1قامت في مدينة الوركاء الشهيرة سلالة حاكمة في العهد البابلي القديم وكان أقدم ملوكها، بحسب معرفتنا الراهنة "سين ــ كاشد" الذي لا نعرف بداية حكمه بوجه التأكيد، ولعله حكم قبيل 1860 ق.م وقد خلف في مدينة الوركاء مآثر مهمة وفي مقدمتها قصره القريب من سور المدينة وقد تناولته أعمال التحريات في المواسم الأخيرة، وجدد الأبنية الدينية في منطقة "اي ــ أنا"، وأقام معبداً لتقديس الإله "لوكال بندا" وزوجته الإلهة "نفسون" والبناء الديني المخصص لكاهنات المعبد المسمى "كي ــ باركو" (Gi-par-Ku) وعين فيه ابنته كاهنة عليا (Nine – Dinger) وتضمن بعض النصوص التي جاءتنا منه اوامره في تحديد أسعار السلع والحاجيات(1).

وخلف "سين ــ كاشد" في حكم الوركاء "سين ــ ايريبام" الذي لا  نعرف عنه أشياء ذات بال سوى أنه ذكر في عقد من مدينة "لارسة" مؤرخ بحكم ملكها "ورد ــ سين". ثم خلقه "سين ــ كامل" و (اردا ــ نيني) الذي كان يعاصر (دامق ــ ايليشو)، ملك لارسة ثم "أنام" الذي ذكر في أحد نصوص التي جاءتنا منه(2) أنه جدد أسوار الوركاء ومعبد "اي ــ انا" وعزا تأسيس تلك الأسوار إلى جلجامش، وقد سبق أن ذكرنا أن أسوار الوركاء ترجع في تأسيسها إلى عصر فجر السلالات بدلالة بنائها باللبن "المستوي ــ المحدب"، ونسب تأسيسها إلى جلجامش في ملحمة جلجامش(3) وجدد أيضاً بالبناء المخصص لسكني الكاهنات المسمى (e-gi-pae-en-na) وعثر في الوركاء على الرسالة التي وجهها "أنام" إلى ملك بابل "سين ــ مبلط"، أبى حمورابي يستنجده فيها على القبائل التي كانت تهدد الوركاء. وانتهى استقلال الوركاء عندما ضمها "ريم ــ سين" ملك "لارسة" إلى مملكته في عام حكمه العشرين.

___________

(1) عن نصوص "سين ــ كاشد" انظر المراجع المذكورة في الهامش رقم 4.

(2) عن نصوص "أنام" انظر:

SAK; ZZB, P.156.

(3) عن نصوص "أنام" انظر:

SAK; ZZB, p.156