أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-08
553
التاريخ: 7-10-2016
1982
التاريخ: 2023-04-11
1188
التاريخ: 20-1-2021
2312
|
فضائل الأخلاق من المنجيات الموصلة إلى السعادة الأبدية ، و رذائلها من المهلكات الموجبة للشقاوة السرمدية ، فالتخلي عن الثمانية و التحلي بالأولى من أهم الواجبات.
و الوصول إلى الحياة الحقيقية بدونهما من المحالات ، فيجب على كل عاقل أن يجتهد في اكتساب فضائل الأخلاق التي هي الأوساط المثبتة من صاحب الشريعة و الاجتناب عن رذائلها التي هي الأطراف ، و لو قصّر أدركته الهلاكة الأبدية ، إذ كما أن الجنين لو خرج عن طاعة ملك الأرحام المتوسط في الخلق لم يخرج إلى الدنيا سويا سميعا بصيرا ناطقا كذلك من خرج عن طاعة نبي الأحكام المتوسط في الخلق لم يخرج إلى عالم الآخرة كذلك.
{وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا} [الإسراء : 72] , ثم ما لم تحصل التخلية لم تحصل التحلية و لم تستعد النفس للفيوضات القدسية ، كما أن المرآة ما لم تذهب الكدورات عنها لم تستعد لارتسام الصور فيها ، و البدن ما لم تزل عنه العلة لم تتصور له إفاضة الصحة ، و الثوب ما لم ينقّ عن الأوساخ لم يقبل لونا من الألوان ، فالمواظبة على الطاعات الظاهرة لا تنفع ما لم تتطهر النفس من الصفات المذمومة كالكبر و الحسد و الرياء و طلب الرياسة و العلى و إرادة السوء للأقران و الشركاء ، و طلب الشهرة في البلاد و في العباد و أي فائدة في تزيين الظواهر مع إهمال البواطن ، و مثل من يواظب على الطاعات الظاهرة و يترك تفقد قلبه كبئر الحش ظاهرها جص و باطنها نتن ، و كقبور الموتى ظاهرها مزينة و باطنها جيفة ، أو كبيت مظلم وضع السراج على ظاهره فاستنار ظاهره و باطنه مظلم ، أو كرجل زرع زرعا فنبت و نبت معه حشيش يفسده فأمر بتنقية الزرع عن الحشيش بقلعه عن أصله فأخذ يجز رأسه و يقطعه فلا يزال يقوى أصله و ينبت، فإن الأخلاق المذمومة في القلب هي مغارس المعاصي فمن لم يطهر قلبه منها لم تتم له الطاعات الظاهرة ، أو كمريض به جرب و قد أمر بالطلاء ليزيل ما على ظهره و يشرب الدواء ليقلع مادته من باطنه فقنع بالطلاء و ترك الدواء متناولا ما يزيد في المادة فلا يزال يطلي الظاهر و الجرب يتفجر من المادة التي في الباطن.
ثم إذا تخلت عن مساوئ الأخلاق و تحلت بمعاليها على الترتيب العلمي استعدت لقبول الفيض من رب الأرباب ، و لم يبق لشدة القرب بينهما حجاب، فترتسم فيها صور الموجودات على ما هي عليها ، على سبيل الكلية أي بحدودها و لوازمها الذاتية لامتناع إحاطتها بالجزئيات من حيث الجزئية ، لعدم تناهيها ، و إن علمت في ضمن الكليات لعدم خروجها عنها ، و حينئذ يصير موجودا تاما أبدي الوجود سرمدي البقاء ، فائزا بالرتبة العليا ، و السعادة القصوى قابلا للخلافة الإلهية و الرئاسة المعنوية ، فيصل إلى اللذات الحقيقية ، و الابتهاجات العقلية التي ما رأتها عيون الأعيان ، و لم تتصورها عوالي الأذهان.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|