أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2016
325
التاريخ: 17-10-2016
278
التاريخ: 17-10-2016
333
التاريخ: 16-10-2016
298
|
يمكن إيجاز الخصائص والمقومات الأساسية لهذه الفترة الحضارية بالأمور التالية:
1ـ ازدياد القرى الفلاحية واتساعها وتطور الكثير منها إلى المدن التأريخية التي اشتهرت في العصور التأريخية التالية.
2- اتساع زراعة العصر الحجري الحديث السابق الذي قلنا إنه كان يتصف بالاكتفاء الذاتي من ناحية الإنتاج الزراعي. اما في هذا العصر الجديد فإن الفلاحين صاروا يبادلون فائض الإنتاج الزراعي بالسلع والحاجات التي تخصصت في صنعها وإنتاجها طبقات جديدة من الصناع والحرفيين، مثل الفخار والنجار وغيرهما. وبعبارة أخرى ظهر في هذا العصر تقسيم العمل وطلائع، التخصص.
3- بداية استيطان السهول الزراعية ثم السهول الرسوبية في الأقسام الوسطى والجنوبية في وادي الرافدين، وظهرت منذ منتصف هذا العصر زراعة الري بالأنهار والجداول، فنجم عن ذلك آثار كثيرة في تطور النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
4- امتاز فخار هذا العصر في وادي الرافدين ومناطق الشرق الادنى الأخرى بأنه كان من النوع الملون والمزخرف، ويعد بعض أنواعه من أجمل ما أنتجته الحصارات القديمة، وقد اطلق بعض الباحثين على هذا العصر اسم "عصر الفخار الملون"، وسنرى كيف أن فخار كل طور بالطرز والألوان وأشكال الأواني المميزة فاتخذ ذلك من بين الأسس التي استند إليها الباحثون في تقسيم هذا العصر إلى الأطوار المختلفة التي سنعددها واشتقت أسماؤها من أسماء المواضع الآثارية التي وجدت فيها آثارها المميزة لأول مرة، وهي بحسب تسلسلها الزمني:
1ـ دور حسونة.
2- دور سامراء أو دور "حسونة ــ سامراء".
3- دور حلف.
4- دور العبيد:
أ – العبيد الأول ( = طور أريدوا).
ب ـ العبيد الثاني ( = طور حاج محمد ورأس العمية).
جـ ـ العبيد الثالث (العبيد القديم سابقاً).
د ـ العبيد الرابع (العبيد المتأخر سابقاً).
5- دور الوركاء: طور الوركاء القديم والوسيط والمتأخر.
وقد ارتئي حديثاً أن يجعل طور الوركاء الأخير ودور جمدة نصر والدور الأول منة عصر فجر السلالات التالي لجمدة نصر دوراً حضارياً متميزاً أطلق عليه مصطلح العصر "الشبيه بالكتابي" (Proto–literate) أو "الشبيه بالتاريخي "(Proto – historic).
ويمكن تنظيم هذه الأدوار وجمعها تحت ثلاثة أدوار رئيسية:
1ـ حجري ــ معدني قديم (Early chalcolithic) ( في حدود 5600 ق.م):
أ ـ دور حسونة.
ب ـ دور سامراء.
2- حجري ـ معدني وسيط (Middle chalcolithic) ( الألف الخامس ق.م).
أ ـ دور حلف: 1ـ حلف قديم، 2- حلف وسيط، 3- حلف متأخر.
ب ـ العبيد الأول:
( = طور أريدو، الطبقات 15-19 في أريدو).
جـ ـ العبيد الثاني (حاج محمد ورأس العمية).
3- حجري معدني متأخر (Late chalcolithic) (4000 – 3500 ق.م):
أ ـ العبيد الثالث (العبيد القديم سابقاً).
ب ـ العبيد الرابع (العبيد المتأخر سابقاً).
ج ـ دور الوركاء:
1ـ وركاء قديم (الطبقات 8-12 في الوركاء).
2ـ وركاء وسيط (الطبقات 6-8 في الوركاء).
4- الدور الشبيه بالكتابي أو الشبيه بالتاريخي (3500 – 2800 ق.م):
أ ـ وركاء متأخر (الوركاء، الطبقات 5 و 4أ ، ب ،جـ).
ب ـ جمدة نصر (الوركاء، الطبقات 2-3).
جـ ـ عصر فجر السلالات الاول.
ونوجز الآن خصائص هذه الأدوار الحضارية وميزاتها.
1ـ دور حسونة:
تل حسونة:
سمي الدور الأول من ادوار العصر الحجري المعدني باسم طور "حسونة" نسبة إلى التل المسمى "حسونة"، إذا وجدت فيه لأول مرة الأواني الفخارية والأدوات الاخرى المميزة لهذا الدور. ويقع تل حسونة في ناحية الشورة من محافظة نينوى (ألموصل)، على بعد نحو 22 ميلاً جنوب الموصل و 5 أميال شمال شرقي قرية الشورة. وقد نقبت فيه مديرية الآثار العراقية (1944 – 1943)(1). وهو تل صغير يشغل مساحة تقدر بنحو 200 × 150 متراً، وترتبع أعلى نقطة فيه زهاء (7) أمتار عن السهل المجاور. وأظهرت التنقيبات المشار إليها بقايا ست عشرة طبقة من أدوار السكني، تنتظم في خمسة أدوار حضارية ، هي ، ابتداء من أقدمها:
(1) طور حجري حديث متأخر (الطبقة IA) (2) دور حسونة (الطبقات IB – VI):
أ ـ فخار حسونة القديم (الأركائي) المصبوغ والمحزز (الطبقات : IB – III).
ب ـ فخار حسونة الخاص (Standard Hassuna Ware) (الطبقات III-V).
(2) دور "حسونة ــ سامراء" (الطبقات V-Vi).
(3) دور حلف (الطبقات VI-X).
(4) دور العبيد الشمالي (الطبقات XI-XII).
(5) فخار من الادوار المتأخرة (الطبقات XIII – XVI).
ففي أسفل طبقات التل وعلى ما يسمى في علم الآثار بالأرض البكر (Virgin Soil) وجدت آثار مستوطن زراعي من أواخر العصر الحجري الحديث، ويبدو أن المستوطنين كانوا يسكنون الخيام، إذ لم يعثر على بقايا بيوت مشيدة. وهذه هي الطبقة الأولى (أ) (IA) من تل حسونة التي وجد فيها فخار العصر الحجري الحديث من أطواره الاخيرة كما قلنا، حيث بدأ استيطان السهول الشمالية من بعد ظهور المراحل الاولى من الزراعة وتدجين الحيوان في سفوح الجبال الشمالية كما مرَّ بنا في كلامنا على القرية الفلاحية "جرمو" في الفصل السابق، فقد ذكرنا أن العصر الحجري الحديث ينقسم إلى دورين: دور ما قبل الفخار، ثم الدور الذي تعلم فيه فلاحو ذلك العصر صنع الاواني الفخارية، وكانت من نوع الفخار الغفل أي غير مصبوغ وخالٍ من الزخرفة والزينة وقد صنع باليد، والغالب عليه أنه خشن سمج الصنع، مثل الفخار الذي عثر عليه في حسونة (الطبقة IA) وفخار الطبقات الأولى من تل "الصوان".
وأعقل أولئك الفلاحين الذي عاشوا في مضارب الخيام أحفادهم الذين وجدت بقاياهم في الطبقات التالية من تل حسونة التي تمثل اطوار العصر الحجري المعدني، أي الطور الذي سميناه طور حسونة (الطبقات IB – VI من تل حسونة). وقد تقدم اولئك الفلاحون مراحل أبعد من أسلافهم الذين عاشوا في العصر الحجري الحديث، إذ صاروا يشيدون مساكنهم من الطين (على غرار بيوت الطين الفلاحية الآن). ولكنهم سرعان ما عرفوا صنع "اللبن" من الطين. ووجدت في حسونة مخازن للحبوب على هيئة أحواض أو جرار كبيرة من الفخار غير المفخور، كانت تدفن في أرض الدار حتى حافاتها. كما عرفوا كيف يخبزون الخبز يتنور من الطين. ولما كانوا لا يعرفون استعمال المعادن فإنهم صنعوا أدواتهم المنزلية البدائية من الحجارة ومن الطين ومنها "الهاون" (Mortar) ومناجل الصوان (نصال من حجر الصوان) وبالمحاريث أو الفؤوس الحجرية (Hoe) وأقراص المغازل للغزل، ودمى الطين السمجة الصنع (Terra Cotta figurines) التي تشير إلى نوع من العبادة.
أما الفخار الخاص بدور حسونة فهو على نوعين قسم بموجبهما دور حسونة إلى طورين، اطلق على فخار الطور الأقدم منهما اسم فخار حسونة القديم (Archaic ware) (تل حسونة الطبقات IB – III)، وهو فخار مزين بحزوز وألوان، وقد وجد هذا النوع من الفخار في مواضع أخرى منها تل الصوان (ألذي ستتكلم عنه) وتل مطارة(1). ويتميز فخار حسونة من الطور الثاني والمسمى "فخار حسونة النموذجي" (Standard ware)، يتقدم في صنع الفخار وزخرفته. وقوام هذه الزخرفة خطوط مستقيمة وخطوط متصالبة ومتقاطعة ومثلثات، ولون الأواني أسمر كاب (Matt). والغالب على الأواني الفخارية أنها من نوع الجرار الكروية ذات الرقاب المستطيلة القائمة، والكؤوس أو الطاسات (Bowl). ويمثل طور حسونة الثاني في تل حسونة الطبقات (III-V) وفي تل الصوان (الطبقات III-V). وتقدمت طرق تشييد بيوت السكني، وازدادت مرافقها وعدد حجراتها.
ويبدو بحسب معرفتنا الراهنة، أن دور حسونة كان محصوراً في الأجزاء الشمالية والوسطى من العراق، حيث تل الصوان القريب من سامراء أبعد موضع جنوبي وجد فيه دور حسونة وكذلك طور سامراء الذي أعقبه.
وفي ختام كلامنا على دور حسونة يجدر التنويه ببعض البقايا العظيمة التي وجدت في الطبقة الثانية من تل حسونة، حيث وجد هيكلان عظيمان لطفلين توأمين وضعا في جرة من الفخار، وقد قدر عمرهما في حدود الستة أشهر، ووجدت معهما طاسة صغيرة من الفخار والجمجمتان من النوع المسمى "الرأس الطويل" (2) (Dolichocephalic). ووجد ما يضاهي فخار حسونة، بالإضافة إلى المواضع التي ذكرناها، في الطبقات السفلى من نينوى (الطبقة 1- IIB)(1)،كما وجد ف تل " شمشارة". ووجدت أطوار حسونة وسامراء في التل المسمى "يارم تبه" (جنوب غربي تلعفر بنحو 5 كم)، في التل الثاني منه كما أبانت ذلك تنقيبات البعثة الأثرية الروسية برئاسة الأستاذ "مونجايف"، واقتصر التل الثاني من هذا الموضع على دور حلف فقط.
_______________
(1) يقع تل "مطارة" على بعد نحو 35 كم جنوب كركوك. وقد تحرت فيه بعثة التنقيبات الأمريكية في جرمو برئاسة الأستاذ "بريدوود" في عام 1948، ووجد في التل فخار حسونة وسامراء وحلف:
Braidwood in JNES,XI (1952), 1ff
(2) أشرف على تنقيبات مديرية الآثار في تل "حسونة" الأستاذات فؤاد سفر وسيتون لويد. انظر التقريري المنشور في JNES,IV,(1945), 255ff
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|