المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الاعجاز البياني بديع نظمه وعجيب رصفه  
  
2729   05:39 مساءاً   التاريخ: 5-11-2014
المؤلف : محمّد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج2 ، ص196-199.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز البلاغي والبياني /

قال الشيخ عبد القاهر الجرجاني : إذا رأيت البصير بجواهر الكلام يستحسن شعراً أو يستجيد نثراً ، ثُمّ يجعل الثناء عليه من حيث اللفظ فيقول ، حلو رشيق ، وحسن أنيق ، وعذب سائغ ، وخَلُوب رائع ، فاعلم أنّه ليس يُنبئك عن أحوال ترجع إلى أجراس الحروف ، وإلى ظاهر الوضع اللغوي ، بل إلى أمر يقع من المرء في فؤاده ، وفضل يقتدحه العقل من زناده (1) .

تعريف بديع عن أُسّ البلاغة الفاخرة ، وتحديدٌ دقيق عن سرّ الفصاحة الباهرة ، ليس يقصر جمال الكلام في حسن منظره حتى ينضاف إليه كمال مخبره :

إنّ الـكلامَ لفي الفسادِ وإنّما      جُعل الكلامُ على الفؤادِ دليلا

وهكذا تجلّى القرآن في سناء جلاله وبهاء جماله ، رائعاً في بديع نظمه ، وفخماً في رفيع أُسلوبه ، فذّاً فريداً لا يدانيه أيُّ كلام ، ولا يضاهيه أيّ بيان ، قد فاحت من طيّاته نفحات القدس ، وفاضت من تواقيع نغماته نسمات الأُنس ... {رَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} [الواقعة : 89].

{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى : 52].

وتلك زهوره الباسقات ، جاءت في حقول عشرة مكتملات ، نقدّم لك إجمالها قبل بيان التفصيل :

( أولاً ) دقيق تعبيره ورقيق تحبيره :

( واضعاً كلّ لفظٍ موضعه الأخصّ الأشكل به ، بحيث إذا أُبدل بغيره جاء منه فساد معنى الكلام أو سقوط رونقه ) .

( لو انتزعت منه لفظةٌ ثم أُدير لسان العرب على لفظة في أن يوجد أحسن منها لم توجد ) .

( فلم يجدوا في الجميع كلمةً ينبو بها مكانها ، ولفظةً يُنكر شأنها ... بل وجدوا اتّساقاً بَهَر العقول ، وأعجز الجمهور ) .

( قدامى علماء البيان ) 

( ثانياً ) طرافة سبكه وغرابة أُسلوبه :

سبكٌ جديد وأُسلوب فريد ، لا هو شعر كشعرهم ولا هو نثر كنثرهم ، ولا فيه تكلّف أهل السجع والكهانة ، على أنّه جَمَع بين مزايا أنواع الكلام الرفيع ، فيه أناقة الشعر وطلاقة النثر وجزالة السجع الرصين ، ممّا لم يوجد له نظير ولم يخلفه أبداً بديل ، ولا استطاع أحد أن يماريه أو يجاريه ، لا في أُسلوبه ولا في نظمه البديع .

حلوٌ رشيق وخلوبٌ رحيق ( إنّ له لحلاوة ، وإنّ عليه لطلاوة ، وإنّه لمثمر أعلاه ، مُغدِق أسفله ، إنه يعلو وما يُعلى ... ) كلام قاله عظيم العرب وفريدها الوليد .

( ثالثاً ) عذوبة لفظه وسلاسة عباراته :

يسيح سيحاً كجري الماء في مصبّه ، ويفيح فيحاً كنسيم الصِبا من مهبّه ، عَذِباً سائغاً رويّاً ، تبتهج له الأرواح وتنشرح له الصدور ، في رونق جذّاب وروعة خلاّبة .

( رابعاً ) تناسق نظمه وتناسب نغمه :

( قد جمع بين مزايا الشعر وخصائص النثر... ) .

( ويجد الإنسان لذّةُ ، بل وتعتريه نشوةٌ إذا ما طرق سمعه جواهر حروف القرآن ... ) .

( لرأيناه أبلغ ما تبلغ إليه اللغات كلها ، في هزّ الشعور واستثارة الوجد النفسي ... ) .

( أُدباء معاصرون )

( خامساً ) تجسيد معانيه في أجراس حروفه :

تتواءم أجراس حروفه مع صدى معانيه ، ويتلاءم لحن بيانه مع صميم مراميه ، مِن وعد أو وعيد ، ترغيب أو ترهيب ، كلّ تعبير يجري مجراه من شدة أو لين ، ويتطلّب مقتضاه من تفخيم أو تهويل ، كلّ يتناسب وجرس لفظه ولحن أدائه ، الأمر الذي يزيده جلالاً وفخامةً وأُبّهةً وكبرياءً ... .

( سادساً ) تلاؤم فرائده وتآلف خرائده :

كأنّه عقدُ جُمان ، تناسقت فرائده ، وتناسبت لآليه ، سياقاً منتظماً متلائماً ، متلاحم الألفاظ والمعاني ، متواصل الأهداف والمباني .

قال سيّد قطب : ( من ألوان التناسق الفنّي ، هو ذلك التسلسل المعنوي بين الأغراض في سياق الآيات والتناسب من غرض إلى غرض ... ) .

( سابعاً ) حسن تشبيهه وجمالُ تصويره :

اعترف أهل البيان بأنّ تشبيهات القرآن أمتن التشبيهات الواقعة في فصيح الكلام ، وأجمعهنّ لمحاسن البديع ، وأوفاهنّ بدقائق التصوير ورقائق التعبير ورحائق التحبير .

( ثامناً ) جودة استعارته وروعةُ تخييله :

عمد القرآن ـ في إفادة معانيه ، والإشادة بمبانيه ـ إلى أنواع الاستعارة والكناية والمجاز ، في نطاق واسع ، أبدع فيها وأجاد إجادةَ البصير المُبدع ، وأفاد إفادةَ الخبير المضطلع ، في إحاطة بالغة لم يعهد لها نظير ، ولم يخلفه أبداً بديل .

( تاسعاً ) لطيف كنايته وظريف تعريضه :

جاءت كناياته ـ حسبما تقدّم ـ أوفى الكنايات وأدقّهنّ وأرقّهنّ ، ولم تفته لطافةٌ في كناية ولا ظرافةٌ في تعريض .

( عاشراً ) طرائفٌ وظرائف :

محاسن جمّة غفيرة ، ومزايا كثرة وفيرة ، تجمّعت في القرآن الكريم ، لا نظير لها في سائر الكلام ولا مثيل .

وبعد .
________________
 1- أسرار البلاغة : ص3 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .