أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2016
1433
التاريخ: 8-10-2016
3671
التاريخ: 10-10-2016
3021
التاريخ: 10-10-2016
1722
|
شهدت منطقة الشرق القديم في المدة الزمنية الواقعة بين أواسط الالف الثاني ق. م ونهاية القرن العاشر ق.م العديد من التقلبات السياسية والتحركات العرقية والتغييرات الأقتصادية والاجتماعية (1)، ومن بين البلدان التي شملتها تلك التغيرات هي سوريا التي شهدت تقلبات سياسية مهمة(2)، ولابد لنا من التعريف بالدول التي أدت دوراً مهماً على المسرح للمنطقة في هذه المرحلة الزمنية.
بعد ان كون الحثيون دولتهم القومية في اسيا الصغرى في حدود القرن السابع عشر ق.م استولوا على مناطق الشمال السوري، ثم زحفوا باتجاه نهر الفرات صوب العاصمة بابل وقضوا على سلالتها الأولى في حدود عام 1595 ق.م بقيادة ملكهم مورسيلس الأول(3)، ولكن بعد وفاة هذا الملك ضعف الحثيون وكانت هذه فرصة مواتية لظهور قوة جديدة في المنطقة متمثلة بالميتانيين الذين اسسوا مملكة خانيكلبات (Hanigalbat)(4) في شمال مابين النهرين وفي منطقة الخابور وكان سكانها من الحوريون(5).
اصطدمت مصالح هذه المملكة بالمصالح الحثية للسيطرة على الشمال السوري وبالمحاولات المصرية لأقامة الامبراطورية الأسيوية(6) بعد نجاح المصريين في طرد الهكسوس من أراضيهم في معركة مجدو الشهيرة عام 1478 ق.م(7). اذ تطورت مطامحهم الى محاولة اقامة منطقة نفوذ مصرية في بلاد الشام، وبذلك دخلت مصر كقوة دولية مهمة في الصراع الدولي في المنطقة(8)، ولكن تلك المصالح كانت تصطدم بالأطماع الحثية في بلاد الشام(9)، بينما نجد ان بلاد اشور اصبحت تابعة للنفوذ الميتاني(10). أما بلاد بابل فقد شهدت بروز قوة سياسية جديدة في المنطقة، حيث لم يبق الحثيون فيها وسرعان ما انسحبوا منها لظروف داخلية حدثت في بلادهم(11) وقد تمثلت تلك القوة بالكيشيين الذي اقاموا سلالة حاكمة في بابل عرفت باسم سلالة بابل الثالثة (1595-1162 ق. م)(12).
ومما يمكن قوله عن السياسة الخارجية للكشيين انها سياسة اتسمت بكونها سلمية وتحتم عليهم اتباع تلك السياسة بسبب الظروف الدولية المحيطة بهم حيث غالباً ما كانوا يلتزمون جانب الحياد عن الصراعات الدولية التي عصفت بالمنطقة خلال هذه المرحلة الزمنية(13)، لكونهم ادركوا انهم دون القوة العسكرية للأطراف المتناحرة وخصوصاً المصريين والحثيين(14)، ولهذا فانهم انصرفوا الى المشاريع العمرانية بعد ان وطدوا الجبهة الداخلة لبلاد بابل(15) باتباعهم مبدأ الموازنة بينهم وبين الاشوريين(16) وقد وصلتنا من عهد الملك الاشوري بوزور-اشور الثالث (1521-1498 ق.م) أول معاهدة اشورية-بابلية حول تثبيت الحدود بينه وبين الملك بورنا بورياش الأول(17).
أما بلاد الشام فقد اقتسم الحكم فيها العديد من الدويلات الأمورية الصغيرة التي اختلف موقفها في علاقاتها مع دول المنطقة بين التحالف مع احدها ضد الاخرى، وهو تحالف اقرب الى الخضوع او هو خضوع كامل، أو الحياد المؤقت وانتهاز الفرص لتقوية مركزها الذاتي وتحقيق الاستقلال الكامل، وكانت هذه الدويلات في كثير من الاحيان تقوم بالدور نيابة عن الدولة المساندة لها، فضلاً عن ان اراضيها كانت مسرحاً للنزاع بين الدول الكبيرة القوية(18).
لقد شهد القرن الرابع عشر قبل الميلاد أزهى العهود التاريخية التي مرت بها شعوب اقطار الشرق القديم من ناحية العلاقات الدبلوماسية مع بعضها وتقوية اواصر الصلات التجارية والثقافية والعسكرية فيما بينهما(19)، ولعل من اهم الاحداث التي حصلت في هذا القرن هي تخلص الدولة الاشورية من النفوذ الميتاني اذ تمكن اشور-اوبالط الأول (1365-1330 ق.م) من تحقيق ذلك، وتمتع بعلاقات مستقرة مع الحثيين والمصريين وكان له تأثير كبير على الكشيين، في بلاد بابل(20) واصبحت الدولة الاشورية في عهد ملكها الجديد ذات قوة يحسب لها حساب بين ممالك الشرق القديم وهذا ما نستشفه من رسالة بعث بها اشور-بالط الى الفرعون المصري اخناتون بمخاطبته بكلمة (اخي) وهذا يعني مساواته في المنزلة مع الفرعون المصري (21)، في حين اعترف الملك الميتاني ارتاتاما الثاني بالدولة الاشورية كدولة مستقلة، بل انه كان على استعداد للتحالف مع الاشوريين على الرغم من عدائهما السابق، وذلك من اجل التصدي للحثيين الذين باتوا يشكلون قوة كبيرة في المنطقة(22).
وعموماً فقد اتسمت الصلات بين كل تلك الممالك التي كانت تحكم في المنطقة بطابع الود في هذه المرحلة الزمنية كما يتضح ذلك من المراسلات الودية التي تبادلها الحكام والملوك فيما بينهم(23).
الصلات الكشية مع بلاد الشام في العصر البابلي الوسيط:
يدعي الكشيون من خلال رسائلهم الى فرعون مصر (اخناتون) بانهم اصحاب السيادة والزعامة في بلاد الرافدين واعتبروا الاشوريين اتباعاً لهم(24)، ومن المعروف ان مصر كانت تطمح في القرن الرابع عشر قبل الميلاد الى بسط نفوذها على سورية وفلسطين ودخلت في تنافس على ذلك مع الحثيين، ذلك التنافس الذي اثر تاثيراً هاماً في تطور الاحداث السياسية في المنطقة، وفي تحديد ولاءات الممالك السورية لطرفي هذا التنافس(25).
يعد العصر البابلي الوسيط، وهي المدة التي حكم فيها الكشيين في بابل من المراحل الفقيرة في مصادرها التأريخية وتكاد مصادرنا الرئيسية عن هذا العصر تقتصر على رسائل تل العمارنه وبضعة نصوص ملكية جاءتنا من بلاد الرافدين(26).
لقد اخبرنا بعض الملوك الكشيين عن تحركات قاموا بها في مناطق غرب الفرات حيث نقرأ في اخبار الملك كاد شمان -خربي الأول (1410-1386 ق.م) عن تصديه لجماعة من قبائل السوتو الأرامية لأنهم كانوا يشكلون مصدر قلق له وتمكن من ايقاف زحفهم(27).
وبالنظر لتنامي القوة المصرية في هذه المرحلة الزمنية فقد اتصل بعض امراء الممالك الكنعانية في فلسطين بالملك الكاشي بورنابورياش الثاني (1375-1347 ق.م) من اجل الاتفاق معه للوقف ضد مصر ولكن ذلك الطلب جوبه بالرفض من قبل الملك الكاشي(28).
ونقرأ في رسالة اخرى من عهد هذا الملك موجهة الى فرعون مصر اخناتون عن تعرض احد القوافل التجارية الى السرقة والقتل في فلسطين عند مدينة خنّاتوني (Kginnatuni) ببلاد كنعان على يد عصابه يتزعمها شخص يدعى شوتاتنا (Shutatna) من آهالي عكا(29) حيث قام هذا الشخص بقطع اقدام احد التجار واحتفظ بها(30)، ويطلب الملك الكاشي من الفرعون المصري انزال العقوبة بتلك العصابة خاصة وان ارض كنعان كانت تحت السيادة المصرية(31).
وفي احد الرسائل الموجهة من (رب-عدي) حاكم جبيل الى اخناتون يذكر له فيها ان الكشيين اخذوا يتدخلون في الشؤون الداخلية لأماراته وكذلك يذكر (عبدو-خيبا) حاكم مدينة القدس والمعين من قبل الفرعون المصري بأن الكشيين باتوا يهددون حياته(32). ويبدو ان الكشيين قد ردوا على سوء معاملة تلك الدويلات الشامية وتعرضهم لتجارتهم بان قاموا بأثارة بعض الاضطرابات والفتن الداخلية وليس بالمواجهة العسكرية، اذ ليس لدينا دليل على ذلك، حيث انهم تجنبوا مثل تلك المواجهات(33). وهناك رسالة اكتشفت في ارشيف العاصمة الحثية حاتوشاش تشير الى ان الملك الكشي كدشمان انليل الثاني (1279-1265ق. م) قد عاتب الملك الحثي حاتوشيلش الثالث بسبب اغتيال تجار تابعين له في أراضي أمورو واوغاريت ووجه الملك الكشي لومه الى الحاكم المعين من قبل الحثيين في شمال سورية والمدعو (بينتيشينا) حيث كان ذلك الجزء من سورية تحت السيطرة الحثية(34). وقد اجابه الملك الحثي بانه سيحل هذا الامر وفق القانون الحثي لكون (بينتيشينا) كان تابعاً له لهذا فهو يخضع لسلطة القضاء الحثية(35). وتردنا رسالة اخرى من عهد هذين الملكين ايضاً حيث يعث بها حاتوشيلش الى كدشمان انليل الثاني يذكر له فيها ان قبائل الاخلامو الآرامية تمكنوا من التسلل على شكل عصابات في منطقة ما بين النهرين مهددين الطرق التجارية التي تربط بلاد بابل واسيا الصغرى(36).
ومما تقدم يمكن القول ان الملوك الكشيين ركزوا اهتمامهم على التجارة مع البلدان المجاورة مثل سوريا وفلسطين ومصر واسيا الصغرى وقد عمل هذا الاتصال التجاري الواسع على انتشار بعض المآثر العراقية القديمة مثل الاساطير والقصص السومرية والأكدية الى تلك المناطق(37) اذ وجدت تأثيرات ملحمة جلجامش في مجدو (تل المتسلم) بفلسطين والتي تعود الى هذه المرحلة الزمنية(38).
الصلات الاشورية مع بلاد الشام في العصر الاشوري الوسيط:
مرت بلاد اشور في هذا العصر بالعديد من الاخطار المحيطة بها، ولعل من ابرزها تعاظم نفوذ الأقوام الحورية في المنطقة وظهور دولتهم التي عرفت بالدولة الميتانية(39) وامتدت بنفوذها في اوسع حدودها من بحيرة وان الى اواسط نهر الفرات، ومن جبال زاجروس الى الساحل السوري وذلك في اواسط الألف الثاني ق. م(40)، وكانت بلاد اشور ضمن أراضيها الواسعة(41)، كما شهدت هذه المرحلة الزمنية بداية هجرات القبائل الآرامية التي تميزت بصراعها الطويل مع الاشوريين(42).
ان بداية القوة الاشورية في هذا العصر تمثلت بعهد الملك اشور-اوبالط الاول (1365-1330 ق.م) كما اسلفنا ولم تردنا أي اشارة من عهد هذا الملك وخليفته انليل-نيراري (1329-1320 ق.م) عن خطر القبائل الارامية، ويبدو ان تحركاتهم في هذه المرحلة الزمنية قد انحسرت في حدود منطقة بلاد بابل(43).
لقد اشارت المصادر التأريخية عن تحركات واسعة قام بها اشور-اوبالط الأول باتجاه الفرات الأعلى حيث وصل الى كركميش ووضع يده على كافة انحاء بلاد ما بين النهرين العليا التي كانت تمثل قلب المملكة الميتانية وقد اعترفت مصر بهذه السيادة الاشورية على تلك المناطق(44) وتطلب هذا الوضع الخطير تدخلاً شخصياً من قبل الملك الحثي مورسيلس الثاني الذي نصب حاكماً جديداً على كركميش خلفاً لحاكمها السابق (شاري-كوشوخ)(45).
ظهرت خطورة الآراميين مع بداية عهد الملك اريك-دين-ايلي (1319-1308 ق.م) الذي تمكن من دحر قبائل الاخلامو وأخذ غنائم كثيرة منهم(46)، وواصل خليفته على العرش ادد-نيراري الاول (1307-1275 ق.م) محاربتهم واستولى على الاراضي القاطنة فيها(47). ولعل من أهم ما قام به هذا الملك هو استيلاءه على عدة مدن ميتانية ومنها العاصمة واشوكاني (Washokkanni) التي اصبحت تدعى في النصوص الاشورية منذ هذا التاريخ باسم (خانيكلبات)(48) ومدينة كحت (Keht) التابعة لها(49). وتأتينا من عهد هذا الملك رسالة موجهة اليه من الملك الحثي حاتوشيلش الثالث يذكر له فيها نهب منطقة كركميش من قبل سكان توريرا (Turira) التي ربما كانت تقع شمال شرقي كركميش والتي كانت جزءاً من خانيكلبات(50). ونستشف من هذه الرسالة ان كركميش ما زالت خارج السيادة الحثية في عهد ادد-نيراري الأول بدليل انه قام بحملة ناجحة عليها(51) وهذا الأمر يتأكد لنا لأن السيادة الحثية في الشمال السوري لم تستقر الا بعد معركة قاديش عام 1278 ق. م.
وباعتلاء شلمنصر الأول (1274-1245 ق.م) العرش الآشوري تمردت خانيكلبات بمساندة حثية لم تقتصر على تقديم المساعدات العسكرية، بل انها فرضت الحصار الاقتصادي على بلاد اشور، ففي معاهدة يشترط الملك الحثي على حكم دويلة امورو في البلاد السورية:
((أن لا يذهب تاجر من عندك الى بلاد أشور، ولن تسمح لتاجر منهم أن يدخل بلادك))(52)
وقد دخلت قبائل الاخلامو الآرامية في هذا التحالف بالدعم العسكري للميتانيين(53)، ويبدو واضحاً ان الهدف من دخول تلك القبائل في هذا النزاع هو اضعاف القوة الاشورية المتعاظمة التي اصبحت تضيق الخناق على تحركاتهم في المنطقة، ولكن شلمنصر استطاع ان يحقق نصراً على خانيكلبات(54)، واستولى على كركميش(55).
استمر زخم التوسع الاشوري في عهد توكلتي-نينورتا الاول (1244-1208 ق.م)(56) ويردنا من عهده انه جلب الى بلاد اشور في بداية حكمه 28800 شخصاً من سكان بلاد حتي من منطقة ما وراء الفرات (اي من شمال سوريا)، وهذا الامتداد الاشوري جعل حاكم كركميش يطلب العون بالحاح من (ابيرانو) حاكم اوغاريت، لكن تلك الحملة الاشورية لم تنافس النفوذ الحثي في البلاد السورية بشكل جدي(57)، ويبدو ان ذلك كان ضربا من ضروب اظهار القوة العسكرية الاشورية، لأن أي هجوم كبير من قبل توكلتي-نينورتا سيسيء الى العلاقات بينه وبين الحثيين(58). ولكن توكلتي ننورتا يخبرنا بانه فتح (ماري، خانة، رابيقوم) على الفرات وجبال الأخلامو (التي ربما قصد بها جبل بشري)(59).
ادى الى اضطراب الاوضاع حيث دخلت البلاد بعدها بفترة من الفوضى والضعف انكمشت في ثنائها وتقلصت حدودها وقد دامت تلك الفترة قرناً واحداً (من حدود 1208 الى 1115 ق.م) وحكم فيها عدد من الملوك الضعفاء(60) لم يتركوا لنا الا بعض النصوص حيث لم يكن لديهم ما يستحق التخليد(61). وحصل بعض التحسن والانتعاش في الاحوال في عهد آخر ملوك تلك الفترة وهو الملك اشور-ريش-ايشي والد تجلا تبليزر الاول (1115-1077 ق.م) حيث ذكر لنا في احد نصوصه بانه :
((دحر جموع الاخلامو الواسعة الأنتشار))(62)
ومع اعتلاء تجلا تبليزر الاول العرش الاشوري جددت الدولة الاشورية قوتها(63) وانتقلت من موقف الدفاع الى الهجوم على كافة الجهات وخصوصاً في الغرب(64) وقد سجل له التاريخ بانه كان اول ملك اشوري يصل الى اعالي الفرات بعد سقوط العاصمة الحثية (حاتوشاش) حيث تلقى عهد الولاء من آخر الحكام الحثيين في مدينة كركمبش واقام زعامة اشورية في الشمال السوري(65). تميز هذا العاهل بحملاته العسكرية المتلاحقة على القبائل الارامية لما كانت تشكله تلك القبائل من تهديد مباشر على الدولة الاشورية وممتلكاتها اذ انها ارادت فرض سيطرتها على دويلات الشمال السوري بعد انهيار الدولة الحثية مهددة بذلك النفوذ الاشوري في تلك المنطقة(66). يقول تجلا تبليزر الاول بصدد حملاته على تلك المناطق:
((بمعونة اشور سيدي اخذت العربات والمقاتلين وتوجهت الى الصحراء، زحفت ضد الاخلامو الاراميين اعداء الاله اشور سيدي، زحفت من بلاد سوتو، الى مدينة كركميش في بلاد خاتي، في يوم واحد ذبحتهم واخذت غنائمهم، بقية جيوشهم خافت من اسلحة اشور وعبرت نهر الفرات، عبرت نهر الفرت ورائهم على الأكلاك وبواسطة القرب المنفوخة واستوليت على ستة من مدنهم عند سفوح جبل بشري، احرقت، هدمت، دمرت مدنهم وجلبت غنائهم))(67).
كما انه حارب الاراميين في مناطق تمركزهم في بعض مدن سفوح جبل بشري، ومن مدينة عنه في بلاد سوخي الى مدينة كركميش في بلاد خاتي (سوريا)(68).
لقد تكررت تلك الحملات العسكرية على المدن الآرامية حيث يشير تجلاثبليزر الى ذلك في نصوصه فيقول:
((لقد عبرت الفرات ثماني وعشرين مرة… في تعقب الاراميين))(69).
ونستشف من تكرار تلك الحملات بهذا العدد الذي ذكره هذا الملك في نصوصه بان الاراميين كانوا من اكثر اعداء الدولة الاشورية شراسة وقوة عسكرية وذلك لسرعة تحركهم وانسحابهم الى البادية ولم تكن السيطرة عليهم بالامر السهل، ومن هنا تتجلى المقدرة العسكرية لهذا الملك.
لم تقتصر حملات تجلاثبليزر الأول على ذلك بل انه قام بالدخول الى بلاد خانيكلبات لتمرد بعض المدن فيها، حيث اعلنت طاعتها وولائها واستلم الجزية السنوية منها(70)، ويمكن القول ان هذا العاهل قد فرض الهيمنة الاشورية الى ابعد من أي مكان كانت قد وصلته من أي وقت مضى ووصل الى لبنان حيث أرسل له فرعون مصر تمساحاً هدية(71). ومع كل المدن التي حدثنا تجلا تبليزر الاول عن وصوله اليها، الا انه لم يرد ذكر مدينة اوغاريت حيث كان سقوطها مروعاً على يد القبائل المنحدرة من الشواطئ الشمالية للبحر المتوسط والبحر الاسود والتي قضت على الامبراطورية الحثية(72).
لقد شكلت البلاد السورية أهمية اقتصادية كبيرة للدولة الاشورية في ذلك العهد حيث ان تجلاثبليزر حصل منها على الاخشاب التي اشتهرت بها واستفاد من تجارة المدن الفينيقية، كذلك فانه كان يصطاد في رحلاته بعض الحيوانات البحرية التي وردت في نصوصه باسم (ناخيرو) وهو نوع من الحيتان(73)، اضافة لجلبه بعض الحيوانات البرية ومنها الثيران والفيلة التي كانت في مناطق نهر الخابور(74)، وشملت جولاته بعض مدن الساحل الفينيقي مثل أرواد وسيميرا(75) وجبيل وأرواد وصيدا حيث استلم الجزية منها(76)، كما انه حدثنا في نصوصه عن قيامه باصطياد الاسود التي كانت تصادفه في جولاته الواسعة في المنطقة(77). ويمكن القول ان النفوذ الاشوري في البلاد السورية قد ادى الى السيطرة على الطرق التجارية الرئيسية في مناطق الفرات والخابور التي جلبت الرفاهية الاقتصادية للبلاد باعتبارها الدولة التي تربط ما بين الساحل البحري الفينيقي وموانيء شمالي سورية الى بلاد بابل، حيث ساعدت تلك الرفاهية تجلاثبليزر الأول على القيام باعمال عمرانية كثيرة في البلاد(78).
ان نجاح تجلاثبليزر الاول في ايقاف المد الارامي على الفرات قد حقق للأشوريين الأمن في المناطق الغربية والشمالية-الغربية من حدودها طيلة مدة حكمه(79)، ولكن هناك نص يعود الى السنوات الاخيرة من عهده او بعد ذلك بفترة قصيرة يشير الى حدوث مجاعة في بلاد اشور كان للآراميين دور فيها(80)، ويرى بركمان ان هذا النص يعود الى عام 1081ق. م وهي السنة الأخيرة من حكم الملك البابلي مردوخ-نادن-آخي (1098-1081 ق.م) حيث يذكر النص:
((أكلت الناس لحم بعضها البعض)).
وقد تزامن مع هذه الحالة السيئة لبلاد اشور اشتداد خطر الآراميين الذين سيطوا على بعض الطرق التجارية واخضعوا بعض المدن الاشورية وقاموا بسلبها ونهبها لغرض الحصول على الطعام ممـا اضطر الكثيـر من سـكان تلك المدن الى تركها والهرب الى جبال كيروري(81) لينقذوا حياتهم فنهب الآراميين ثروات الاشوريين المتكونة من ((ذهب وفضة))(82).
لقد تفاقم خطر الاراميين من جديد بعد وفاة تجلاثبليزر الاول واعتلاء العرش ابنه اشارد-ابل-ايكور (1076-1075ق.م) من بعده، ولدينا نص عثر عليه في نينوى يعود الى عصر الملك آشور-بيل-كالا (1074-1057 ق.م) والذي يذكر فيه قيامه بعدة حملات ضدهم في منطقة عنه في ارض سوخي وحقق انتصاراً عليهم(83).
ومن خلال استقراء النصوص التي جاء تنا من عهد هذا الملك يمكن القول ان الآراميين لم يعودا من الأقوام التي يمكن صد حشودها الرئيسة عبر نهر الفرات حيث بدأت قوتهم العسكرية تتصاعد واصبحت المشكلة الارامية مشكلة دائمية للدولة الاشورية(84) بعد ان امتد نفوذهم الى بلاد بابل(85). وهذا ما دفع الملك الاشوري الى عقد اتفاقية صداقة مع الملك البابلي مردوخ-شابك-زيري (1080-1068ق.م)، غير ان هذه الاتفاقية لم يكتب لها الاستمرار، فقد تم اغتصاب العرش البابلي من ملكه الشرعي من قبل المدعو (ادد-ابلا-ايدينا) (1067-1046 ق.م) الذي تطلق عليه كتب الأخبار البابلية لقب (المغتصب الآرامي)، فأصبحت بلاد بابل تحت سيطرة القبائل الآرامية(86).
ان هذه الوضعية السياسية الجديدة حتمت على الملك الاشوري اشور-بيل-كالا ان يتعامل معها بواقعية وبطريقة دبلوماسية، فاعتراف بالملك الآرامي ملكاً على بلاد بابل واعتبره حليفاً جديداً له، وعزز تلك الدبلوماسية بزواجه من ابنته وبذلك فانه آمن وبشكل مؤقت الخطر الارامي على بلاده(87).
ويخبرنا اشور-بيل-كالا في احد كتاباته عن وصوله الى بعض المدن الواقعة في الجهة الغربية لعل من أهمها دور كاتليمو(88)، كذلك قام بجولات في بعض المدن الفينيقية مثل ارواد، وسجل وصوله الى جبال لبنان فيصف الثلوج التي كانت تغطي تلك الجبال، كما اخبرنا عن اصطياده لأنواع من الحيوانات البرية مثل الغزلان والايائل والعجول الوحشية اضافة الى الفيلة(89).
وتحدثنا النصوص عن أزدياد خطر الاراميين واستيلائهم على الطرق التجارية مما ادى الى ضائقة اقتصادية وتدهور بالأوضاع الداخلية لبلاد اشور وكان من نتيجة ذلك حدوث بعض التمردات الداخلية(90). بعد وفاة اشور-بيل-كالا خلفه على العرش ابنه أريبا-ادد-الثاني الذي لم يحكم سوى سنة واحدة (1056-1055 ق.م) وأزيح من قبل عمه شمشي-ادد الرابع (1054-1051 ق.م) الذي استولى على العرش الاشوري بمساندة من بلاد بابل(91). تعتبر هذه الفترة من التأريخ الاشوري من العهود المظلمة، سواء كان ذلك من ناحية قلة مصادرنا عنها، ام ناحية تعرض الاشوريين الى ضغط واندفاع كبيرين من قبل القبائل الآراميين(92) وشهد القرن التالي حكم عدد من الملوك الذين اتسمت عهودهم بضعف الأرادة المركزية للبلاد(93)، وتردنا اشارة من عهد شلمنصر الثاني (1031-1020 ق.م) تخبرنا عن سيطرته على سهل مرج بن عامر في فلسطين وكان هذا السهل مفتاح وصوله الى ساحل البحر المتوسط والطرق المباشر للخطوط التجارية التي تربط دمشق وحوران بساحل ذلك البحر(94). وتذكر الحوليات الاشورية التي جاءتنا من بعد هذه المرحلة التأريخية والتي تعود الى الملك اشورناصربال الثاني (883-859 ق.م) ان الاراميين تمكنوا من السيطرة على سينابو (Sinabu) وتيدو (Tidu) اللتين كانتا تحت سيطرة شلمنصر الثاني(95)، كذلك فقد تمكن الاراميين خلال حكم اشور-رابي الثاني (1010-970 ق.م) من الاستيلاء على المستوطنات الاشورية في اواسط الفرات(96)، وربما يكون الملك الآرامي (حدد-عزر) ملك مملكة آرام-صوبا والذي يعاصر حكمه عهد الملك اشور-رابي الثاني هو الذي قام بهذا التحرك العسكري حيث يخبرنا العهد القديم عن توجهه الى نهر الفرات وبسط نفوذه هناك(97).
تستمر حالة بلاد اشور على ما هو عليه ولم يسجل ملوك هذه المرحلة أي اشارة تذكر حول تصديهم للآراميين حتى اعتلاء اشور-دان الثاني (934-912 ق.م) العرش الاشوري حيث تصبح النصوص الملكية غنية وتؤشر لنا بداية عودة القوة الاشورية ثانية(98).
ويخبرنا هذا الملك انه قام بهجوم على الآراميين في المنطقة الشمالية الغربية من بلاد اشور(99). ومن خلال الأعمال الأدارية والعسكرية(100) التي قام بها هذا العاهل يمكننا القول ان عهده يعتبر فاتحة لعصر جديد في تأريخ الدولة الآشورية وهو العصر الاشوري الحديث (911-612ق. م) والذي يعتبر عصر السيطرة العسكرية وتكوين الامبراطورية.
واذا ما ذهبنا الى الدلائل الاثارية لتقصي الوجود الاشوري في هذا العصر في سوريا، فان ابرز ما يشير الى ذلك هو تل الشيخ حمد (درو كاتليمو) الواقع 70 كم شمال شرق مركز مدينة دير الزور، حيث كشف في المنحدر الغربي لهذ التل عن بناء واسع مستطيل الشكل يحتوي على عدة غرف استخدمت للتخزين، وقد عثر في احد تلك الغرف على 550 لوح طيني كتابي تعود الى عهد الملكين شلمنصر الاول وتوكلتي نينورتا الأول.
لقد ابانت تلك الالواح الطينية ان هذا الموقع كان مقراً لحاكم اشوري وكان يقيم معه من حين لآخر أحد موظفي البلاط الملكي الاشوري والذي كانت مهمته مراقبة ورعاية المصالح الاشورية التجارية في المنطقة(101). وتوضح لنا تنقيبات البعثة الهولندية العاملة في موقع صبي ابيض منذ عام 1986م الواقع في الجزء الشمالي من وادي البليخ في الجزيرة واستناداً الى نصين كتابيين تم العثور عليها الى ان هذا الموقع كان تحت الإدارة الاشورية في عهد الملكين شلمنصر الأول وتوكلتي نينورتا الأول(102).
ومن عهد تجلاتبليزر الأول تم العثور في تل البديري (15 كم جنوب الحسكة) على انقاض لقصر ملكي مع مجموعة من الاسطوانات الفخارية المكتوبة وهي تمثل احجار اسس كانت توضع في اساسات البناء ويشير الحاكم التابع للحكم الاشوري الذي كتبها بانه وجد المدينة مهجورة ومهدمة واسوارها متصدعة، حيث قام ببنائها وجدد اسوارها وشيد قصراً فيها واعطى المدينة اسماً، وقد سماها باسم (كار اشور-نفس-ليشير)(103) (Kar-Ashur-Naphs-Lishir)، وربما كان هذا هو اسم الحاكم الاشوري في تلك المدينة والمنصب من قبل تجلاثبليزر الاول، ثم يذكر في نهاية هذا النص تأريخ قيامه بإكمال العمل باليوم والشهر والسنة(104).
وأخيراً فقد تم العثور في موقعي شخم وجزر في فلسطين على عقدي بيع أرض مدونيين باللغة الأكدية ويعودان الى هذه المرحلة الزمنية التي شهدت وصول الاشوريين الى تاينك المنطقتين(105).
___________
(1) سليمان، عامر، "الجيش والسلاح في العصر الاشوري"، الجيش والسلاح، ج 1، (بغداد، 1987)، ص 237.
(2) الجندي، عدنان، "تمثال من مقتنيات المتحف الوطني في دمشق"، الحوليات السورية، م 8،9، 1959، ص 107.
(3) Giorgadze, G. G., “The Hittite kingdom”, Early Antiquity, (Chicago, 1991), P. 273.
(4) عرفت هذه الملكة بثلاث اسماء مترادفة منذ قيامها (الدولة الميتانية، الدولة الحورية او الخورية، خانيكلبات) بينما سماها المصريون والكنعانيون باسم (نهاريما / نهارينا). انظر:
Astour, M. C., Hattusilis Halab and Hanigalbat, JNES, vol, 31, No. 2, P. 103 ff.
(5)Jonkowska, N. B., Early Antiquity, P. 238 f.
الحوريون أو الخوريون من الشعوب التي يعتقد انها قدمت من ارمينيا قرب بحيرة (وان) ولغتهم من اللغات التي من الصعوبة ارجاعها الى عائلة لغوية معينة، ولكن يبدو انها من نفس عائلة اللغة الاورارتية التي عرفت في حدود القرن 9-7 ق. م. أنظر:
Gibson, J. “Observations on some important ethnic terms in the pentateuch”, GNES, vol 20, No. 4, 1961, P. 228.
(6) فرحان، وليد محمد صالح، "الصراع الدولي في الشرق الادنى بين القرنين الخامس عشر والثالث عشر قبل الميلاد"، مجلة اداب الرافدين، العدد 11، (الموصل، 1979)، ص 215.
(7) باقر، طه، مقدمة..، ج2، ص 66.
(8) فرحان، وليد محمد صالح، مجلة اداب الرافدين، العدد 11، 1979، ص 216.
(9) الشمري، طالب منعم، الوضع السياسي في الشرق الادنى القديم، ص 167.
(10) ساكز، هاري، قوة اشور، ص 67.
(11) رو، جورج، العراق القديم، ص332.
(12)Jacobson, V. A., “Mesopotamia in the sixteenth to Eleventh centuries B. C.”, Eearly Antiquity, (Chicago, 1991), P. 261.
(13) الشمري، طالب منعم، الوضع السياسي في الشرق الادنى القديم، ص 167.
(14) باقر، طه، مقدمة..، ج1، ص 460.
(15) ساكز، هاري، عظمة بابل، ص 95.
(16) باقر، طه، مقدمة..، ج1، ص 460.
(17) اسماعيل، شعلان كامل، العلاقات الدولية في العصور العراقية القديمة، ص 34.
(18) فرحان، وليد محمد صالح، اداب الرافدين، 11، 1979، ص 216.
(19) الزيباري، اكرم سليم، "العلاقات بين اقطار الشرق الادنى في القرن الرابع عشر قبل الميلاد"، مجلة كلية الاداب، (جامعة بغداد، العدد 28، 1980)، ص 126.
من الجدير بالاشارة هنا الى ان المراسلات الخاصة بهذه المرحلة الزمنية والتي كشفت لنا عن العلاقات الدبلوماسية التي كانت سائدة بين ممالك الشرق القديم قد جاءنا اغلبها من تل العمارنة نسبة الى الاسم الحديث لموقع عاصمة الفرعون المصري اخناتون حيث تم اكتشافها عام 1887 م وكانت مكتوبة باللغة الأكدية لأنها كانت لغة المراسلات الدبلوماسية. انظر:
Knudtzon, A. J. Die El-Amarna Tafeln, (Leipzig, 1964).
(20) فييرا، موريس، الاشوريون، ترجمة عبد الكاظم راضي، بحث غير منشور مقدم الى كلية اللغات-جامعة بغداد لنيل شهادة الدبلوم العالي، 1997، ص 49.
(21) فرحان، وليد محمد صالح، اداب الرافدين، 11، 1979، ص 227.
(22) Gadd, C. J., “Assyria and Babylon 1370-1300 B. C.” CAH, vol. 11, (London, 1965), P. 8-9.
(23) باقر، طه، سومر، م 4، 1948، ص 92.
(24)Knudtzon, A. J. Die El-Amarna, I, P. 89, No. 9.
(25) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 135.
(26) باقر، طه، مقدمة..، ج1، ص 450.
(27) الأحمد، سامي سعيد، "فترة العصر الكاشي"، سومر، م 39، 1983، ص 137.
(28) المصدر نفسه.
(29) الأحمد، سامي سعيد، تأريخ فلسطين القديم ص 135.
(30) الأحمد، سامي سعيد، سومر، م 39، 1983، ص 138.
(31) الأحمد، سامي سعيد، تأريخ فلسطين القديم ص 135.
(32) الأحمد، سامي سعيد، سومر، م 39، 1983، ص 139.
(33) باقر، طه، مقدمة…، ج1، ص 453.
(34) بعد الحروب الطويلة التي قامت بين المصريين والحثيين والتي دامت زهاء القرن (1380-1278 ق.م) وانتهت بمعركة قاديش الشهيرة عام 1278 ق.م، ولكن تلك المعركة لم تحسم ذلك النزاع الطويل، بل اوقفته بأبرام معاهدة بين الطرفين كان من نتيجتها ان اصبحت سورية وشمالي الساحل الفينيقي تحت السيطرة الحثية فيما كانت فلسطين وفينيقية الجنوبية تحت السيادة المصرية. انظر:
باقر، طه، مقدمة…، ج2، ص 73.
(35) كلينغل، هورست، تأريخ سورية السياسي، ص 186.
(36) سومر، دوبونت، سومر، 19، 1963، ص 98.
(37) الأحمد، سامي سعيد، سومر، 39، 1983، ص 150.
(38) باقر، طه، ملحمة كلكامش، ط5، ص 60.
(39) من المعروف عن الميتانيين انهم ابتدعوا صناعة الحلي الكاذبة الرخيصة الثمن التي لاقت رواجاً تجارياً كبيراً حيث اصبحت هذه الحلي شعبية الاستعمال اذ استبدلت الحلي الذهبية والفضية والاحجار الكريمة بالأصداف والخرز الزجاجية والاحجار الرخيصة. انظر:
الشواف، قاسم، اخبار اوغاريت، ص 65.
(40) سليمان، عامر، الجيش والسلاح، ج1، ص 239.
(41) ساكز، هاري، قوة آشور، ص 66.
(42) باقر، طه، مقدمة…، ج1، ص 494.
(43) منصور، ماجدة حسو، الصلات الاشورية الآرامية، ص 80.
(44) موتكارت، انطوان، تاريخ الشرق الادنى القديم، ترجمة توفيق سليمان وآخرون، (دمشق، 1967)، ص 257.
(45) كليتغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 139.
(46) ساكز، هاري، عظمة بابل، ص 100.
(47) Grayson, A. K., ARI, I, No. 382.
(48) ساكز، هاري، قوة آشور، ص 75.
(49) دوسان، جورج، موقع مدينة كحت، ترجمة ابو الفرج العش، الحوليات السورية، م11-12، 1961-1962، ص 213. ويعرف موقع مدينة كحت اليوم باسم (تل بري) ويقع على الضفة اليسرى لنهر جغجغ الى الشمال من تل براك بحوالي 8 كم ونقبت من قبل البعثة الايطالية. انظر:-
ابو عساف، علي، اثار الممالك القديمة في سورية، ص 56.
(50) كلينغل، هورست، تأريخ سورية السياسي، ص 141.
(51) المصدر نفسه.
(52) ساكز، هاري، قوة آشور، ص 79.
(53) منصور، ماجدة حسو، الصلات الاشورية-الارامية، ص 81.
(54) ساكز، هاري، قوة آشور، ص 79.
(55)Grayson, A.K., ARI, I, No. 531.
(56) حول المنجزات العسكرية لهذا الملك انظر:
أحمد، كوزاد محمد، توكلتي ننورتا-منجزاته في ضوء الكتابات المسمارية المنشورة وغير المنشورة، رسالة ماجستير غير منشورة، (جامعة بغداد، 1993).
(57) كلينغل، هورست، تأريخ سورية السياسي، ص 142.
(58) ساكز، هاري، قوة آشور، ص 85.
(59) Luckenbill,D. D., ARAB, I, No. 166.
(60) حكم بعد اغتيال توكلتي تنورتا الاول وحتى اعتلاء تجلاثبليزر الاول العرش الاشوري كل من:
اشور-نادن-ايلي (1207-1204 ق.م)
اشور-نيراري الثالث (1203-1198 ق.م)
انليل-كودوري-اوصر (1197-1193 ق.م)
ننورتا-آبل-ايكور (1192-1180 ق.م)
اشور-دان-الأول (1179-1134 ق.م)
ننورتا-توكلتي-اشور
متكل-نسكو
اشور-ريش-ايشي (1133-1116 ق.م).
(61) سليمان، عامر، الجيش والسلاح، ج1، ص 248.
(62) Luckenbill,D. D., ARAB, I, No 209.
(63) ساكز، هاري، قوة آشور، ص 91.
(64) باقر، طه، مقدمة…، ج1، ص 492.
(65) Gurney, O. R., The Hittites, second edition, (Great Britain, 1964), P. 42.
(66) فيرا، موريس، الاشوريون، ص 53.
(67) Grayson, A.K., ARI, II, No. 34.
(68)Luckenbill ARAB, I, No. 239.
(69) ساكز، هاري، قوة آشور، ص 95.
(70) Grayson, A.K., ARI, II, No.32.
(71) اوتس، جون، بابل تأريخ مصور، ص 162.
(72) الجندي، عدنان، "رأس شمرا اوغاريت/المدينة السورية الخالدة"، الحوليات السورية، م 110، 1960، ص 210.
(73) ساكز، هاري، عظمة بابل، ص 105.
(74) روليج، ووهارتموت، كونه، "المسح الآثري لتلال الخابور الادنى لعام 1975"، الحوليات السورية، م27-28، 1977-1978، ص 321.
(75) دونان، موريس ونسيب، صليبي، "البحث عن سيميرا"، الحوليات السورية، م 7، 1957، ص 195. ويعتقد ان تل الكزل الواقع على الضفة اليمنى لنهر الأبرش وعلى بعد 3.5 كم من مصبه ضمن حدود محافظة طرطوس هو الموقع الحالي لأنقاض هذه المدينة. قد ورد اسم هذه المدينة في حوليات الامبراطورية المصرية ايضاً. انظر:-
Dounand, M., and others, “Fouilles de tell kazel”, AAAS, 14, 1964, P. 1f.
(76) Luckenbill D.D., ARAB, I, No. 302.
(77) Grayson, A. K., ARI, II, No. 45.
(78) ساكز، هاري، عظمة بابل، ص 106-107.
(79) ساكز، هاري،الحياة اليومية في العراق القديم (بلاد بابل وآشور)، ص 44.
(80) Weidner, E., “The Second dynasty of Isin acording to a new king-list tablet”, AFO, 17, 1954,-56, P. 384.
(81) يرى الاستاذ ساكز ان هذه الجبال تقع الى الشمال من مدينة اربيل الحالية باتجاه شقلاوة في المنطقة التي تسمى اليوم ((سهل حرير)). انظر:
Saggs, H. W. F.,” The land of kirruri”. IRAQ. 42, 1980, P. 79f.
(82)Brinkman, J. A., Apalitical History of post kassite, P. 387 ff.
(83)Millard, A. R., “Fragment of historical texts from Nineveh Middle Assyrian and later kings”, IRAQ, 32, part 2 1970, P. 119.
(84) ساكز، هاري، قوة اشور، ص 101.
(85) سومر، دوبونت، سومر، 19، 1963، ص 101.
(86) ساكز، هاري، قوة آشور، ص 103.
(87) المصدر نفسه.
(88) كونه، هارتموت، "تقرير اولي عن حفريات تل الشيخ حمد (دور كاتليمو) موسم 1986"، ترجمة خالد الأسعد، الحوليات السورية، م 36-37، 1986-1987، ص 321.
(89) Grayson, A. K. ARI, II, No. 248.
(90) ساكز، هاري، عظمة بابل، ص 107.
(91) ساكز، هاري، قوة آشور، ص 104.
(92) باقر، طه، مقدمة..، ج1، ص 492.
(93) ساكز، هاري، قوة آشور، ص 104.
(94) ألأحمد، سامي سعيد، موسوعة الموصل الحضارية، ص 196.
(95) Luckenbill, D. D. ARAB, I, No. 501.
(96) ساكز، هاري، عظمة بابل، ص 108.
(97) صموئيل الثاني، 3:8.
(98) ساكز، هاري، قوة آشور، ص 105.
(99) سومر، دوبونت، سومر، 19، 1963، ص 106.
(100) حول تلك الاعمال العسكرية انظر:
Weidner, E. F., “Die Annalen des konigs Assurdan II von Assyrien”, AFO, 3, 1926, P. 151f.
(101) Kuhne, H., “Short account of the 13th excavation at tell sheikh Hamad 1992”, Chronique Archeologique En Syrie, vol I, (Syria, 1992), P. 125f.
كونه، هارتموت، تل الشيخ حمد-دور كاتليمو، معرض الآثار السوري الاوربي، (دمشق، 1996)، ص 97-98.
(102)Akkermans. “Excavations at tell Sabi Abyad, northern Syria, Assyriologique, Internationale Recontre, 36, vol. 2. (Chant, 1989), P. 40f.
(103) هناك تسمية اخرى لهذه المدينة وهي (دور أشور-كتي-ليشير). انظر:-
بوناتز، دومينيك وأخرون، الأنهار والبوادي، ص 113.
(104) بفيلستر، بيتر، اضواء جديدة على تأريخ وآثار بلاد الشام، ص 100.
(105) الأحمد، سامي سعيد وجمال، رشيد احمد، تاريخ الشرق القديم، ص 316.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|