الدراسات الإقليمية - من دول غربي اوربا - الجزر البريطانية - المناخ |
5016
10:01 صباحاً
التاريخ: 31-10-2016
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-05
266
التاريخ: 21-10-2020
2437
التاريخ: 27-10-2016
4312
التاريخ: 2024-10-12
228
|
يتصف مناخ الجزر البريطانية باعتدال خصائص عناصره المختلفة بتأثير كل من الرياح الغربية (العكسية) الدفيئة الرطبة، وتيار المحيط الأطلسي الشمالي الدافئ (وهو فرع لتيار الخليج الدافئ), ويمكن حصر اهم ملامح مناخ الجزر البريطانية في انه خلال الشتاء تكون الأجزاء الغربية ادفأ من مثيلتها الشرقية، بينما تكون الأجزاء الشمالية ابرد من مثيلتها الجنوبية خلال شهور الصيف لذا تتصف الأخيرة بالتطرف الحراري نسبيا عكس الأجزاء الشمالية التي تتميز بضآلة المدى الحراري، ورغم هبوب الرياح العكسية على الجزر البريطانية من ناحية الجنوب الغربي الا ان الخصائص العامة للمناخ السائد يحددها المنخفضات الجوية العابرة للمحيط الأطلسي في اتجاهها العام من الغرب الى الشرق والتي تمر فوق الجزر البريطانية جالبة معها الامطار والعواصف والتقلبات التي تعتري الطقس وخاصة خلال الشتاء والخريف الذي تسوده درجات الحرارة المنخفضة وكثرة حدوث الضباب عندما تكون أحوال الطقس مستقرة, ومن حيث الامطار تسقط كمياتها الغزيرة في النطاقات الغربية عالية المنسوب، بينما تقل في النطاقات الشرقية الواقعة في ظل المطر.
ويتأثر مناخ الجزر البريطانية بنطاقات الضغط الجوي الرئيسية التالية:
أ- نطاق الضغط الجوي المرتفع الازوري المتمركز فوق جزر الازور في الجنوب.
ب- نطاق الضغط الجوي المنخفض في العروض الشمالية ومركزه جزيرة ايسلندا.
ج- نطاق الضغط الجوي المتغير فوق القارة الآسيوية.
وخلال الشتاء وبتأثير حركة الشمس الظاهرية ناحية الجنوب يغطي شرق اوربا نطاقا ضخما من الضغط الجوي المرتفع تخرج منه كتل هوائية باردة تتجه ناحية الغرب واحيانا تكون من الشدة بحيث يصل تأثيرها الى الجزر البريطانية وتؤدي الى انخفاض درجة الحرارة بشكل حاد كما حدث مثلا خلال شتاء عامي 1947، 1998، لذلك تكون السواحل الشرقية للجزر البريطانية عادة ابرد من مثيلتها الغربية التي تتعرض لهبوب الرياح العكسية – الجنوبية الغربية – الادفئ بتأثير مرورها فوق تيار المحيط الأطلسي الشمالي الدفيء لذلك لا تنخفض درجات الحرارة في الغرب عن 4 ْم خلال شهور الشتاء، وتبلغ درجات الحرارة أقصاها في الجهات الجنوبية الغربية وخاصة في جنوب غربي ايرلندا وجزر سسيلي (1) حيث يبلغ متوسط درجة حرارة شهري ديسمبر ويناير 8 ْ، 7 ْم على الترتيب، في حين يبلغ هذا المتوسط في لندن بالشرق 4 ْ، 3 ْم على الترتيب، وفي الشمال يبلغ متوسط درجة حرارة شهري ديسمبر ويناير في جزر هبريدز(2) بالغرب 6 ْ، 5 ْم على الترتيب، ويبلغ هذا المتوسط في نيارن شرقي اسكتلندا نحو 3 ْ، 4 ْم خلال نفس الشهرين على الترتيب، مما يعني في النهاية اعتدال درجات الحرارة وخاصة على السواحل الغربية.
وتتحرك اشعة الشمس القوية بتأثير حركة الشمس الظاهرية صوب نصف الكرة الشمالي خلال شهور الصيف مما يزيد من تأثيرها الحراري، وتتأثر الجزر البريطانية بتراجع نطاق الضغط المنخفض صوب الشمال واتساع نطاق الضغط المرتفع الازوري، مما يسهم في ارتفاع درجات الحرارة السائدة في الجزر البريطانية وخاصة في الجنوب حيث تمتد الأراضي السهلية المنخفضة التي لا يقل متوسط درجة حرارتها عن 16 ْم في شهر يوليو، في حين تنخفض عن ذلك بالاتجاه صوب الشمال بتاثير كل من الموقع الفلكي وارتفاع منسوب سطح الأرض لذلك بينما يبلغ متوسط درجة حرارة شهر يوليو 17 ْم في لندن، 16 ْم في جزر سسيلي بالجنوب يصل هذا المتوسط الى 13 ْم في شرقي اسكتلندا، 12 ْم في جزر هبريدز في الشمال.
ويتصف مناخ الجزر البريطانية بارتفاع الرطوبة النسبية في الهواء لذلك تتجمع السحب الكثيفة، كما يكثر حدوث الضباب حتى في مدينة لندن الواقعة في نطاق السهول الساحلية الشرقية الأقل مطرا حيث يكثر حدوث الضباب وغطاء السحب الكثيفة، لذا لا تظهر الشمس خلال شهور الشتاء وخاصة شهر يناير على سبيل المثال سوى لفترات زمنية قصيرة.
وتسقط الامطار الاعصارية على الجزر البريطانية طول العام بتأثير الرياح العكسية وتغزر كمياتها خلال فصلى الشتاء والخريف بتأثير كثرة الأعاصير المصاحبة للرياح العكسية وشدة عمقها خلال هذه الفترة من السنة، وتغزر الامطار في الأراضي الشمالية عالية المنسوب وخاصة في الغرب حيث تواجه السفوح الغربية للكتل الجبلية الرياح الممطرة، لذا تبلغ أقصاها في سنوات بإقليم البحيرة حيث تتجاوز 150 بوصة في السنة، وتسقط اغزر الامطار خلال شهري ديسمبر ويناير حيث تبلغ نحو 15، 13.5 بوصة على الترتيب، في حين تسقط اقل كميات المطر خلال شهور الصيف وخاصة في ابريل ويونيو اذ لا تتجاوز سبع بوصات في كل منهما.
وتقل الامطار في الجهات الجنوبية حيث لا تتجاوز في بليموث بالجنوب الغربي 35 بوصة سنويا. وتبلغ الامطار ادنى مستوياتها في النطاقات الشرقية الواقعة في ظل المطر لذا لا تتجاوز 25 بوصة في لندن، 30 بوصة في نيوكاسل. وجدير بالذكر ان امطار الصيف بالنطاقات الشرقية تتجاوز في كمياتها امطار الشتاء حيث يعد شهري يوليو واغسطس اغزر شهور السنة مطرا في لندن اذ يسقط خلالهما 2.8، 2.7 بوصة على الترتيب.
ولا تتجاوز مساحة الغابات في بريطانيا 2.5 مليون هكتار (10.2 % فقط من جملة مساحتها)، في حين تبلغ نحو 320 الف هكتار (4.5 % من المساحة) في ايرلندا. وكانت الغابات الطبيعية تشغل في الجزر البريطانية مساحات تتجاوز نطاقاتها الحالية حيث كانت تنمو الغابات النفضية (أشجار البلوط والبتولا أساسا) بالأراضي منخفضة المنسوب في شكل نطاقات عظيمة الامتداد ولم يكن يقطع امتداداتها سوى انتشار النطاقات المستنقعية (السبخية) سواء في الأراضي المرتفعة في كل من اسكتلندا وويلز او في وسط إنجلترا، الا انه امام الحاجة الى كل من الأراضي الصالحة للزراعة والاخشاب لاستخدامها في الأغراض المختلفة وخاصة بناء السفن تقلصت مساحتها حتى بلغت أوضاعها الحالية. وتنمو الغابات الصنوبرية (المخروطية) بالأقاليم الشمالية وخاصة في اسكتلندا.
وتعد غابات الجزر البريطانية هي الأقل امتدادا بالنسبة لمثيلتها على مستوى أي إقليم آخر في اوربا، الا ان الصورة العامة تظهر الغابات في الجزر البريطانية كثيفة الشكل الى حد ما بتاثير الانتشار الواسع للنطاقات الضيقة التي تشغلها الغابات، والسياج الشجرية التي تمتد لمسافات طويلة وخاصة في الأقاليم الريفية، بالإضافة الى الغابات الاصطناعية المنتشرة في ارجاء واسعة من الجزر البريطانية وخاصة في الجنوب والتي تم استيراد شتلاتها من بعض الدول الاوربية ولبنان، مع التوسع في انشاء المنتزهات القومية وخاصة في إنجلترا وويلز.
وتنتشر الحشائش الطبيعية في النطاقات عالية المنسوب والنطاقات المنخفضة المستوية على حد سواء، لذا تغطي مساحات شاسعة تقدر بنحو 11 مليون هكتار في بريطانيا (نحو 45% من جملة مساحة البلاد)، 3 مليون هكتار في ايرلندا (حوالي 43.7% من مساحة ايرلندا).
_____________
(1) تقع جزر سسيلي – نحو 140 جزيرة جرانيتية صغيرة الماهول منها لا يتجاوز خمس جزر – في اقصى جنوب غربي إنجلترا على بعد 45 كم من الطرف الجنوب الغربي لشبه جزيرة كورنوول ولا تتجاوز جملة مساحتها 16 كم2.
(2) تقع جزر هبريدز الى الغرب من اسكتلندا، وتبلغ جملة مساحتها 2900 ميل2، وهي تنقسم الى مجموعتين هما الجزر الغربية او الخارجية، والجزر الداخلية.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|