أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2016
2812
التاريخ:
1986
التاريخ: 1-7-2017
3939
التاريخ:
8128
|
أما عن السلالات التي حكمت في عصر فجر السلالات وورد ذكرها في جداول الملوك السومرية فهي :
1. سلالة كيش الأولى:
ورد في جداول الملوك السومرية, ثم جاء الطوفان وجرف البلاد, وبعد الطوفان هبطت الملوكية مرة ثانية ونزلت في مدينة ( كيش) وصارت مركز الملوكية, حكم فيها 23 ملكاً مدة 24,510 سنة وثلاثة أشهر وثلاثة أيام ونصف(1) .
وأهم ملوك هذه السلالة:
أ ـ أيتانا:
ورد أسمه في جداول الملوك السومرية على أنه الملك الثالث عشر ضمن ( سلالة كيش الأولى) وكيف أنه جعل البلدان تستقر لبسط سيطرته على المدن المجاورة (2).
ولهذا الملك أسطورة مشهورة عرفت باسمه ( أسطورة أيتانا) والتي تصور صعود هذا الملك إلى السماء لمقابلة الآلهة للحصول على نبات العقم, وأفضل ما وصل إلينا من الأسطورة هي النسخة المكتشفة في مكتبة آشور بانيبال, وهي معروفة أيضاً من كسر تعود إلى العصر البابلي القديم وإلى العصر الأشوري الوسيط ومدونة بالخط المسماري وباللغة الأكدية(3) . ولقد صور أيتانا على الأختام الأسطوانية ولا سيما على أختام العصر الأكدي حيث يظهر مشهد يصور إنساناً على ظهر نسر (4). ويبدو أن مسعى الملك في الحصول على نبات العقم قد نجح لأنه وحسب ما ورد في جداول الملوك السومرية فإن له أبن حكم بعده أسمه ( باليخ)(5) . ولهذا الملك أسطورة أخرى هي أسطورة نزوله إلى العالم السفلي, وكيف إنه خلّد مع العظام وهناك دلائل تشير إلى سمو مكانته في عقائد بلاد الرافدين (6).
ب- أينيمباركسي:
بحسب ما ورد في جداول الملوك السومرية التي تذكر أنه الملك الثاني والعشرين ضمن سلالة (كيش الأولى) وحكم مدة 900 سنة قام خلال مدة حكمه بحملة عسكرية على بلاد عيلام أنتصر فيها وحصل على غنائم كثيرة (7).
وقد ثبتت حقيقة هذا الملك التاريخية من خلال نص صغير الحجم عثر عليه في مدينة ( خفاجي) ويعود تاريخ تدوين النص إلى الدور الثاني من عصر فجر السلالات(8) .
ج- أجا:
وهو أبن ( أينيمباركسي) وورد أسمه على أنه الملك الثالث والعشرين ضمن سلالة ( كيش الأولى), حكم مدة 625 عام (9). وقد عاصر هذا الملك ملك الوركاء (جلجامش) في حدود عام 2650 ق.م, وقد حدثت بينهم معركة دونت في نص يتألف من (115) سطراً, تتحدث كيف أن ( أجا) حاكم ( كيش) أراد بسط نفوذه على مدينة (الوركاء) وكيف أن ( جلجامش) جمع المجلسين لإعطائه المشورة حول ما يفعله تجاه ذلك, وتتحدث كيف أن مجلس المحاربين طلبوا منه عدم الخضوع وضرورة حث الشعب على حمل السلاح, وتنتهي بذكر الصلح الذي تم بين ملكي المدينتين (10). ويرد أسمه أيضاً في نص من نصوص التمال حيث ورد فيها كيف أن (أينيمباركسي) وأبنه ( أجا) كانا أول ملكين شيدا معبداً للإلهة ( ننليل) في الحارة المقدسة في مدينة ( نفر), ومن خلال هذه الإشارة ا لتاريخية نستدل على إن هذين الملكين الأخيرين من ضمن سلالة ( كيش الأولى) كانا معاصرين لأول أربعة ملوك ضمن سلالة (الوركاء الأولى) (11).
د- ميسيلم ( ميسالم):
وهو أحد ملوك سلالة ( كيش الأولى) الذي لم يرد أسمه ضمن جداول الملوك السومرية, ولكن أستدل عليه من خلال النصوص المسمارية التي ورد فيها أسمه ومن أهمها دوره كحكم في النزاع بين دويلتي ( أوما ولجش) إذ ورد فيها:
( استنادا إلى كلمته الثابتة ( الإله أنليل), من أجل الإله ننكَرسو, ومن أجل الإله شارا, قام برسم الحدود, ميسالم, ملك كيش, بمسح الحقول, وأقام في المكان الذي مسحه مسلة) (12).
ويطلق أسم هذا الملك على الدور الثاني من عصر فجر السلالات, ويعود لهذا الملك نص مدون على رأس صولجان جاء فيه ( ميسالم, ملك كيش, باني معبد الإله ننكَرسو, صنع هذا من أجل الإله ننكَرسو) (13).
2. سلالة الوركاء الأولى:
حكم في هذه السلالة أثنا عشر ملكاً مدة 2310 عام, مؤسس السلالة وأول ملوكها هو الملك ( ميسكيكاشر), ويرد أسمه في جداول الملوك السومرية على انه أبن الإله شمش( أوتو) ويذكر مع أسمه عبارة ( أنه ذهب إلى البحر وصعد الجبال وحكم بصفته سيداً ثم ملكاً) (14).
وأشهر ملوك السلالة :
أ. أنميركار:
وهو أبن ( ميسكيكاشر) ملك الوركاء الذي شيد مدينة الوركاء حكم مدة 420 عام (15). وقام هذا الملك بالجمع ما بين قسمي مدينة الوركاء (أي-أنّا) و( كولاب ), وجعل منها مدينة واحدة يحيط بها سور كبير (16).
وحدثت في زمن حكم هذا الملك معركة بين مدينة (الوركاء) ومدينة ( أرتا)*, وذلك في حدود عام 2600 ق.م بعد أن وجه الملك ( أنميركار) أنظاره نحو مدينة (أرتا), والتي كانت غنية بالمعادن والأحجار ومن المواد الأخرى التي تحتاج أليها مدينة (الوركاء), وتفصل مدينة ( أرتا) عن مدينة (الوركاء) سبعة سلاسل جبلية, وهي تقع فوق قمة جبل يصعب الوصول أليها, وعلى الرغم من تلك الصعوبات فقد أصر ( أنميركار) على إخضاع تلك المدينة وجعل أهلها وحاكمها ومواردها تحت سيطرته فقام بشن الحرب عليها بعد أخذ الأذن بالحرب من الإلهة (إنانا) , وتدور أحداثها بإرسال (أنميركار) رسائل عديدة تحتوي على تهديد وتحدٍ لحاكم (أرتا) إذا لم ينفذ شروطه, وإرساله الأحجار الكريمة والفضة إلى معبد الإلهة ( إنانا) في الوركاء, وبناءه معبد مدينة ( أريدو) وتزيينه, ولكن للأسف فالنص غير كامل (17).
ب. جلجامش:
ورد أسمه على أنه الملك الخامس ضمن سلالة ( الوركاء الأولى) حكم مدة 126 عام, وهو أبن ( لوللا) الكاهن الأعلى في ( كولاب) (18). ويذكر على أنه هو الذي شيد سور مدينة الوركاء, إذ تم العثور على بقايا سور مدينة الوركاء المشيد باللبن المستوي المحدب حيث ذكر أسم الملك ( جلجامش) على عدد منها (19). ويرد ذكره مع أسم أبنه ( لوكَال بندا) في نص تمال ذكر فيه تجديد بناء معبد الإلهة ( ننليل) في مدينة ( نفر) وللمرة الثانية, وعاصر الملك ( جلجامش) الملك ( ميس – آني – بدا ) مؤسس سلالة (أور الأولى) (20). والملك جلجامش هو البطل السومري الذي تعرف عنه ملحمة عرفت باسمه ( ملحمة جلجامش)* والذي أصبح رمزاً للبطولة والمثال المضحي في سبيل الحصول على الخلود وقهر الموت, وخلدته قصائد وأساطير كثيرة, وأصبح هو وصديقه ( أنكيدو) من المواضيع التي مثلت على الأعمال الفنية والأختام الأسطوانية, ومن تلك اللوحة المطعمة على بدن القيثارة من أور حيث يصور( جلجامش) وهو متعري الجسم وهو ممسك بثورين لهما رأس إنسان وهذا المشهد يمثل الحقل الأول من أربعة حقول (21).
3. سلالة أور الأولى:
حكم في هذه السلالة أربعة ملوك حكموا مدة 177 عام (22). ومن أشهر ملوك هذه السلالة:
أ. ميس-آني- بدا:
وهو مؤسس سلالة أور الأولى حكم على وفق ما جاء في جداول الملوك مدة 80 عام (23). ويبدو إن هذا الملك هو الذي قضى على سلالة كيش الأولى وسيطر على نفر لذلك أطلق عليه لقب ( ملك كيش), وهذا الملك كان معاصراً إلى ( جلجامش) ملك الوركاء (24). وقد ورد أسم هذا الملك في نص منقوش على آجره رخامية في معبد الإلهة ( ننخرساك) في تل العبيد جاء فيه ( آنيبادا ملك أور ابن ميس- آني- بدا ملك أور شيد بيتاً لننخرساك) (25). كما عثر على أختام تحمل أسم هذا الملك (26).
ب. آنيبادا:
لم يرد ذكر أسم هذا الملك ضمن جداول الملوك السومرية, ولكن تم التعرف عليه من خلال ذكر أسمه في أكثر من نص ومنها نص التمال السابق الذكر بمناسبة تشييده لمعبد الإلهة ننخورساك في تل العبيد, كما عثر في تل العبيد على خرزة ورقيمين طينيين وأناء نقش عليهم أسم هذا الملك(27) .
كما أن هناك ذكر لملكين هما ميس- كلام- دوك و آكلام- دوك الذين لم يذكر أسميهما في جداول الملوك السومرية ولكن عثر على أسميهما منقوشاً على الأختام الأسطوانية والطاسات التي تم العثور عليها في مقبرة أور* التي تعد من أهم آثار هذه السلالة والتي عثر في داخلها على لقى عديدة ومختلفة (28).
4. سلالة أوان:
على وفق ما جاء في جداول الملوك السومرية فإن أور ضربت بقوة السلاح, انتقلت الملوكية إلى مدينة أوان*, حكم فيها ثلاثة ملوك مدة 356 عام, ولا تعرف أسباب انتقال الملوكية (الزعامة السياسية) إلى خارج بلاد الرافدين ولا الظروف التي أدت إلى أعادتها إلى بلاد الرافدين مرة أخرى (29).
5. سلالة كيش الثانية:
بعد أن ضربت أوان بقوة السلاح( وهي عبارة تذكر بعد انتهاء أي سلالة وانتقال إلى مدينة أخرى) انتقلت الملوكية إلى مدينة كيش, حكم في هذه السلالة ثمانية ملوك مدة 3792 (30). أو 3795 عام (31). وأسم الملك الأول تالف, ولم تعثر على آثار أو كتابات تعود لملوك هذه السلالة.
6. سلالة خمازي(همازي):
بعد أن ضربت كيش بقوة السلاح, انتقلت الملوكية إلى مدينة خمازي ( همازي) وحكم فيها ملك واحد هو المدعو ( خدانش) مدة 360 عام (32). وهناك من يرى إن هذه المدينة تقع خارج بلاد سومر بين الزاب الأعلى وديالى, أو أنها تقع في بلاد عيلام (33).
7. سلالة الوركاء الثانية:
بعد أن ضربت مدينة خمازي أو همازي انتقلت الملوكية إلى مدينة الوركاء, حكم في هذه السلالة ثلاثة ملوك مدة 187 عام الاسم الأول مخروم ثم ضربت المدينة بالسلاح وانتقلت الملوكية إلى مدينة أور (34).
8. سلالة أور الثانية:
بعد أن ضربت مدينة الوركاء بقوة السلاح انتقلت الملوكية إلى مدينة أور, حكم في هذه السلالة أربعة ملوك مدة 116 عاماً, وهي مصابة بالتلف ثم ضربت المدينة بالسلاح وانتقلت الملوكية إلى مدينة أدبا (35).
9. سلالة أدبا:
بعد أن ضربت مدينة أور بقوة السلاح انتقلت الملوكية إلى مدينة أدبا وحكم في هذه السلالة ملك واحد هو ( لوكَال أنيمندو) مدة 90 عام (36). وقد عثر على نص لهذا الملك يذكر فيها أنه بسط نفوذه على بلاد الرافدين ووصف نفسه بأنه ملك الجهات الأربعة, وكيف أن الوفود قد جاءت له بالقرابين من عيلام إلى الوركاء إلى معبد مدينة أدبا (37).
10. سلالة ماري:
بعد أن ضريت مدينة أدبا بقوة السلاح انتقلت الملوكية إلى مدينة ماري إذ حكم فيها ستة ملوك مدة 136 عاماً والأسماء معظمها تالفة (38). أسم الملك الأول في هذه السلالة هو ( أيلشو) الذي حكم مدة 30 عاماً (39). وورد أسمه في نص منقوش على قدح ورأس صولجان (40).
11. سلالة كيش الثالثة:
بعد أن ضربت مدينة ماري بقوة السلاح انتقلت الملوكية إلى مدينة كيش وحكمت فيها ملكة واحدة هي ( كوباوأو كوبابا) وتعني( صاحبة الحانة) مدة 100 عاماً, والتي ثبتت أسس كيش ووطدت الحكم فيها (41).
12. سلالة أكشاك:
بعد أن ضربت مدينة كيش بقوة السلاح انتقلت الملوكية إلى مدينة أكشاك, حكم في هذه السلالة ستة ملوك مدة 99 عام (42).
13. سلالة كيش الرابعة:
بعد أن ضربت مدينة أكشاك بقوة السلاح, انتقلت الملوكية إلى مدينة كيش, حكم في هذه السلالة سبعة ملوك مدة 491 عام, ثم دمرت كيش بقوة السلاح وانتقلت الملوكية إلى مدينة الوركاء, وحكم فيه ملك واحد هو لوكَال زاكَيزي مدة 25 عام(43) .
هذا ما ورد عن السلالات التي حكمت في عصر فجر السلالات في جداول الملوك السومرية, ونستعرض الآن عن السلالات التي أغفل ذكرها في جداول الملوك السومرية وهما سلالتا ( لجش وأوما) واللتان أستدل عليهما وعلى أهم ملوكهما من خلال النصوص المسمارية وأهمها تلك التي دونت عليها النزاع الطويل بين المدينتين وذكر أقدم معاهدة في التاريخ بينهما بوساطة مدينة كيش في زمن ملكها ميسالم والذي كان حكماً ناجحاً في ذلك النزاع وفي تحديد الحدود الفاصلة بين المدينتين ووضع مسلة في ذلك المكان, ولا يعرف سبب إغفال ذكر هاتين السلالتين ضمن جداول الملوك السومرية و وفيما يأتي سنستعرض أهم ملوك السلالتين:
14. سلالة لجش الأولى:
وهي من أهم السلالات التي حكمت في بلاد الرافدين في عصر فجر السلالات وملوك هذه السلالة هم ( اين- خين- كَال, كورسار, أورنانشة, آكوركال, إيأناتم, إينأناتم الأول, أنتمينا, إينأناتم الثاني, إيتنارزي, لوكَالندا, وآخر ملوك هذه السلالة هو أوروانمكَينا – القراءة السابقة لأسمه هي ( أوروكاجينا ) (44).وتعد نتائج التنقيبات التي قامت بها البعثة الفرنسية في ( لجش) عام 1877 م على قدر كبير من الأهمية , إذ زودتنا بمعلومات مهمة من خلال الوثائق والنصوص التي تم العثور عليها في أثناء التنقيبات, ومن أهم الوثائق هي الوثائق التي صورت لنا النزاع بين لجش وأوما ومعاهدة الصلح كما ذكرت سابقاً. ومن أشهر ملوك هذه السلالة:
أ. أور نانشة:
لا يعرف عن أصل هذا الملك أي معلومات, وعلى ما يبدو أنه تربع على العرش من دون أن يكون من عائلة ملكية, حيث يذكر إن الإلهة ( نانشة) هي التي اختارته للملوكية , ويذكر بأنه من أصل جزري من المنطقة الواقعة إلى ا لغرب من بلاد سومر (45). ويظهر من ترجمة الألواح التي كشفت عنها تنقيبات البعثة الفرنسية , أن المؤسس الحقيقي لسلالة لجش هو ( أور نانشة) والذي حكم في حدود 2520- 2490 ق.م, على الرغم من أن هذا الملك يذكر في كتاباته أسمي والده ( كوني دو) وجده (كورسار) ولكن لم يذكر أنهما سبقاه في حكم سلالة لجش, غير أن النصوص التاريخية تشير إلى إن هناك ملوكاً آخرين سبقوا ( أور نانشة) في الحكم, إذ عثر على نص مدون يعود في تاريخه تدوينه إلى زمن الملك ( ميسالم) حاكم مدينـة(كيش) السالف الذكر ورد فيه أسم ( أين- خين- جال), على أنه ملك سلالة (لجش), كما إن المعاهدة ترجع زمن النزاع بين دويلتي (أوما ولجش) إلى زمن الملك ( ميسالم) والذي كان الحكم في ذلك النزاع, وتاريخ حكم هذا الملك يسبق تاريخ حكم ( أور نانشة) بجيلين على الأقل (46).
وعندما جاء ( أور نانشة) إلى الحكم كانت مدينة ( لجش) مخربة فعزم على إعادة بنائها, وخلف وراءه خمسين نصاً مدوناً على ألواح طينية وقواعد أبواب وعلى ألآجر ومسامير تمجد الأعمال التي قام بها, حيث تذكر بناءه معابد للآلهة ( نانشة وننكَرسو وانكي وننار), وكان الملك ( أور نانشة) قوياً حيث يذكر في نصوصه إلى أنه قد سيطر على عدد من الأقطار الأجنبية والتي تقع وراء الخليج العربي إذ ورد في النص ما يلي ( إن سفن دلمون جلبت خشباً كإتاوة من أقطار أجنبية), كما قام ببناء أسوار المدينة وحفر الترع وشق القنوات وأمر بصنع عدة تماثيل لمختلف الآلهة (47). و تعود له عدة أعمال فنية منها تمثال صغير يصوره وهو واقفاً مشبك اليدين في حالة التعبد وله شعر طويل ومجعد (48). ويعود أليه نص جاء فيه ( أور نانشة أمير لجش, أبن كورسار, بنى معبد للإله ننكَرسو, ومعبد للإلهة نانشة, وبنى الأبزوباندا)(49) .
ب. إيأناتم:
وهو من أشهر ملوك سلالة (لجش), تمكن خلال فترة حكمه من أن يحقق النصر على مدينة (أوما), والتي كما سبق وذكرت أنها تمكنت في زمن ملكها ( أوش) من السيطرة على سهل ( كويدأنا)ونقض المعاهدة وإزالة النصب التي أقامها المـــــــــلك (ميسالم) على الحدود الفاصلة بين المدينتين (50). وبعد انتصاراته تلك على مدينة (أوما) التي خلدها في مسلة عرفت بين الباحثين باسم ( مسلة العقبان) وجه أنظاره نحو بلاد عيلام وتمكن من السيطرة على بعض المدن, فقام أحد حكام مدينة (أوروا) بشن هجوم على مدينة ( لجش) ولكن أيأناتم تمكن من صد الهجوم (51).
ونتيجة إلى تلك الانتصارات التي دفعت (إيأناتم) على تلقيب نفسه (ملك كيش) و(أمير لجش), حيث ورد في نص يعود له ( هو الذي أخضع جميع بلاد الأعداء), وذلك بعد أنتصاراته المتتالية وشنه لحروب ناجحة على مدن ( أور, كيش, أكشاك, ماري) (52).
وله نص نقش على آجره يخلد فيه أنتصاراته على مدينة أوما وعيلام ومدن أخرى جاء فيه ( إيأناتم أنسي لجش, الذي منح القوة من قبل الإله إنليل, والذي يغذى على الدوام من قبل ننخورساك بلبنها, والذي أعلن أسمه ننكَرسو, والذي اختير من قبل الإلهة نانشة, في قلبها, أبن آكوركال , أنسي لجش فتح بلاد عيلام وفتح أوروا وفتح أوما وفتح أور, في ذلك الوقت حفر بئراً وشيد جدرانها بآجر مفخور لننكَرسو, في باحة معبده الواسعة, إلهه (إله إيأناتم الشخصي) شولوتولا, عندئذ أحب ننكَرسو إيأناتم) (53). و يذكر هذا الملك في كتاباته أنه حصل على ملوكية سومر وأتخذ لقب ملك كيش وهو اللقب الذي كان يرمز إلى أتساع السلطة السياسية, مما تقدم نستنتج أن مدينة لجش في زمن حكم أيأناتم بلغت من الازدهار وأتساع السلطة درجة بحيث أنها بسطت نفوذها على جميع بلاد سومر (54).
ج. أنتمينا:
وهو أبن الملك ( إينأناتم الأول) شقيق (إيأناتم) وقد خلف أباه في الحكم في حدود عام 2425 ق.م, وصلت ألينا كتابات عديدة تعود إلى هذا الملك, ورد فيها النزاع بين لجش وأوما وبشكل مفصل أكثر من أي نص آخر, ولهذا يعد نص هذا الملك أقدم نص تاريخي بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة (55). وعاصر هذا الملك ملك أوما ( أورلوما), الذي نقض المعاهدة وأمتنع عن دفع الجزية فضلاً عن قيامه بتحطيم المسلات المقامة على الحدود الفاصلة وألقاها في النار وتجفيف قنوات المياه, مما أدى إلى نشوب الحرب بين المدينتين مرة أخرى كان النصر إلى جانب أنتمينا والذي لاحق فلول جيش أورلوما وقتل الكثير منهم(56) . وتعود إلى هذا الملك نصوص عديدة ومن تلك النصوص نص منقوش على أناء من الفضة كرس للإله ننكَرسو جاء فيه: (ننكَرسو, فارس إنليل الأول, انتمينا أنسي لجش, الذي اختارته نانشة في قلبها, أنسي ننكَرسو العظيم, أبن إينأناتم أنسي لجش, صنع لننكَرسو, الملك الذي يحبه, أناء من الفضة النقية, في أي- نينو من أجل حياته في ذلك الوقت كان دودو هو السانجا لننكَرسو)(57) .
و( دودو) كان له دور مهم في النزاع على السلطة حيث كانت له سلطة واسعة وله كتابات عديد, منه نص منقوش على كتلة من الحجر مربعة الشكل جاء فيها :
( لننكَرسو, في معبد أي- نينو, جلب سانجا ننكَرسو, جلبه (هذا الحجر) من أوروا وصنع منه رأس هراوته, دودو سانجا ننكَرسو الأول)(58) .
ويعتبر (انتمينا) آخر حاكم قوي ضمن سلالة لجش, خلفه أبنه المدعو (إينأناتم الثاني), وصل ألينا نص منقوش على مزلاج باب يعود إلى هذا الملك جاء فيه:
( لننكَرسو, فارس إنليل الأول , جدد إينأناتم الذي اختارته نانشة في قلبها, أنسي ننكرسو أبن أنتمينا أنسي لجش, لننكَرسو معصرة خمره, إن إله إيأناتم الشخصي, الرجل الذي جدد معصرة خمر ننكَرسو هو شول أوتولا)(59) .
وأعقب هذا الملك في الحكم ملكان لم يدم حكمهما طويلاً هما ( ايتنارزي ولوكَالندا) وكانا من طبقة الكهنة ووصلتنا من زمن حكم هذين الملكين العديد من النصوص الاقتصادية التي تعرفنا من خلالها على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والدينية(60) .
وآخر حكام هذه السلالة هو الملك ( أوروانمكَينا)(61) .
15. سلالة أوما:
إن المعلومات المتوفرة لدينا عن هذه السلالة لا تتعدى المعلومات التي أوردتها معاهدة الصلح بين أوما ولجش, وفضلاً عن هذه المعاهدة هناك المعلومات التي وردت في لوح آخر يعود في تاريخه إلى ( برا أيروم) زوجة ملك أوما المدعو (كش- شاكيدو), حيث ذكرت فيها أسم والدها(أورلوما) وأسم جدها ( أيناكلي) وأسم زوجها وأسم والد زوجها (إل), وفائدة هذا اللوح هو أنه عرفنا بالتتابع الزمني لملوك هذه السلالة, وعرفنا بأسماء ملوك لم يرد ذكرهم في معاهدة الصلح وملوك السلالة هم (أوش, أيناكلي, اينادامو, أورلوما, إل, كيش شاكيدو وزوجته برا أيروم, بوبو, لوكَال زاكَيزي)(62) .
ومن أهم ملوك السلالة :
أ. أوش:
عاصر هذا الملك حاكم ( لجش) المدعو (آكوركال) إذ إن هذا الأخير لم يستطع الوقوف بوجه حاكم أوما الذي نقض معاهدة الصلح التي عقدت بين الطرفين حول سهل ( كوأيدنا), والذي تم تحت أشراف حاكم كيش ( ميسالم), وكذلك فانه لم يتمكن من منع استغلال سكان (أوما) للسهل, وتذكر النصوص أن سكان أوما قد استمروا في ذلك حتى مجئ الملك (إيأناتم) الذي أستطاع أن يسيطر على السهل مرة أخرى, وذلك في زمن ملك أوما أبن الملك (أوش) المدعو ( ايناكلي), ولم يكتف بطردهم بل سمح لهم بزراعة بعض أقسام السهل على أن يدفعوا إلى حكام سلالة لجش حصة من محصول الأراضي التي سمح لهم بزراعتها (63).
ب . أورلوما:
عاصر هذا الملك حاكم لجش المدعو (انتمينا), والأول قام بنقض المعاهدة بين المدينتين حول السهل الذكور سابقاً من جديد, والذي لم يكتف بعدم دفع الجزية التي تم الاتفاق عليها مقابل زراعة بعض أقسام السهل, بل أنه أقدم على تجفيف قنوات الحدود وحطم المسلات التي أقيمت على الساتر الترابي وألقاها في النار, مما أدى إلى نشوب حرب بين السلالتين كان النصر فيها إلى جانب ملك لجش ( أنتمينا) والذي لاحق فلول الملك (اورلوما) وقتل الكثير منهم(64) .
وأهم ملوك هذه السلالة وأشهرهم هو آخر ملوكها ومؤسس سلالة الوركاء الثالثة المدعو ( لوكَال زاكَيزي) الذي في فترة حكمه أنتقلت السيادة إلى دويلة أوما, ثم أسس سلالة الوركاء الثالث.
_________________
(1) حول أسماء الملوك ومدة حكمهم ينظر:
Jacobsen, Th., the Sumerian King List, Fourth Impression, Michigan, 1973, p. 80 ff.
(2) حول الملك ومدة حكمه ينظر:Jacobsen, Th., 1973, pp. 80 – 81.
(3) حول ملخص الأسطورة ينظر: ساكز, هاري. 1979, ص, 477- 481.
(4) Frankfort, H., Cylinder Seals, London, 1939, pp. 137 – 139.
(5) حول الملك ومدة حكمه ينظر: Jacobsen, Th., 1973, p. 81.
(6) كريمر, صموئيل نوح. 1973, ص, 44.
(7) باقر, طه. 1986, ص, 292.؛ وكذلك ينظر:Jacobsen, Th., 1973, 81.
(8) Jerrold, S. cooper. Sumerian and Akkadian Royal Inscription, Vol. 1, SARI, New Haven, 1986, p. 18.
(9) كريمر, صموئيل نوح. 1973, ص, 474.
(10) Jacobsen, Th., Primitive Democracy in ancient Mesopotamia, JNES, Vol. 11, 1940, p. 166.
وللمزيد عن الأسطورة ينظر: كريمر, صموئيل نوح. من ألواح سومر, ترجمة: طه باقر, بغداد, 1957, ص, 63.
(11) باقر, طه. 1986, ص, 306.؛ وكذلك ينظر:
Sollberger. E., the Tummal Inscription, JCS, Vol. 16, 1962, p. 40 ff.
(12) رشيد, فوزي. 1988, ص, 23.
(13) Jerrold, S. Cooper, SARI, 1986, p. 19.
(14) باقر, طه. 1986, ص, 292.؛ وحول أسماء ملوك السلالة ومدة حكمهم ينظر: :كريمر, صموئيل نوح. 1973, ص. 274 – 275.؛
وكذلك ينظر:Jacobsen, Th., 1973, pp. 85 – 93.
(15) كريمر, صموئيل نوح. 1973, ص, 474.؛ وكذلك ينظر:Jacobsen, Th., 1973, p. 9
(16) باقر, طه. 1986, ص, 306.
(17) حول أحداث المعركة ينظر: كريمر, صموئيل نوح. 1957, ص, 63 – 69.
*أرتا: وهي مدينة تقع في الأجزاء الغربية من إيران ما بين مدينتي الشوش وديزفول.
حول المدينة ينظر: رشيد, فوزي. موسوعة الجيش والسلاح, ج1, بغداد, 1987, ص, 87.
(18) Jacobsen, Th., 1973, p. 91.
(19) باقر, طه. ملحمة جلجامش, بغداد, 1980, ص, 50.
Jacobsen, Th., 1973, p. 91 – 93.
(20) بارو, أندريه. 1977, ص, 200.
*حول ملحمة جلجامش ينظر: باقر, طه. 1980, ص, 1 وما بعدها.؛ وكذلك ينظر:
Kramer, S.N., Gilgamish and the land of Living, JCS, V. I, pp. 3 – 64 (21) .
(22)حول أسماء الملوك ومدة حكمهم ينظر: كريمر, صموئيل نوح. 1973, ص, 475.
(23)نفس المصدر السابق.
(24) الأحمد, سامي سعيد. المدخل إلى تاريخ العالم القديم, القسم الأول, العراق القديم, ج1, بغداد, 1983, ص, 250.
(25) كريمر, صموئيل نوح. 1973, ص, 440.؛ وكذلك ينظر:
Sollberger, E., IRSA, 1986, pp. 41- 42.
(26) Sollberger, E., Note on the Early Inscription from Ur and Al-Ubaid, Iraq, Vol.XXII, 1960, p, 70.
(27) Sollberger, E., 1960, p. 71.
(28)Op.cit. p. 73.
* وحول المقبرة الملكية في أور ينظر الفصل الخامس, المبحث الأول.
(29) حول أسماء الملوك ومدة حكمهم ينظر: كريمر, صموئيل نوح. 1973, ص, 475.
*مدينة أوان: وهي مدينة عيلامية تقع إلى الشمال الشرقي من الشوش وقرب ديزفول. حول المدينة ينظر: الأحمد, سامي سعيد. 1983, ص, 254.
(30) Jacobsen, Th., 1973, p. 97.
(31) حول أسماء الملوك ومدة حكمهم ينظر: كريمر, صموئيل نوح. 1973, ص, 475.؛ وكذلك ينظر: باقر, طه. 1986, ص, 294.
(32) كريمر, صموئيل نوح. 1973, ص, 475.؛ باقر, طه. 1986, ص, 294.
(33) باقر, طه. 1986, ص, 312.
(34) Jacobsen, Th., 1973, p. 101 .
(35) كريمر, صموئيل نوح. 1973, ص, 476.: وكذلك ينظر:Jacobsen, Th., 1973, p. 101.
(36) كريمر. صموئيل نوح. 1973, ص, 476.؛ باقر, طه. 1986, ص, 294.
(37) عباس, منى حسن. الجيش والسلاح في العراق القديم منذ عصر فجر السلالات حتى نهاية العصر الأكدي, رسالة دكتوراه غر منشورة , جامعة بغداد, كلية الآداب, قسم الآثار, 1997, ص, 37.
(38) حول الملوك ومدة حكمهم ينظر: باقر, طه. 1986, ص, 294 – 295.
(39) كريمر, صموئيل نوح. 1973, ص, 476.؛ باقر, طه. 1986, ص, 294.
(40) Sollberger, E., 1960, p. 73.
(41) كريمر, صموئيل نوح. 1973, ص, 476.؛ وكذلك ينظر:
Jacobsen, Th., 1973, p. 15.
(42) حول أسماء الملوك ومدة حكمهم ينظر: كريمر, صموئيل نوح. 1973, ص, 476.؛ باقر, طه. 1986, ص, 295.؛ وكذلك ينظر:
Jacobsen, Th., 1973, p. 107.
(43) كريمر, صموئيل نوح. 1973, ص, 476 – 477.؛ وكذلك ينظر: باقر, طه. 1986, ص, 295.؛ وكذلك ينظر:
Jacobsen, Th., 1973, p. 107 – 11.
* وحول لوكَال زاكَيزي والسلالة التي أسسها ينظر الفصل الثالث, المبحث الثاني.
(44) رشيد, فوزي. 1988, ص, 18.؛ حول أوروأنكَينا ينظر الفصل الرابع المبحث الثاني.
(45) كريمر, صموئيل نوح. 1973, ص, 71.
(46) رشيد, فوزي. 1988, ص, 13.
(47) كريمر, صموئيل نوح. 1973و ص, 441.؛ وكذلك ينظر:
Sollberger, E., IRSA, 1986, p. 44.؛ Jerrold, S. Cooper., SARI, 1986, pp. 23- 30.
(48) لامبرت, موريس. 1952, ص, 88.
(49) Sollberger, E., IRSA, 1986, p.44.
(50) رشيد, فوزي. 1988, ص, 14.
(51) لامبرت, موريس. 1952, ص, 88.
(52) رشيد, فوزي. 1988, ص, 14.؛ وحول المسلة ينظر الفصل االرابع, المبحث الرابع, الجيش والسلاح.
(53) كريمر, صموئيل نوح. 1973, ص, 442.؛ وكذلك ينظر:
Jerrold, S. Cooper. SARI, 1986, PP. 42- 43 .
(54) باقر و طه. 1986, ص, 316.
(55)باقر, طه. 1986, ص, 318- 319.
(56) رشيد, فوزي. 1988, ص, 15.؛ باقر, طه. 1986, ص, 319- 320.
(57) كريمر, صموئيل نوح. 1973, ص, 454.؛ وكذلك ينظر:
Jerrold, S. Cooper. SARI, 1986, p. 60.
(58) كريمر, صموئيل نوح. 1973, ص, 454.
(59) Jerrold, S. Cooper. SARI, 1986, p. 61.
(60) باقر, طه. 1986, ص, 320.
(61) حول أعمال وإصلاحات أوروانمكينا ينظر الفصل الرابع, المبحث الثاني.
(62) رشيد, فوزي. 1988, ص, 17 – 18.
(63) رشيد, فوزي. 1988, ص, 13- 14.
(64) المصدر السابق. ص, 14- 15.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|