أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-5-2018
7684
التاريخ: 27-5-2018
4364
التاريخ: 27-5-2018
1551
التاريخ: 17-10-2016
1566
|
( ذكر الطبقة الرابعة وهم الأكاسرة الساسانية ):
وأولهم أزدشير بن بابك وهو من ولد ساسان بن أزدشير بهمن وأزدشير بابك في أول ملكه أحد ملوك الطوائف تغلب على الأردوانيين لمضي تسعمائة وأربعين لابتداء ولاية بختنصر ولمضي خمسمائة واثنتي عشرة لغلبة الإسكندر على دارا وهي مدة ملوك الطوائف فبين قيام أزدشير وبين الهجرة أربعمائة واثنتان وعشرون ورصد بطليموس قبل أزدشير بسبع وسبعين سنه وهذه مدة يمكن أن يعيشها بطليموس أو غالبها فليس بطليموس عن أزدشير ببعيد وجميع الأكاسرة الذين آخرهم يزدجرد بن شهريار من ولد أزدشير قتل الأردوانييين جميعا وضبط الملك وكان حازما وكتب لابنه سابور عهدا ليكون له ولمن بعده من أهل بيته يتضمن حكما وناموسا وملك أربع عشرة سنة وعشرة أشهر فموته في آخر سنة خمسمائة وسبع وعشرين لغلبة الإسكندر . ثم ملك بعده ابنه ' سابور ' إحدى وثلاثين سنة وستة أشهر وكان جميلا حازما ظهر في أيامه ' ماني الزنديق ' وادعى النبوة وتبعه خلق سموا المانوية ، ولما مضى من ملك سابور . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
إحدى عشرة سنة فتح نصيبين من الروم وتوغل في بلادهم وهم على عبادة الأصنام قبل تنصرهم وافتتح من الشام بلادا عنوة وقتل أهلها وسار نحو رومية فصانعه ملك الروم عرديانوس واعتنى سابور بجمع كتب الفلسفة لليونانيين ونقلها إلى الفارسية وقيل في زمانه استخرج العود ومات لمضي أربعة أشهر من سنة تسع وخمسين وخمسمائة للإسكندر . ثم ملك ابنه ' هرمز ' سنة وستة أشهر وكان عظيم الخلق قويا يلقب البطل مات في أواخر سنة خمسمائة وستين للإسكندر . ثم ملك ابنه ' بهرام ' بن هرمز ثلاث سنين وثلاثة أشهر فأحسن ورفق ومات سنة أربع وستين وخمسمائة بعد مضي شهر منها . ثم ملك ابنه ' بهرام ' بن بهرام سبع عشرة سنة فموته في أول سنة إحدى وثمانين وخمسمائة للإسكندر . ثم ملك ابنه ' بهرام ' بن بهرام أربع سنين وأربعة أشهر فعدل وساس ومات سنة خمس وثمانين وخمسمائة بعد مضي سبعة أشهر منها . ثم ملك أخوه ' نرسي ' بن بهرام تسع سنين فموته سنة أربع وتسعين وخمسمائة بعد مضي سبعة أشهر منها . ثم ملك ابنه ' هرمز ' بن نرسي تسع سنين فهلاكه لمضي سبعة أشهر من سنة ثلاث وستمائة وخلف حملا فعقدوا التاج على رأس الحمل فولد وسموه وهو ' سابور ' واشتد ونجب من صباه بلغة ازدحام الناس على الجسر على دجلة بالمدائن فعمل إلى جانب الجسر جسرا آخر ليكون هذا للداخلين وذاك للخارجين وفي صباه طمع العرب في بلاده وخربوا فلما بلغ ست عشرة سنة انتخب من عسكره عدة وسار بهم إلى العرب وقتل من وجد منهم ووصل الحسا والقطيف وشرع يقتل ولا يفادي وورد المشقر وبه أناس من تميم وبكر بن وائل وعبد القيس فسفك ما لا يحصى وسار إلى اليمامة وسفك وما مر بماء للعرب إلا غوره ولا بئر إلا طمها . ثم عطف على ديار بكر وربيعة فيما بين فارس والروم وصار ينزع أكتاف العرب فسمى سابور ذا الأكتاف . ثم غزا الروم وقتل وسبى ثم هادنه قسطنطين ملك الروم حتى توفي قسطنطين سنة خمس وأربعين مضت من ملك سابور وملكت بنو قسطنطين وهلكوا في مدة ملك سابور. ثم ملك على الروم كليانوس وارتد إلى الأصنام وقتل النصارى وخرب الكنائس وأحرق الإنجيل وسار لقتال سابور ومعه العرب أيضا لفعل سابور بهم ثم اقتتل كليانوس وسابور فانهزم سابور وقتلت الروم منهم واستولى كليانوس على مدينة سابور وهي طيسفون المعروفة بالمدائن . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ثم استنجد سابور بالملوك المجاورين لبلاده ورفع كليانوس على طيسفون واستمر كليانوس مقيما ببلاد الفرس وسعى سابور في الصلح فبينما كليانوس في فسطاطه إذ أصابه سهم غرب في فؤاده فقتل فهال الروم فقد ملكهم في بلاد عدوهم فقصدوا يونيانوس مقدم جيش كليانوس وكان يسر النصرانية ولم يرتد إلى الأصنام معه وسألوه أن يتملك عليهم فأبى يونيانوس وقال لا أتملك على قوم يخالفونني في الدين فعادوا إلى النصرانية وادعوا أنهم إنما عبدوا الأصنام خوفا وتقية فملك يونيانوس وصالح سابور وسار إليه في جمع من أصحابه واجتمعا واعتنقا وانتظمت المودة بينهما وعاد بالروم إلى بلاده واستمر سابور على ملكه حتى مات بعد اثنتين وسبعين سنة هي مدة ملكه ومدة عمره فموت سابور لمضي سبعة أشهر من سنة خمس وسبعين وستمائة للإسكندر . ثم ملك أخوه ' أزدشير ' بن هرمز أربع سنين أوصى سابور له بذلك لصغر ابن سابور ومات سنة تسع وسبعين وستمائة للإسكندر . ثم ملك بعده ' سابور ' بن سابور ذي الأكتاف خمس سنين وأربعة أشهر فأحسن السيرة ومات بسقوط فسطاطه عليه فموته لمضي أحد عشر شهرا من سنة أربع وثمانين وستمائة للإسكندر . ثم ملك أخوه ' بهرام ' بن سابور ذي الأكتاف إحدى عشرة سنة ويدعى كرمان شاه فأحسن إلى أن قتله بعض الفرس بسهم لمضي أحد عشر شهرا من سنة خمس وتسعين وستمائة للإسكندر . ثم ملك ابنه ' يزدجرد ' بن بهرام بن سابور ويلقب بالأثيم وبالخشن إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر وكان كلقبه فعسف وسفك وصبروا عليه وطالت أيامه وهو يزداد جورا فهلك برفسة فرس لمضي أربعة أشهر من سنة سبع عشرة وسبعمائة وكان له ولدا اسمه بهرام جور أسلمه أبوه إلى المنذر ملك العرب ليربيه بظهر الحيرة فنشأ هناك وقدم على أبيه قبل هلاكه وبهرام جور في غاية الأدب والفروسية فأهابه أبوه فطلب العود إلى العرب فأمره بذلك ومات أبوه وهو عند المنذر فاجتمع الفرس على تمليك غير ولد يزدجرد لما قاسوا منه وأيضا لتخلق بهرام جور بأخلاق العرب ونشأته فيهم فولوا شخصا يسمى كسرى من ولد أزدشير وبلغ ذلك بهرام جور فانتصر بالمنذر وابنه النعمان . وتملك ' بهرام جور ' موضع أبيه ويحكى عنه فرط في القوة وهلك بالتوحل في سبخة بسبب طرد صيد وعدم وكان ملكه ثلاثا وعشرين سنة وأحد عشر شهرا فيكون هلاكه لمضي ثلاثة أشهر من سنة إحدى وأربعين وسبعمائة . ثم ملك ابنه ' يزدجرد ' بن بهرام جور ثماني عشرة سنة وأربعة أشهر وقمع الأعداء وعمر البلاد ثم هلك لمضي سبعة أشهر من سنة تسع وخمسين وسبعمائة وخلف ابنين هرمز وفيروز . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فتملك ' هرمز ' سبع سنين وظلم واحتجب وهرب أخوه فيروز منه إلى الهياطلة وراء خراسان وهي طخارستان واستعان بملكهم على أخيه هرمز فأنجده واقتتلا في الري فظفر فيروز بأخيه هرمز فسجنه وأمهما واحدة فانقضاء ملك هرمز في سنة ست وستين وسبعمائة للإسكندر . ثم ملك ' فيروز ' بن يزدجرد بن بهرام جور سبعا وعشرين سنة فأحسن وحصل في أيامه غلاء وقحط وغور الأعين ويبس النبات وهلاك الوحش مدة سبع سنين ثم أغاثهم اللَّهِ تعالى وحسن الحال وملك الهياطلة حينئذ اسمه الأخشنواز ووقع بينه وبين فيروز بسبب ابن فيروز خطب بنت الأخشنواز فلم يزوجه فسار فيروز إلى الهياطلة وذكر لهم ذنوبا منها أنهم يأتون الذكران ولم يظفر منهم بشيء وتردى فيروز في خندق عمله الهياطلة وغطس فوقع فيه وجماعة فهلكوا واحتوى أخشنواز على جميع ما كان في معسكره فيكون هلاك فيروز في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة . ثم ملك ابنه ' بلاش ' أربع سنين فأحسن ومات سنة سبع وتسعين وسبعمائة . ثم ملك أخوه ' قباذ ' بن فيروز ثلاثا وأربعين سنة وفي أيامه ظهر ' مزدك ' الزنديق وادعى النبوة وأمر بالتساوي في الأموال والاشتراك في النساء لأنهم أخوة لابوين آدم وحواء ، ودخل قباذ في دينه فهلك الناس وعظم عليهم ذلك وخلعوا قباذا ، وولوا أخاه جاماسف بن فيروز ولحق قباذ بالهياطلة فنجدوه وسار بهم وبعسكر خراسان وانتصر على أخيه جاماسف وحبسه حتى مات قباذ سنة أربعين وثمانمائة لمضي سبعة أشهر من السنة . ثم ملك بعد قباذ ابنه أنوشروان : صغيرا ثمانيا وأربعين سنة ولما استقل بالملك وجلس على السرير قال لخواصه إني عاهدت اللَّهِ إن صار الملك إلي على أمرين أحدهما أني أعيد آل المنذر إلى الحيرة وأطرد الحارث عنها وأما الأمر الثاني فهو قتل المزدكية الذين قد أباحوا نساء الناس وأموالهم وجعلوهم مشتركين في ذلك بحيث لا يختص أحد بامرأة ولا بمال حتى اختلط أجناس اللؤماء بعناصر الكرماء وتسهل سبيل العاهرات إلى قضاء شهواتهن واتصلت السفلة إلى النساء الكرائم التي ما كان أمثال أولئك يتجاسرون أن يملؤوا عيونهم منهن إذا رأوهن في طريق ، فقال مزدك وهو بجانب السرير : هل تستطيع أن تقتل الناس جميعا هذا فساد في الأرض والله قد ولاك لتصلح لا لتفسد فقال أنوشروان يا ابن الخبيثة أتذكر وقد سألت قباذ أن يأذن لك في المبيت عند أمي فإذن لك ومضيت نحو حجرتها فلحقت بك وقبلت رجلك وإن نتن جواربك مازال في أنفي منذ ذلك إلى الآن وسألتك حتى وهبتها إلي ورجعت . قال نعم فأمر به فقتل وأحرقت جيفته ونادى بإباحة دماء المزدكية والمانوية أيضا فقتل منهم خلق كثير وثبت المجوسية القديمة وكتب بذلك إلى أصحاب الولايات وهجر الملاذ وقوى جنده بالأسلحة وعمر البلاد واسترد كثيرا من الأطراف إليه كالسند والزحج وزابلستان . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وطخارستان وبنى الحصون وقسم أموال المزدكية على الفقراء ورد الأموال التي لها أصحاب إلى أصحابها وألحق كل مولود اختلف فيه بالشبه وإن كان ولد للمزدكية المقتولة جعله عبد الزوج المرأة التي حبلت به من المزدكية وأمر بكل امرأة غلبت على نفسها أن تعطي من مال المزدكي الذي غلبها مهر مثلها وأمر بنساء المعروفين اللاتي مات من يقوم عليهن أو تبرأ منهن أهلهن لفرط الغيرة والإنفة أن يجمعهن في موضع أفرده لهن وأجرى عليهن المؤنة وأمر أن يزوجن من مال كسرى وكذلك فعل بالبنات اللاتي لم يوجد لهن أب ، وأما البنون الذين لم يوجد لهم أب فأضافهم إلى مماليكه . ورد المنذر إلى الحيرة وطرد الحارث عنها وأطاعه قيصر وفتح الرها مدينة هرقل ثم الإسكندرية وغزا الخزر وتوجه إلى عدن فسكن هناك ناحية من البحر بين جبلين بالصخور وعمد الحديد ثم طالب الهياطلة بدم فيروز وكبس بلادهم وقتل ملكهم وخلقا من أصحابه وتجاوز بلخ وما وراءها وعاد إلى المدائن وأرسل جيشا إلى اليمن وقدم عليهم وهرز فقتلوا الحبشة المستولين عليها وأعاد ملك آباء سيف بن ذي يزن عليه بعد قتل ملك الحبشة مسروق بن أبرهة الأشرم الذي جاء بالفيل إلى الكعبة وغزا براحان وبنى باب الأبواب وفي زمانه ولد عبد اللَّهِ أبو النبي [صلى الله عليه واله وسلم] لأربع وعشرين سنة من ملكه ولذلك ولد النبي [صلى الله عليه واله وسلم] في الثانية والأربعين من ملكه وتوفي أنوشروان سنة ثمان وثمانين وثمانمائة للإسكندر لمضي سبعة أشهر منها . ثم ملك بعده ابنه ' هرمز ' فعدل وأخذ للأدنى من الشريف وبالغ في ذلك حتى أبغضته خواصه وأقام على بنيه ومحبيه وأفرط في التشديد بالعدل ووضع صندوقا في أعلاه خرق وأمر أن يلقي المتظلم قصته فيه والصندوق بختمه قصد بذلك وصول الشكاوى إليه بسهولة . ثم طلب أن يعلم بالظلامات ساعة فساعة فاتخذ سلسلة وخرق لها في داره موضع جلوسه وقت خلوته وجعل فيها جرسا ليحركها المنظلم فيحضره وينصفه من ظالمه . ثم خرج عليه أعداء منهم شابه ملك الترك وملك الروم والعرب فأرسل عسكراً إلى ملك الترك مقدمهم بهرام جوبين بن بهرام خشنش من أهل الري فقتل شابه ونهب عسكره وطردهم فقام ابن شابه مقام أبيه وصالح بهرام جوبين . ثم أمر هرمز بهرام جوبين بغزو الترك في بلادهم فلم ير بهرام جوبين ذلك مصلحة وخاف من مخالفة هرمز فاتفق بهرام وعسكره وخلعوا طاعة هرمز فأنفذ هرمز لهم عسكرا فصار أكثرهم مع بهرام جوبين بعد قتال . وكان برويز بن هرمز مطرودا عن أبيه إلى أذربيجان فبلغه اتفاق الأكابر على خلع أبيه وخشي من استيلاء بهرام جوبين على الملك فقصد برويز أباه ووثب خالا برويز على هرمز وأمسكاه وسملا عينيه ولبس برويز التاج . ومن أول ملك هرمز إلى استقرار ابنه برويز نحو ثلاث عشرة سنة ونصف سنة فإن . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
هرمز بقي معتقلا مدة مديدة ثم خنق وجلس برويز على السرير وخالفه بهرام جوبين أظهر انتصاره لهرمز وشنع على برويز بقتل أبيه وسمل عينيه وتراسلا إلى أن تغلب بهرام جوبين وخشي برويز أن يقيم أباه الأعمى صورة ويستولي على الملك فقتل أباه ولحق برويز بملك الروم مستنجدا به . ووصل ' بهرام جوبين ' وتوج وقعد على السرير وقال إنني وإن كنت لم أكن من بيت الملك فإن اللَّهِ تعالى ملكني اليوم والملك بيده يملكه من يشاء وتزوج برويز مريم بنت ملك الروم وأنجده بثمانين ألف فارس فقاتل بهرام جوبين ولحق ببرويز كثير من الفرس فهرب بهرام جوبين إلى خراسان ثم إلى الترك . ثم تملك ' برويز ' وأكرم عسكر الروم وأعادهم إلى ملكهم واستقرار برويز في الملك في أثناء سنة اثنتين وتسعمائة للإسكندر . وملك برويز ثمانيا وثلاثين سنة ولما استقر غزا الروم وسببه أن ملك الروم أبا زوجته هلك فطرد الروم ابنه وأقاموا غيره فحاربهم برويز وكسرهم ووصلت خيله القسطنطينية وجمع أموالا لم تجتمع لغيره وتزوج شيرين المغنية وبنى لها قصر شيرين بين حلوان وخانقين وكان له ثمانية عشر ابنا أكبرهم شهريار ومنهم شيرويه ملك بعده وأم شيرويه مريم بنت ملك الروم . ثم عتا برويز وظلم وأنهى إليه زاذان فروخ متولي الحبس أنه اجتمع في الحبس ستة وثلاثون ألف رجل وضاقت عليهم الحبوس وأنتنوا وطلب منه ان يعاقب من يستحق منهم ويقطع من يستحق ويفرج عنهم فقال برويز بل اقتلهم جميعهم واقطع رؤوسهم واجعلها قدام دار المملكة فاعتذر زاذان فروخ واستعفى فقال إن لم تقتلهم اليوم قتلتك قبلهم وشتمه وأخرجه فأعلم زاذان فروخ المحبوسين بذلك فضجوا فقال إن أفرجت عنكم تأخذوا بأيديكم ما تجدونه في الأسواق من آلات وأخشاب وتكبسوا كسرى في داره بغتة فحلفوا على ذلك ولم يشعر كسرى برويز إلا بالغلبة . وعجزت حاشيته تلك الساعة عن الرد عنه فاختفى منهم بجانب بستان بالدار يعرف بباغ الهند فأخرجوه إلى زاذان فروخ فحبسه في دار رجل اسمه مارسفيد وقيده بقيد ووكل به ومضى إلى عقر بابل . فجاء ومعه ' شيرويه ' بن برويز وأجلسه على السرير فأطاعه الخاص والعام فراسله أبوه وقرعه فقال شيرويه لا تعجب إن أنا قتلتك فإنني أقتدي بك في سملك عيني أبيك هرمز وقتله ولو لم تفعل ذلك مع أبيك ما أقدم عليك ولدك بمثل ذلك وأرسل شيرويه إليه من له عليه ثأر فقتله ولمضي اثنتين وثلاثين سنة وخمسة أشهر عشر يوما من ملك برويز هاجر النبي [صلى الله عليه واله وسلم] من مكة إلى المدينة وهلك برويز لمضي خمس سنين وستة أشهر وخمسة عشر يوما للهجرة لأن من السنة الثانية والأربعين من ملك أنوشروان وهي سنة مولد . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
رسول اللَّهِ [صلى الله عليه واله وسلم] إلى نصف السنة الثالثة والثلاثين من ملك برويز وهي عام الهجرة ثلاثا وخمسين سنة . بيانه أن رسول اللَّهِ [صلى الله عليه واله وسلم] ولد في السنة الثانية والأربعين من ملك أنوشروان وهاجر النبي [صلى الله عليه واله وسلم] وهو ابن ثلاث وخمسين سنة فيكون له [صلى الله عليه واله وسلم] سبع سنين في أيام أنوشروان واثنتا عشر سنة في أيام هرمز بن أنوشروان وسنة ونصف تقريبا في الفترة التي كانت بين إمساك هرمز واستقرار ابنه برويز واثنتان وثلاثون سنة ونصف تقريبا من ملك برويز ومجموع ذلك ثلاث وخمسون وعلى ذلك فتكون السنة الثالثة والثلاثون من ملك برويز هي السنة الخامسة والثلاثون وتسعمائة للإسكندر تقريبا . وكانت مدة ملك برويز ثمانيا وثلاثين سنة فيكون هلاك برويز في سنة أربعين وتسعمائة للإسكندر . ثم ملك شيرويه وكان رديء المزاج كثير الأمراض صغير الخلق وإخوته السبعة عشر كأنهم عوالي الرماح كملوا خلقا وخلقا وأدبا فقتل الجميع ثم ندم وسقم وجزع ولم يلتذ بعدهم بشيء وحرم النوم وبكى ليلا ونهارا ورمى التاج وهلك على تلك الحال ومدة ملكه ثمانية أشهر . ثم ملك أزدشير بن شيرويه بن برويز قيل كان ابن سبع سنين وحضنه مهزخنشنش فأحسن السياسة ثم قتل ومدة ملكه سنة وستة أشهر . ثم ملك ' شهريراز ' وكان من مقدمي الفرس مقيما في مقابلة الروم في عسكر عظيم وإقطاعه الشام وبلغه ملك أزدشير وصغره فأقبل وهجم طيسفون ليلا بعد قتال وقتل مهزخشنش ، وقتل أدزشير ولبس التاج وجلس على السرير وليس من بيت الملك ولما جلس على السرير منعه وجع بطنه عن القيام إلى الخلاء فدعا بطشت وستارة وتبرز بين يدي السرير فتطير الناس من ذلك . وكان من سنة الفرس إذا ركب الملك أن تقف حرسه صفين له وعليهم الدروع والبيض وبأيديهم السيوف مشهورة والرماح فإذا حاذاهم وضع كل منهم ترسه على قربوس سرجه ثم وضع جبهته عليه كهيئة السجود ثم يرفعون رؤوسهم ويسيرون من جانبي الملك وركب شهريزار فوقف له فروخ وأخواه في جملة الحرس فلما حاذاهم طعنوه ثلاثتهم فألقوه عن فرسه وحملت عظماء الفرس على اصحابه فقتلوا منهم جماعة وشدوا في رجل شهريراز حبلا وجره إقبالا وإدبارا لكونه تعرض للملك وليس من بيته . ثم ملكوا ' بوران ' بنت كسرى برويز فأحسنت وردت خشبة الصليب على ملك الروم فعظم موقعها عنده وأطاعها فيما كلفته وملكت سنة وأربعة أشهر . ثم هلكت فملك ' خشنشده ' من بني عم كسرى برويز فلم يدبر الملك وكان ملكه أقل من شهر وقتل .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|