أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-9-2016
2382
التاريخ: 2024-05-29
731
التاريخ: 8-4-2022
2231
التاريخ: 19-2-2022
1503
|
بواعث الحسد سبعة : الأول - خبث النفس و شحها بالخير لعباد اللّه , فإنك تجد في زوايا العالم من يسر و يرتاح بابتلاء العباد بالبلايا و المحن ، و يحزن من حسن حالهم و سعة عيشهم فمثله إذا وصف له اضطراب أمور الناس و إدبارهم ، و فوات مقاصدهم و تنغص عيشهم ، يجد من طبعه الخبيث فرحا و انبساطا و إن لم يكن بينه و بينهم عداوة و لا رابطة ، و لم يوجب ذلك تفاوتا في حاله من وصوله إلى جاه أو مال أو غير ذلك , و إذا وصف عنده حسن حال عبد من عباد اللّه و انتظام أموره ، شق ذلك عليه ، و إن لم يوجب ذلك نقصا في شيء مما له , فهو يبخل بنعمة اللّه على عباده من دون قصد و غرض ، و لا تصور انتقال النعمة إليه ، فيكون ناشئا عن خبث نفسه و رذالة طبعه , و لذا يعسر علاجه ، لكونه مقتضى خباثة الجبلة ، و ما يقتضيه الطبع و الجبلة تعسر إزالته ، بخلاف ما يحدث من الأسباب العارضة.
الثاني - العداوة و البغضاء : وهي أشد أسبابه ، إذ كل أحد - إلا أوحدي من المجاهدين - إذا أصابت عدوه بلية فرح بذلك ، إما لظنها مكافأة من اللّه لأجله ، أو لحبه طبعا ضعفه و هلاكه و مهما أصابته نعمة ساءه ذلك ، لأنه ضد مراده ، و ربما تصور لأجله أنه لا منزلة له عند اللّه حيث لم ينتقم من عدوه و أنعم عليه ، فيحزن لذلك.
الثالث - حب الرئاسة و طلب المال و الجاه : فإن من غلب عليه حب التفرد و الثناء ، و استقره الفرح بما يمدح به من أنه وحيد الدهر و فريد العصر في فنه ، من شجاعة أو علم أو عبادة أو صناعة أو جمال أو غير ذلك ، لو سمع بنظير له في أقصى العالم ساءه ذلك ، و ارتاح بموته أو زوال النعمة التي يشاركه فيها ، ليكون فائقا على الكل في فنه ، و متفردا بالمدح و الثناء في صفته.
الرابع - الخوف من فوت المقاصد : وذلك يختص بمتزاحمين على مقصود واحد ، فإن كل واحد منهما يحسد صاحبه في وصوله هذا المقصود طلبا للتفرد به ، كتحاسد الضرات في مقاصد الزوجية , و الإخوة في نيل المنزلة في قلب الأبوين توصلا إلى مالهما ، و التلامذة لأستاذ واحد في نيل المنزلة في قلبه ، و ندماء الملك و خواصه في نيل المنزلة و الكرامة عنده ، و الوعاظ والفقهاء المتزاحمين على أهل بلدة واحدة في نيل القبول و المال عندهم ، إذا كان غرضهم ذلك.
الخامس – التعزز : وهو أن يثقل عليه أن يترفع عليه بعض أقرانه و يعلم أنه لو أصاب بعض النعم يستكبر عليه و يستصغره ، و هو لا يطيق ذلك لعزة نفسه ، فيحسده لو أصاب تلك النعمة تعززا لنفسه فليس غرضه أن يتكبر، لأنه قد رضي بمساواته ، بل غرضه أن يدفع كبره.
السادس – التكبر : وهو أن يكون في طبعه الترفع على بعض الناس و يتوقع منه الانقياد و المتابعة في مقاصده ، فإذا نال بعض النعم خاف ألا يحتمل تكبره و يترفع عن خدمته ، و ربما أراد مساواته أو التفوق عليه ، فيعود مخدوما بعد إن كان خادما ، فيحسده في وصول النعمة لأجل ذلك و قد كان حسد أكثر الكفار لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) من هذا القبيل ، حيث قالوا : كيف يتقدم علينا غلام فقير يتيم؟.
{وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } [الزخرف : 31] .
السابع – التعجب : وهو أن يكون المحسود في نظر الحاسد حقيرا و النعمة عظيمة ، فيعجب من فوز مثله بمثلها، فيحسده و يحب زوالها عنه و من هذا القبيل حسد الأمم لأنبيائهم ، حيث قالوا : {مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} [يس : 15] , {فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا} [المؤمنون : 47], {وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ} [المؤمنون : 34] .
فتعجبوا من فوز من هو مثلهم برتبة الوحي و الرسالة ، و حسدوه بمجرد ذلك ، من دون قصد تكبر أو رئاسة أو عداوة أو غيرها من أسباب الحسد.
وقد تجتمع هذه الأسباب أو أكثرها في شخص واحد ، فيعظم لذلك حسده ، و تقوى قوة لا يقدر معها على المجاملة ، فتظهر العداوة بالمكاشفة.
وربما قوى الحسد بحيث يتمنى صاحبه أن يزول عن كل أحد ما يراه له من النعمة ، و ينتقل إليه.
ومثله لا ينفك عن الجهل و الحرص ، إذ هو يتمنى استجماع جميع النعم و الخيرات الحاصلة لجميع الناس له ، ولا ريب في استحالة ذلك ، و لو قدر إمكانه لا يمكنه الاستمتاع بها ، فلو لم يكن حريصا لم يتمن ذلك أصلا ، و لو كان عالما لدفع هذا التمنى بقوته العاقلة.
بعض الأسباب المذكورة ، كما يقتضي أن يتمنى زوال النعمة و السرور به كذلك يقتضي تمني حدوث البلية و الارتياح منه.
إلا أن المعدود من الحسد هو الأول ، و الثاني معدود من العداوة , فالعداوة أعم منه ، إذ هي تمني وقوع مطلق الضرر بالعدو، سواء كان زوال نعمة أو حدوث بلية , و الحسد تمني زوال مجرد النعمة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|