أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-7-2016
13237
التاريخ: 15-8-2019
1620
التاريخ: 28-7-2016
2134
التاريخ: 5-4-2020
1524
|
مضامين المعرفة والمعرفة التنظيمية
أسهم الكتاب والباحثون بطرح آرائهم حول المعرفة بشكل عام والمعرفة التنظيمية بشكل خاص ، وقد اتسمت تلك الآراء بالشمولية والتحديد والعمومية والتخصيص ، وتركز مسعاهم في صياغة دلالات متنوعة للمعرفة متأثرين بطبيعة ومنظور دراستها.
اولاً : مضمون المعرفة :
خضع مفهوم المعرفة لمعالجة فكرية منذ زمن الفيلسوفين افلاطون وارسطو عندما قسما العقل الى ثلاثة اقسام وهي المعرفة ما نريد أن نعلمه ، والعاطفة أو المشاعر ، والارادة أو النزوع (1) ، وحدد قاموس علم النفس لدريفر(2) معنى المعرفة بأنها "مصطلح عام يغطي جميع صيغ العلم المتنوعة من ادراك وتخيل وتذكر واعتقاد أو تفكير وحكم وتسبيب"(3)
وقصد بها الطريقة التي يتمكن الفرد من خلالها ان يدرك ويتعلم وكيف يسبب ويفكر وكيف يتذكر ويتخيل وكبف يعمل عقله من أجل القيام بأنشطة الحياة الاعتيادية (4)، وبيّن آخرون ان المعرفة تنظيم انتقائي فالفرد يرى الأشياء الواقعة في البيئة الطبيعة ويعتمد على ما يدركه من خصائص الشيء وليس جميع خصائصـه الممكنة(5) .
ووصفت المعرفة بكونها ميداناً فرعياً من علم النفس الذي يهتم بالقوانين المحددة للكيفية التي تتعرف الكائنات الحية على العالم من حولها (6) ، وورد رأي مفاده ان التفاعل المعرفي يتأثر بالادراك والتخيل والتفكير والتسبيب(7) ، وأشير الى ان المعرفة داخل الفرد تعني التفكير والمشاعر(8) ، واتضح في معرض التمييز بين الفكر والمعرفة ، أن المعرفة مصدر استخدام الاعمال (9) وقصد الأنشطة المتضمنة محاولة الفرد عند حل عدم التجانس بين تصورات ذهنية داخلية عن البيئة وما أدركه فعلاً عن ما يترشح عنها من مثيرات(10) ، وعُبّر عنها ايضاً بقدرة الفرد على تمثيل الوقائع المكتسبة أثناء تجاربه وبالشكل الذي يستطيع من فهم الواقع ذاتياً وعُدت احد أوجه الشخصية(11) ، كما استُخدمَت المعرفة والادراك بصورة مترادفة حتى عرفت على أنها ادراك ووعي الفرد لمعطيات البيئة أو للمعطيات الذاتية والعلاقة بينهما (12) ، واتُفقَ على كونها علم قائم على فهم واضح وتضم التفكير والحكم والوعي والادراك والذاكرة (13) ، ومُثلَت بمجموعة عمليات تحتوي على قيم ومصالح تُستَخرج وتُعاد لتثَبّـت طبيعة النظام الاجتماعي (14).
وضمن رؤية شمولية قُصدَ بها الأنشطة والعمليات العقلية بمعناها الواسع المتمثل بالإدراك والذاكرة والتخيل واللغة وصياغة المفهوم وحل المشكلة واتخاذ القرار(15) ، وايضاً عُبرَ عنها بالاعتقاد أو قبول البيانات مستنداً على انها تصورات ذهنية أو عقلية عن شيء، وفرد ، وحادثة أو فكرة (16)، وعدت احد العوامل الكامنة داخل الفرد (17) ، ونُظر لها بمثابة اتجاه يمثل الفرد في معلومات عن شيء أو فرد أو حادثة كما أسلفنا ، واستعملت المعتقدات والافكار ومعالجة المعلومات التي تحصل في ذهن الفرد للتعبير عن المعرفة (18).
فالمعرفة اذاً هي عبارة عن مجمل العمليات العقلية العليا من ادراك وتعلم وتفكير وتسبيب وحكم يصدر من الفرد عند تفاعله مع عالمه الخاص والعام.
ثانياً : المعرفة التنظيمية :
روج رأي مفاده أن المعرفة التنظيمية هي وسائل تُستعمَل لاكتشاف سلسلة السلوك الممكن والتي سـتُتَبع فعلاً (19) ، وتضمنت المعرفة حينئذٍ تصنيفات ثلاثة وهي :
الأولى معرفة طرق وأساليب حل مشكلة محددة ، وتهتم الثانية بمعطيات واتجاهات ومواقف تساعد على استيعاب مهمة الاعمال واحتياجاتها ، وتنصرف الثالثة الى ما تفضله المنظمة من أهداف وسياسات واجراءات .
ثم يستطرد قائلاً بخصوص المعرفة عند المدير بان تأتي المعرفة اولاً بأنه ينبغي ان يعرف انه القائد ، وأن يكون قادراً على الافصاح عن معرفته للآخرين (20).
وتم التعبير عنها ضمن اطار المعرفة والحكم على التقويم المهني ؛ بالقدرة التي يتمتع بها الفرد على التقدير أثناء التقويم (21)، وقيل ايضاً الافصاح عنها بأفكار ومعتقدات وآراء (22) ، واستخدمت مهارات التصوير الذهني وآليتها للتعبير عنها (23) ، ونُظرَ للمعرفة بأنها بمثابة قوة ، حتى اصبحت عنواناً مميزاً للمنظمة الحية عن الميتة فهي ميدان حيوي يتسم بالتجدد.
وعُدَ أمر تعامل ادارة المنظمات العامة والخاصة مع المعرفة بأنه يشكل معضلة تواجهها لكونها تهتم بتأليف قدرات وطاقات عقلية جديدة (24) ، واعتُبرت أحد أوجه المنظمة خاصة عندما تستحضر ادارتها وتستوعب الأساس العلمي لصور خرائط سببية للمشاركة في المنظمة ، وقيل أنها معطى عقلي يحصل فيها تصور واقع عمليات معرفية محصورة بين اصطدام المعلومات وما ينتج عنه من سلوك(25) .
وبُنيت فكرة المعرفة على معلومات تكتسبها المنظمة وتخزنها ثم تستعين بها لأغراض التحليل والتفسير ، اذ يمكن التمييز بين مستويين وهما ؛ مستوى يهتم باكتساب معلومات عن جوانب كمية ونوعية مطلوبة حتى تغير سلع وخدمات عامة ، ومستوى آخر يحاكي فاعلية اكتساب معلومات عن كمية ونوعية تغيرات مطلوبة في اعتماد أعراف وأنماط سلوكية (26) ، وحُدّدَت معالمها بالقدرة على التنبؤ ، وتوقع تقلبات المُجهزِين ، ومعرفة العلاقات بين السبب والنتيجة ، والتحليل أثناء عملية البحث ، والمعلومات المطلوبة لأداء المهمة مقارنة بالمعلومات المعالجة ، والمدى الزمني الذي تستغرقه التغذية العكسية والتنبؤ بتقلبات الطلب ايضاً (27).
أُشير الى أن طبيعة المعرفة التنظيمية انما يدور حول بحث العلاقة الخطية السببية بين مجموعة متغيرات ، وبالشكل الذي يهيئ رؤية دقيقة عنها (28) ، في حين نُظر من خلال عملية معالجة النصوص المكتوبة وتفسيرها ، على افتراض أن البناء المعرفي يزود سلسلة ملائمة من السلوك في محيط معطى ، مع ابراز الدور الجوهري الذي تؤديه معالجة المعلومات (29) ، ووُصفت عبر المهارات والقدرات العقلية مثلاً القدرة على تحديد المشكلة ومستوى الاقتدار التقني والمهني (30) ، ورُبطَت هي وادواتها المستعان بها لتحقيق المهمة عندما تكون الغاية مركزة على تحليل التكنولوجيا عند مستوى الفرد (31) ، وحُددَت ببراعة ومهارة استخدام أساليب ووسائل تحويل المدخلات الى منتجات وخدمات (32) ، اذاً المعرفة التنظيمية تنصرف الى العمليات العقلية العليا في ذهن المدراء وأفراد المنظمة من إدراك وتعلم وتفكير بما يسهم في تكوين آراء واتجاهات وتوقعات تهيئ رؤية دقيقة عن محيط المنظمة ونوع الاختيار الاستراتيجي المعزز لبقائها وديموميتها.
نستنتج مما سبق ذكره ايضاً ، وجود ترابط منطقي بين المعرفة التنظيمية والمعرفة بإطارها العام ، وان تعدد الآراء وتنوعها انما يعود الى اختلاف اغراض وزوايا الاهتمام للتحليل عليهما ، وقد تشبعت بعض مضامينها حتى ذهبت الى متغيرات معرفية او نظر الى الفرد والمنظمة كوحدة معرفية ، ولا بد من التنويه الى ان المعرفة الاستراتيجية رغم خصوصيتها الا انها تنتمي في وجودها الى مضامين المعرفية التنظيمية ، كما برز مضمونها مع مجالات الاهتمام بدراسة المدخل المعرفي من ناحية ، واستخدام وتسخير معطيات العقل التنظيمي في مجالات شتى ومنها توجه استراتيجي من ناحية أخرى.
واسترشاداً بما اُستعرض من آراء فان الاختيار يمثل عنصراً معرفياً ، فهو يخضع للحكم والتقويم عندما يتحول الى فعل ليصبح سلوكاً ظاهراً يجسد في جوهره استجابة لمؤثرات افرزتها معطيات وقوى المحيط الداخلي والخارجي ، وكانت الآمال تحدونا صوب فرز مضمون المعرفة الاستراتيجية عن التنظيمية لكنه استحال علينا بسبب التداخل والتكامل بينهما ، وهو اعتراف بقصور سبب احتواء الكل للجزء , ورغم ان النزعة السائدة هي الميل نحو استقلالية المعرفة الاستراتيجية مضموناً وجوهراً ولعل اهم اسبابها محدودية الزمن ومعطيات الحضارة الوافدة وألم ورؤى العلماء والمفكرين والباحثين ، فكل يحلم بسعادة افكاره فضلاً عن ضعف الاهتمام الذي أولاه الباحثون للمعرفة الاستراتيجية أوعدم إلتفاتهم اليها ، ورغم سعة وعمق البحوث والمؤلفات في علم الادارة الاستراتيجية كما سيتضح ، وظهور بوادر ومؤلفات ومقالات تحمل عناوين او تحلل مضامين العقل الاستراتيجي مع التصور والنوافذ الاستراتيجية وهي دلائل تعلن عن زيادة الاهتمام في المعرفة الاسراتيجية في عقد التسعينات ، ويتوقع أن يتعمق ويغنى بالتأصل والنقد والتحليل عبر آفاق الربع أو النصف الاول من القرن الحادي والعشرين.
______________________________________________
1ـ Scott ET AL , 1997 :7
2- Drever , 1960
3- Goerge ,1962 :11
4- ( Loc , CIT )
5- Krech ET AL ,1962 : 20
6- Triandis , 1964 :2
7- Petit , 1975 : 327
8- Davis , 1977 :63
9- Jonan, 1977 : 34
10- Zmud , 1979 : 968
11- Scott Et Al , 1979 : 15
12- Naylor ET AT , 1980 :16
13- Gergen& Gergen , `1981 :2-491
14- Sampson , 1981 : 730
15 - Matlin , 1983 12
16- Hunsake & Cook , 1986 :131
17 - Durrbin , 1988 :3-4
18- Northcraft &Neale , 1990
19- Simon ,1957 : 77
20- Ewiner , 1964 : 92
21 - Fradson & Rhea ,1965 : 2
22- Aronson , 1968 :2
23- Durbren , 1974 : 9-10
24- Henry , 1974 : 189
25- Bougon Et At , 1977 : 128
26- AL- Araje , 1980 : 3-143
27- Pfeffer , 1982 : 153
28- Shrivastava & Mitrofe , 1984 : 24
29- Giola & Manz , 1985 : 8-527
30 - William ET AT , 1985 : 8-527
31- Ford ET AT , 1988 : 376
32- Daft , 1989 : 375
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|