المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



قصة واقعية  
  
1909   01:02 مساءاً   التاريخ: 14-11-2016
المؤلف : كين واليزابيث ميلور
الكتاب أو المصدر : التربية السهلة
الجزء والصفحة : ص122 ـ 124
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-1-2023 1837
التاريخ: 19-5-2022 1929
التاريخ: 21-12-2017 7668
التاريخ: 18-1-2016 2042

وضع طفل اصابعه على سطح بساط الامتعة المتحركة في المطار، فقالت له امه التي قلقت على ما يبدو على سلامة اصابعه : (هلا انتبهت لأصابعك؟). أبعد الفتى اصابعه حوالي2مم، ما يظهر انه سمع السؤال. كررت كلامها وتلقت الرد نفسه. بقيت عينا الطفل نحو الاسفل، يراقب باهتمام السطح المتحرك. وعادت الام تكرر كلامها مرتين اخريين بعد ان مرت دقيقة من الوقت. واخيراً، قالت باستياء بما ان الطفل لم يفعل ما طلب منه : (أبعد يدك!) وصفعته صفعة خفيفة على كتفه. ابعد الطفل الذي بدا مرتبكا ومشوشا يده على الخطر على الفور.

شهدنا ما حصل ولاحظنا امورا عدة :

* كانت الام قلقة وحاولت ان تدفع ابنها للانتباه لنفسه. ادركنا هذا لأننا شاركناها قلقها ونحن كبار في السن بما يكفي لنفهم ما قصدته بكلامها في حين ان الطفل لم يفهم على الارجح.

* او المعنى الحرفي لسؤالها المتكرر هو (هل انت قادر على ان تنتبه لأصابعك؟) ولم يكن هذا السؤال بحاجة لجواب من ابنها. (نعم) بمعنى انه قادر على ذلك، أو (لا) بمعنى انه عاجز عن ذلك.

* يشير رد فعل الطفل الجسدي الطفيف الى انه سمع، لكنه لم يشعر بالحاجة للقيام بأي رد فعل آخر.

* يبدو جليا ان الام اعتادت ان تقول لهذا الصبي ما عليه ان يفعله اكثر من مرة، حتى الامور التي تتعلق بسلامته. كررت كلامها نفسه اربع مرات قبل ان تقرر التصرف بحزم. وفي هذه الاثناء ،كان ابنها يمر اصابعه على السطح المتحرك للسجادة.

* قد تتساءلون ما اذا كان الصبي متمردا ولا يريد وحسب ان يتعاون؛ إلا ان الانطباع الذي كوناه هو انه كان مأخوذاً تماماً بما يفعله وليس متمردا.

* ما إن قالت بوضوح (ابعد يدك!) وصفعته على كتفه حتى تصرف. لفتت الصفعة انتباهه وعبرت الكلمات بشكل دقيق وواضح عما ارادته ان يفعل.

* يبدو استياؤها ناجما عن عدم تجاوبه، الا ان جملتها الاخيرة اوصلت اليه بشكل واضح الرسالة التي ارادت ان تصله.

رأينا انه كان يفترض بها ان تبدأ من حيث انتهت : (ابعد يدك). فمن المرجح ان رد فعل الصبي ما كان ليتأخر ما يجعل الصفعة للفت انتباهه غير ضرورية. كان هذا ليبقي اصابعه امنة، وليجنب الام الانزعاج والاستياء ويحول دون شعور الصبي بالارتباك والتشوش.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.