أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-9-2018
2355
التاريخ: 27-5-2018
1547
التاريخ: 9-9-2018
1683
التاريخ: 7-6-2020
2511
|
كان للتنظيم الإداري دور مهم في حقبة أنبثاق الدولة الساسانية ، فقد أهتم أردشير بالجانب الإداري ووحدة الأقاليم السياسية وتوحيد البلاد ، متخذا ً لها ديناً رسمياً وأنعكس أثر ذلك على الحياة العامة للمجتمع الإيراني ، وأستمر تأثيرا ذلك حتى نهاية الدولة الساسانية ، وكان لشخصية أردشير والظروف المواتية سبباً في قوة هذه الدولة الفتية التي أسست لها قواعد من الإدارة والنظام مكنتها من الشموخ لأكثر من أربعة قرون من الزمن (1) .
فبعد أن فرغ أردشير من توطيد دعائم الدولة توجه إلى تدبير شؤونها الداخلية متخذاً الخطوات التي تكفل وحدتها وقدرتها على النمو والإزدهار فأعاد الزرادشنية ديناً رسميا (2)ً . وأولى أردشير العلوم والمعارف أهتمامه الزائد وأمر بالحصول على نسخ الكتب الطبية الفلكية ، وأنفق كثيراً لأجلها . كما أهتم بالجيش وتنظيمه ، وأمر للجند بالأرزاق والمراتب الشهرية وتابع التنظيمات الإدارية بشكل مباشر وكانت له عيون على سائر موظفيه (3) .
ورسم أردشير أنظمه للحياة الملكية ، فلا يجوز التشبه به في الملبس أو ركوب مثل مركبة ، وقرب رجل الدين الأول " الموبذان " أي كبير رجال الدين الزرادشت ، الذي كان يبث الدعوات لصالح أردشير (4) .
كانت إيران قد قسمت قبل أنوشروان على عدة أقسام يحكم كل قسم منها حاكم ، وفي هذا العصر لم يكن يذكر لقب " خشتريوان " وغالب الظن أنه أندثر في عهد الأشكانيين ، وكانوا يسمون حكام الأقاليم والثغور بالمرازية ، ويعطى لهم عرش من فضة ، ما عدا مرزيان حدود الخزر الذي كان عرشه من الذهب ويلقب الحكام الذين ينسبون إلى الأسرة الحاكمة بلقب الملك (5) .
وقد قسم أنوشروان كل إيران على أربعة أقسام ، وأطلق على كل قسم منها باذكر ، وسماه بأسم أحدى الجهات الأربع ، وعين على كل قسم من هذه الأقسام حاكماً يدعى باذكربان ، وهو الذي يعين الحكام ونواب الحكومة ، غير إن الجيش لم يكن تحت أمرته وينفذ الحكام تعليمات قائد الجند ، وكان عدد هؤلاء القادة أربعة وفي بعض المناطق كان الحكام يعينون من قبل حكام المديريات ، ويديرون الأملاك الحكومية في السابق (6).
وفي أوائل العصر الساساني ووسطه لم يكن للحكام المحليين أي تفوق على الحكومة الإقليمية إلا إنه منذ زمن أنوشروان وحتى نهاية الأسرة الساسانية دخل حكام الأقاليم والثغور تحت أمرة حاكم الإقليم وكانت إدارات الدولة تسمى بالدواوين، ويبدو إن الديوان وجد في إيران منذ فترات قديمة (7).
الدهاقين وعلاقتهم بالنظام الإداري :
أعتمد الساسانيون على الدهاقين لأنهم يشكلون حلقة إدارية مهمة في لإدارة شؤون دولتهم .
وكلمة دهقان : تعني الشخص القادر على التصرف أو زعيم الفلاحين ورئيس الإقليم . والمعنى الدقيق هو رئيس القرية أو صاحبها (8) .
ومن خلال هذا التعريف يمكن القول أن أصطلاح دهقان يمثل نطاقاً إدارياً كان سائداً في إيران يعرف بنظام الدهقنة ، ونظام الدهقنة يعد من النظم القديمة التي سادت في إيران يمثل سلطة محلية ، كانت مرتكزة في أيدي رؤساء القرى والتي حافظت على ثباتها لعدم إمكان الإستغناء عنها من أنظمة الحكم المتعاقبة في حكم إيران .
حتى نهاية عهد الساسانيين ونتيجة لتطبيق نظام الدهقنة ، أنتشر الدهاقين في كافة مناطق إيران (9) ، وأنتشر النظام في العراق أيضاً وبصورة أستطيانية (10) ، بعد سيطرتهم على العراق . وكان للدهاقين خبرة في الزراعة وإحياء الأرض واستغلالها للإنتاج الزراعي (11) .
وأعتمد الدهاقين على أسلوب النظام الإقطاعي الذي كان سائداً آنذاك في العمل الزراعي والعلاقات الإنتاجية ، ومن مظاهره أمتلاكهم الحصون والقلاع المنيعة في مناطقهم (12) .
وأتخذ الدهاقين من سكان القرى عبيداً لهم ، وتمتعوا بالسيادة والنفوذ المطلقين على صغار الزراع (13) ، ولاسيما أيام الأشكانيين . واستخدم الدهاقين التعاليم الدينية الزرادشتية المتعلقة بأغراض الزراعة ، وأتخذوها وسيلة لغرض سيطرتهم المطلقة على الفلاحين ، وكانت الزراعة تعد من الواجبات الدينية المقدسة ، وكان من مبادىء الزرادشتية عد الزراعة صفة لروح الخير وشرف للإنسان (14) .
ويعزى اهتمام الديانة الزرادشتية بأعمال الزراعة إلى كون رجال الدين الزرادشتي يمثلون إحدى الفئات الإقطاعية في المجتمع ، من خلال إمتلاكهم لمساحات واسعة من الأراضي الزراعية (15) التي تضم أعداداً كبيرة من الفلاحين ، كما إن هذه الديانة تعد ديانة دولة ونظام بسبب تبني ملوك الساسانيين الدين الزرادشيتي وأتخاذه ديناً رسمياً لدولتهم (16) .
إدارة خراسان في العهد الساساني:
لأجل ضبط إدارة خراسان ، قام الساسانيون بتقسيمها على أربعة أرباع إدارية ، هي ربع مرو ، وربع بلخ ، طخارستان ، وربع هراة بوشنج وباذغيس وسجستان وربع ما وراء النهر (17) .
وأسندوا إدارة كل ربع من هذه الأرباع إلى هيئة محلية تتألف من عدد من الموظفين بمناصب إدارية مختلفة منها .
(1) المرزبان : وهي كلمة فارسية تعني صاحب الثغر تتألف من مقطعين مرز – وتعني الثغر الواحد وبان القيم على الحد أو صاحبه (18) .
وقد عين الساسانيون على كل ربع من الأرباع المذكورة مرزباناً مسؤولاً عن إدارته ويعين بموافقة الأكاسرة (19) ويختار هؤلاء المرازية من بين الأفراد لأسر معروفة ممن ينتسبون إلى النبلاء والأشراف ، ويحمل كل منهم صفة ملك ( شاه ) إلا إنهم لا يتوارثون الحكم (20) .
وكان لكل منهم لقب خاص ، فملك نبسابور كما يلقب بـ ( كنار ) وملك مرو بلقب ( ماهويه ) وملك كابل بـ ( كايل شاه ) وملك بخارى بـ ( بخار خداه ) وملك ما وراء النهر بـ (كوشان شاه) (21) ، وتمتع مرازبة خراسان بسلطات عسكرية واسعة وذلك لأن أكثر مدن خراسان وأهمها تعد من المدن الحدودية وتستوجب حمايتها من الأعداء (22) . وغالباً مرازية خراسان يعملون في الجيش تحت رئاسة الأصبهذ في أثناء الحروب (23).
إذ كان لكل من هؤلاء الملوك المحليين جيش وبلاط يتناسب وأوضاعه ومسؤولياته في ضبط الأمن وتنظيم إدارة شؤون القضاة وجباية الأموال وتنظيم أمور الري وهي من المهام الكبرى في تلك البلاد (24).
(2) منصب الشهرج : وفضلاً عن المرازية كان هناك الشهارجة الذين يساعدون المرازية في الإدارة ويتولون مهمة رئاسة الكور ، إذ كان لكل كوره رئيس يدعى الشهرج وهو ينتخب من بين الدهاقين (25) .
(3) منصب الديهبيك: أما الدبهبيك / أو الدهقان فمهنته رئاسة القرية (26) ويلاحظ كثرة الدهاقين في قرى ومدن خراسان وقد ذكر البلدانيون ذلك في معرض حديثهم عن سكان تلك المدن . فلقد وصف اليعقوبي سكان مدينة مرو بقوله " ((وأهلها أشراف من دهاقين العجم))، كما وصف سكان هراة بقوله: (وأهلها أشراف من العجم) (27) . ووصف أبن حوقل سكان الجوزجان بقوله وفي أهلها دهقنه (28) .
وكان هؤلاء الدهاقين يملكون العقارات والأراضي الزراعية الواسعة ، ويمكن أن يستدل على
سعة أملاكهم من خلال بعض الأمثلة ، فلقد كان المرزيان أبن تركسفي وهو من دهاقين الصغد يمتلك رتستاً كاملاً بما فيه من قرى وبساتين (29) .
كما تمتع الدهاقين بنفوذ إداري كبير في خراسان (30) من خلال سعيهم لحصر إدارة الأقاليم المحلية بأيديهم (31) ولم يقتصر نفوذهم الإداري على رئاسة القرى أو الرساتيق والكور ، كما تقدم ، بل أحتفظوا برئاسة الإقليم (32) وأمراء للمدن الكبيرة (33) ، ولهم ألقاب خاصة منها صاحب وعظيم (34) ، فقد كان ماهويه دهقاناً وحاكماً على مدينة مرو (35).
ويستدل من ذلك على مبلغ نفوذ الدهاقين في خراسان وإمساكهم بزمام الحكم والإدارة فيها .
لقد أحتاج الحكام الساسانيون إلى مجموعة من الكتاب يهتمون بشكل الرسائل والوثائق الرسمية وصيانة هذه الوثائق ، لما تستوجبه من ذكر أحكام دينية وسياسية وألغاز وشفرات في أسلوب كتابتها ، مع فهم لمناصب المرسل والمرسل إليه علاوة على قياسات مطلوبة في البلاغة ، وتضخيم بعض الأمور وتصغير أخرى أو اللجوء لأسلوب المدح والذم أو الأحتيال أو الأعتذار والعتاب .
فحددت شروط كثيرة للإداريين والكتاب ، ونشأت دواوين لمكاتبات الدولة ، وعليه ظهر في الدولة وأقاليمها مراتب متسلسلة للأحتياج لمثل هذه الوظائف ، مثل كاتب الخراج ، كتاب الخزائن ، كاتب الأصطبلات ، كاتب الأوقاف (36) .
من هذا نستنتج إن الدولة كانت بحاجة إلى كادر إداري متخصص ، وكذلك حاجة الأقاليم الواقعة ضمن الإمبراطورية لمثل هؤلاء الكتاب فضلاً عن دوائر لهم ، لحفظ ما يكتبونه من الوثائق والسجلات والمراسلات ، الأمر الذي يحدونا للقول أن تطوراً إدارياً كان سائداً في الدولة الساسانية والأقاليم الواقعة ضمن حدودها ، ومنها أقاليم ومدن الهياطلة التي أصبحت تحت نفوذ الإمبراطورية الساسانية .
____________
(1) باقر ، طه وآخرون ، تاريخ إيران القديم ، ص 115 .
(2) المسعودي ، مروج الذهب ، ج1 ، ص 218 ، كريستنسن ، إيران في عهد الساسانيين ، ص 85 .
(3) مستوفي ، قزويني ، تاريخ كزيده ، ص 105 .
(4) المعسعودي , مروج الذهب ج1 ص218-219 باقر ، طه وآخرون ، تاريخ إيران القديم ، ص 115 .
(5) بيرنيا ، حسن ، تاريخ إيران القديم ، ترجمة ، نور الدين عبد المنعم ، السباعي ، محمد السباعي ، مراجعة وتقديم ، يحيى الخشاب ، بلا ت ، ص 297 .
(6) بيرنيا ، حسن المصدر نفسه ، ص 297 .
(7) باقر، طه وآخرون، تاريخ إيران القديم، ص 145." ساسانيان "، مصدر سبق ذكره، ص9 .
(8) الزبيدي، أبو الفيض السيد محمد بن مرتضى الحسيني (ت 1205 هـ / 1790 م ) ، تاج العروس ، بلا . ط ، مط دار صادر ، بيروت ، 1966 ، ج9 ، ص 206 ، التونجي ، محمد ، المعجم الذهبي ، بيروت ، 1969 ، ص 285 .
(9) مستوفي ، قزويني ، تاريخ كزيده ، ص 106 .
(10) " ساسانيان " مصدر سبق ذكره ، ص 3 – 4 .
(11) البيروني ، أبو الريحان ، محمد بن أحمد ( ت 440 هـ / 1048 م ) ، الآثار الباقية عن القرون الخالية ، أعتناء أدوارد سخاو ، لايزبك ، 1923 ، ص 220 .
(12) الدينوري ، أبو حنيفه ، أحمد بن داود ، ( ت 282 هـ / 895 م ) ، الأخبار الطوال ، تح عبد المنعم عامر ، مراجعة جمال الدين الشيال ، أنتشارات أفتاب تهران ، بلا ت ، ص 103 .
(13) فلونن ، فان ، السيادة العربية والشيعية والإسرائيليات في عهد بني أمية ، ترجمة وتعليق حسن إبراهيم حسن ، د. محمد زكي إبراهيم ، القاهرة ، 1934 ، ص 36 .
(14) كريستنسن ، إيران في عهد الساسانيين ، ص 21 .
(15) أبو مغلي ، محمد وصفي ، إيران دراسة عامة ، البصرة ، 1985 ، ص 141 .
(16) الخشاب ، يحيى ، النقاء الحضاريتين العربية والفارسية ، القاهرة ، 1969 ، ص 9 .
(17) أبن خرداذبه ، ابو القاسم عبيد الله بن عبد الله ( ت 300 هـ / 992 م ) ، المسالك والممالك ، نشرة ، دي غويه ، نسخة مصورة بأوفست ، مكتبة المثنى ، عن طبعة ليدن ، 1889 ، ص 18 .
(18) المسعودي ، التنبيه والإشراف ، ص 91 ، الخوارزمي ، مفاتيح العلوم ، ص 70 .
(19) أبن خرداذبه ، المسالك والممالك ، ص 18 ، العلي ، صالح أحمد ، إدارة خراسان في العهود الإسلامية ، مجلة كلية الآداب ، بغداد ، العدد ( 15 ) ، 1972 ، ص 315 .
(20) أبو مغلي ، إيران دراسة عامة ، ص 167 – 172 .
(21) أبن خرداذبه ، المسالك والممالك ، ص 39 – 41 ، البيروني ، الآثار الباقية عن القرون الخالية ، ص 100 – 101 .
(22) شعبان ، الثورة العباسية ، ص 39 .
(23) أبو مغلي ، إيران دراسة عامة ، ص 172 .
(24) ماسبيرو ، تاريخ المشرق ، ترجمة أحمد زكي بك ، مط بولاق مصر ، 1897 م ، ص 211 ، العلي ، إدارة خراسان في العهود الإسلامية الأولى ، ص 314 .
(25) كريستنسن ، إيران في عهد الساسانيين ، ص 129 .
(26) رازي ، عبد الله ، تاريخ إيران المفصل ، ط2 ، منشورات شركة محمد حسين أقبال وشركاؤه ، طهران ، 1335 هـ ، ص 55 .
(27) اليعقوبي ، أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن واضح ( ت 284 هـ / 897 م ) ، البلدان ، المطبوع مع كتاب الأعلاف النفيسة ، ط ليدن ، بربل ، 1891 ، ص 279 – 280 .
(28) أبن حوقل ، أبو القاسم النصببي ، ( ت 367 هـ / 977 م ) ، صورة الأرض ، دار مكتبة الحياة ، بيروت ، 1979 ، ص 370 .
(29) الاصطخري، أبو إسحاق إبراهيم بن محمد المعروف بالكرخي ( ت 346 هـ / 957 م ) ، المسالك والممالك ، تح د. محمد جابر عبد الله الحسيني ، مراجعة محمد شفيق غربال ، نشر دار القلم ، القاهرة ، 1961 ، ص 160 ، رازي ، تاريخ إيران المفصل ، ص 55 .
(30) فولتن ، فان ، السيادة العربية والشيعة والإسرائيليات في عهد بني أمية ، ص 45 .
(31) كريستنسن ، إيران في عهد الساسانيين ، ص 99 ، الريس ، محمد ضياء الدين ، الخراج والنظم المالية للدولة الإسلامية ، دار المعارف ، ط3 ، القاهرة ، 1969 ، ص 69 .
(32) أبن الأثير ، أبو الحسن علي بن أبي الكرم بن محمد بن عبد الكريم ، ( ت 630 هـ / 1232 م ) ، اللباب في تهذيب الأنساب ، القاهرة ، 1386 هـ ، ج1 ، ص 434 .
(33) " ساسانيان " ، مصدر سبق ذكره ، ص 4 . رازي , تاريخ إيران المفصل , ص55 .
(34) مستوفي قزويني ، تاريخ كزيده ، ص 105 ، سعيد نفيسي ، تاريخ تمدن إيران ساساني ، جلد أول ، ص 155 .
(35) المقدسي ، البدء والتاريخ ، ج5 ، ص 216 ، الأمين ، حسن ، خراسان في التاريخ القديم ، مجلة المنهاج العدد ( 22 ) ، مركز الغدير للدراسات الإسلامية ، بيروت ، 2002 ، ص 196 .
(36) ينظر ، كريستنسن ، إيران في عهد الساسانيين ، ص 121 – 123 . ، كروزيه ، تاريخ الحضارات العام ، ص 56 – 58 . ، رازي ، تاريخ إيران المفصل ، ص 55 . ، ولبر ، دونالد ، إيران ماضيها وحاضرها ، ترجمة عبد المنعم ، محمد حسين ، راجعه وقدم له إبراهيم أمين الشواربي ، طبع ونشر مكتبة مصر ، 1958 ، ص 44 .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|