أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-11-2014
5527
التاريخ: 9-05-2015
5718
التاريخ: 26-11-2014
6264
التاريخ: 9-05-2015
6184
|
يشتمل الدين الإسلاميّ على أتمّ المناهج للحياة الإنسانيّة ، ويحتوي على ما
يسوق البشر إلى السعادة في الدارين. هذا الدين عُرفت أسسه وتشريعاته من طريق
القرآن الكريم والسنّة الشريفة ، فالقرآن الكريم ينبوعه الأوّل ومعينه الّذي
يترشّح منه.
والقوانين الإسلاميّة الّتي تتضمّن سلسلة من المعارف الاعتقاديّة والأصول
الأخلاقيّة والعمليّة ، نجد منابعها الأصيلة في آي القرآن العظيم.
قال تعالى : {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي
لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء : 9] .
وقال تعالى : {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ
تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل
: 89] .
فلو دقّقنا النظر في النقاط التالية نُدرك كيف اشتمل القرآن الكريم على
المناهج الحياتيّة الّتي لا بدّ من توفّرها للإنسان :
1ـ السعادة غاية الإنسان :
يهدف كلّ إنسان في هذه الحياة الدنيا للحصول على السعادة. ولكن يختلف البشر
في تحديدها وتشخيص الموارد الّتي يمكن أن تحقّقها فبعضٌ يظنّ السعادة في المال ، وآخر
في الجاه والمنصب وغيرهم في الشهرة وهكذا... والسعادة الحقّة يوم القيامة في
الجنّة ، وقد قال تعالى : {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}
[الأعلى : 17] .
2ـ ضرورة القوانين والأنظمة :
لا بدّ للإنسان من هدف خاصّ في أفعاله الفرديّة والاجتماعيّة.
وللوصول إلى ذلك الهدف ينبغي استناد أعماله إلى قوانين وآداب خاصّة موضوعة من قِبل
دين أو غيره.
والقرآن الكريم نفسه يؤيّد هذه النظريّة حيث يقول : { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا
الْخَيْرَاتِ} [البقرة : 148] .
3ـ ضرورة موافقة القوانين للفطرة
الإنسانيّة :
ينبغي أن تكون القوانين والأنظمة والآداب موافقة للفطرة السليمة ، وليست
نابعة من العواطف والاندفاعات الفرديّة أو الاجتماعيّة.
هذا شأن الكون كلّه ، سعادته وكماله ، باتّباع ما فطره وخلقه الله عليه.
يقول تعالى : {رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ
شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه : 50] .
ويقول : {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} [الأعلى : 2 ، 3]. ويقول : {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا
فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ
زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا }
[الشمس : 7 - 10] ويقول : { فَأَقِمْ وَجْهَكَ
لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا
تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [الروم : 30] .
ويقول : { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ
الْإِسْلَامُ} [آل عمران : 19] .
ويقول : {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ
دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران : 85] .
وبعد وضوح هذه المقدّمات ، نشير إلى أنّ القرآن الكريم وضع مناهج الحياة
للإنسان :
فقد جعل أساس المنهج معرفة الله ، وجعل الاعتقاد بوحدانيّته أوّل الأصول
الدينيّة. ومن طريق معرفة الله دلّه على المعاد ، والاعتقاد بيوم القيامة؛ الّذي
يُجازى فيه المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته وجعله أصلاً ثانياً. ثمّ من طريق
الاعتقاد بالمعاد دلّه على معرفة النبيّ لأنّ الجزاء على الأعمال لا يمكن إلّا بعد
معرفة الطاعة والمعصية والحسن والسيّئ. ولا تتأتّى هذه المعرفة إلّا من طريق الوحي
والنبوّة ، وجعل هذا أصلاً ثالثاً.
واعتبر القرآن الكريم هذه الأصول - الاعتقاد بالتوحيد والنبوّة الّتي
يتفرّع منها الإمامة والمعاد والّذي يتفرّع منه العدل- أصول الدين الإسلاميّ.
وبعد هذا بيّن أصول الأخلاق المُرضية والصفات الحسنة الّتي تُناسب الأصول
الثلاثة ، والّتي لا بدّ أن يتحلّى بها كلّ إنسان مؤمن ، ثمّ شرّع له القوانين
والأنظمة العمليّة الّتي تضمن سعادته الحقيقيّة ، وتنمّي فيه الأخلاق الطيّبة.
ونتيجة القول : إنّ القرآن الكريم يحتوي على منابع أصول
الإسلام الثلاثة كما يلي :
1- أصول العقائد ، وهي تنقسم إلى أصول الدين التوحيد والنبوّة المعاد.
2 - الأخلاق.
3 - الأحكام الشرعيّة والقوانين العمليّة الّتي بيّن القرآن أسسها ، وأوكل بيان تفاصيلها إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وجعل النبيّ بيان أهل بيته عليهم السلام بمنزلة بيانه كما يُعرف ذلك من حديث الثقلين المتواتر نقله عند السُنّة والشيعة.
|
|
أكبر مسؤول طبي بريطاني: لهذا السبب يعيش الأطفال حياة أقصر
|
|
|
|
|
طريقة مبتكرة لمكافحة الفيروسات المهددة للبشرية
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|