه رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعشى- كان يروي عن الحسن البصري- فقال له: يا ابن رسول اللّه، جعلني اللّه فداك، إنّ الحسن يخبرنا أنّ هذه الآية نزلت بسبب رجل، و لا يخبرنا من الرجل {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ...} [المائدة: 67] فقال: لو أراد أن يخبر به لأخبر به، و لكنّه يخاف. إنّ جبرئيل هبط إلى النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) - إلى قوله:- فقال: إنّ اللّه يأمرك أن تدلّ أمّتك على وليّهم على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم و زكاتهم و صيامهم و حجّهم، ليلزمهم الحجّة من جميع ذلك، فقال رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) : يا ربّ إنّ قومي قريبو عهد بالجاهليّة، و فيهم تنافس و فخر، و ما منهم رجل إلّا و قد وتره وليهم، و إنّي أخاف- أي من تكذيبهم-. فأنزل اللّه تعالى: {ا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة: 67] - يريد فما بلّغتها تامة- {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] فلمّا ضمن اللّه له بالعصمة و خوفه أخذ بيد عليّ ...) (12).
وروى الحاكم الحسكاني :
عن ابن عبّاس في حديث المعراج، أنّ اللّه عزّ اسمه قال لنبيّه في ما قال :
«و إنّي لم أبعث نبيّا إلّا و جعلت له وزيرا، و إنّك رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) و إنّ عليّا وزيرك».
قال ابن عباس: [فهبط] (13) رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) فكره أن يحدث الناس بشيء منها إذ كانوا حديثي عهد بالجاهليّة- إلى قوله:- فاحتمل رسول اللّه حتّى إذا كان اليوم الثامن عشر أنزل اللّه عليه: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ...- إلى قوله:- فقال: «يا أيّها الناس، إنّ اللّه أرسلني إليكم برسالة، و إنّي ضقت بها ذرعا، مخافة أن تتّهموني و تكذّبوني، حتّى عاتبني ربّي فيها بوعيد أنزله عليّ ...» (14).
وروى الحسكاني وابن عساكر:
عن أبي هريرة: أنزل اللّه عزّ وجلّ: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ- في عليّ بن أبي طالب- وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ...(15).
قصد أبو هريرة أنّ المقصود أن يبلّغ ما نزل في عليّ.
روى الحسكاني:
(عن عبد اللّه بن أبي أوفى، قال: سمعت رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) يقول يوم غدير خمّ و تلا هذه الآية: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ... ثمّ رفع يديه حتّى يرى بياض إبطيه، ثمّ قال: «ألا من كنت مولاه ...») (16).
وروى الواحدي في أسباب النزول و السيوطي في الدّرّ المنثور عن أبي سعيد الخدري قال:
نزلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ... (17). وفي تفسير السيوطي:
(عن ابن مسعود قال: كنّا نقرأ على عهد رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) يا أيّها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك- أنّ عليا مولى المؤمنين- و إن لم تفعل فما بلّغت رسالته ...) (18).
قصد ابن مسعود أنّهم كانوا على عهد رسول اللّه يقرءون في تفسير الآية هكذا.
وكان نزول هذه الآية في غدير خمّ، و في ما يلي تفصيل الخبر.
خبر يوم الغدير :
لمّا صدر رسول اللّه من حجّة الوداع (19) نزلت عليه في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة (21) آية يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ... (21).
فنزل غدير خمّ من الجحفة (22) وكان يتشعب منها طريق المدينة ومصر والشام (23) ووقف هناك حتّى لحقه من بعده وردّ من كان تقدّم (24) ونهى أصحابه عن سمرات متفرقات بالبطحاء أن ينزلوا تحتهنّ، ثمّ بعث إليهنّ فقمّ ما تحتهن من الشوك (25) ونادى بالصلاة جامعة (26) وعمد إليهنّ (27) وظلّل لرسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) بثوب على شجرة سمرة من الشمس (28) ، فصلى الظهر بهجير (29) ثمّ قام خطيبا فحمد اللّه و أثنى عليه، و ذكر و وعظ و قال ما شاء اللّه أن يقول، ثمّ قال:
«إنّي أوشك ان ادعى فأجيب، و إنّي مسئول و أنتم مسئولون، فما ذا أنتم قائلون؟» قالوا:
نشهد أنّك بلّغت و نصحت فجزاك اللّه خيرا؛ قال:
«أ ليس تشهدون أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمدا عبده و رسوله و أنّ الجنّة حقّ و أنّ النار حقّ؟» قالوا:
بلى نشهد ذلك.
قال: «اللهمّ اشهد».
ثمّ قال: «ألا تسمعون؟».
قالوا: نعم.
قال: «يا أيّها الناس إنّي فرط و أنتم واردون عليّ الحوض و إن عرضه ما بين بصرى إلى صنعاء (30) فيه عدد النجوم قدحان من فضّة، و إنّي سائلكم عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما». فنادى مناد: و ما الثقلان يا رسول اللّه؟
قال: «كتاب اللّه، طرف بيد اللّه و طرف بأيديكم، فاستمسكوا به، لا تضلّوا و لا تبدّلوا؛ و عترتي أهل بيتي، و قد نبّأني اللّطيف الخبير أنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض، سألت ذلك لهما ربّي، فلا تقدموهما فتهلكوا، و لا تقصروا عنهما فتهلكوا، و لا تعلّموهما فهم أعلم منكم» (31) ثم قال: «أ لستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا: بلى يا رسول اللّه! (32) قال: «أ لستم تعلمون- أو تشهدون- أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟» قالوا: بلى يا رسول اللّه (33).
ثمّ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب بضبعيه فرفعها حتّى نظر الناس إلى بياض إبطيهما (34) ، ثمّ قال:
«أيّها الناس! اللّه مولاي و أنا مولاكم (35) ؛ فمن كنت مولاه، فهذا عليّ مولاه (36). اللهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه (37) ، و انصر من نصره، و اخذل من خذله (38) ، و أحبّ من أحبّه، و أبغض من أبغضه» (39).
ثمّ قال: «اللهمّ اشهد» (40).
ثمّ لم يتفرقا- رسول اللّه و عليّ- حتّى نزلت هذه الآية : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3].
فقال رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) :
اللّه أكبر على إكمال الدين و إتمام النعمة، و رضا الربّ برسالتي و الولاية لعلي (41).
و في باب ما نزل من القرآن بالمدينة من تاريخ اليعقوبي:
(إنّ آخر ما نزل عليه: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ ... و هي الرواية الصحيحة الثابتة، و كان نزولها يوم النصّ على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب- صلوات اللّه عليه- بغدير خمّ) (42).
فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال له:
هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت و أمسيت مولى كلّ مؤمن و مؤمنة (43).
وفي رواية قال له:
بخ بخ لك يا ابن أبي طالب (44).
وفي رواية أخرى:
هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت و أمسيت مولى كلّ مؤمن و مؤمنة (45).
تتويج الإمام :
وكانت لرسول اللّه عمامة، تسمّى السحاب كساها عليّا (46) وكانت سوداء اللون (47) وكان الرسول يلبسها في أيام خاصّة (48) مثل يوم فتح مكّة (49) و رووا في كيفيّة تتويج الإمام بها يوم الغدير كما يلي :
عن عبد الأعلى بن عدي البهراني قال:
دعا رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) عليّا يوم غدير خمّ فعمّمه و أرخى عذبة العمامة من خلفه (50).
وعن عليّ (عليه السلام) قال: عمّمني رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) يوم غدير خمّ بعمامة سوداء طرفها على منكبي (51).
وفي مسند الطيالسي و سنن البيهقي قال:
عمّمني رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) يوم غدير خمّ بعمامة سدلها خلفي، ثمّ قال:
إنّ اللّه عزّ و جلّ أمدّني يوم بدر و حنين بملائكة يعتمّون هذه العمة ...
وقال: إنّ العمامة حاجزة بين المسلمين و المشركين ... (52).
وعن عليّ (عليه السلام): أنّ النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) عمّمه بيده، فذنّب العمامة من ورائه و من بين يديه، ثمّ قال له النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) : «أدبر»، فأدبر. ثمّ قال له:
«أقبل»، فأقبل. و أقبل على أصحابه فقال النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) : «هكذا تكون تيجان الملائكة» (53).
وعن ابن عبّاس قال:
لمّا عمّم رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) عليّا بالسحاب قال له: «يا عليّ، العمائم تيجان العرب ...» (54).
وعن عبد اللّه بن بشر قال.
بعث رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) يوم غدير خمّ إلى عليّ فعمّمه و أسدل العمامة بين كتفيه، و قال: «و هكذا أمدّني ربّي يوم حنين بالملائكة معمّمين و قد أسدلوا العمائم، و ذلك حجز بين المسلمين و المشركين» (55).
المناشدة :
جمع عليّ الناس في رحبة مسجد الكوفة (56) ، ثمّ قال لهم:
أنشد اللّه كلّ امرئ مسلم سمع رسول اللّه يقول يوم غدير خمّ ما سمع إلا قام (57) و لا يقوم إلّا من قد رآه (58) ، فقام ثلاثون من الناس.- و في رواية- فقام ناس كثير (59).
وقال عبد الرحمن: فقام اثنا عشر بدريا، كأنّي أنظر إلى أحدهم (60) فشهدوا حين أخذ بيده، فقال للناس: «أ تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم»، قالوا: نعم يا رسول اللّه (61).
قال: «من كنت موله، فهذا مولاه اللهمّ وال من والاه و عاد من عاداه (62) ، و انصر من نصره و اخذل من خذله» (63).
قال عبد الرحمن: فقام إلّا ثلاثة لم يقوموا، فدعا عليهم فأصابتهم دعوته (64).
قال أبو الطفيل: فخرجت و كأنّ في نفسي شيئا، فلقيت زيد بن أرقم فقلت له: إنّي سمعت عليّا (رض) يقول كذا و كذا. قال: فما تنكره قد سمعت رسول اللّه يقول ذلك له (65).
وفي رواية: فقام ثلاثون من الناس (66).
وفي رواية: جاء رهط من الأنصار إلى علي في الرحبة فقالوا: السلام عليكم يا مولانا. قال: كيف أكون مولاكم و أنتم قوم عرب. قالوا: سمعنا رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) يوم خمّ يقول: «من كنت مولاه فإنّ هذا مولاه». قال الراوي: فلمّا مضوا تبعتهم فسألت: من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الأنصار منهم أبو أيّوب.
وفي رواية: فقال: من القوم؟ قالوا: مواليك يا أمير المؤمنين (67) .
ما أشبه تعيين الوصيّ في هذه الأمّة بتعيين الوصيّ في أمّة موسى (عليه السلام) :
رأينا في التوراة يقول في صدد تعيين الوصيّ لموسى بن عمران (عليه السلام) ما موجزه: فقال الربّ لموسى: خذ يشوع بن نون رجلا فيه روح وضع يدك عليه و أوقفه قدّام كلّ الجماعة و أوصه أمام أعينهم واجعل من هيبتك عليه لكي يسمع له كلّ جماعة بني إسرائيل حسب قوله يدخلون وحسب قوله يخرجون.
ففعل موسى ما أمره الربّ، أخذ يشوع و أوقفه قدّام كلّ الجماعة و وضع يديه عليه و أوصاه كما تكلّم الربّ ....
ورأينا في القرآن الكريم بعد ما أوحى اللّه إلى خاتم أنبيائه( صلى الله عليه [ واله ] ) في شأن الإمام عليّ ما أوحى، رأيناه يقول: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ورأينا النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) بعد ذلك يأمر بالحجيج أن يجتمعوا في غدير خم، يرجع إليه من تقدم عليه و يلتحق به من تأخّر عنه، ثمّ يوقف الإمام عليّا و يرفعه أمام كلّ الجماعة و هم ينوفون على سبعين ألف و يخاطب الجمع و يقول لهم:
«ألستم تشهدون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم» ولما قال الجمع : اللهم بلى، جعل الرسول من هيبته هذا على الإمام عليّ وقال:
«من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهمّ وال من والاه و عاد من عاداه ...» كان ما أوردناه بعض النصوص الواردة في السنّة النبويّة في تعيين إمام الأمّة و ولي الأمر من بعده...
_________________
(1) الرياض النضرة 2/ 163، عن مناقب أحمد بن حنبل.
(2) معجم الزوائد 9/ 121. و كنز العمال، ط. الأولى 6/ 155، عن الطبراني.
(3) الخطبة 190.
(4) 1/ 111.
(5) مسند أحمد 5/ 356، و خصائص النسائي ص 24، باختلاف يسير. و مستدرك الصحيحين 3/ 110 مع اختلاف في اللفظ. و مجمع الزوائد 9/ 127. و في كنز العمال 12/ 207 مختصرا عن ابن أبي شيبة، و في 12/ 210 منه عن الديلمي؛ و راجع كنوز الحقائق للمناوي ص 186.
(6) مسند أحمد 5/ 350 و 358 و 361. و مجمع الزوائد 9/ 128، عن الطبراني في الأوسط عن بريدة و لفظه:« من كنت وليه فعليّ وليّه».
( 7) سنن الترمذي 13/ 165 باب مناقب علي بن أبي طالب. و مسند أحمد 4/ 437. و مسند الطيالسي 3/ 111 ح 829. و مستدرك الحاكم 3/ 110. و خصائص النسائي ص: 19 و 16، و حلية أبي نعيم 6/ 294. و الرياض النضرة 2/ 171. و كنز العمال 12/ 207 و 15/ 125.
( 8) أسد الغابة 5/ 94. و مجمع الزوائد 9/ 109.
( 9) مسند الطيالسي 11/ 360 ح 2752. و الرياض النضرة 2/ 203.
( 10) تاريخ بغداد للخطيب 4/ 239. و كنز العمال 15/ 114 و 12/ 221.
( 11) الحافظ عبيد اللّه بن عبد اللّه بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني، الحذاء الحنفي النيسابوري، من أعلام القرن الخامس الهجري، ترجمته في تذكرة الحفاظ ط. الهند 4/ 390، و ط. مصر 3/ 1200، بآخر الطبقة 14. و قد رجعنا إلى كتابه شواهد التنزيل لقواعد التفصيل في الآيات النازلة في أهل البيت، تحقيق محمد باقر المحمودي ط. بيروت عام 1393 ه.
والحديث في 1/ 192 و رقم الحديث 249.
( 12) شواهد التنزيل 1/ 191، و راجع تفسير الآية في أسباب النزول للواحدي، و نزول القرآن لأبي نعيم.
( 13) كذا وردت.
( 14) شواهد التنزيل للحسكاني 1/ 192- 193، و في ص 189 منه نزول الآية فقط.
( 15) شواهد التنزيل للحسكاني 1/ 187، و رواها ابن عساكر بترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق بطرق كثيرة في الحديث 452.
( 16) الحسكاني 1/ 190.
وعبد اللّه بن أبي أوفى: علقمة بن خالد الحارث الأسلمي. صحابيّ شهد الحديبية، و عمّر بعد النبيّ(صلى الله عليه واله)، مات سنة ستّ أو سبع و ثمانين، و هو آخر من مات بالكوفة من الصحابة.
وأخرج حديثه جميع أصحاب الصحاح. ترجمته بتقريب التهذيب 1/ 402. و أسد الغابة 3/ 121.
( 17) أسباب النزول ص: 135. و الدرّ المنثور 2/ 298، و أراه هو الحديث المرقم 244 من شواهد التنزيل، و راجع فتح القدير 2/ 57، و تفسير النيسابوري 6/ 194.
الواحدي، هو أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري( ت: 468 ه)، و رجعنا إلى كتابه أسباب النزول ط. بيروت سنة 1395 هـ.
( 18) الدرّ المنثور 2/ 298.
( 19) مجمع الزوائد 9/ 105 و 163- 165. و أنقل عن هذه الصفحات في ما يأتي من هذا البحث.
( 20) رواه الحاكم الحسكاني في 1/ 192- 193.
( 21) سبق ذكر مصادره.
( 22) مجمع الزوائد 9/ 163- 165. و ابن كثير 5/ 209- 213.
( 23) مادة( الجحفة) من معجم البلدان.
( 24) في تاريخ ابن كثير 5/ 213.
( 25) مجمع الزوائد 9/ 105 و السمر: نوع من الشجر، و قمّ: كنس. و قريب منه لفظ ابن كثير 5/ 209.
( 26) مسند أحمد 4/ 281. و سنن ابن ماجة باب فضل علي، و تاريخ ابن كثير 5/ 209، و 5/ 210.
( 27) مجمع الزوائد 9/ 163- 165.
( 28) مسند أحمد 4/ 372. و ابن كثير 5/ 212.
( 29) مسند أحمد 4/ 281، سنن ابن ماجة باب فضل علي. و ابن كثير 5/ 212.
( 30) كانت بصرى اسما لقرية بالقرب من دمشق، و أخرى بالقرب من بغداد.
( 31) مجمع الزوائد 9/ 162- 163 و 165، و بعض ألفاظه في روايات الحاكم 3/ 109- 110، و ابن كثير 5/ 209.
( 32) مسند أحمد 1/ 118 و 119، 4/ 281. و سنن ابن ماجة 1/ 43 ح 116، و ورد( نعم) في مسند أحمد 4/ 281 و 368 و 370 و 372. و ابن كثير 5/ 209، و لدى ابن كثير 5/ 210:( أ لست أولى بكلّ امرئ من نفسه).
( 33) مسند أحمد 4/ 281 و 368 و 370 و 372، و ابن كثير 5/ 209 و 212.
( 34) في رواية الحاكم الحسكاني 1/ 190، فرفع يديه حتّى يرى بياض إبطيه. و في ص 193 منه: حتّى بان بياض إبطيهما. و ضبعاه: الضّبع بسكون الباء: وسط العضد بلحمه. لسان العرب مادة:( ضبع).
( 35) الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 1/ 191، و عند ابن كثير 5/ 209: و أنا مولى كلّ مؤمن.
( 36) في جميع المصادر الّتي ذكرناها إلى هنا في جميع روايات الباب.
( 37) مسند أحمد 1/ 118 و 119 و 4/ 281 و 370 و 372 و 373 و 5/ 347 و 370.
و مستدرك الحاكم 3/ 109. و سنن ابن ماجة، باب فضل عليّ. و الحاكم الحسكاني 1/ 190 و 191. و تاريخ ابن كثير 5/ 209 و 210- 213، و قال ابن كثير في 5/ 209: فقلت لزيد:
هل سمعته من رسول اللّه؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلّا رآه بعينه و سمعه بأذنيه. ثمّ قال ابن كثير: قال شيخنا أبو عبد اللّه الذهبي: و هذا حديث صحيح.
( 38) مسند أحمد 1/ 118 و 119. و مجمع الزوائد 9/ 104 و 105 و 107. و شواهد التنزيل 1/ 193. و تاريخ ابن كثير 5/ 210 و 211.
( 39) شواهد التنزيل للحسكاني 1/ 191. و تاريخ ابن كثير 5/ 210.
( 40) شواهد التنزيل 1/ 190.
( 41) رواه الحاكم الحسكاني عن أبي سعيد الخدري 1/ 157- 158 ح 211 و 212، و عن أبي هريرة ص 158 ح 213، و في تاريخ ابن كثير 5/ 214 بإيجاز.
( 42) اليعقوبي 2/ 43.
( 43) مسند أحمد 4/ 281. و لفظ( بعد ذلك) من تاريخ ابن كثير 5/ 210.
( 44) شواهد التنزيل 1/ 157 و 158.
( 45) مسند أحمد 4/ 281، و سنن ابن ماجة باب فضائل عليّ، و الرياض النضرة 2/ 169، و لفظ( بعد ذلك) في تاريخ ابن كثير 5/ 210.
( 46) في زاد المعاد لابن القيم،( فصل في ملابسه): أي الرسول (صلى الله عليه واله)، بهامش شرح الزرقاني على المواهب اللدنية 1/ 121.
( 47) ورد ذكر لون العمامة الّتي توّج بها الإمام في رواية عبد اللّه بن بشر الآتية و الإمام نفسه.
( 48) أشير إلى ذلك في كتب الحديث.
( 49) صحيح مسلم كتاب الحجّ ح 451- 452. و سنن أبي داود 4/ 54 باب في العمائم، و شرح المواهب 5/ 10، عن معرفة الصحابة لأبي نعيم.
( 50) الرياض النضرة 2/ 289 في ذكر تعميمه إيّاه (صلى الله عليه واله) بيده، و أسد الغابة 3/ 114.
( 51) في ترجمة عبد اللّه بن بشر من الإصابة 2/ 274، قال: أخرجه البغوي.
( 52) كنز العمال 20/ 45. و مسند الطيالسي 1/ 23. و البيهقي 10/ 14.
( 53) كنز العمال 20/ 45 عن مشيخة ابن باذان.
( 54) كنز العمال عن الديلمي.
( 55) هكذا رواه ابن طاوس في أمان الأخطار، غير أنّها في ترجمة عبد اللّه بن بشر بالإصابة 2/ 274، رقم الترجمة 4566، ليس فيها لفظ( يوم غدير خمّ).
( 56) تاريخ ابن كثير 5/ 211.
( 57) رواه أبو الطفيل، عامر أو عمرو بن واثلة الليثي، ولد عام أحد، و رأى النبيّ و عمّر إلى أن مات سنة عشر و مائة، و هو آخر من مات من الصحابة، روى عنه جميع أصحاب الصحاح.
التهذيب 1/ 389.
و روايته بمسند أحمد 4/ 370، و في 1/ 118 منه بثلاثة أسانيد:
أ- عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم.
ب- عن سعيد بن وهب الهمداني الجنواني، و هو كوفي، ثقة، مخضرم، مات سنة خمس أو ست و سبعين، ترجمته في تهذيب التهذيب و قد رواها أحمد عنه مختصرا في 5/ 366.
ج- عن زيد بن يثيع الهمداني الكوفي، ثقة، مخضرم، من الطبقة الثانية من الرواة، ترجمته بتهذيب التهذيب 1/ 277.
( 58) في رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري المدني، الكوفي، ثقة من الثانية روى عنه جميع أصحاب الصحاح، و مات سنة نيف و ثمانين، ترجمته بتقريب التهذيب 1/ 496، و الرواية في مسند أحمد 1/ 119 ح 964.
( 59) مسند أحمد 4/ 370 في حديث أبي الطفيل. و ابن كثير 5/ 212.
( 60) حديث عبد الرحمن بمسند أحمد 1/ 961، و في 5/ 370. و ابن كثير 5/ 211.
( 61) في مسند أحمد 1/ 118 و 4/ 370. و ابن كثير 5/ 211. و مجمع الزوائد 9/ 105.
( 62) في مسند أحمد 1/ 118 و 119، و 4/ 370، و 5/ 370، و ابن كثير 5/ 211.
( 63) مسند أحمد 1/ 118. و تاريخ ابن كثير 5/ 210.
( 64) مسند أحمد 1/ 119 ح 964.
( 65) مسند أحمد 4/ 370.
( 66) مسند أحمد 4/ 270. و الرياض النضرة 2/ 162. و ابن كثير 5/ 212.
( 67) مسند أحمد 5/ 419. و ابن كثير 5/ 212.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|