أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-9-2016
1963
التاريخ: 30-10-2016
5714
التاريخ: 1-12-2016
2156
التاريخ: 23-9-2016
2258
|
تعتبر هذه السلالة من اطول السلالات الحاكمة عمراُ (1894-1595 ق.م) في العصر البابلي القديم وأشدها بأساً بحيث انها ورثت زعامة البلاد في النهاية بعد تصفية السلالات الحاكمة بعضها لبعض(1) ومكنتها من ذلك الظروف السياسية المرتبكة والنزاعات العسكرية القائمة ما بين المملكتين القويتين ايسن ولارسا والممالك الآمورية الاخرى المنتشرة في البلاد. كذلك فان بعد بابل عن ساحة تلك الصراعات كان من العوامل التي مكنت احد شيوخ القبائل الأمورية والمدعو سومو-ابم من تأسيس هذه السلالة واستمر يحكم فيها لمدة اربعة عشر عاماً(2) واستطاع الملوك الذين خلفوه في الحكم من تقوية اركان حكم السلالة ليمتد الى مناطق اوسع من العاصمة(3).
ان ابرز هؤلاء الملوك هو الملك السادس حمورابي الذي اشتهر بشريعته القانونية(4) وتوحيده البلاد بعد ان صهر الممالك العديدة المنتشرة في انحاء البلاد في مملكة واحدة(5) واستعمل لغة واحدة في المراسلات الرسمية هي اللغة الأكدية(6).
لقد تميزت هذه السلالة في عهد حمورابي بصلاتها الواسعة مع مملكة ماري ولا سيما وان كلاً من بابل وماري كانتا تشتركان انذاك في السيادة على حوض الفرات، لهذا فقد كان بوسع أي من حاكميها ان يجني الكثير اذا ما اختار السير يداً بيد مع قرينه(7).
فضلاً عن ذلك فان النصوص تشير الى ان حمورابي كان يتمتع بعلاقة طيبة مع حمورابي الأول ملك يمخد حيث قام الأخير بأرسال قوات عسكرية الى بابل لمناصرة ملك بابل في الحروب التي خاضها ضد الممالك الأخر(8)، في حين كانت مملكة يمخد تستورد القصدير(9) من بابل حيث يجلب الى ايمار التابعة لها عن طريق الفرات بواسطة تجار من ايمار وحلب كان لهم مركز تجاري في بابل يرعى مصالحهم ويؤمن احتياجاتهم من المواد الاولية(10). واستمرت هذه العلاقة الطيبة بين بابل ويمخذ في عهد ابن حمورابي سمسو-ايلونا (1749-1712 ق.م) (11).
ومن الممالك السورية الاخر التي تمتعت بصلات طيبة مع بابل هي مملكة قطنا والتي تشير النصوص الكتابية الى مرافقة بعض من سكانها لتجار بابليين عادوا الى بابل عبر ماري كحراس مرافقين لهم(12). ويظهر ان حمورابي ورغم طول مدة حكمه (1792-1750 ق.م) فانه لم يعمل على تدريب خلف له على العرش اذ ان خلفاءه لم يكونوا على ما هو عليه من الحنكة والدهاء وكان عددهم خمسة ملوك(13) آخرهم الملك سمسو-ديتانا (1625-1595ق.م) الذي شهد النهاية الاخيرة لهذه السلالة على يد الحثيين ومن بعدهم الكاشيين اذ لقيت بابل المصير نفسه الذي لقيته من قبلها حلب ومن ثم ماري وكأنها ارتبطت بمصير واحد مع تلك المدن السورية، حين قام الملك الحثي مورسيلس الاول بهجوم كاسح من اسيا الصغرى صوب حلب، ومن ثم احتل المدن التي تقع على حوض الفرات وصولاً الى بابل التي دخلها عام 1595 ق.م(14) ولكنه لم يبقى فيها مدة طويلة اذ سرعان ما انسحب منها في السنة نفسها اثر وصول انباء مؤامرة ضده في بلاد والتي ادت الى مقتله(15). وقد كان هذا الانسحاب فرصة سانحة للكاشيين الذين كانوا في منطقة الفرات الأوسط بالدخول الى بابل مؤسسين سلالة حاكمة فيها عرفت باسم سلالة بابل الثالثة (1595-1162 ق.م)(16).
_____________
(1)Kozyreva, N. V., “The old Babylonian period”, Early Artiquity, (Chicago, 1991), P. 105.
(2) Driver, G. R. And Miles, J. C. The Babylonian laws, vol. I, (Oxford, 1952), P.3.
(3) كلينغل، هورست، حمورابي ملك بابل وعصره، ص 34-35.
(4) حول نص تلك الشريعة انظر:
Driver, G. R. and Miles, J. C. The Babylonian laws,
(5) Snell. D., Life in the Ancient near East, P. 50.
(6) ساكز، هاري، عظمة بابل، ص 88.
(7) رو، جورج، العراق القديم، ص 270.
(8) كلينغل، هورست، تأريخ سورية السياسي، ص 65.
(9) تأكد ان القصدير كان يجلبه العراقيون القدماء من مجان (عمان) اذ اشتهرت عمان بنوع من النحاس الخام فيه كمية من القصدير (وهو احد الاجزاء المألوفة في تركيب النحاس الذي استعمله السومريون) وقد حلل النحاس الموجود في الاناضول وايران وقبرص وطور سيناء فوجد لا يحتوي على القصدير ولا يزال يشاهد في جبل (المعدن) في عمان الان آثار الحفائر القديمة لاستخراج النحاس. انظر:-
باقر، طه، مقدمة...، ج2، ص 202. وكذلك :
Hauptmann, A. ,and others , Early Copper Metallurgy in Oman, “The Begining of the use of Metals and Alloys”, (Cambridge, London, 1986), P. 34f.
(10) مرعي، عيد، مجلة دراسات تأريخية، 1999، ص 12-13.
(11) كلينغل، هورست، تأريخ سورية السياسي، ص 66.
(12) المصدر نفسه، ص76.
(13) الأحمد، سامي سعيد، العراق القديم، ج2، ص 211.
(14) Snell. D., Life in the Ancient near East, P. 65.
(15) باقر، طه وآخرون، العراق القديم، ج1، ص 189.
(16) Kozyreva, N. V., Early Artiquity, P.123.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|