وصيّة الحسن المشهورة إلى والدته عند وفاته تدل على نفي ان يكون له ولد |
1190
10:17 صباحاً
التاريخ: 16-11-2016
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2016
898
التاريخ: 15-11-2016
921
التاريخ: 28-11-2017
1137
التاريخ: 15-11-2016
1421
|
[الجواب عن الشبهة]
... تعلّقهم بوصيّة أبي محمّد الحسن بن عليّ بن محمّد عليهم السلام في مرضه الّذي توفي فيه إلى والدته المسمّاة بحديث المكناة بأُمّ الحسن رضي الله عنها، بوقوفه وصدقاته، وإسناد النظر في ذلك إليها دون غيرها (1) .
... ليس بشيء يُعتمد في إنكار ولدٍ له قائم من بعده مقامه، من قِبل أنّه أمرٌ بذلك تمام ما كان من غرضه في إخفاء ولادته وستر حاله عن متملّك الأمر في زمانه ومَن يسلك سبيله في إباحة دم داعٍ إلى الله تعالى منتظَر لدولة الحقّ.
ولو ذكر في وصيّته ولداً له وأسندها إليه، لناقض ذلك الغرض منه فيما ذكرناه، ونافى مقصده في تدبير أمره له على ما وصفناه، وعدل عن النظر بولده وأهله ونسبه ، ولا سيّما مع اضطراره كان إلى شهادة خواصّ الدولة العباسية عليه في الوصيّة وثبوت خطوطهم فيهما ـ كالمعورف بتدبر مولى الواثق (2) وعسكر الخادم مولى محمّد بن المأمون والفتح بن عبد ربّه وغيرهم من شهود قضاة سلطان الوقت وحكّامه ـ لِما قصد بذلك من حراسة قومه، وحفظ صدقاته، وثبوت وصيّته عند قاضي الزمان، وإرادته مع ذلك الستر على ولده، وإهمال ذكره، والحراسة لمهجته بترك التنبيه على وجوده، والكفّ لأعدائه بذلك عن الجدِّ والاجتهاد في طلبه، والتبريد عن شيعتهِ لِما يُشنّع به عليهم من اعتقاد وجوده وإمامته.
ومَن اشتبه عليه الأمر فيما ذكرناه، حتّى ظنّ أنّه دليلٌ على بطلان مقال الإمامية في وجود ولدٍ للحسن عليه السلام مستور عن جمهور الأنام، كان بيعداً من الفهم والفطنة، بائناً عن الذكاء والمعرفة، عاجزاً بالجهل عن التصّور أحوال العقلاء وتدبيرهم في المصالح وما يعتمدونه في ذلك من صواب الرأي وبشاهد الحال، ودليله من العرف والعادات.
فصل :
وقد تظاهر الخبر فيما كان عن تدبير أبي عبدالله جعفر بن محمّد عليه السلام، وحراسته ابنه موسى بن جعفر عليه السلام بعد وفاته من ضرر يلحقه:
بوصيته إليه، واشاع الخبر عن الشيعة إذا ذاك باعتقاد إمامته من بعده، والاعتماد في حجّتهم على إفراده بوصيّته مع نصّه عليه بنقل خواصّه.
فعدل عن إقراره بالوصيّة عند وفاته، وجعلها إلى خمسة نفر: أوّلهم المنصور(3) ـ وقدّمه على جماعتهم إذ هو سلطان الوقت ومدبّر أهله ـ ثمّ صاحبه الربيع من بعده، ثمّ قاضي وقته، ثمّ جاريته وأُمّ ولده حميدة البربرية(4)، وختمهم بذكر ابنه موسى بن جعفر عليه السلام(5)، يستر أمره ويحرس بذلك نفسه.
وفي هذه المصادر أنّه أوصى إلى خمسة: أبو جعفر المنصور، ومحمّد بن سليمان، وعبدالله بن جعفر، وموسى بن جعفر، وحميدة.
ولم يذكر مع ولده موسى أحداً من أولاده، لعلمه بأنّ منهم من يدّعي مقامه من بعده، ويتعلّق بادخاله في وصيّته.
ولو لم يكن موسى عليه السلام ظاهراً مشهوراً في أولاده معروف المكان منه وصحّة نسبه واشتهار فضله وعلمه وحكمته وامتثاله وكماله، بل كان مثل ستر الحسن عليه السلام ولده، لَما ذكره في وصيّته، ولأقتصر على ذكر غيره مّمن سميناه ، لكنّه ختمهم في الذكر به كما بيّناه.
وهذا شاهد لِما وصفناه من غرض أبي محمّد عليه السلام في وصيّته إلى والدته دون غيرها، وإهمال ذكر ولدٍ له، ونظر له في معناه ...
___________________
(1) البحار 50: 329، وفي س: المسمّاة حديث.
(2) هو: هارون بن محمّد بن هارون الواثق بالله، ويكنى بأبي جعفر، بويع في سنة سبع وعشرين ومائتين وهو ابن احدى وثلاثين سنة، وتوفي بسامراء وهو ابن سبع وثلاثين سنة، وكانت خلافته خمس سنين، وقيل: توفي سنة اثنين وثلاثين ومائتين وهو ابن اربع وثلاثين سنة.
مروج الذهب 3: 477.
(3) هو: أبو جعفر عبدالله بن محمّد بن عليّ بن عبدالله بن العبّاس بن عبدالمطلب، بويع سنة ستّ وثلاثين ومائة وهو ابن احدى واربعين سنة، ومولده سنة خمس وتسعين، ووفاته سنة ثمان وخمسين ومائة، فكانت ولايته اثنتين وعشرين سنة.
مروج الذهب 3: 281.
(4) هي أُمّ الإِمام الكاظم، والبربرية نسبة إلى بربر، وهم قبائل كثيرة في جبال المغرب، وتلقب حميدة بالمصفاة ولؤلوة، ويقال: هي اندلسية، وكانت من التقيات الثقات، وكان الصادق يرسلها مع أُمّ فروة تقضيان حقوق أهل المدينة، ولها كرامات.
تنقيح المقال 3: 76ـ77.
(5) ذكر هذا الخبر الكليني في الكافي 1: 310، وابن شهرآشوب في المناقب 3: 310، والمجلسي في البحار 47: 3.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|