أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-10-2016
1538
التاريخ: 21-6-2019
2750
التاريخ: 20-6-2019
1656
التاريخ: 8-10-2016
852
|
العبرانيون(1):
مثل العبرانيون الهجرة الجزرية الرابعة التي دخلت بلاد الشام وسكنت فيها بعد الأموريين والكنعانيين والآراميين اذ يتحول مسرح الأحداث الى الاقليم الجنوبي من البلاد اي فلسطين(2) والتي يمكن تحديد حدودها بالاراضي الواقعة بين نهر الاردن والبحر المتوسط وتقع بين رأس الناقورة (سكالاتيروروم قديماً) على الساحل وعند جبل الشيخ حتى وادي العريش (نهر مصر قديماً) حيث تقع مدينة العريش المصرية (رينوكولوزا القديمة)(3).
ومن المرجح ان العبرانيين قد دخلوا الى هذه المنطقة على ثلاث دفعات، كانت الأولى تتزامن مع تقدم الهكسوس والحوريين الى شرق البحر المتوسط في القرن الثامن عشر ق.م، في حين تحركت الثانية مع الهجرة الآرامية في القرن الرابع عشر ق.م، أما الثالثة والأخيرة فكانت تمثل خروجهم من مصر مع موسى ويشوع في أواخر القرن الثالث عشر ق.م(4).
واستناداً لتلك الازمان المحتملة لتلك الهجرات الثلاث يمكن القول ان الهجرة الأولى قد وجدت الكنعانيين يؤلفون القسم الأعظم من السكان وكان الأموريين يستوطنون الجهات المرتفعة التي كانت قليلة السكان مما سهل على المهاجرين الجدد استيطانهم، كما كانت عدة أقوام اخرى غير جزرية كالفلسطينيين والحوريين والحثيين تسكن معهم فاختلط العبرانيون بهؤلاء وبالأقوام الجزرية الاخرى التي كانت في المنطقة قبلهم ونتج عن ذلك العبرانيون الذين ورثوا عن الكنعانيين ثقافتهم(5) وتعلموا منهم مقومات الحضارة بعد ان كانوا اقواما رُحَّل ولكن بعد اختلاطهم بالسكان عرفوا الاستقرار وبناء المنازل ثم تعلموا الزراعة والقراءة والكتابة حتى انهم تركوا الهجتهم الجزرية القديمة واتخذو من اللغة الكنعانية لغة لهم(6).
يكتنف الغموض بداية تأريخ العبرانيين اذ نقرأ في العهد القديم ان ابراهيم جدهم الأكبر اتي من مدينة اور العراقية عن طريق حران(7) واقام مؤقتاً قرب حبرون (الخليل) وان ابنه اسحق انجب ولداً سماه يعقوب(8) الذي فُضِل من بعد اقامته عدة سنين في (فدان آرام) على أخيه عيسو وتغير اسمه فاصبح اسرائيل(9) وحصل عيسو على اسم آخر وهو آدوم (أي أحمر) وحل ورثته فيما بعد محل سكان منطقة جبل سعير وعرفوا بالأيدوميين(10) وهكذا أخرج احفاد عيسو من العبرانيين كما أخرج اسماعيل وابناؤه حيث فضل عليه أخوه اسحق وبين اولاد يعقوب الاثني عشر كان يوسف الحادي عشر وهو الأبن الأكبر لراحيل وقد باعه أخوته لجماعة في مصر فارتفع شأنه في بلاد الفرعون المصري وبعد ان عاش احفاد يوسف واحفاد أخوته في مصر عدة اجيال رجعوا الى فلسطين تحت قيادة موسى(11) .
ان ملخص تأريخ العبرانيين هذا ليس لدينا عنه اي نص تأريخي مطلقا عدا العهد القديم والكتب المقدسة الأخرى، ولنا أن نعرف بأن هناك فارقاً زمنياً كبيراً بين الزمن الذي يعطيه العهد القديم لهذه الاحداث وتأريخ تدوينها في اواسط القرن العاشر ق.م وهذا يثير الشك في ما جاء في العهد القديم من ناحية الى جانب عرضه للأحداث بأسلوب اسطوري يعتمد على الخوارق والقوى الآلهية من ناحية ثانية(12). وعلى اية حال فبعد تمكنهم من الدخول الى فلسطين اثر استيلائهم على بعض الممالك الواقعة في شرق الاردن اخذوا يتوغلون الى مناطق اخرى منها بالتدريج(13) ثم قاموا بتقسيم ما استولوا عليه من اراضي على قبائلهم الاثنتي عشرة(14).
شكل العبريون يعد دخولهم لفلسطين اقلية ضئيلة نسبة الى السكان الاصليين في البلاد (اموريين وكنعانيين وفلسطينيين وغيرهم) حيث لاقوا مقاومة عنيفة من قبلهم(15)، ونتيجة لذلك فقد ظهر بين العبريين وبصورة عفوية بعض الزعماء الذين يقودوهم في وقت الخطر والشدة على قبائلهم وقد سمي هؤلاء باسم القضاة وسميت هذه الحقبة الزمنية من التاريخ العبري باسم (عصر القضاة)(16) وهو يشمل تقريبا الربع الأخير للقرن الاثني عشر والأرباع الثلاثة الاولى للقرن الحادي عشر(17) وقد كان الفلسطينيون الذين سميت باسمهم ارض فلسطين من اشد الذين قاوموا العبرانيين واوقعوا فيهم هزائم شديدة(18) وظلت اليد العليا لهم على العبرانيين الى زمن حكم اول ملك عبراني وهو شاؤول (في حدود 1020-1004 ق.م).
ان من أهم العوامل التي مكنت الفلسطينيين من الحاق الهزائم بالعبرانيين هو معرفتهم لمعدن الحديد الذي صنعوا منه اسلحتهم(19)، ولكن ومنذ عهد داود (1004-963 ق.م) بدأت القوة الفلسطينية بالتضاؤل حيث انهم اندمجوا بالعبرانيين وبقية السكان الجزريين الآخرين وفقدوا كيانهم السياسي والثقافي المستقل(20).
___________
(1) اشتقت كلمة عبري بتحوير بسيط من كلمة (خابيرو) (عابيرو، أبيرو). وبذلك يكون معناه الخارج عن القانون والداخل بصورة لا شرعية والدخيل والعاصي، وربما يكون التحوير هذا مقصوداً للتفريق بين الخابيرو (العصاة من اهل البلاد) وبينهم. انظر: الأحمد، سامي سعيد، تاريخ فلسطين القديم، ص 157. وقد ورد ذكر العابيرو في برديتين مصريتين تعودان الى عهد رعمسيس الثاني، الأولى رسالة موجهة من موظف الى موظف آخر، وقد جاء فيها: (وأعط الجنود طعامهم وكذلك العابيرو والذين ينقلون الحجارة لبناء الملك رعمسيس) والوثيقة الثانية رسالة هي الاخرى، وقد جاء فيها قول كاتبها: ((اطعت ما امرني به سيدي قائلاً: اعط الجنود ارزاقهم والعابيرو الذين ينقلون الحجارة لهيكل الشمس الذي انصرفت اليه عناية رعمسيس.)) انظر: اليوسف، سامي يوسف، فلسطين في التاريخ القديم، عمان، 1999، ص 65.
في حين يخبرنا العهد القديم ان كلمة عبراني نسبة الى (عابر) الذي ينحدر من سام اكبر ابناء نوح. انظر سفر التكوين 10،11.
(2) حتي، فيليب، تاريخ سورية ولبنان وفلسطين، ص190.
(3) الأحمد، سامي سعيد وجمال، رشيد أحمد، تاريخ الشرق القديم، ص291.
(4) Meek, T. J. Hebrew origins, (New York, 1963) P. 3f.
(5) باقر، طه، مقدمة، ج2، ص 282.
(6) حتي، فيليب، تاريخ سورية ولبنان وفلسطين، ص191.
(7) تكوين 31:11.
(8) تكوين 25: 26.
(9) تكوين 25: 23، 27، 34. من الجدير بالاشارة الى ان كلمة اسرائيل ذكرت لأول مرة في انشودة النصر المكتوبة على مسلة الفرعون المصري (مرين فتاح) بن رعمسيس الثاني والتي تم العثور عليها في طيبة حيث تحدث فيها عن انتصاراته على الاسرائيليين في حدود عام 1229 ق.م انظر:
ابراهيم، نجيب ميخائيل، مصر والشرق الادنى القديم 1966، ص 276.
وحول تفاصيل العلاقة بين مصر وفلسطين في الحقبة الزمنية (3200-1200 ق.م) انظر:
طه، حمدان، المؤتمر الخامس للآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي، ص 199 وما بعدها
(10) التثنية 2: 4،12،22.
(11) بورتر، هارفي، موسوعة مختصر التاريخ القديم، ص 111.
حول تاريخ العبرانيين انظر كذلك:
الشوك، علي، الاساطير بين المعتقدات القديمة والتوراة، (لندن، 1987)، ص 11 وما بعدها.
(12) الأحمد، سامي سعيد، تاريخ فلسطين القديم، ص 157.
(13) ابراهيم، نجيب ميخائيل، مصر والشرق الادنى القديم، ص 277 وما بعدها. وحول تفاصيل استيلائهم على ممالك شرق الاردن. انظر:
هاردنج، لانكستر، اثار الاردن، ترجمة سليمان موسى، ط1، (عمان، 1965)، ص 26 وما بعدها.
(14) الأحمد، سامي سعيد وجمال، رشيد أحمد، تاريخ الشرق القديم، ص 306, وحول تفاصيل تقسيم المناطق بين القبائل. انظر:
ألأحمد، سامي سعيد، تاريخ فلسطين القديم، ص 170 وما بعدها.
(15) الأحمد، سامي سعيد وجمال، رشيد أحمد، تاريخ الشرق القديم، ص 306.
(16) حول تفاصيل هذا العصر انظر سفر القضاة.
(17) حتي، فيليب، تاريخ سورية ولبنان وفلسطين، ص195.
(18) سوسة، احمد، العرب واليهود في التاريخ، ص295.
(19) ابراهيم، نجيب ميخائيل، مصر والشرق الادنى القديم، ص 360.
(20) باقر، طه، مقدمة...، ج2، ص287.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|