أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-14
423
التاريخ: 6-11-2016
5805
التاريخ: 6-11-2016
2327
التاريخ: 15-1-2017
1859
|
تقع بلاد العرب فيما بين خطي عرض 30ْ، 40ْ شمالًا, وخطي طول 60o، 35o شرقًا، وهي أشبه ما تكون بشبه جزيرة تنتهي إليها آسيا في طرفها الغربي. وتبلغ مساحتها نحو ربع مساحة أوروبا أو ثلث مساحة أمريكا الشمالية تقريبًا، وهي أبعد ما تكون عن وحدة التضاريس؛ إذ تشمل وحدات إقليمية تفصلها حدود طبيعية؛ مما جعلها تنقسم في العصور القديمة إلى وحدات سياسية, كان لكل منها كيان مستقل في أغلب الأحوال, ولم تنشأ بها وحدة سياسية شاملة ذات تاريخ مشترك إلا بعد انتشار الإسلام.
وعلى هذا يمكن القول -قياسًا على أن الدولة لا تدخل في عصرها التاريخي إلا بمعرفة الكتابة وتكوين وحدة سياسية شاملة- بأن بلاد العرب -ككل- لم تدخل عصرها التاريخي إلا بعد انتشار الإسلام, ومن جهة أخرى يمكن القول بأن أجزاء منها دخلت في عصرها التاريخي؛ بينما ظلت جهات أخرى منها في عصورها قبل التاريخية.
وربما كان ذلك من الأسباب التي دعت جمهرة الباحثين إلى تقسيم تاريخ بلاد العرب إلى قسمين شاملين: ما قبل الإسلام أو "العصر الجاهلي" والتاريخ الإسلامي، وبما أن عصر ما قبل الإسلام يمتد إلى العصور الوسطى؛ فإن تاريخ بلاد العرب القديم سواء كان في العصور قبل التاريخية أو في العصور التاريخية لبعض أجزائها يدخل ضمنًا في عصر ما قبل الإسلام حتى يصعب على البعض التفرقة بينهما؛ غير أنني أفضل عدم تجاوز نهاية الفترة التي حددتها مجالًا للدراسة في هذا الكتاب، أي: إننا سنكتفي بالتوقف عند التاريخ الذي يعادل ظهور الإسكندر بقدر الإمكان.
ولا شك في أن قسوة الظروف الطبيعية في شبه الجزيرة قد جعلت منها بيئة غير مرغوب فيها, لا يعرف العالم المتحضر من تاريخها إلا القليل؛ إذ إن هذه الظروف كانت سببًا في عدم نشاط الارتحال إليها, وجعلت القيام ببحوث علمية وأثرية فيها أمرًا يكاد يكون مستحيلًا إلا في بعض مناطق محدودة للغاية، وقد يجيء الوقت الذي يمكن للإنسان فيه أن يستعين بوسائل المدنية الحديثة على البقاء في أقسى جهاتها ظروفًا, وأن يقوم بما يريد من أبحاث تزيد معلوماتنا عنها.
رغم قلة ما توصلنا إليه من معلومات عنها, تدل شواهد الأحوال على أن شبه الجزيرة كانت تنعم بظروف مناخية ملائمة لسكنى الإنسان؛ فهي في هذا تماثل نظيراتها في العالم القديم -أي: الصحراء الليبية وصحراء مصر الشرقية- ولذا يرجح أنها ظلت كذلك إلى نهاية العصور الحجرية على الأقل؛ فقد وجد أحد الأمريكيين في الربع الخالي بقايا نهر واسع هو السهل المنخفض المسمى "أبو بحر" كما وجدت آثار أنهار في جنوبي شبه الجزيرة يستدل عليها من وديانها الجافة الآن، وفي هذه الأماكن وبالقرب منها بقايا حيوانات من تلك التي تعيش في مناخ شبيه بما كان سائدًا في شمال إفريقيا في تلك العصور, كذلك عثر على آثار تدل على أن بعض المدن كانت توجد في مناطق مختلفة من جنوب شبه الجزيرة على الأقل.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|