أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2016
390
التاريخ: 16-10-2016
433
التاريخ: 16-10-2016
351
التاريخ: 16-10-2016
353
|
سوف نعرض قائمة تسلسل حكام ملوك الفرس الاخمينيون قبل الخوض في سرد الاحداث التاريخية المتعلقة بهم. وهي على النحو التالي :
اخمينيس
اربارامنس
ارساميس
هيستامييس
قورش الأول
قميز الأول
قورش الثاني (559-530 ق.م.)
دار الأول (521 – 486 ق.م.)
قمييز الثاني (529 – 522 ق.م.)
سمر ديس (522 ق.م.)
كسركسيس الأول (485-465 ق.م.)
دارا
كسركيس الثاني (424 ق.م.)
سوجديانوس (424 ق.م.)
دار الثاني (423 – 405 ق.م.)
ارتاكسيركيس الثاني (404 – 359 ق.م.)
ارتاكسيركيس الثالث (358 – 338 ق.م.)
ارسيس (337 – 336 ق.م.)
قورش
أوستانس
أرسانس
دار الثالث (335-330 ق.م.)
ولقد نجح تيسبس الملقب بملك انشان في السيطرة على المنطقة الواقعة شمال غرب بارسوماش. كما استغل الصراع الاشوري العيلامي ليشق عصا الطاعة عن عيلام، وان خضع اسميا لملك الميديين، خشاتريتا. ثم نفض عن نفسه هذا الخضوع بعد مقتله، ليوسع نطاق ملكه بضم اقليم بارسواش (فارس) الذي جعل ابنه حاكما عليها.
ولقد خضع ملوك هذه الاسرة لآشور بانيبال ابان صراعه مع عيلام، حتى ان قورش حاكم فارس قد أظهر ولاءه لآشور بدفع ابنه كرهينة ضمانا لهذا الولاء. ثم سرعان ما تحول ولاءه نحو الميديين بعد دحرهم لآشور.
والجدير بالذكر، ان حكم هذه المملكة الناشئة بعد وفاة تيسيس، كان منقسما بين ولديه. الذي حمل كل منهما لقب الملك العظيم، ملكل الملوك، ثم اسم المنطقة التي يحكمها. الا ان قميز الأول بن قورش الأول قد أعاد توحيد المملكة مع احتفاظه بأبناء عمه كحكام تابعين له على الاقاليم الفارسية اذ ساعده في بلوغ هذه الغاية حليفه ملك ميديا استياجس الذي زوجه ابنته أيضاً، ام خليفته على عرش فارس قروش الثاني.
يعد قورش الثاني (559 – 530 ق.م.) المؤسس الحقيقي للإمبراطورية الاخمينية الفارسية. اذ جمع بين الكفاءة العسكرية والحنكة السياسية، تسانده في ذلك جماعة من المقاتلين المتمرسين سواء من المشاة الرماة او الفرسان المهاجمين، واللذين استفادوا جميعهم من القدرة العسكرية لجنود اشور.
ولقد حيكت حوله شخصه العديد من الاساطير وان كانت نصوص عهده تشير إلى انه حد خلفاء ملوك أنشان، وعندما تولى العرش كانت مملكته خاضعة للميديين. الا ان الصراع الذي كان بين ملك ميديا استياجس وملك بابل نابوئيد ولجوئه لمحالفة هروشن، قد منح هذا الأخير فرصة لمقاتلة الميديين.
وقد سجل نابوئيد هذا الصراع الذي استمرت حلقاته حتى تعرض الملك الميدي لتمرد وثورة على يد قادة جيشه اقتلعته من سدة الحكم وسلمته لقورش حوالي عام 550 ق.م. ولقد زحف بعدها قورش إلى همدان حيث استولى على كنوزها وعاد بها إلى انشان. ليضم بذلك ميديا إلى حظيرة ملكه الذي اصبح يمتد من حدود ليديا حتى الهضبة الايرانية.
ولقد اوغر نصر قورش الثاني صدر بابل فتحالفت بدورها مع كرويسوس ملك ليديا ومصر وبعض المدن الاغريقية لمواجهة هذا الخطر الفارسي. وقد وجدها قورش ذريعة فهاجم ليديا ونجح بعد عدة معارك بدأت في فتريا وانتهت في العاصمة الليدية سارديس حيث استولى عليها حوالي عام 547 ق.م لتصبح بدورها مقاطعة فارسية.
اما الأعوام التي تلت فتح ليديا فقد قامت القوات الفارسية تحت قيادة القادة العسكريون الميديون الذين انضموا لقورش بمهاجمة المدن اليونانية الساحلية وجزر ايونيا وكاريا وليكيا، ونجح بالفعل في دحرها جميعا عدا ميلتوس التي استعضت عليه. وما من شك ان الاستيلاء على المدن اليونانية كان معناه الضمان لزيادة ثراء الامبراطورية الفارسية الناشئة فضلا عن عمالتها الفنية المدرية وجندها المرتزقة المدربين. وقد قام قورشن بعد هذا النصر بتقسيم ممتلكاته في آسيا الصغرى اداريا إلى قسمين ضم الأول الأقليم الايواني إلى سارديس، وضم الثاني اقليم البحر الاسود الذي عرف باسم (اقليم البحر).
اما المرحلة التالية من فتوحاته فقد وجهها قورش الثاني إلى حدوده الشرقية، حيث نجح في الاستيلاء على ولاياتها الواحدة تلو الاخرى بالشكل الذي كفل له السيطرة على كل الهضبة الايرانية بعدما امتد نفوذه إلى وادي السند شرقا وبحر ارال الذي اصبح يمثل الحد الشمالي الشرقي لإمبراطورتيه. وقد أقام التحصينات اللازمة بتلك المدن ضمانات لصد هجمات بدو وسط اسيا.
بيد ان المهمة الكبرى في سياسة قورش الثاني تمثلت في الحد الغربي، حيث توج إلى بابل في اخريات عام 539 ق.م. ، نجح في هزيمة جيشها عند اوييس. ثم استولى على سيبار ومنها زحف إلى بابل تحت قيادة اوجيارا القائد الفارسي ذو الاصل الجوتي. وتم محاصرة معبد مردوخ حماية لاستمرار عبادته، كما تم اسر نابوئيد الذي عينه قورش حاكما على منطقة كرمانيا جنوب ايران، كعادته مع حكام الاقاليم المفتوحة، كما اعاد كل تماثيل الالهة التي استولى عليها نابوئيد إلى مقاصيرها في المعابد البابلية المختلفة.
ولم يكتف قورش بإعادة تماثيل الالهة من منفاها إلى موطنها، بل اعاد اليهود المنفيين في بابل واشور وميديا إلى اورشليم، وارجع معهم كل ما استلب منهم من غنائم وسمح لهم باعادة بناء معبدهم هناك. وقد تناولنا سلفا طبيعة العلاقة بين اليهود وقورش الذي عد فيما بينهم بطلا قوميا. كما عد اليونان حاكما مثاليا. ولا غرو في ذلك قفد حيكت حول سلوكه الحضاري في غزواته العديد من الروايات، وهو ما عززه الابقاء على خصومه واكرامهم وتعيينهم حكاما تابعين له في الولايات الفارسية. وليس بخاف بالطبع المردود السياسي لتلك الدعايات على توطيد دعائم حكمه.
والجدير بالذكر، ان توسع قورش الثاني في فتوحاته قد استلزم بناء عاصمة جديدة أنشأها في بازار جادة على يد العمال الميديين الاكفاء، حيث بنى معبدا للديانة الزراديشتية الذي تعاصر قورش مع داعيها الاكبر.
ولقد كان قورش بعد العدة لغزو مصر حتى يستكمل بها فتوحاته، الا ان تمردا قد وقع بين قبائل وسط آسيا حيث بلغ من حرص قورش على دحره ان ذهب بنفسه فناله في القتال سهما اودى بحياته عام 530 ق.م. بعدما اسس امبراطورية مترامية الاطراف حق لها معها ان يلقب بقورش العظيم.
خلف قمبيز والده على عرش البلاد، حيث كان قد تمرس على الحرب والسياسة على عهد والده وصاحبه في حملة بابل وشاركه حفل رأس السنة البابلي عام 538 ق.م. وقد كوفئ بلقب ملك بابل في حين عين اخوه برديا حاكما على الاقاليم الشرقية.
ولقد امتد حكم قمييز لحوالي ثمانية أعوام (529 – 522 ق.م.)، كانت فيها حملته على مصر اعظم انجازاته بعد سيطرته على الاوضاع في العاصمة اذ زحف إلى مصر فوصل إلى غزة، حيث انضمت إليه احدى الفرق المرتزقة من اليونانيين، فساعدوه على اجتياز سيناء والوصول إلى (بلوزيوم) في القوت الذي كان الملك المصري احمس قد توفي وحل محله ابسماتيك الثالث الذي لم ينجح في صد الغزو الفارسي ولتدخل مصر بهزيمتها خطيرة النفوذ الفارسي عام 525 ق.م. بعد القضاء على الاسرة السادسة والعشرين الوطنية.
اعتبر قمبيز مؤسسا للأسرة السابعة والعشرين الحاكمة بمصر، وحاول السير على نهج والده في معاملة اهل البلاد معاملة طيبة والتزام الاحترام لمعبوداتهم، ومشاعرهم الدينية، حيث قام بتقليد الحكام الوطنيين في القيام بواجباتهم الدينية. الا ان تخفيضه لمخصصات المعابد والكهان قد جعلته يلقى معارضة قوية من قبل رجال الدين.
ولقد حاول قمبيز ان يجعل من مصر قاعدة لاستكمال سيطرته على العالم القديم وذلك بأرسال ثلاث حملات تتجه الأولى إلى قرطاج، إلا أنها باءت بالفشل لاعتماده على الاسطول الفينيقي الذي رفض قادته محاربة بني جلدتهم اما الثانية فكانت موجهة إلى واحدة سيوة حيث مقر وحى الاله امون، في محاولة منه لتأديب كهانه الذين افتأتو عليه ووعدوه بسوء المصير غضبا من الاله آمون عليه لعدم حصول على ما يليق به من مخصصات. ومن ثم فقد كان لهذه الحملة خصوصية تفردت بها عن غيرها حيث قاد فيها قمبيز خمسين الفا من جنده الذين فنوا عن اخرهم في الطريق من الواحات الخارجة وقبل الوصول إلى سيوة. ولم يعثر لهذه الحملة بالفعل على اثر حيث يراها بعض الباحثين احد أسرار الصحراء الغربية، وان كان هيرودوت يذكر ان كهان امون قد وصفوا ما آل إليه مصير الحملة إلى كونه غضبه الهيه من الاله امون انتقاما من قمبيز وجنده الذين عدهم اعداءه. ولقد كان لهذه الحملة نتائج بعيدة المدى حيث وجه قمبيز سخطه على الشعب والهته فهدم المعابد وانتهك الحرمات والمقدسات لا سيما في منف. كما كان من نتائجها ان قام الاسكندر باسترضاء كهانة امون في سيوة عند فتحه لمصر، مستفيدا بذلك من درس التاريخ. اما الحملة الثالثة فقد حاول قمبيز بها غزو بلاد كوش في جنوب مصر والتي كانت تحت السيطرة المروية، الا ان عدم دراية جيشه بالطريق الذي استدرجتهم فيه قوات كوش قد اهلك معظمه وجعل ينسحب إلى مصر جاراً أذيال الفشل.
وهكذا كانت اخر اعوام قمبيز الثلاثة وبالا عليه، زادها التمرد الذي حيك ضده في العاصمة واضطره إلى مغادرة مصر. بعد ما ادعى احد المتمردين – مستغلا قرب شبهه من اخي قمبيز – نفسه حاكما على الولايات الفارسية الا انه توفي اما متأثرا بمرضه او منتحرا بمنطقة شمال فلسطين، وهو في طريقه إلى فارس.
ويبدو ان قصة اعتلاء قمبيز العرش ثم وفاته قد حظيت بشهرة واسعة على يد خلفه دارا الأول الذي قام بنسخ عدة نسخ منها وترجمتها وتوزيعها في عدة مناطق منها بابل واليفانتين. وملخصها ان قمبيز اعتلى العرش بعد ما قتل اخيه سمرديس، الا ان غيابه في مصر جعل ماجوس (أحد كهنة الفرس ويدعى أيضاً جوماتا المتمرد) يعتلي العرش مستغلا شبهه بأخيه المقتول. وظل الوضع حتى بعد وفاة قمبيز، الا ان دارا بمساعدة ستة من القادة نجحوا في القبض على المتمرد وذبحه في ذات العام 522 ق.م. ويبدو أن القصة ملفقة لخدمة الوضع الجديد لدارا كحاكم، اذ ان واقع الأمر يشير إلى احتمال ان المتمرد كان بالفعل سمرديس وليس شبيهه وان اخيه قمبيز قد انتحر عندما علم باستيلائه على عرش فارس اثناء غيابه بمصر. الا ان دارا قد انقلب عليه ونجح في اقصائه واعتلى العرش بمساعدة اولئك القادة من نبلاء فارس.
ومما يؤكد هذا الزعم، ان دارا كان اول حاكم يتولى عرش الامبراطورية الاخمينية من الفرع الاخر لأبناء تيسبس، وهم خلفاء آريامنس. اي انه لم يكن الوريث الشرعي لعرش الامبراطورية. في قضية تستدعي استجلاؤها دراسة نقوش بازار جادة وبيسوتون ورواية هيرودوت.
وعلى أية حال فقد اعتلى دارا الأول عرش فارس لخمس وثلاثين عاما (521 – 486 ق.م) حيث واجه الثورات التي اندلعت ضده في اقاليم فارس، وعيلام وميديا، واشور ومصر وباراثيا ومارجيانا وستاجيديا وسكيثيا، ونجح بالفعل ان يقضي على هذه الثورات في خلال عامه الأول. فقد سجل نقش بيسوتون في احد الممرات الجبلية بين كرمنشاه وهمدان ان دارا قد احرز نصرا ضد حوالي عشرة من المتمردين الذين ادعوا الملك. وحتى يضمن توطد ملكه بعد هذا الكم من التمرد لم يكتف دارا باحترام الكيان الثقافي والاجتماعي والعقيدي للولايات بل قام بعدد من الزيجات السياسية من بنات خصومه المحليين فضلا عن ابنتي قورش وحفيدته.