أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-6-2021
2241
التاريخ: 18-6-2021
2943
التاريخ: 18-10-2016
2433
التاريخ: 18-10-2016
1915
|
لضمان كفاءة وفاعلية التدريب من المهم أن يكون التدريب جزءاً من عملية إدارة الموارد البشرية الشمولية، كما لابد أن ينظر إلى التدريب كعملية متكاملة بحد ذاتها لها مدخلات ومخرجات ونشاطات. فالتدريب عملية متكاملة تبدأ من التخطيط وتنتهي بتقييم النتائج مروراً بعدد من النشاطات اللازمة لوصول الغاية المنشودة منه. والشكل التالي يوضح الإطار المنظم للعملية التدريبية .
وسنحط رحال بحثنا في أول محطات إدارة العملية التدريبية والاستعداد للوفاء بمتطلبات هذه المحطة أو المرحلة. حجر الزاوية في نجاح التدريب، والأساس الذي نعرف به " من أين تؤكل الكتف"، إن جاز لنا التعبير إذن ليكن ولندلف إلى أول المحطات وهي:
أولاً- تحديد الاحتياجات التدريبية(1): وضمن هذا الباب لابد من أن نقف عند عدد من النقاط التي تساعد في الوصول إلى فهم أفضل لماهية هذه المرحلة من مراحل إدارة العملية التدريبية وتتمثل هذه النقاط فيما يلي:
1- لماذا نحدد الاحتياجات التدريبية؟
2- مفهوم الاحتياجات التدريبية؟
3- من الذي يقوم بتحديد الاحتياجات التدريبية.
4- كيف يتم تحديد الاحتياجات التدريبية.
1- لماذا نحدد الاحتياجات التدريبية؟ لعل ابسط جواب على هذا السؤال هو المقولة الرائجة (( إذا لم يكن لديك خطة، فأنت جزء من مخططات الآخرين)). فأي نشاط في المؤسسة لابد أن يكون مدروساً ومخططاً على أساس علمي وعملي ليحقق الغايات المرجوة منه. والتدريب باعتباره نشاطاً هاماً لإدارة الموارد البشرية، تخصص له ميزانيات كبيرة، وجهود ضخمة، فهو يستدعي إذن أن تقوم الإدارة بالتخطيط الجيد له، وأول خطوات هذا التخطيط هي التحديد الدقيق للاحتياجات التدريبية التي توجد لدى أفراد معنيين يشغلون وظائف محددة في المؤسسة حتى تتمكن هذه المؤسسة من تحقيق أهدافها.
2- مفهوم الاحتياجات التدريبية: تتعلق الاحتياجات التدريبية من حيث المفهوم ببعدين زمنيين الحاضر والمستقبل، وبعبارة أخرى، تتعلق هذه الاحتياجات بما يسمى الفجوة التدريبية Training gap (2)أي بالوضع الحالي وما يجب أن يكون في المستقبل العاجل أو الآجل، وتشير الأبحاث إلى المساهمة الكبيرة للتحديد الدقيق للاحتياجات التدريبية في تضييق الفجوة التدريبية، طالما أن الجميع متفق على أن تعريف وتحديد المشكلة يشكل الجزء الأكبر من حلها وعليه تظهر الاحتياجات التدريبية ضمن الإطار المفاهيم لهذا المصطلح بأشكال ومظاهر عدة خلال حياة المنظم وعامليها، وتصب هذه المظاهر في المفهومين التاليين:
+ الأول: (( ينظر للاحتياجات التدريبية على أنها الفرق بين المستوى المعرفي والمهاري الواجب توافره لدى الفرد لأداء عمل معين وبين المستوى الموجود لديه فعلاً)(3) .
+ الثاني: إن هذا المفهوم ينأى بالاحتياجات التدريبية عن التحجيم والاقتصار على جوانب الخلل والقصور في المعارف والمهارات للعاملين، ولكنه يذهب بها تغطي الحاجة إلى النواحي والجوانب التطويرية أو التحركات التطويرية في المنظمة، والمنحى الذي نعرف به الاحتياجات التدريبية هنا هو ( أنها جملة من المعلومات أو المهارات أو السلوكيات والاتجاهات التي يراد صقلها وتنميتها لدى الأفراد العاملين استعداد لتغييرات تنظيمية أو تكنولوجية متوقعة في بيئة العمل))(4)
3- من الذي يقوم بتحديد الاحتياجات التدريبية؟ تعتبر عملية تحديد الاحتياجات التدريبية , نتيجة تعاون عدد من الأفراد كما يلي:
1- الموظف الذي يؤدي العمل، فهو أدرى الناس بجزئيات عمله وبالتالي يمكن أن ينقل لرئيسه المباشر حاجته التدريبية.
2- المدير أو الرئيس المباشر، بحكم إشرافه على العاملين وطبيعة عملهم وعلاقاتهم بالأعمال الأخرى كل هذا يخوله معرفة ما يلزم مرؤوسيه من معلومات ومهارات لأداء العمل على الوجه المطلوب.
3- اختصاصي التدريب في المنظمة وهو شخص متفرّغ تقع هذه العملية ضمن مسؤولياته، يتصل بالعاملين للحصول على البيانات اللازمة لتحليلها وتقدير الاحتياجات التدريبية الحالية والمستقبلية.
4- مستشار أو خبير تدريب خارجي: ينتمي إلى هيأة تدريبية أو استشارية مستقلة، ويقوم بنفس دور اختصاصي التدريب.
والجدير بالذكر أن جهود هؤلاء الأفراد لا تكتمل وتؤتي أكلها إلا بتأييد من جانب الإدارة العليا وتسهيل مهامهم واقتناع بأهمية دورهم، وبأهمية تحديد الاحتياجات التدريبية خصوصاً وبالتدريب عموماً.
المصدر: د. حسني، عبد الفتاح دياب، إدارة الموارد البشرية، مدخل متكامل، 1997م، ص226.
4- كيف نحدد الاحتياجات التدريبية ؟ بصفة عامة يتم تحديد الاحتياجات التدريبية بالتحليل على ثلاثة مستويات :
- تحلل التنظيم( المنظمة) - تحليل العمل ( المهام) - تحليل الفرد(5)
وتوضح هذه الطرق الثلاث في الشكل التالي(6):
أولاً- تحليل المنظمة( التنظيم): يعني تحليل المنظمة بدراسة شاملة لكافة الجوانب التنظيمية والإدارية الحالية والمستقبلية بشكل عام، ويتم ذلك من خلال فحص الجوانب التالية(7):
1- أهداف المنظمة.
2- عمليات المنظمة.
3- الموارد والإمكانيات المادية المتاحة لها.
4- السياسات المعمول بها والأنظمة والإجراءات.
5- البيئة المحيطة بالمنظمة.
6- الهيكل التنظيمي للمنظمة.
7- الأهداف والتغيرات المتوقعة.
ويهدف هذا الفحص إلى التعرف على المشكلات التي يمكن أن تتواجد في الجوانب الآنفة الذكر، وبذلك نكون قد عرفنا أين يكمن الاحتياج التدريبي على مستوى الجوانب الخاصة بالمنظمة ككل، وهل يمكن إجراء التدريب الفعال( توافر الموارد والإمكانات). والجدير بالذكر هنا أنه ليس من الحكمة ردّ كل المشكلات التنظيمية إلى نقص المهارات، فقد تكمن تلك المشكلات وحلولها في عوامل أخرى غير التدريب مثل:
- سوء الأدوات والمعدات المستخدمة في العمل.
- الأجور المتدنية.
- الإجراءات المعقدة للعمل(8)
ثانياً- تحليل العمل ( تحليل المهام)(9): عند تحليل المهام تحاول المنظمة أو الإدارة الإجابة عن السؤال التالي( ما هو نوع التدريب المطلوب ؟) أو ( ما الذي ينبغي أن يتعلمه الموظف ليؤدي عمله بالكفاءة المطلوبة؟ ) وبناءً على ما سلف يمكن القول إن ( تحليل المهام يقصد به دراسة دقيقة للوظائف في المنظمة، ومتطلبات الوظيفة وموقعها ومحتواها)).
وهذا بالتالي يساعد على تحديد محتويات برامج التدريب المناسبة.
- وهنا لابد من الإشارة إلى أن هذا التحليل يعتمد بشكل كبير على المعلومات المستفادة من تحليل وتصميم العمل.
حيث تشكل المعلومات التي تنتج عن تحليل وتصميم العمل مدخلات هامة لتحليل المهام لأنها تعطي أخصائي التدريب معلومات كاملة عن:
- الوصف الوظيفي المتعلق بفحوى الوظيفة.
- المواصفات المتعلقة بمتطلبات شاغل الوظيفة.
ويمكن القول إن تحليل المهام يتشابه مع تحليل الوظائف، إلا أن تحليل المهام يركز بشكل أكبر على ( ما الذي يحتاج إليه المتدرب لأداء العمل على النحو المطلوب).
ويتم تحديد أو تحليل المهام من خلال:
1- عن طريق الملاحظة الشخصية.
2- دراسة السجلات والوثائق الرسمية.
3- المقابلات الشخصية أو الاستبيانات التي توزع على عينات من الموظفين يجيبون فيها على أهمية كل عنصر من عناصر العمل والوقت الذي يستغرقه.
ثالثاً- تحليل الفرد(10): من خلال إجراء هذا التحليل يمكن الإجابة على السؤال التالي:
( من الذي يحتاج التدريب؟)
ويتجه هذا النوع من التحليل إلى شاغلي الوظائف أنفسهم، لمعرفة مستوى المهارات التي يمتلكونها، بما يساعد على معرفة الجوانب التي تحتاج إلى تطوير لديهم لملاءمة متطلبات أداء الأعمال والمهام بكفاءة وفعالية.
الخطوة الأولى هنا هي- تحديد كيفية أداء كل موظف لعمله وذلك من خلال:
- دراسة تقارير تقيم الأداء الوظيفي.
- أو امتحانات القدرات والمهارات.
- وسجلات الإنتاج للمنظمة.
ومن تقدير تقييم الأداء، مثلاً نجد أننا يمكن أن نواجه حالتين:
- إذا أظهرت نتائج تقويم الأداء، بعض نواحي القصور في الأداء، فيمكن تحديد التدريب المناسب لتلافيها، ويصمم التدريب ليكون علاجياً أو تصحيحياً.
- أيضاً الموظفين الذين يحصلون على تقديرات أداء عالية يمكن أن يصمم لهم تدريب تطويري لإعدادهم لأدوار مستقبلية في المنظمة.
_______________________________________________________________________________
1- د. حسني، عبد الفتاح دياب، إدارة الموارد البشرية، مدخل متكامل، 1997، بتصرف.
2- نفس المرجع السابق، بتصرف.
3- نفس المرجع السابق، بتصرف.
4- نفس المرجع السابق، بتصرف.
5- د. الرشيد، مازن فارس، إدارة الموارد البشرية، الأسس النظرية والتطبيقات العملية، 2001م، مكتبة العبيكان، ص689.
6- د. حسين، عبد الفتاح دياب، إدارة الموارد البشرية، مدخل متكامل، 1997، ص230.
7- د. الرشيد، مازن فارس، إدارة الموارد البشرية، الأسس النظرية والتطبيقات العملية، 2001م، مكتبة العبيكان، ص690.
8- نفس المرجع السابق.
9- نفس المرجع السابق، بتصرف.
10- نفس المرجع السابق- بتصرف.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|