أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-11-2016
2016
التاريخ: 2023-12-31
839
التاريخ: 22-1-2017
2025
التاريخ: 7-11-2016
3057
|
فيما يلي ذكر لأشهر أسواق الجاهلية ولسوق المِربَد الإسلامية التي قامت بعد ذلك:
سوق دُومة الجندل:
تقع دومة الجندل في منطقة الجوف شمالي الحجاز على حدود الشام في نقطة متوسطة بين المدينة المنورة والخليج العربي والشام. وهي حصن منيع تحيط به قرى لبني كنانة من قبيلة كلب وقد جرت عادة القوم أن تقام عندها سوق في أول شهر ربيع الأول وتستمر حتى منتصف الشهر تقريباً.
وكان يرتاد السوق القادمون إليها من العراق والشام ومن أنحاء الجزيرة العربية كلها، وتحميها قبيلتا كلب وجديلة طيء. وكانت هذه السوق كثيرة الرواد على مخاطر طريقها ووعورة مسالكها وطول السفر إليها لأن فوائدها وافرة. وكان التنافس بين بني كلب وبني غسان كل موسم للإشراف عليها يجري عن طريق الأحاجي، وكان البيع فيها يتم بالرمي بالحصاة أو بالحجارة، ولم يكن فيها نشاط أدبي وتقتصر على التجارة والمتعة، وكان بعض العرب يُكْرِهون فيها فتياتهم وإماءهم على البغاء ويأخذون كسبهن، فلما جاء الإسلام حرّم هذه العادة القبيحة.
سوق عكاظ:
أجمعت أكثر المصادر أن موقع سوق عكاظ في بلاد الحجاز، خلف عرفة، ويبعد عن مدينة الطائف عشرة أميال وعن مكة مسيرة ثلاثة أيام إلى جنوبها الشرقي. وفيه نخلٌ ومياه، أرضه مستوية واسعة الأرجاء ليس فيها جبل ولا مرتفعات سوى ما كان لأهل الجاهلية من أنصاب عالية.
ولم تكن للسوق حدود معينة لسعة الأرض التي تقام عليها، وقد يتغير موضعها قليلاً أو كثيراً عن العام الذي قبله، أمّا حُماة السوق فقبيلة هوازن من قيس عيلان لأنها تقع في أرضهم، وأكثر من يرتاد السوق من قبائل العرب: قريش وهوازن وغطفان وخزاعة والأحابيش، وهم حلفاء قريش من بني المصطلق وبني خزيمة إضافة إلى جماعات أخرى.
وكانت سوق عكاظ سوقاً عامة شاملة تقام مابين هلال ذي القعدة ومنتصف الشهر، وقد تمتد حتى الثاني من ذي الحجة موعد القيام بشعائر الحج التي تلي مواسم عكاظ وسوق المَجَنّة وسوق ذي المَجاز ولكل قوم من نزلاء السوق منازل يقيمون فيها وترفع عليها راياتهم، وتضرب فيها مضاربهم بعيداً عن مواقع البيع والتجارة والأندية العامة، ويدير شؤون كل قبيلة شيوخها ورؤساؤها. ويقضي بين الناس إذا تنازعوا قضاة معترف بهم، من أشهرهم أكثم بن صيفي حكيم العرب من تميم، وكان يضرب فيه المثل في النزاهة وحب الخير والحكمة، وعامر بين الظَّرِب من بني عَدْوان من قيس عيلان، وحاجب بن زرارة، وعبد المطلب وأبو طالب والعاص بن وائل والعلاء بن حارثة من بني قريش وربيعة حُذار من بني أسد.
كانت عكاظ معرضاً تجارياً ومنتدى اجتماعياً حافلاً بكل أنواع النشاط، وكانت منبراً يبلغ الحاضرُ الغائب بما أعلن فيها، وما عقد من معاهدات بين القبائل، وتذاع أسماء من يُخلعون من قبائلهم فتسقط بذلك حقوق الواحد منهم على قبيلته فلا تحمل له جريرة. وكان بعض الأشراف يتقنعون في السوق كي لا يعرفوا فلا ينال منهم عدو لهم أو يأسرهم طامع ثم يغالي بطلب فديتهم. وكانت سوق عكاظ مجالاً لإطلاق الألقاب والأوصاف على الأفراد والقبائل، كما كانت الأحداث التي تجري فيها مصدراً للأمثال. وكانت ترفع في السوق رايات الحزن إذا نكبت قبيلة، كما فعلت قريش بعد موقعة بدر. وتقام فيها مباريات الفروسية والسباق وغيرها.
وقد سعت قريش لتبقى السوق قائمة في مواقيتها حرصاً على تجارتها، فكانت تهادن قبيلة هوازن وتجنح إلى السلم معها، وكانت العرب إذا قدمت عكاظ دفعت أسلحتها إلى من تختاره العرب، فيبقيها عنده حتى يفرغ أصحابها من أسواقهم وحجهم ثم يردها عليهم متى ظعنوا، ومع ذلك فقد وقعت حرب الفِجار في عكاظ .
وكانت عكاظ من أعظم المنابر الأدبية، لهذا كان للسوق نتائج في حياة العرب وفي لغتهم، فقد كانت قريش أفصحها وأعذبها نطقاً. وكان للشعراء أثرهم في انتقاء الألفاظ الفصيحة المشهورة عند أكثر القبائل ولاسيما لغة قريش، فكانت عكاظ من أقوى عوامل توحيد لغة العرب وتمازج القبائل والتقارب بينها.
عمرت سوق عكاظ أكثر من قرنين والمرجح أنها بدأت قبل الهجرة بسبعين سنة واستمرت في الإسلام حتى سنة 149هـ حين نهبها الخوارج.
سوق هَجَر:
يشتمل اسم هجر على أرض البحرين عامة وتعد هجر واليمن وعمان من أخصب بلاد العرب وأكثرها رخاء، ولأهلها أسباب للعيش غير التجارة، كالغوص على اللؤلؤ، وتمرها مشهور، وهي على اتصال تجاري دائم ببلاد الهند وفارس، ولمكانة سوقها التجارية كانت تأتيها البضائع منهما بمختلف أصنافها، فكان يوجد فيها ما لا يوجد في غيرها.
وكان كسرى يرسل إلى سوق هجر لطائم تحمل الطيب فيباع فيها وترجع محملة بالبضائع المختلفة والتمور. وقد أغار بنو تميم مرة على لطائم كسرى فأرسل جيشاً أوقع بهم وأخذ أموالهم وسبى ذراريهم، وسميت تلك الموقعة (بيوم الصفقة) .
وكانت العرب تقصد هذه السوق بعد انفضاض سوق دومة الجندل، ومن حُماتها المنذر بن ساوى الذي كان يتولى أمرها ويعشر الناس فيها (بأخذ عِشْر أموالهم)، وكانت لا تباع بضاعة حتى تنفق بضاعته في هذه السوق.
سوق المُشقَّر:
المشقر مكان قريب من هجر، تقام فيه السوق من أول جمادى الآخرة، وكان لا يَقْدِم السوق قافلة إلا تخلف منها في السوق ناس، لطيب هواء المنطقة وجمالها. وكان البيع في السوق بالملامسة والإيماء والهمهمة. وقد كثر ذكر المُشقر في الأدب. وكانت واقعة امرئ القيس المشهورة فيها، وكان لكسرى سطوة على هذه السوق، شأنه في سوقي هجر وعمان وكان قاصدها لا يستغني عن حمايته. ورؤساء هذه السوق الذين يعشرون الناس فيها من بني تميم، يسيرون سيرة الملوك وهم مثل ملوك دومة الجندل وهجر لا يسمحون ببيع تجارة أو عرضها حتى تنفق تجارتهم بتمامها.
سوق عُمان:
كانت عُمان تخضع للنفوذ الفارسي، وتقع على بحر اليمن، وأرضها غنية حتى قيل: «من تعذر عليه الرزق فعليه بعُمان»، وكانت تجارات أهلها كثيرة وفيها كثير من الأعاجم مما أدخل الضيم على لغة أهلها. وقد اشتهرت عمان بالوَرسِ الأصفر الذي يصبغ به وبالعنبر، وبقيت سوقها تقام في موسمها حتى أيام الرشيد.
سوق صُحار:
وتقع في عمان على شاطئ البحر، وصحار أعمر مدينة في عمان وأكثرها مالاً، وهي مدينة طيبة الهواء والماء كثيرة الفواكه والخيرات. مبنية بالآجر وخشب الساج، وكانت السلع تجلب إليها من مختلف أقطار الجزيرة العربية، والبيع فيها بإلقاء الحجارة. وتقيم العرب في هذه السوق من العاشر من رجب إلى الخامس عشر منه بعد انقضاء سوق حُباشة، وقد تمتد إلى ما بعد ذلك. وليست صحار من الأسواق العامة، بل هي سوق تجارية محضة. وقيام السوق في شهر رجب يغني قاصدها عن الحماية لأن رجب من الأشهر الحرم.
سوق دَبَى:
وهي على ساحل البحر كذلك وكان فيها بضائع أجنبية يحملها التجار من بلادهم بحراً وبراً، ومنها كانت تنفذ تجارات العرب إلى الخارج، والبيع فيها بالمساومة، لأن السوق مختلطة بالعرب والأجانب، ولا يباع فيها شيء حتى يبيع ملكها كل ما عنده، وهو الذي يعشر الناس فيها كما يفعل غيره من الملوك. وأشهر ملوكها الجلندي بن المستكبر.
سوق الشِحْر:
وتقع على الساحل الجنوبي في جزيرة العرب بين عمان وعدن وقد ضرب بها المثل في البعد. وتقوم هذه السوق في النصف من شعبان. والبضائع الرائجة فيها البز والادم والمرّ والصبر والدخن والكُندر (وهو ضرب من العلك)، ولا يسير إليها قاصدها إلا بخفارة، لبعدها وانقطاعها، ولم يكن فيها عشور، أما البيع فيها فكان برمي الحصاة وإلقاء الحجارة.
سوق المِرْبَد:
وهي من الأسواق التي برزت بعد الإسلام وقد احتفظت هذه بكثير من خصائص أسواق الجاهلية وزادت عليها بخصائص أسبغتها الحضارة الجديدة، وغدت السوق مرآة تصور حياة العرب في الجاهلية والإسلام.
تقع سوق المِرْبد على الجهة الغربية من البصرة وأقرب إلى البادية، وكانت في الأصل سوقاً للإبل، وفي عهد الأمويين صارت سوقاً عامة تتخذ فيها المجالس ويخرج إليها الناس كل يوم، حتى غدت معرضاً لكل قبيلة تعرض فيها شعرها ومفاخرها وتجارتها وعُروضها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|