المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17599 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الاعتبـارات والسـياسـات التـي تـحكـم مـقسـوم الأربـاح
21/12/2022
Hirota Equation
18-7-2018
المبعث النبوي
4-12-2016
أضرار زيادة الملوحة على الكنتالوب
2024-10-01
استعمالات البصل لعلاج الكثير من الامراض
29-3-2016
جوبلو ، لويس
4-11-2015


تفسير آية (1) من سورة البقرة  
  
1248   11:44 صباحاً   التاريخ: 10-2-2017
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : .......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الباء / سورة البقرة /

قال تعالى {الم} [البقرة : 1]

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير  هذه الآية (1) :

 

اختلف العلماء في الحروف المعجمة المفتتحة بها السور فذهب بعضهم إلى أنها من المتشابهات التي استأثر الله تعالى بعلمها ولا يعلم تأويلها إلا هو هذا هو المروي عن أئمتنا (عليهم السلام) وروت العامة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال إن لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي وعن الشعبي قال : لله في كل كتاب سر وسره في القرآن سائر حروف الهجاء المذكورة في أوائل السور وفسرها الآخرون على وجوه .

(أحدها) إنها أسماء السور ومفاتحها عن الحسن وزيد بن أسلم (وثانيها) أن المراد بها الدلالة على أسماء الله تعالى فقوله تعالى {الم} معناه أنا الله أعلم و{المر} معناه أنا الله أعلم وأرى و{المص} معناه أنا الله أعلم وأفصل والكاف في كهيعص من كاف والهاء من هاد والياء من حكيم والعين من عليم والصاد من صادق عن ابن عباس وعنه أيضا أن {الم} الألف منه تدل على اسم الله واللام تدل على اسم جبرائيل والميم تدل على اسم محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) وروى أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره مسندا إلى علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) قال سئل جعفر بن محمد الصادق عن قوله {الم} فقال في الألف ست صفات من صفات الله تعالى (الابتداء) فإن الله ابتدأ جميع الخلق والألف ابتداء الحروف و(الاستواء) فهو عادل غير جائر والألف مستوفي ذاته و(الانفراد) فالله فرد والألف فرد و(اتصال الخلق بالله) والله لا يتصل بالخلق وكلهم محتاجون إلى الله والله غني عنهم وكذلك الألف لا يتصل بالحروف والحروف متصلة به وهو منقطع من غيره والله عز وجل بائن بجميع صفاته من خلقه ومعناه من الألفة فكما أن الله عز وجل سبب ألفة الخلق فكذلك الألف عليه تألفت الحروف وهو سبب ألفتها (وثالثها) أنها أسماء الله تعالى منقطعة لو أحسن الناس تأليفها لعلموا اسم الله الأعظم تقول الر وحم ون فيكون الرحمن وكذلك سائرها إلا أنا لا نقدر على وصلها والجمع بينها عن سعيد بن جبير (ورابعها) أنها أسماء القرآن عن قتادة (وخامسها) أنها أقسام أقسم الله تعالى بها وهي من أسمائه عن ابن عباس وعكرمة قال الأخفش وإنما أقسم الله تعالى بالحروف المعجمة لشرفها وفضلها ولأنها مباني كتبه المنزلة بالألسنة المختلفة وأسمائه الحسنى وصفاته العليا وأصول كلام الأمم كلها بها يتعارفون ويذكرون الله عز اسمه ويوحدونه فكأنه هو أقسم بهذه الحروف أن القرآن كتابه وكلامه (وسادسها) أن كل حرف منها مفتاح اسم من أسماء الله تعالى وليس فيها حرف إلا وهو في آلائه وبلائه وليس فيها حرف إلا وهو في مدة قوم وآجال آخرين عن أبي العالية وقد ورد أيضا مثل ذلك في أخبارنا (وسابعها) أن المراد بها مدة بقاء هذه الأمة عن مقاتل بن سليمان قال مقاتل حسبنا هذه الحروف التي في أوائل السور بإسقاط المكرر فبلغت سبع مائة وأربعا وأربعين سنة وهي بقية مدة هذه الأمة قال علي بن فضال المجاشعي النحوي وحسبت هذه الحروف التي ذكرها مقاتل فبلغت ثلاثة آلاف وخمسا وستين فحذفت المكررات فبقي ستمائة وثلاث وتسعون والله أعلم بما فيها وأقول قد حسبتها أنا أيضا فوجدتها كذلك ويروى أن اليهود لما سمعوا {الم} قالوا مدة ملك محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) قصيرة إنما تبلغ إحدى وسبعين سنة فلما نزلت الر المر والمص وكهيعص اتسع عليهم الأمر هذه أقوال أهل التفسير (وثامنها) أن المراد بها حروف المعجم استغني بذكر ما ذكر منها في أوائل السور عن ذكر بواقيها التي هي تمام الثمانية والعشرين حرفا كما يستغني بذكر قفا نبك عن ذكر باقي القصيدة وكما يقال أب في أبجد وفي أ ب ت ث ولم يذكروا باقي الحروف قال الراجز :

لما رأيت أنها في حطي*** أخذت منها بقرون شمط

وإنما أراد الخبر عن المرأة بأنها في أبجد فأقام قوله حطي مقامه لدلالة الكلام عليه (وتاسعها) أنها تسكيت للكفار لأن المشركين كانوا تواصوا فيما بينهم أن لا يستمعوا لهذا القرآن وأن يلغوا فيه كما ورد به التنزيل من قوله {لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه} الآية فربما صفروا وربما صفقوا وربما لغطوا ليغلطوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فأنزل الله تعالى هذه الحروف حتى إذا سمعوا شيئا غريبا استمعوا إليه وتفكروا واشتغلوا عن تغليطه فيقع القرآن في مسامعهم ويكون ذلك سببا موصلا لهم إلى درك منافعهم (وعاشرها) أن المراد بها أن هذا القرآن الذي عجزتم عن معارضته من جنس هذه الحروف التي تتحاورون بها في خطبكم وكلامكم فإذا لم تقدروا عليه فاعلموا أنه من عند الله لأن العادة لم تجر بأن الناس يتفاوتون في القدر هذا التفاوت العظيم وإنما كررت في مواضع استظهارا في الحجة وهو المحكي عن قطرب واختاره أبو مسلم محمد بن بحر الأصفهاني .

___________________________

1- مجمع البيان في تفسير القران ، الطبرسي ،   ج1 ، ص75-77 .

 

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير  هذه الآية (1) :

 

أقرب الأقوال إلى الواقع والفهم ان اللَّه سبحانه بعد أن تحدى بالقرآن الجاحدين والمعاندين وعجزوا عن الإتيان بمثله ، أو بعشر سور مثله ، أو بسورة واحدة ، بعد هذا أشار بذكر هذه الحروف (ألم) ونحوها إلى ان هذا الكتاب المعجز مؤلف من جنس هذه الحروف التي هي في متناول الأطفال والجهال . .

فعجزكم - إذن - دليل قاطع على ان هناك سرا ولا تفسير لهذا السر الا ان هذا القرآن من وحي السماء ، لا من صنع الأرض .

____________________________

1- التفسير الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج1 ، ص37 .

 

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير  هذه الآية (1) :

 

تسع وعشرون سورة من سور القرآن تبدأ بحروف مقطعة ، وهذه الحروف ـ كما هو واضح من اسمها ـ لا تشكل كلمة مفهومة .

هذه الحروف من أسرار القرآن ، وذكر المفسرون لها تفاسير عديدة ، وأضاف لها العلماء المعاصرون تفاسير جديدة من خلال تحقيقاتهم .

جدير بالذّكر أن التاريخ لم يحدثنا أنّ عرب الجاهلية والمشركين عابوا على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وجود هذه الحروف المقطعة في القرآن . ولم يتخذوا منها وسيلة للطعن والإستهزاء . وهذا يشير إلى أنّهم لم يكونوا جاهلين تماماً بأسرار وجود الحروف المقطعة .

اخترنا من التفاسير الكثيرة لهذه الحروف ، عدداً من التفاسير باعتبار مسنديتها وانسجامها مع آخر الدراسات في هذا المجال . وسنذكر هذه التفاسير بالتدريج في بداية هذه السّورة ، وسورة آل عمران ، وسورة الأعراف ، إن شاء الله .

ونبدأ الآن بأهمها :

هذه الحروف إشارة إلى أن هذا الكتاب السماوي ، بعظمته وأهميّته التي حيرت فصحاء العرب وغير العرب ، وتحدت الجن والإنس في عصر الرسالة وكل العصور ، يتكون من نفس الحروف المتيسرة في متناول الجميع .

ومع أنّ القرآن يتكون من هذه الحروف الهجائية والكلمات المتداولة ، فإن ما فيه من جمال العبارة وعمق المعنى يجعله ينفذ إلى القلب والروح ، ويملأ النفس بالرضا والإعجاب ، ويفرض احترامه على الأفكار والعقول .

في القرآن من الفصاحة والبلاغة ما لا يخفى على أحد ، وليس هذا مجرّد ادّعاء ، فخالق الكون تحدّى بهذا الكتاب جميع (الجن والإنس) ، ليأتوا بمثله { وَلَوكَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } [الإسراء : 88] ، ولكنهم عجزوا جميعاً عن ذلك ، وتلك دلالة على أن هذا الكتاب لم يصدر عن فكر بشر .

وكما إن الله تعالى خلق من التراب موجودات ، كالإنسان بما فيه من أجهزة معقدة محيّرة ، وكأنواع الطيور الجميلة الرائقة ، والأحياء المتنوعة ، والنباتات والزهور المختلفة ، وكما إننا ننتج من هذا التراب نفسه ألوان المصنوعات ، كذلك الله سبحانه خلق من هذه الحروف الهجائية المتداولة ، موضوعات ومعان سامية ، في قوالب لفظية جميلة ، وعبارات موزونة ، وأسلوب خاص مدهش معجز ، وهذه الحروف الهجائية موجودة تحت تصرف الإنسان ، لكنه عاجز عن صنع جمل وعبارات شبيهة بالقرآن .

الأدب في العصر الجاهلي :

من المهم أن نذكر هنا أن العصر الجاهلي كان عصراً ذهبياً للأدب العربي .

فالوثائق المتوفرة بأيدينا تشير إلى أن العرب الحفاة الجفاة الجاهليين ، كانوا يتمتعون بذوق أدبي رفيع . وما وصلنا من شعر ونثر من تلك الفترة ، يشير إلى قدرة أُولئك على التعبير الجميل الدقيق ، ويحتل ذروة الفصاحة في الأدب العربي .

وكان للأدب سوق رائجة تدلّ على اهتمام العرب بلغتهم وآدابهم ، و(سوق عكاظ) وأمثالها من الأسواق الأدبية تعكس هذا الإهتمام بوضوح .

والسوق المذكور كان يشهد ـ إضافة إلى المعاملات الإقتصادية والقضايا الإجتماعية ـ حركة أدبية تعرض خلالها أفضل مقطوعات الشعر والنثر ، ويتم فيها انتخاب أفضل ما قيل من النظم خلال العام ، و(المعلقات السبع) أو(العشر) نموذج لذلك ، وكانت القصيدة الفائزة تعدّ فخراً كبيراً للشاعر ولقبيلته .

في مثل هذا العصر من الإنتعاش الأدبي ، يتحدى القرآن النّاس أن يأتوا بمثله ، ولكنهم عجزوا (سنذكر مزيداً من إعجاز القرآن في مجال التحدي لدى تفسير الآية 23 من هذه السّورة) .

شاهد ناطق :

الشاهد الناطق على هذا المنحى من تفسير الحروف المقطعة ، حديث عن الإمام علي بن الحسين(عليه السلام) حيث يقول : «كَذَّبَ قُرَيْشُ وَالْيَهُودُ بِالْقُرْآنِ وَقَالُوا هذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ، تَقَوَّلَهُ ، فَقَالَ الله : {آلم ، ذَلِكَ الْكِتَابُ . . .} : أيّ يَا محمّد ، هذا الْكِتَابُ الَّذِي اَنْزَلْتُهُ إلَيْكَ هُو الْحُرُوفُ الْمُقَطَّعةُ الَّتي مُنْهَا اَلِفٌ وَلامٌ وَميمٌ ، وَهُوبِلُغَتِكُمْ وَحُرُوفِ هِجَائِكُمْ فَأتوا بِمِثْلِهِ إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ . . .» (2) .

وَثم شاهد آخر عن الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) في قوله : «ثُمَّ قَالَ اِنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى اَنْزَلَ هذَا الْقُرْآنَ بِهذِهِ الْحُرُوفِ الَّتِي يَتَدَاوَلُهَا جَمِيعُ الْعَرَبِ ، ثُمَّ قَالَ : {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ} [الإسراء : 88] (3) .

وهناك ملاحظة تؤيد ما ذهبنا إليه في تفسير معنى الحروف المقطعة ، وهي أن هذه الحروف في السور الأربع والعشرين التي ذكرناها ، يتلوها مباشرة ذكر لعظمة القرآن ، وهذا يدل على الإرتباط بين الحروف المقطعة وعظمة القرآن . وعلى سبيل المثال نذكر الآيات التالية :

1 ـ {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود : 1] .

2 ـ {طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ} [النمل : 1] .

3 ـ {الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} [لقمان : 1 ، 2] .

4 ـ {المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ} [الأعراف : 1 ، 2] .

________________________________

1- تفسير الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج1 ، ص59-61 .

2 ـ تفسير البرهان ، ج 1 ، ص 54 .

3 ـ توحيد الصدوق ، ص 162 ، ط سنة 1375 هـ .ق . .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .