وتمثل الخلفية الجغرافية والتاريخية السابق الإشارة الى اهم ملامحها الأساس للخصائص البشرية العامة لقارة اوربا والتي يمكن حصر اميزها واهمها فيما يلي:

1- ساعد الموقع البحري للقارة الاوربية حيث تمتد في شكل شبه جزيرة من اليابس الاوراسي في توجهها صوب البحر منذ القدم مما اثر ليس فقط في تاريخها البشري والسياسي بل وأيضا في تاريخ العديد من دول العالم وتوجهها السياسي حيث أدى الموقع البحري لاوربا الى سهولة اتصالها بمعظم أقاليم العالم بل وإخضاع العجيج منها الى نفوذها السياسي والحضاري مما اسهم في انتشار الحضارة الاوربية واستمرار مؤثراتها على خريطة العالم حتى بعد ان تحررت الدول التي كانت خاضعة للاستعمار الأوربي لذلك ساد ما يمكن تسميته باوربا العالم Europeanization، وفي المقابل انتعشت الأوضاع الاقتصادية والسكانية والحضارية في اوربا وخاصة في الغرب والشمال بتأثير هذا التوجه البحري.

2- ارتفاع مستويات الدخول على المستويين الفردي والقومي في دول غربي اوربا وهي الدول الاستعمارية القديمة التي استفادت من استغلال الموارد الطبيعية في أقاليم واسعة من دول العالم لصالحها، بالإضافة الى تطورها العلمي والحضاري وخاصة انها تأتي في مقدمة دول العالم التي استفادت من مكتسبات الثورة الصناعية ولا زالت تتمتع بما تجنيه من ثمار تطبيق الأساليب التكنولوجية المتقدمة في كافة المجالات، وهو من اهم أسباب انتشاره استثماراتها في دول عديدة من عالمنا المعاصر.

3- اسهم الاستعمار الأوربي الحديث للعديد من دول العالم بعد القرن الخامس عشر الميلادي في هجرة اعداد كبيرة من سكان المستعمرات بشكل قانوني –التي تحررت معظمها في الوقت الحاضر- للإقامة في الدول الاوربية، وقد ساعد على ذلك حاجة بعض دول القارة الى الايدي العاملة، الى جانب سماح القوانين المطبقة بهذه الهجرة. وهذا يفسر ارتفاع اعداد المهاجرين من دول المغرب العربي (الجزائر والمغرب وتونس) وبعض جزر الانتيل في فرنسا، بالإضافة الى ارتفاع اعداد المهاجرين من بعض الدول الافريقية وامريكا اللاتينية في كل من بلجيكا وهولندا على الترتيب.

4- نتج عن الملامح السابق الإشارة اليها ارتفاع كثافة السكان في العديد من دول غربي اوربا، بالإضافة الى بعض دول ووسط وجنوبي اوربا حيث بلغت  الكثافة  السكانية  اقصاها في  هولندا (966,7 نسمة / ميل2 ), بلجيكا (865,8 نسمة / ميل2) , بريطانيا (621,7 نسمة / ميل2), المانيا ( 593 نسمة / ميل2) , لوكسمبورج (400,4 نسمة / ميل2) ايطاليا (495,2 نسمة / ميل2) , فرنسا ( 273 نسمة / ميل2) , بولندا( 319,7 نسمة /ميل2) , الدنمارك (313 نسمة / ميل2) , وذلك عام 1995. 

5- ترتفع كثافة السكان في القارة بوجه عام باستثناء اطرافها الشمالية المتمثلة في الاقاليم الشمالية لكل من روسيا الاتحادية وفنلندا والسويد والنرويج واقصى شمالي اسكتلندا، وقد تجاوزت الكثافة السكانية 250نسمة في الميل المربع في نطاقات واسعة من المانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وبولندا والتشيك واوكرانيا وروسيا الاتحادية ورومانيا والمجر وكرواتيا، بالاضافة الى هولندا وبلجيكا ولو كسمبورج، وتتجاوز كثافة السكان في اوربا على سبيل المثال ضعفي مثيلتها في الولايات المتحدة الامريكية، لذلك تصدرت اوربا قارات العالم من حيث ارتفاع نسبة سكان الحضر حيث يقطن ثلاثة اشخاص من كل اربعة اوربيين في مراكز الحضر بمختلف احجامها. واسهم في هذا الواقع الجغرافي عدة عوامل يأتي في مقدمها صغر مساحة القارة، ارتفاع مستوى الخدمات الصحية، انخفاض معدل وفيات الاطفال الرضع والذي بلغ على مستوى القارة 13في الالف (2) بالاضافة الى تعدد الحرف الانتاجية التي يزاولها الانسان في القارة والتي تشتمل على الزراعة والتعدين والصناعة وقطع الاخشاب والصيد البحري والسياحة، ولا يمكن اغفال النشاط الاستعماري لدول القارة وموقعها الجغرافي الممتاز مما انعش دولها اقتصاديا واسهم في ارتقاع كثافة سكانها.

6- ادى تطور وازدهار النشاط الصناعي الى جانب صناعات الخدمات الى ارتفاع نسبة سكان الحضر الى جملة السكان على مستوى معظم دول القارة، وقد بلغت هذه النسبة اقصاها في بلجيكا (95% من جملة السكان)، وادناها في البرتغال (33% من جملة السكان)، وتبعا لتباين مستوى الانشطة المشار اليها بلغت هذه النسبة 34% في البوسنة والهرسك، 37% في البانيا، 50% في سلوفينيا، 54% في النمسا، واذربيجان وكرواتيا، ففلإ في رومانيا، 56% في جورجيا، 57% في ايرلندا وسلوفاكيا، 58% في مقدونيا، 62% في بولندا، 63% في المجر، 64% في فنلندا واسبانيا، 68% في ايطاليا وسويسرا، 69% في لاتفيا، 73% في النرويج وروسيا الاتحادية، 74% في فرنسا، 75% في التشيك، 83% في السويد، 85% في الدنمارك والمانيا، 86% في لوكسمبورج، 89% في هولندا، 91% في هولندا، 91% في ايسلندا، 92% في بريطانيا.

7- تمتد اوربا كما اشرفنا في شكل شبه جزيرة تبرز من اليابس الاوراسي صوب الغرب والشمال الغربي مما اسهم في سهولة تحرك الموجات البشرية بين القارتين دون ان تعترضها اية عوائق وخاصة انه لا يفصل بين اوربا واسيا سوى مرتفعات الاورال محدودة الارتفاع (لا يتجاوز منسوبها ستة الاف قدم فوق مستوى سطح البحر)، لذا ينحدر معظم الاوربيين –باستثناء بعض الشعوب مثل الايبيريين والباسك والفنلنديين – من اصول هندواوربية متباينة وساعدت الطبيعة السهلية للجانب الاكبر من قارة اوربا وخاصة في نطاق السهل الاوربي العظيم، وتحرك جماعات الالان والسواف والفاندال في النطاقات الوسطى والغربية والجنوبية الغربية، والقوت في النطاقات الشرقية، وعلى العكس من ذلك ساعدت بعض مناوبة الجغرافية المحدودة كالغابات والمرتفعات والهضاب عالية المنسوب على تمركز جماعات بشرية في نطاقات محددة انطلقت منها أحيانا للاغارة على ما حولها من أقاليم، في حين انكمشت وتقوقعت في أحيان أخرى امام موجات جماعات بشرية اقوى منها، كما هي الحال بالنسبة لبعض الجماعات السلافية وخاصة المجريون والبولنديون والتشيكيون والفايكنج والكلت.

واسهمت هذه التحركات البشرية في تعدد وتداخل الثقافات والتقاليد واللغات في جهات القارة المختلفة وللدتليل على ذلك نذكر الحقائق الرئيسية التالية:

أ- تعدد الأقليات البشرية في قارة اوربا:  مما يؤكد عدم اتفاق التوزيع الجغرافي للشعوب الاوربية مع الحدود السياسية للدول ويرجع انتشار ظاهرة الأقليات البشرية في اوربا الى احد العوامل الرئيسية التالية:

1- نزوح جماعات بشرية محدودة العدد نسبيا من اوطانها الاصلية الى اوطان جديدة شكلت فيها اقية عددية كما هي الحال بالنسبة للجماعات الألمانية ي كل من المجر وبولندا.

2- وصول جماعات بشرية ذات ثقل حضاري باعداد كبيرة الى أقاليم محددة بهدف الاستيطان مما اضطر قاطني هذه الأقاليم باعدادهم الأقل الى الانزواء والتقوقع في مناطق ذات طبيعة جغرافية صعبة نسبيا للحفاظ على شخصيتهم الحضارية كما هي الحال بالنسبة لجماعات الكلت في الجزر البريطانية، والبريتون في فرنسا، والفريزيان في هولندا، والقطالونيون في اسبانيا.

3- غزو جماعات بشرية لاقاليم قريبة او بعيدة عن اوطانهم لفترات زمنية متباينة الطول، وبعد انتهاء فترة الغزو تراجعت معظم هذه الجماعات وتخلف منها اعداد استقرت واتخذت الأقاليم التي اغاروا عليها في يوم ما وطنا لهم مثل الجماعات الألمانية في لوكسمبورج، وفي وسط اوربا وخاصة في التشيك وسلوفاكيا وبولندا، وفي شرقي القارة في بعض جهات روسيا الاتحادية.

4- اقتطاع مساحات من دولة بعد هزيمتها في الحرب وضمها الى دولة أخرى مجاورة كما هي الحال بالنسبة لألمانيا التي اقتطع منها بعد هزيمتها في الحرب العالمة الثانية إقليم السويديت الذي ضم الى دولة تشيكوسلوفاكيا، وإقليم سيليزيا العليا الذي ضم الى بولندا، مما أدى في النهاية الى وجود أقليات المانية في كل من التشيك وسلوفاكيا وبولندا بتاثير التغيرات التي شهدتها خريطة القارة السياسية بعد الحرب العالمية الثانية.

ب- تعدد الأقليات اللغوية في القارة الاوربية: لا شك ان اللغة وهي وسيلة للتعبير واداة للتفاهم والتقارب والتعاطف وأسلوب لنقل التراث والأفكار تعد اهم العناصر البشرية التي تسهم في توحيد الجماعات البشرية التي تنتمي للامة الواحدة.

وادى تعدد الأقليات البشرية في القارة بالصورة السابق الإشارة اليها كنتيجة للتحركات البشرية متعددة الأهداف والنتائج طوال التاريخ الأوربي اى تعدد اللغات في العديد من دول اوربا بشكل لافت للنظر وبصورة قلما يوجد مثيل لها في قارة أخرى حيث لا يتحدث السكان في اية دوة اوربية لغة واحدة باستثناء نماذج قليلة تتمثل في المانيا والنمسا وبعض الوحدات السياسية صغيرة المساحة مثل اليونان، إيطاليا، المجر، ايسلندا، موناكو، النرويج، السويد، البرتغال.

ومن اكثر الدول الاوربية تعقيدا في التركيب اللغوي سويسرا التي يتحدث شعبها اربع لغات رسمية هي الألمانية في الشمال، والفرنسية في الغرب، والإيطالية في الجنوب، والرومانش في الشرق. وبلجيكا التي يتحدث نحو 56% من جملة سكانها اللغة الألمانية بلهجة الفلمنك Flemish المنتشرة في الأقاليم الشمالية للدولة وهي اكثر ارتباطا بكل من المانيا وهولندا، في حين يتحدث نحو 33% من سكان بلجيكا اللغة الفرنسة بلهجة الوالون Walloon المنتشرة في الجنوب، في حين يتحدث باقي السكان ونسبتهم 12% اللغة الألمانية. واستونيا التي لا تتجاوز مساحتها 47549 كيلو مترا مربعا ومع ذلك يتحدث سكانها اربع لغات هي الستونية، الليتوانية، اللاتفية، الروسية. وفرنسا التي يتحدث سكانها ست لغات هي الفرنسية، البريتون، الفلمنكية، الإيطالية، الباسك، القطالونية.

وبريطانيا التي يتحدث سكانها اربع لغات هي الإنجليزية، الاسكتلندية، الويلزية والغيلية (تنتشر الأخيرة بين سكان مرتفعات اسكتلندا). ولوكسمبورج التي يتحدث سكانها ثلاث لغات هي اللوكسمبوجية والفرنسية والألمانية. واسبانيا التي تحدث سكانها اللغة الاسبانية بلهجتيها القطالونية والقشتالية ولغة الباسك وعدة لغات هاخرى متناثرة.

وتتكرر نفس الصورة التي تدل على انتشار الأقليات اللغوية في باقي الدول الاوربية حيث توجد أقليات تتحدث الألمانية في كل من الدنمارك وسلوفاكيا وبولندا ورومانيا، وأخرى تتحدث المجرية في كل من رومانيا والتشيك وسلوفاكيا، وثالثة تتحدث الروسية في أذربيجان وجوجيا وأرمينيا واستونيا ولاتفيا وليتوانيا، ورابعة تتحدث التركية في كل من شمالي اليونان (إقليم كوموتيني) ومقدونيا، وخامسة تتحدث اليونانية في البانيا.

ورغم العرض السابق الذي يدل على تعدد الأقليات اللغوية في معظم دول القارة، الا انه كان لدول القارة تاثيرا ثقافيا هائلا على باقي دول العالم المعاصر وليس ادل على ذلك من انتشار الإنجليزية والفرنسية كلغتين عالميتين.

8- تضم قارة اوربا انجح واقوى تكتل اقتصادي متكامل في عالمنا المعاصر، وهو تكتل في طريقة الى التحول الى وحدة سياسية شبه كاملة، ونقصد بذلك الاتحاد الأوربي.. European union الذي يضم خمس عشرة دولة هي إيطاليا، المانيا، فرنسا، هولندا ، بلجيكا، لوكسمبورج، بريطانيا، ايرلندا، الدنمارك، اليونان، اسبانيا، البرتغال، النمسا، فنلندا، السويد. (شكل رقم 1)

وتبلغ جملة مساحة دولة الاتحاد الأوربي 3236 الف كيلو متر مربع وهو ما يوازي 30.7% من جملة مساحة قارة اوربا، ويقطنها نحو 371.6 مليون نسمة وهو ما يكون 49،3 من جملة حجم السكان في اوربا، ويبلغ متوسط نصيب الفرد فيها من الدخل القومي العام 18014،5 دولار امريكي، في حين يبلغ هذا المتوسط 20805 دولار امريكي في اليابان، 25842 دولار امريكي في الولايات المتحدة الامريكية، ويدرج الاتحاد الأوربي حاليا ضمن اقوى ثلاثة قوى اقتصادية في العالم مع الولايات المتحدة الامريكية واليابان.

ومر هذا التكتل بعدة مراحل حتى اتخذ شكله الحالي، وكانت أولى هذه المراحل في 25 مارس عام 1957 عندما وقعت ست دول اتفاقية روما الخاصة بإقامة السوق الاوربية المشتركة، واشتملت هذه الدول على إيطاليا وفرنسا وألمانيا ودول البينولكس (هولندا، بلجيكا، لوكسمبورج) ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ الفعلي في اول يناير عام 1958.

وانضمت بريطانيا وايرلندا والدنمارك الى دول السوق في عام 1973، وبدا تنفيذ النظام النقدي الأوربي الموحد في 13 مارس عام 1979، وبعد عدة اشهر بدئ في انتخاب البرلمان الأوربي خلال الفترة الممتدة بين 7 – 10 يونيو عام 1979، وقبلت اليونان كعظو في السوق عام 1981.

وتم الاتفاق على الغاء الحدود الداخلية ومراقبة انتقال الافراد بين بعض دول السوق (فرنسا، المانيا، هولندا، بلجيكا، لوكسمبروج) في 14 يونيو عام 1985، وانضم الى هذا الاتفاق بعد ذلك ك من إيطاليا (عام 1990)، اسبانيا والبرتغال، (عام 1991)، واليونان (عام 1992)، والنمسا (عام 1999) وتم قبول اسبانيا والبرتغال كأعضاء في السوق الاوربية المشتركة عام 1986. وعقد لقاء قمة بين رؤساء الدول الانى عشر الأعضاء في السوق بمدينة ماستريخت الهولندية (3) خلال الفترة الممتدة بين 9 – 11 ديسمبر عام 1991، وتم الاتفاق في هذا اللقاء على ضرورة تحقيق ثلاث اهداف رئيسية على طريق الوحدة الاوربية الشاملة، وهي على النحو التالي:

أ- السعي الى تحقيق الوحدة الاقتصادية والنقدية الكاملة.

ب- اعتماد عملة اوربية موحدة تعرف باسم اليورو خلال فترة زمنية أقصاها عام 1999.

ت- تحويل دول المجموعة الى اتحاد سياسي، وتوسيع صلاحيات البرلمان الأوربي.

وفي اول يناير عام 1993 تم الغاء إجراءات المراقبة الحدودية داخل المجموعة الاوربية، وفي اول نوفمبر من نفس العام –  1993 – تغير اسم دول السوق التي كانت تعرف باسم (المجموعة الاوربية) واصبح الاتحاد الأوربي، وفي اول يناير من العام التالي – 1994 – تم انشاء المؤسسة النقدية الاوربية ومقرها مدينة فرانكفورت.

وانضمت النمسا وفنلندا والسويد عام 1995 الى الاتحاد الأوربي الذي اتخذ شكله الحالي كاحد اقوى التكتلات الاقتصادية في العالم المعاصر والتي في طريقها الى الوحدة السياسية ليزداد دورها وثقلها في مجال السياسة الدولية، ولتقترب من مرحلة يتوقع ان تكون فيها ضمن القوى السياسية الكبرى في العالم شانها في ذلك شان الولايات المتحدة الامريكية والصين الشعبية، وبذلك تسترد اوربا مكانتها القيادية في العالم والتي فقدتها بعد الحرب العالمية الثانية والتي اقتصرت القوى السياسية الكبرى في العالم بعدها على الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي الذي تفكك بدوره عام 1991.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تقع الدول المذكورة بالجدول في إقليم غربي اوربا باستثناء إيطاليا الواقعة في جنوبي القارة.

(2) بلغ معدل وفيات الاطفال الرضع على مستوى العالم 8ض في الالف وان بلغ اقصاه في افريقيا (113في الالف) وقد تراوح هذا المعدل على مستوى قارة اوربا بين 6في الالف بايسلندا، 20، 26، 29، 43في الالف بدول المجر، رومانيا، صربيا، البانيا على الترتيب.

(3) تقع مدينة ماستريخت الهولندية قرب الحدود الألمانية والبلجيكية.