المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 7252 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تتمة لما تقدم في عهد الدولة الساسانية.  
  
518   01:55 صباحاً   التاريخ: 2024-10-26
المؤلف : علي ظريف الأعظمي.
الكتاب أو المصدر : تاريخ الدول الفارسية في العراق.
الجزء والصفحة : ص 39 ــ 41.
القسم : التاريخ / العهود الاجنبية القديمة في العراق / الساسانيون /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-26 519
التاريخ: 27-5-2018 4842
التاريخ: 27-5-2018 2005
التاريخ: 27-5-2018 3096

كان معظم سكان «العراق» في عهد الدولة الساسانية من بقايا الأراميين الأصليين — وهم الكلدان والسريان — والقبائل العربية التي منها إياد وربيعة وغيرهما، وعرب المناذرة سكان «الحيرة» وما يتبعها، ويتخلَّل تلك الجموع شتات من الفرس والأكراد وغيرهم من أمم أخرى، وكان الجميع في عيش رغيد وحرية تامة، بسبب عدم تعرُّض هؤلاء الملوك بشرائع أهل البلاد وآدابهم وعاداتهم، وإبقائهم القوانين على ما كانت عليه قبلًا، غير أنهم بدئوا باضطهاد النصارى العراقيين منذ تنصُّر القياصرة ملوك «رومية» بعد أن كانوا وثنيين، أي منذ أيام القيصر قسطنطين الكبير، بسبب ميل النصارى إلى القياصرة أبناء مذهبهم والتجسس لهم، خصوصًا عندما كانت تقوم الحرب بين الفرس والروم، فيتجسس النصارى لأبناء دينهم، حتى إن بعض الملوك قتلوا كثيرًا من رؤساء النصارى وهدموا أكثر كنائسهم، ولم يكن ذلك وحده سببًا لاضطهادهم، بل إن انتشار الدين المسيحي بين عرب «العراق» من بدو وحضر، وازدياد أتباعه عامًا فعامًا خوَّفَ الفرس من القضاء على دينهم الزردشتي الذي اتخذوه دينًا رسميًّا لدولتهم واجتهدوا بتقويته، خصوصًا وأن الدين المسيحي كان قد صار أخيرًا دينًا رسميًّا لدولة الروم المجاورة لهم، وصار الروم ينتصرون للنصارى الذين تحت حكم الفرس، حتى إنهم كانوا يتخذون اضطهادهم في بعض الأحيان ذريعة للحرب مع الفرس، ومع ذلك كله فقد كان أهل العراق في عهد هذه الدولة سعداء بالنسبة إلى الأمم الأخرى الراضخة لحكم الأجنبي في ذلك العهد.

أما حالة «العراق» من الوجهة الاقتصادية فكانت حسنةً جدًّا؛ لاعتناء هؤلاء الملوك بالري واهتمامهم بتوسيع نطاق الزراعة وتنشيط التجارة ورُقِيِّها، ومن أجل ذلك كان «العراق» في عهدهم غنيًّا جدًّا، وقد بلغت ثروته حينذاك مبلغًا عظيمًا بفضل الزراعة والتجارة والصناعة، واشتغَلَ أبناء الرافدين في أيامهم بالتجارة برًّا وبحرًا، وتبادلوا بها مع أهل الأقطار البعيدة ﮐ «مصر» و«سورية» و«الهند» و«فارس» وغيرها، بل إن زراعة العراق كانت في عهدهم أرقى زراعة في العالم؛ بفضل ما حفروه من الترع والأنهار (1)،وأصبحت جباية هذا القطر عظيمة خصوصًا في عهد أردشير الأول ودارا الأول وقباذ وأنو شروان (2)، ولم يكن اهتمام هؤلاء الملوك قاصرًا على رقي التجارة وإنماء الزراعة فحسب، بل إن أكثرهم اهتموا بنشر العلوم أيضًا، فأنشئوا في العراق المدارس والمراصد والبيمارستانات، وخدموا المدنية القديمة بأنظمتهم ومؤسساتهم.

أما جباية خراج «العراق» فكانت في عهدهم بالتعديل؛ أي إنهم كانوا يأخذون خراج الأراضي بالمقاسمة، فلما تولَّى قباذ بن فيروز جعل الخراج بالمساحة، فضرب على الجريب الواحد درهمًا وقفيزًا مهما يكن حاله من الخصب أو الجدب، أما الجزية فعلى ما يُروَى أنها لم تكن عندهم قبل أنو شروان بن قباذ، وأنه هو الذي وضعها حينما عدل قوانين دولته، وكان قد أصدر قانونًا بإلزام الناس الجزية ما خلا العظماء وأهل البيوتات والجند والمرازبة والكُتَّاب ومَن في خدمة الملك، كل إنسان على قدره، فجعلها اثني عشر درهمًا، وثمانية دراهم، وستة دراهم، وأربعة دراهم.

وكانوا قد جعلوا في كل مدينة ديوانًا خاصًّا بالخراج تُدوَّن فيه أعماله ودخله وخرجه، وله كُتَّاب وجباة وعمَّال من أهل البلاد، وعلى كل مدينة حاكم يسوسها ويدير دفة إدارتها ويرأس جندها، وقد أطلقوا على الولاة الكبار اسم «الموهباط» من الفارسية «مه آباد»، وعلى الذي يتولَّى الحدود «مرزبانا» — أي حافظ الحدود — وعلى العمَّال الذين هم أحطُّ منزلةً اسم «الرد»، وكانوا لا يولُّون الولاية إلا لقائد محنَّك يعهدون إليه الحرب والإدارة؛ أي القيادة والولاية.

وكان هؤلاء الملوك يقيمون أيام الشتاء في مدينة «أكتسيفون المدائن» التي صارت في آخِر أيامهم أعظم مدينة، ويقضون المواسم الثلاثة الباقية في مدينة «اصطخر» ﺑ «فارس»، ثم صاروا أخيرًا يقضون أكثر أيامهم في «أكتسيفون»، وقد سُمُّوا ﺑ «الأكاسرة» منذ أيام كسرى أنو شروان بن قباذ، ومعنى «كسرى»: واسع الملك، وجمعه «أكاسرة»، وعاشت هذه الدولة 425 سنة (226–651م)، وقام فيها 28 ملكًا أولهم أردشير بن بابك، وآخِرهم يزدجرد الثالث الذي قُتِل سنة 651م الموافِقة لسنة31هـ في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان، وبقتله انقرضت هذه الدولة ومُحِيت من عالم الوجود على يد العرب المسلمين، بعد أن كانت من أكبر دول العالم، وتشتمل على بلاد «إيران» و«الديلم» و«جورجان»، وبلاد «بابل» — العراق — وبلاد «آشور» التي في ضمنها «كردستان»، وبلاد الجزيرة — بين النهرين، وجزائر خليج «فارس»، وقسم من بلاد العرب منها بلاد «اليمن«.

ولم يكن سبب انقراض هذه الدولة العظيمة المجد المترامية الأطراف غير الانقسامات التي حدثت فيها، والثورات الأهلية المتوالية، والفتن المستمرة بين الأسرة المالكة تارة وبين رجال الدولة أخرى، والحروب التي كانت تقوم بينهم وبين الروم في أزمان مختلفة، أهمها الحروب التي استعرت نارها في عهد أبرويز حتى تمكَّنَ الضعف منها فتمكَّنَ العرب المسلمون من محوها، واستولوا على جميع بلادها بالتدريج، فإنهم قرضوا دولتهم من «العراق» سنة 637م، الموافقة لسنة 16ﻫ، ثم قرضوها من بلاد فارس سنة 651م الموافقة لسنة 31ﻫ، وأصبحت هذه الدولة منذ ذاك في خبر كان.

ولم تقم بعدَ الدولة الساسانية دولةٌ للفرس في «العراق» أعوامًا طوالًا، بل انتقل الحكم في هذا القطر بعد انقراضهم إلى الخلفاء الراشدين، ثم إلى بني أمية، ثم إلى بني العباس، حتى إذا ما ضعف شأن الخلافة العباسية في بغداد في الوقت الذي قامت فيه دولة فارسية في بلاد «فارس» على يد بني بويه، طمع هؤلاء فحملوا على «بغداد» وأسَّسوا فيها دولة فارسية في سنة 334ﻫ الموافِقة لسنة 945م، ثم تلتها الدولة الصفوية بعد حين من الدهر، ثم الدولة الزندية في العهد العثماني، وسنذكر ذلك في محله.

.........................................

1- فمن الأنهر التي حفروها نهر «النرس» الذي احتفره الملك نرسي بن بهرام، ونهر «الصراة» الذي احتفره أردشير الأول، ونهر «القاطول» ونهر«دن» اللذان احتفرهما أنو شروان، هذا عدا الأنهار الصغيرة التي منها ما يأخذ من «الفرات»، ومنها ما يأخذ من «دجلة»، وعدا ما كروه من الأنهار القديمة وما أنشئوه من السداد والجسور ومخازن المياه، وما بنوه من المدن والقلاع.

2- وقد بلغت جباية «العراق» في عهد قباذ مائة وخمسين مليون درهم، وفي عهد أنو شروان 287 مليون درهم، وفي أيام أردشير الثالث — حينما كانت الفتن مستمرة والاضطرابات متوالية — مائة وعشرين مليون درهم سنويًّا، عدا ثلاثة ملايين تُدفَع للبلاط الملكي.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).