المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تخزين البطاطس
2024-11-28
العيوب الفسيولوجية التي تصيب البطاطس
2024-11-28
العوامل الجوية المناسبة لزراعة البطاطس
2024-11-28
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28



اللسان و آفاته‏  
  
1721   06:50 مساءاً   التاريخ: 3-10-2016
المؤلف : العلامة المحدث الفيض الكاشاني
الكتاب أو المصدر : الحقائق في محاسن الاخلاق
الجزء والصفحة : ص‏69-71.
القسم : الاخلاق و الادعية / الرذائل وعلاجاتها / الكذب و الرياء واللسان /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-8-2022 1410
التاريخ: 9-8-2022 1128
التاريخ: 3-10-2016 2020
التاريخ: 16-8-2022 1783

اللسان من نعم اللّه العظيمة و لطايف صنعه الغريبة فانه صغير جرمه عظيم طاعته و جرمه إذ لا يتبين الايمان و الكفر إلا بشهادة اللسان و هما غاية الطاعة و الطغيان ، ثم إنه ما من موجود أو معدوم خالق أو مخلوق متخيل أو معلوم مظنون أو موهوم إلا و اللسان يتناوله و يتعرض له باثبات أو نفي فان كل ما يتناوله العلم يعبر عنه اللسان إما بحق أو باطل و لا شي‏ء إلا و العلم متناوله و هذه خاصيّة لا توجد في ساير الاعضاء ، فان العين لا تصل إلى غير الألوان و الصور ، و الاذن لا تصل إلى غير الاصوات ، و اليد لا تصل إلى غير الاجسام و كذا ساير الاعضاء.

و اللسان رحب الميدان ليس له مرد ، و لا لمجاله منتهى و لا حد ، فله في الخير مجال رحب و له في الشر مجرى سحب   فمن اطلق عذبة اللسان و أهمله مرخى العنان سلك به الشيطان في كل ميدان و ساقه الى شفا جرف هار إلى أن يضطره إلى البوار و لا يكبّ النّاس على مناخيرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم كما ورد في الحديث النبوي (صلى الله عليه واله).

ولا ينجي من شر اللسان إلّا أن يقيد بلجام المشرع فلا يطلق إلا فيما ينفع في الدنيا و الاخرة و يكف عن كل ما يخشى غايلته في عاجله و آجله ، و علم ما يحمد إطلاق اللسان فيه أو يذم غامض عزيز ، و العمل بمقتضاه على من عرفه ثقيل عسير و أعصى الأعضاء على الانسان‏ اللسان ، فانّه لا تعب في تحريكه و لا مؤنة في إطلاقه و قد تساهل الخلق في الاحتراز عن آفاته وغوائله ، و الحذر من مصائده و حبائله و أنه أعظم آلة الشيطان في استغواء الانسان.

ولذلك قال النبي (صلى الله عليه واله): «من صمت نجا» (1) و قال (صلى الله عليه واله): «الصمت حكم و قليل فاعله»(2)، أي هو حكمة و حزم و قال (صلى الله عليه واله): «امسك لسانك فانها صدقة تصدّق بها على نفسك  ثم قال و لا يعرف عبد حقيقة الايمان حتّى يحرس لسانه»(3) , و قال (صلى الله عليه واله): «من رأى موضع كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه»(4).

ومر أمير المؤمنين برجل يتكلم بفضول الكلام فوقف (عليه السلام) فقال : «يا هذا فانك تملي على حافظيك كتابا إلى ربك فتكلم بما يعنيك ودع ما لا يعنيك»(5).

وعن السجاد (عليه السلام) قال: «إن لسان ابن آدم يشرف على جميع جوارحه كلّ صباح فيقول : كيف أصبحتم؟ فيقولون : بخير إن تركتنا و يقولون : اللّه اللّه فينا و يناشدونه و يقولون: إنما نثاب و نعاقب بك» (6) , وعن الباقر (عليه السلام): «إن شيعتنا الخرس»(7).

وعن الصادق (عليه السلام): «ان النوم راحة للبدن و النطق راحة للروح و السكوت راحة للعقل»(8) , و قال : «في حكمة آل داود على العاقل أن يكون عارفا بزمانه مقبلا على شانه حافظا للسانه»(9)، و قال (عليه السلام) قال لقمان لابنه : «يا بني إن كنت زعمت أن الكلام من فضّة فان السكوت من ذهب»(10) , و في مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام): «الكلام إظهار ما في قلب المرء من الصّفاء و الكدر و العلم و الجهل» , قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «المرء مخبؤ تحت لسانه»(11).

فزن كلامك و اعرضه على العقل و المعرفة فان كان للّه و في اللّه فتكلم و إن كان غير ذلك فالسّكوت خير منه و ليس على الجوارح عبادة أخف مؤنة و أفضل منزلة و أعظم قدرا عند اللّه من الكلام في رضاء اللّه و لوجهه و نشر آلائه و نعمائه في عباده ألا ترى أن اللّه عزّ و جل لم يجعل فيما بينه و بين رسله معنى يكشف ما أسر اليهم من مكنونات علمه و مخزونات وحيه غير الكلام ، و كذلك بين الرّسل و الامم فثبت بهذا أنه أفضل الوسايل و الطف العبادة ، و كذلك لا معصية اثقل على العبد و أسرع عقوبة عند اللّه و أشدّها ملامة و أعجلها سامة عند الخلق منه.

وسئل السجاد (عليه السلام) عن الكلام و السّكوت أيهما أفضل؟ , فقال : «لكل واحد منهما آفات فاذا سلما من الآفات فالكلام أفضل من السّكوت قيل : و كيف ذلك يابن رسول اللّه؟ , قال : لأن اللّه عزّ و جلّ ما بعث الأنبياء و الأوصياء بالسّكوت إنما بعثهم بالكلام ، و لا استحقت الجنة بالسّكوت ، و لا استوجبت ولاية اللّه بالسّكوت و لا توقيت النار بالسّكوت ، و لا يجنب سخط اللّه بالسّكوت إنما ذلك كله بالكلام ما كنت لأعدل القمر بالشمس إنك تصف فضل السكوت بالكلام ، ولست تصف فضل الكلام بالسّكوت»(12).

اعلم أن آفات اللسان كثيرة منها الخطاء و الكذب و الغيبة الغير المأذون فيهما و خلف الوعد و النميمة و الرياء و النفاق و الفحش و المراء و تزكية النفس و الخصومة و الفضول و الخوض في الباطل و التحريف و الزيادة و النقصان و ايذاء الخلق و هتك العورة و إفشاء السر و السّخرية و الاستهزاء و غير ذلك ، و هي سباقة إلى اللسان لا يثقل عليه و لها حلاوة في القلب وعليها بواعث من الطبع و من الشيطان فالخائض فيها قلما يقدر على أن يلزم اللّسان فيطلقه بما يجب و يكفه عمّا لا يجب ، فان ذلك من غوامض العلم و في الخوض خطر و في الصّمت نجاة.

فلذلك عظم فضل الصّمت مع ما فيه من جمع الهمّ و دوام الوقار و الفراغ في الفكر و الذكر و العبادة و السلامة من تبعات القول في الدنيا و من حسابه في الآخرة قال اللّه تعالى : {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ق : 18] و قال تعالى : {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء : 114] , و قال النبي (صلى الله عليه واله) : «طوبى لمن امسك الفضل من لسانه و أنفق الفضل من ماله»(13).

_____________________

1 تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 104 , و احياء علوم الدين : ج 3 , ص 103 , و ارشاد القلوب : ص 103.

2- تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 104 , و احياء علوم الدين : ج 3 , ص 103.

3- الكافي : ج 2 , ص 114.

4- الكافي : ج 2 , ص 116.

5- من لا يحضره الفقيه : ج 4 , ص 282.

6- الكافي : ج 2 , ص 115 , و الخصال : ج 1 , ص 6.

7- الكافي : ج 2 , ص 113.

8- من لا يحضره الفقيه : ج 4 , ص 287.

9- تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 106.

10- الكافي : ج 2 , ص 114.

11- روضة الواعظين : ج 1 , ص 109.

12- الاحتجاج : ج 2 , ص 45.

13- احياء علوم الدين : ج 3 , ص 109.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.