المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6763 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



بيعة ابو بكر  
  
2139   11:01 صباحاً   التاريخ: 15-11-2016
المؤلف : الشيخ الدكتور محمد حسين علي الصغير
الكتاب أو المصدر : الإمام علي عليه السلام سيرته و قيادته
الجزء والصفحة : ص91-106
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / الخلفاء الاربعة / ابو بكر بن ابي قحافة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-4-2021 2264
التاريخ: 15-11-2016 1785
التاريخ: 22-11-2019 1203
التاريخ: 15-11-2016 2862

قياده قريش تقتحم السقيفة وتبعد أهل البيت:

كانت قياده قريش ـ لدى احتضار الرسول الكريم[صلى لله عليه وآله] ـ إلى ثلاثه من المهاجرين دون بني هاشم : أبي بكر في لينه ودماثته ، وعمر في شدته وغلظته ، وابي عبيدة بن الجراح في تعقله ودهائه ، وكان نجاح بيعة الصّديق يعود إلى هذه الطبائع الثلاث ، مجتمعة ، فما إن يجترح عمر حوباً في شدته حتى يبدده أبو بكر في لينه ، ويدفعه أبو عبيده في دهائه ، وما إن يقترح أبوبكر أمراً في حكمته حتى يحققه عمر في اندفاعه، و ينفذه أبو عبيدة في مرونته ، وما أن يعالج أبو عبيدة مناخاً في تعقله ، حتى يمهّده أبوبكر في يسره ، ويجسده عمر في جراءته .

هذه خلفيات مختلفة تمتع بها الزعماء الثلاثة ، وعملوا بإيحائها طيله أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإنفاذ جيش أسامة ، إن لم يكن أيام حجة الوداع ، والتصريح بولاية علي عليه السلام آنذاك .

كانوا يتامرون و يجيلون الرأي و يضمرون التخطيط ، ولم يكن انطلاقهم الحثيث لسقيفه بني ساعدة عن فورة وعجلة ، وانما كان عن تريث وتلبّث ، ولم يحدث ما تنادوا به عن مفاجأة وعفوية ، بل عن دراسة و دراية وترصد ، يشتّد عمر فيهدأه أبوبكر ، ويعنفّه أبو عبيدة ، ويهادن أبو عبيدة ، فيزجره عمر ، ويرفق به أبو بكر ، ويلين أبو بكر فيغضب عمر ويوفّق بينهما أبو عبيدة .

سياسة مثلى في حسن التأتي ، وقيادة عليا في المجابهة والتحدي ، وزعامة متأصلة في الأخذ والرّد سلباً و إيجاباً ، في كل ذالك سيل من الوعيد تارة ، وصدام في الاحتجاج تارة أخرى ، تطيّيب للخواطر حيناً ، وإغراء بالوعود حيناً اخر ، يرخى الحبل فيجذب جذباً رفقياً تارة وعنيفاً تارة ، ويتراخى الامر فيشدّ إحكاما؛ وإبراماً ، حتى انتهى ذلك إلى بيعة أبي بكر فلتةً وقى الله المسلمين شرها على حد تعبير عمر.

ولم يمنع حزن أمهات المؤمنين ـ والنبي بعد لمّا يقبرـ من إلانضمام لهذا الفريق ، فقد عملت له عائشه جهاراً ، وقد باركته حفصة إعلاناً و إسراراً ، ولاذ من لاذ بالصمت .

ولم يكن الانصار بمنأى عن هذا التخطيط ، ولا بغفلة عن هذا الترّبص ،وذالك أبان حدوثه و قبل ان ينتهي إلى نتيجة ، بل تناهى إلى سمعهم نية القوم بإبعاد الأمر عن أهل البيت ، وأدركوا أن الأمر لمن غلب أذن ، فاذا لم يكن عليٌّ له فلا باس أن يكون لزعيم من زعماء الانصار ، وهم الذين آووا وحاموا ونصروا...... فاجتمعوا الي رئيسهم سعد بن عبادة من الخزرج في سقيفة بني ساعدة للتداول في أمر الخلافة ، وكان سعد مرشح الأنصار لها ، أو هكذا أريد له أن يكون مع مرضه ، ولم يكن الأفق ناصعاً ، ولا الموقف متسقاً ، وعليهما ضباب من الشبهات ، واتصل الخبر بالمهاجرين ، فطفق الزعماء الثلاثة إلى السقيفة : عمر يهدر ويزمجر ،وأبو بكر يتلاين ويخطط ، وأبو عبيدة يحلل ويراقب .فجأ الزعماء الأنصار في عقر دارهم ، وهمّ عمر بالثورة عليهم والعصف بهم ،فسبقه أبو بكر بالخطاب الهادئ، يجرد به الأنصار من إهابهم الفضفاض شيئاً فشيئاً ،حتى يجردّهم منه ، ويطوّح بأحلامهم طيفاً فطيفاً حتى جعله غصة في حلوقهم ، ويخفف من غلوائهم جزءاً فجزءاً حتى أعادهم من سواء الناس ، ويهدم بناءهم لبنة فلبنة حتى ساوى به الأرض ، وكان ذلك على مراحل دقيقة الحساب.

في المرحلة الأولى أبان اسبقية المهاجرين فقال :

« ايها الناس؛ لقد خصّ الله المهاجرين الأولين من قوم رسول الله بتصديقه ، والايمان به ، والصبر معه على شدة أذى قومهم وتكذيبهم ، وكل الناس لهم مخالف ، وعليهم زار ، ولكنهم لم يستو حشوا لقلّه ، وكانوا اول من عبدالله في الارض ، وآمن بالرسول ، هم أولياؤه وعشيرته ، وهم أحق الناس بالأمر بعده»

وقاطعه خطيب الأنصار « أما بعد: فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام، وأنتم يا معشر المهاجرين رهط منا »

فبادره أبو بكر هينّاً لينّاً في مرحلة ثانية « أنتم من لا ينكر فضلهم في الدين ، ولا سابقتهم في الإسلام ، رضيكم الله أنصاراً لدينه ورسوله ، وجعل إليكم هجرته ، وفيكم جلّة أزواجه وأصحابه ، فليس بعد المهاجرين الأولين عندنا بمنزلتكم ، لاتفتاتون بمشورة ، ولاتقضى دونكم الأمور »

اثنى على الانصار إذن ، وأخرّهم عن المهاجرين ، وجعلهم بمثابة المستشارين ، وبمنزلة الثانويين من الأمر ، ولكن سعداً ردّ عليه :

« يامعشر الانصار ، لما أراد لكم ربكم الفضلية ساق إليك الكرامة ، وخصّكم بالنعمة ، فرزقكم إلايمان به وبرسوله ، والمنع له ولأصحابه ، والإعزاز له ولدينه ...... يامعشر الأنصار ، فأستبدوا بهذا الامر دون الناس ، فإنه لكم دون الناس »

ولم يتركه أبو بكر ـ في مرحلة ثالثة ـ مسترسلاً بهذا ، وانما عاوده القول ، وجبهه بالرّد ، وألزمه الحجة : « أيها الناس : ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ، ولكننا : أول الناس إسلاماً ، وأكرمهم أحساباً ، وأوسطهم داراً ، وإحسنهم وجوهاً ، وأكثرهم ولادة في العرب ، وأمسهم رحماً برسول الله ..... ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش »

وكأن ابا بكر في هذا الردّ يمثل بني هاشم وزعيمهم علياً ، إذ عدّد ما يحتج به الإمام على الأنصار وعلى قريش والمهاجرين معاً ، فقد احتجوا بلغة عليٍّ ، وقد انتصروا بمنطق علي ، لأنه أول الناس إسلاماً ، وأكرمهم أحساباً ، وأعلاهم داراً ، وأصبحهم وجهاً ، وأمسهم برسول الله رحماً .

و مهما يكن من أمر ، فلم يترك الحباب بن المنذر ابا بكر في استرساله ، وإنما بدره متعصباً لقومه : « يامعشر الانصار إملكو عليكم أمركم ، فإنما الناس في فيئكم وظلالكم ولن يجير مجير على خلافكم، و لن يصدر الناس إلا عن رأيكم ... أنتم أهل العزّ والثروة ، وأولو المنعة والنجدة ، وإنما ينظر الناس ما تصنعون ، فلا تختلفوا فيفسد عليكم رأيكم ، وينتقض أمركم ، أنتم أهل الإيواء واليكم كانت الهجرة ...... وأنتم أصحاب الدار والايمان .... وانتم أعظمم الناس نصيباً في هذا الامر.

وان أبى القوم فمنّا أمير ، ومنهم امير ».

وكان هذا أول الوهن والتنازل كما قال سعد بن عبادة. .وقطعه عمر: هيهات لا يجتمع سيفان في غمد واحد، إنه لا ترضى العرب أن تؤمركم ونبيها من غيركم ، و لكن العرب لا تولي هذا الأمر إلا قريشاً ، من ينازعنا سلطان محمد وميراثه ، ونحن أولياؤه وعشيرته إلا مدّلٌ بباطل ، أو متورّط في هلكة .

وكان عمر ـ كأبي بكر من ذي قبل ـ في ردّه هذا يرد أن يشرح بني هاشم للأمر ، فهو يحتج على الأنصار بما يصح أن يحتج به بنو هاشم على قريش .

ولا يدع أبو بكر الفرصة تضيع ، فيعلن في مرحلة أخيرة :

« منا الأمراء ومنكم الوزراء « .

فثار الحباب بن المنذر مرة أخرى وقال : « لا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه ، فيذهبوا بنصيبكم من الأمر ، فإن أبوا فأجلوهم عن بلادكم ، وولوا عليكم وعليهم من أردتم ، أما والله إن شئتم لنعيدنها جذعة؛ أنا جذيلها المحكك وغديقها المرجّب ». فقال عمر: إذن يقتلك الله. قال الحباب: بل ايّاك يقتل. فتفاقم الأمر، و تداركه أبو عبيدة قائلاً:

« يا معشر الأنصار: كنتم أول من نصر و آزار، فلا تكونوا أول من بدّل وغيّر ».

وكأن النفوس قد هدأت بهذا الخطاب السمح ، فبادرها بشير بن سعد الأنصاري ، وهو من الخزرج ، وكان ينفس على ابن عمه الأمارة : فقال :

ألا أن محمداً من قريش ، وأن قومه أحقُّ به وأولى ، وأيم الله لا يراني الله أنازعهم في هذا الأمر أبداً ».

وكان هذا أول النصر للمهاجرين من أنصاري خزرجي يدفعها عن قومه ويضعها في غيره ، وأيده على هذا سيد الأوس أسيد بن خضير ،لعصبية جاهلية حذر معها أن يتم الأمر لسعد فقال : « يا معشر أوس لئن وليتموها سعداً عليكم مرة ،فو الله لا زالت للخزرج بذالك عليكم الفضيلة».

وهكذا تشعب الأنصار فيما بينهم ، نتيجة الحقد في الصدور ، والجاهلية في تقدير الأمور ، فكان الفوز بالصفقة للاتجاه القائد ،فانتصر الزعماء الثلاثة فيما قدّروا ،فليبرموا الأمر إذن سريعاً ، ونهض أبو بكر يمسك عمر بيد وأبا عبيدة بيد وهو يقول : « أيها الناس ..... هذا عمر ، وهذا أبو عبيدة ، فأيهما شئتم فبايعوا ».

ولكن هذا للمجاملة فقط، ولئلا يقال إنه راغب في الأمر، وهو خلاف الاتفاق السري فيما بينهم، لأن أبا بكر م سراً، فكيف يمكن التخلف عنه علناً، فبدره عمر بالقول، « بل ابسط يدك يا أبا بكر.... ».

وسبقه أبو عبيدة : « إنك لأفضل المهاجرين ، وثاني اثنين إذ هما في الغار » . فبايعاه بعد الترشيح الدقيق ، واسرع قبلهما أو بعدهما بالبيعة بشير بن سعد ممثلاً أتباعه الخزرج ، ويدعو أسيد بن خضير أشياعه من الأوس :

« قوموا فبايعوا أبا بكر... » ويبايع فريق من الأوس .

وأذهلت السرعة الفائقة أذهان معارضة الأنصار ، فقام الحباب بن المنذر الى سيفه ليكون حائلا عن البيعة بالقوة ، فينتزع منه السيف ، وجعل يضرب بثوبه وجوههم وقد فرغوا من البيعة ، فقال: فعلتموها يا معشر الأنصار ، أما والله لكأني بأبنائكم على باب أبنائهم يسألونهم بأكفهم ، ولا يسقون الماء .

وكان الأمر كما قال، فقد حرم الأنصار حرماناً عجيباً، فلم يكونوا وزراء كما وعدوا، ولا مستشارين كما أملّوا، بل انخرطوا في سواد العرب، وأسدل الستار على جهادهم وجهودهم.

وامتنع سعد عن البيعة في فريق من قومه، وطولب بها فقال:

« لا ولله حتى أرميكم بكل سهم في كنانتي، وأخضب منكم سنان رمحي، وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي، وأقاتلكم بمن معي من أهلي وعشيرتي ».

فألح عمر على بيعته ، ونصحه بشير بن سعد : أنه قد أبى ولج ، وليس يبايعك حتى يقتل ، وليس بمقتول حتى يقتل ولده وعشيرته، والأوس والخزرج ، فلا تفسدوا على أنفسكم الأمر ، إنما هو رجل واحد ، فتركه عمر الى حين .

بيعة أبي بكر ومرجعية الصحابة:

وخرج الجمع المبايع من السقيفة ـ وهم في طريقهم الى المسجد النبوي ـ يهتفون لأبي بكر ، لا يمرّون على أحد إلا أخذوا بيده وأمرّوها بيد أبي بكر ، وكان المستجيبون لذلك قلة ، وكان الممتنعون قلّة أيضا ، ومن أبى تناوله عمر بالدّرة ، أو قرّعه أبو عبيدة بالتعنيف ، أو زجره هذا وذاك بالنصيحة ، وكانت الأغلبية العظمى على الحياد بين رهبة ورغبة ، أو سخط ورضا ، وكان الإنكار الصامت حيناً ، والتأييد الصامت حيناً آخر ، وهكذا كان الناس بعد السقيفة بقليل بين مؤيّد ومفند ومحايد ، مؤيّد يهّلل ويكبّر ، ومفنّد ينكر ويستنكر ، ومحايد بين بين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، وعامة الناس غيات دون حضور ، أو حضور كالغيّاب .

وكانت طبيعة هذا المناخ أن تفرز مضاعفات عديدة في الأفق السياسي ، فليس الدرب معبداً بالورود كما يقال ، ولا الصفقة هينة لينة ، فهناك بعض الأنصار يهتفون : لا نبايع إلا علياً ، وهناك بعض المهاجرين يمتنعون عن البيعة ، وهناك العباس عم النبي يرشح علياً ، وأبو سفيان يريدها في بني عبد مناف مكيدة أو حمية ، وعليٌّ في نفر من المهاجرين والأنصار لا يبايع ، وهو بعد في شغل عن ذلك بتجهيز الرسول الأعظم ؛ وماذا عسى أن يكون موقفه إذا فرغ من ذلك .

هذه عقبات في الطريق، وأشواك في مسيرة البيعة المرتجلة؛ وهي أمور دقيقة الملحظ لم تعزب عن ذهن أبي بكر ، ولم تغرب عن فكر عمر ، ولم تتعد حصافة أبي عبيدة ، ولم يهمهم هذا وذاك ، ولكن هذا الشاخص الماثل علياً ، يشار إليه بالبنان ، فهو وحده العقبة الكأداء ليس غير . ثم هؤلاء جميعاً ما السبيل إلى إقناعهم ، وقد رأوا في البيعة مخالفة للعهد ومجانبة للعقد ، وفي القوم علي عليه السلام ولا يعدل به إلى سواه دون ريب .

وكان العباس أول المتنبهين لخطر هذا الموضوع ، وأول المبادرين الى علي ، فقد لفته بقوله :

« يا ابن أخي، أمدد يدك أبايعك، فيقول الناس عمّ رسول الله بايع ابن عم رسول الله، فلا يختلف عليك اثنان... »

هذا وجثمان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مسجى بين أهله، فقال علي عليه السلام:

« لنا برسول الله يا عم شغل ».

وهذا هو الأمثل من علي في تلك اللحظات .

وقيل: إن عليا قال:

« يا عم : وهل يطمع فيها طامع غيري ، قال ستعلم ، فقال : إني لا أحب هذا الأمر من وراء رتاج » .

ولم يكن علي ليغفل عما يجري من مؤامرات ومؤتمرات ، حتى يجيب عمه بهذا ، وإن صح فإنه كان يريد الأمر على ملأ من الناس علنا لا سراً ، جهاراً لا إسراراً ، وبينما هما كذلك وإذا بالناس يزّفون أبا بكر إلى المسجد كما تزّف العروس كما يقول الرواة وتناهت الأنباء إلى أبي سفيان فجاء يشتد إلى بيت الرسول وهو ينادي بملء فيه :

بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم فما الأمر إلا فيكم وإليكم... ولا سيّما تيم بن مرة أو عدي وليس لها إلا أبو حسن عليّ ثم نادى صارخاً : يا بني هاشم ، ويا بني عبد مناف : أرضيتم أن يلي عليكم أبو فصيل ..... أما والله لو شئتم لأملأنها عليهم خليلاً ورجلاً ، فناداه أمير المؤمنين علي : « ارجع يا أبا سفيان فو الله ما تريد الله بما تقول ، وما زلت تكيد الإسلام وأهله ، ونحن مشاغيل برسول الله ، وعلى كل أمرىء ما اكتسب ، وهو ولي ما احتقب ».

و كان هذا الرّد خليقاً بعلي عليه السلام ، فلم يغب عن ذاكرته كيد أبي سيفان للإسلام ، و لم ينس حقده على جماعة المسلمين ، وإنه ما إراد وجه الله بذلك ، وإنما أرادها جاهلية محضة ، ولم يكن علي ليخدع بهذا الطراز الخاص من الناس ، من اصحاب الكيد والمطامع ، وزعماء العصبية والانتهازية ، فجبهه بهذا ، ولكن أبا سفيان يستعيد قواه ، ويلتقط أنفاسه ليقول : « يا أبا الحسن : هذا محمد قد مضى إلى ربه ، وهذا تراثه لم يخرج عنكم ، فابسط يديك أبايعك فإنك لها أهلٌ ».

ويستعجله العباس لقبول الأمر، ويراها فرصته، فيتوجه إلى علي:

« يا ابن أخي..... هذا شيخ قريش قد أقبل فامدد يدك أبايعك ويبايعك معي ، فإنّا إن با بايعناك لم يختلف عليك أحد من بني عبد مناف ، و إذا بايعك عبد مناف لم تختلف عليك قريش ، واذا بايعتك قريش لم يختلف عليك بعدها أحد في العرب ».

ويصّر علي عيله السلام على موقفه « لا والله يا عم ..... فاني أحب أن أصحر بها ، وأكره أن أبايع من وراء رتاج ».

وتصل الأخبار لأبي بكر وعمر وأبي عبيدة ، فهم يجيلون النظر في ذالك ، فوجدوا العباس لا يعصي لعلي أمراً ، وعلي يمتنع عن البيعة ، فليتركا أذن ، و عهدا الي يزيد بن ابي سفيان بولاية دمشق ، وأخبر بذلك أبو سفيان فرضي كل الرضا ، وقال : وصلته رحم ، وبايعت بنو أمية ، وأنتهي هذا الجزء اليسير من المعارضة الآنية ، عقل العباس وكياسته ، وانتهازية أبي سفيان ووصولية ، وكان أبو سفيان قد بعثه النبي ساعياً ، وجبى الأموال ، فقال عمر لأبي بكر : إنا لا نأمن شر ابي سفيان فترك له ما في يده من الصدقات فسكت ورضي بذلك ، وأعلن التأييد المطلق . أغلق هذا الباب إذن ، وبقيت جبهة من المعارضة لم تبايع ، وترى الحق فى علي عليه السلام ليس غير .

فهذا خالد بن سعيد بن العاص من المهاجرين يخاطب أبا بكر وهو على المنبر بكل جراءة وصراحة و موضوعية فيقول : « اتق الله يا أبا بكر ...... فقد علمت أن رسول الله صل الله عليه واله و سلم قال ونحن متوحشوه يوم بني قريظة حين فتح الله ، وقد قتل علي يومئذٍ من صناديدهم ورجالهم .......

« يا معشر المهاجرين والانصار إني موصيكم بوصية فاحفظوها ، ومودعكم أمراً فأحفظوه ، ألا إن علي بن أبي طالب أميركم بعدي ، وخليفتي فيكم ، بذلك أوصاني ربي ...... ». فأسكته عمر.

وينطلق سلمان مجاهراً : « يا أبكر : إلى من تسند أمرك إذا نزل بك ما لا تعرفه ، وإلى من تفزع إذا سئلت عما لا تعلمه ، وما عذرك في تقدم من هوا أعلم منك ، وأقرب إلى رسول الله ، وأعلم بتأويل كتاب الله عزّ وجلّ ، وسنّه نبيه ، و من قدّمه النبي في حياته ، وأوصاكم به عند وفاته ، وقد أعذر من أنذر »

فصمت القوم ، وكأن على رؤوسهم الطير ، وارادوا امتصاص النقمة ، فما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.

وقام أبو ذر في صلابته المعهودة فقال :

« لقد علمتم وعلم خياركم أن رسول صلى الله عليه واله و سلم قال : الأمر بعدي لعلي ، ثم لابني الحسن والحسين ثم للطاهرين من ذريتي ، فأطعتم الدينا الفانية ، ونسيتم الآخرة الباقية ».

وقال المقداد : « يا أبا بكر : سلم الأمر لصاحبه الذي هو أولى به منك ».ثم قام بريدة الأسلمي فقال : « إنا لله و إنا أليه راجعون ، ماذا لقي الحق من الباطل ؟ يا أبابكر :أنسيت أم تناسيت ، وخدعت أم خدعتك نفسك ، أولم تذكر ما أمرنا به رسول الله صلى الله عليه واله و سلم من تسمية علي بإمرة المؤمنين .... ».

وقال عمار بن ياسر: « يا معاشر قريش، ويا معاشر المسلمين إن كنتم علمتم وإلا فاعلموا: إن أهل بيت نبيكم أولى به، وأحق بإرثه، وأقوم بأمور الدين.... وعليُّ أقرب منكم إلى نبيكم، وهو بينهم وليكم بعهد الله ورسوله ».

ثم قال أبي بن كعب : « يا أبا بكر لا تجحد حقاُ جعله الله لغيرك ، ولا تكن أول من عصى رسول الله في وصيّه وصفيّه ، وصدف عن أمره ، أردد الحق إلى أهله تسلم ».

ثم نهض خزيمة بن ثابت فقال : أيها الناس ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه واله و سلم قبل شهادتي وحدي ولم يرد معي غيري ، قالوا بلى ، قال فاشهدوا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله و سلم يقول : « أهل بيتي يفرقون بين الحق والباطل ، وهم الأئمة الذين يقتدى بهم ، وقد قلت ما علمت ، وما على الرسول إلا البلاغ المبين ».

وقام أبو الهيثم بن التيهان فقال : وأنا أشهد على نبينا صلى الله عليه واله و سلم أنه أقام علياً يوم غدير خم ، فقالت الأنصار ما أقامه إلا للخلافة ، وقال بعضهم ما أقامه إلا ليعلم الناس أنه مولى من كان رسول الله مولاه ، وكثر الخوض في ذلك ، فبعثا إلى رسول الله نسأله فقال : « عليُّ ولي المؤمنين بعدي ، وأنصح الناس لاُمتي ».

وقال سهل بن حنيف الأنصاري : « اشهدوا عليّ أني أشهد على رسول الله في هذا المكان » (الروضة ) وقد أخذ بيد علي بن أبي طالب وهو يقول :

« أيها الناس علي إمامكم من بعدي ، ووصيي في حياتي وبعد وفاتي ، وقاضي ديني ومنجز وعدي ، واول من يصافحني على حوضي ، فطوبى لمن تبعه ونصره ، والويل لمن تخلف عنه و خذله ».

وقال عثمان بن حنيف : سمعنا رسول الله صلى الله عليه واله و سلم يقول :« أهل بيتي نجوم الأرض فلا تتقدموهم ، فهم الولاة من بعدي ... » وقال أبو أيوب الانصاري : « اتقوا الله عباد الله في أهل بيت نبيكم ، وأرددوا إليهم حقهم الذي جعل الله لهم ... والنبي يقول :اهل بيتي أئمتكم من بعدي ، ويومي إلى علي ويقول : هذا أمير البررة ، وقاتل الكفرة ، مخذولٌ من خذله ، منصورٌ من نصره ... ».

ومرّ الاحتجاج على صرامته كأن لم يكن ، وذهب أدراج الرياح ، ويخطيء من يظن أن الامر كان مستوسقاً دون معارضة ، وإجماعياً دون نقض ، ومسلماً به دون اصطدام ، فهذه الأصوات كانت عالية ، وقد بقيت أصداوها إلى اليوم ، وكادت أن تطيح بالأمر لولا إمساكه بيد من حديد ، ولم تكن هذه الاصوات وحدها تدوي في الميدان ، بل تطاول غيرها ، فقد كان إجتماع جماعة سراً في فضاء بني بياضة من المهاجرين والأنصار ذا أثر في سير الأحداث ، وفي أثناء ذلك كان بلال مؤذن النبي يقيت هذه الأحداث ناراً ملتهبة ، فقد دعي إلى البيعة وهو مولى أبي بكر من ذي قبل ، فامتنع عنها ، وأخذ عمر بتلابيبه ، وقال له : هذا جزاء أبي بكر منك أن أعتقك فلا تجيء تبايعه ، فقال : إن كان قد أعتقني أبو بكر لله فليدعني لله ، وإن كان أعتقني لغير ذلك فها أنا ذا ، و أما بيعته : فما كنت أبايع من لم يستخلفه رسول الله صلى الله عليه واله و سلم ، والذي استخلفه بيعته في أعناقنا إلى يوم القيامة . فقال عمر : لا أبا لك ، لا تقم معنا ، فارتحل بلال ألى الشام .

وكان هذا الإنكار مشجعاً للمجتمعين في فضاء بني بياضة في أطراف المدينة ، وكان قد اجتمع هناك : البراء بن عازب ، وعمار بن ياسر ، وحذيفة بن اليمان ، والمقداد بن عمرو ، وأبو الهيثم بن التيهان ، وعبادة بن الصامت ، وسلمان الفارسي وسواهم ممن تخلف عن بيعة أبي بكر ، وهم يرون علياً لا سواه أهلاً للأمر.

وتكلم عمار بن ياسر في جراءة نادرة : « ما لتيم وهذا الامر ، إنه قد كان لرسول الله ، وهو من بعده في خير الناس بعد رسول الله » يعني علياً عليه السلام . فقال البراء بن عازب « إنّما انتزعه الرجل بخق قريش ، وعاونه صاحباه ، ولكن البيعة ولم يشهدها المهاجرون الأولون فليس لها صحة ».وقال حذيفة بن اليمان : « إن الأنصار لتريد أن تنفض ما كان منها »

فقال المقداد : « فهذا والله خير ، وليردّن الحق إلى صاحبه ». وتساءل سلمان : « فان أبى الرجل ».

فقال أبو ذر : « فدعوه إنه ليس ولا صاحباه إلا ثلاثة من المهاجرين . والله لا يراني أبدأً أبايع ابن أبي قحافة وفي الناس ابن أبي طالب ».

وقال عمار : « هذه الأنصار تهم أن تنقض الأمر أمر السقيفة ».

وكان طلحة بحيث يستمع ما دار بين القوم ، فتطوع بإبلاغه أبا بكر ، وأنذر به عمر ، وسارّ به أبا عبيدة .

وابتدر القوم إلى المسجد، فبدأهم عمر بقوله :

« أيها الناس : إن الله قد جمع أمركم على خيركم ، صاحب رسول الله ثاني اثنين إذ هما في الغار » ، فقوموا فبايعوا ، واسترسل أبو بكر في سياسته الوئيدة :

« أما بعد ، فاني قد وليت عليكم ، ولست بخيرّكم ».

وكان هذا إيماء أو تصريحاً بأفضلية علي فهو نقطة الانطلاق وكان عليٌّ في هذه اللحظة يسوي قبر رسول الله صلى الله عليه واله و سلم بمسحاة في يده ، فقال له رجل عندها :

إن القوم قد بايعوا أبا بكر ، ووقعت الخذلة للأنصار لا خذلة اختلافهم ، وبدر الطلقاء بالعقد للرجل خوفاً من إدراككم الأمر (1) .

فوضع عليٌّ عليه السلام المسحاة على الأرض ، ويده عليها ، وقال : الم « 1 » احسب الناس ان يتركوا أن يقولوا اءمنا وهم لا يفتنون « 2 » ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعمن الكذبين « 3 » ام حسب الذين يعملون السيئات ان يسبقونا ساء ما يحكمون .(2)

فما كان موقفه بعد هذا و هو يستقبل عهد الشيخين .

الانصار تحتج ... وعلي يمسك عن البيعة:

تقول إحدى الروايات أن علياً عليه اسلام قال :

« إن أول من جرّأ علينا الناس سعد بن عبادة ».

وهذه الرواية تضع سعداً موضع الإتّهام ، بل وتعدّه منحرفاً عن علي ، وسعد رجل من العرب ، رأى المهاجرين قد أبوا على علي عليه السلام البيعة ، وصرفوها عن بني هاشم ، فلم لا يطلبها لنفسه ، هذا هو التعليل في أكبر الظن . وقد يقال بأنه أرادها لنفسه ظاهراً ليستولي على الأمر فيسلمها إلى علي عليه اسلام وليس على ذلك دليل نصي أو تأريخي سوى حسن الظن في شيخ من شيوخ الأنصار ، وكانت الأنصار عيبة نصح علي ، وهواها مع علي ، أكثريتها وأغلبيتها ، فلما انتهى أمر السقيفة ندمت على ما فعلت ، وتلاومت فيما بينها ، وأرادت نقض بيعة أبي بكر.

وعلي يرقب الأحداث ويشاهدها عن كثب في فيض من المشاعر الملتهبة ، وغمرة من الشؤون النفسية الجيّاشة ، بين لهفةٍ على ضياع الحق ، وخشيةٍ من اضطراب الأمر ، وقلق من حدوث الفتنة ، فها هم الأنصار يرجعون إلى حلومهم بعد أن طاشت ، ويعودون إلى تعقلهم به دون جدوى ، ويندمون على تفريطهم لات ساعة مندم . فلينظر إلى أين تنتهي هذا الرواية ؟ وكيف تمثل فصول المأساة ؟ على أن الندم لم يصنع شيئاً ، و إلا حتجاج لم يغيرّ حدثاً ، والتراجع لا ينقض أمراً ، فقد جوبه الأنصار مضافاً إلى القيادة القرشية العليا ، جوبهوا بمسلمة الفتح تذبّ عن مرشح قريش ، فأشغل الأنصار ـ بدهاء منقطع النظير ـ بمسلمة الفتح ، واندمج بنو اُميه في رحاب البيعة التي أبعدت بني هاشم أعداءْ هم التقليديين ، وعطفت بنو زهرة عنانها مع تيم ، فما ينفع نداء الأنصار في آخرة ، وما أعذروا من ذي قبل ... إنه صيحة في وادٍ ، ونفخة في رماد، فهذا سهيل بن عمرو صاحبهم في الحديبية يدعو في نخوة : « يا أهل مكة ... كنتم آخر من أسلم في الناس ، فلا تكونوا أول من ارتد من الناس؛ يا أهل مكة . والله ليتمن الله عليكم هذا الأمر كما قال رسول الله، و من رابنا ضربنا عنقه ».

قال ذلك لأهل مكة عامة ، والتفت لقريش وقال لها خاصة ، وقد شاهد الأنصار يحاولون التغيير ، وكان التفاته هذا مزدوجا في ردوده ، ففيه إحكام للأمر دون تردد ، وفيه وعيد للأنصار دون رحمة ، وفيه أمر بالقتال بلا هوادة :

« يا معشر قريش : إن هؤلاء الناس قد دعوا إلى أنفسهم ، وإلى علي بن أبي طالب ، وعليّ في بيته لو شاء لردّهم ، ألا فادعوهم إلى صاحبكم والى تجديد بيعته ، فإن أجابوكم وإلاّ فأقتلوهم ، فوالله إني لأرجو الله أن ينصركم عليهم كما نصرتم بهم » . وتبعه عكرمة بن أبي جهل « لولا قول رسول الله : الأئمة من قريش ما أنكرنا إمرة الأنصار، إعذروا القوم فإن أبو فاقتلوهم » .

فالدعوتان تشيران إلى القتل والإبادة ، وكيف تكون الفتنة إذن ?

_________________

(1) ظ : في نصوص هذ الفصل كلاً من :

ابن الأثير / الكامل في التاريخ + ابن حجر / الصواعق المحرقة + ابن سعد / الطبقات الكبرى + الصدوق / الأمالي والخصال + ابن أبي الحديد / شرح نهج البلاغة+ = الخطيب البغدادي / تأريخ بغداد + الطبري / المعجم الكبير + الطبري / تأريخ الرسل والملوك + طه حسين / الفتنة الكبرى + ابن عبد البر / الأستيعاب + عبد الفتاح عبد المقصود / الإمام علي بن ابي طالب + عبد الحسين الأميني / الغدير + العقاد / عبقرية الإمام + ابن قتيبة / الإمامة والسيرة + القندوزي / ينابيع المودةّ + المسعودي / مروج الذهب + ابن هشام / السيرة النبوية + الواقدي / المغازي .

(2) سورة العنكبوت، الآيات: 1 ـ 4.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).