المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



ان كونهم صغارا لا يعني تجاوزهم للازمات بشكل اسرع  
  
2095   10:39 صباحاً   التاريخ: 11-9-2016
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص231-232
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

هناك بعض الاشخاص الذين يؤمنون بان الاطفال يتجاوزن الازمات بشكل اسرع من الكبار. ولا ادري من اين لهم بهذه الفكرة. انني اؤكد لك انها محض هراء.

بالطبع يتجاوز بعض الاطفال الاصابة بالصدمات عندما يكبرون، وهذا امر طبيعي؛ حيث انهم يتطورون طوال الوقت وتتغير نظرتهم للأحداث التي وقعت في ماضيهم بشكل كبير؛ فالطفل الذي بدا كانه تأقلم بشكل رائع مع حدوث حالة وفاة في العائلة قد يعاني من حزن شديد بسببها لاحقا في حياته. وجملة قيلت لطفل في الخامسة من عمره قد تظل تطارده بعدها بسنوات، او ربما يأمل الطفل ان يعود والداه لبعضهما مجددا، ويشعر بالجزع في كل مرة يحدث فيها شيء يبدد هذا الأمل.

اننا نحن الكبار لسنا مثاليين، بل نحن أبعد ما نكون عن ذلك، لكن يستطيع معظمنا، في أغلب الاحيان، التعامل مع الازمات، وتجاوزها والخروج منها بسلام. قد لا نتخلص من احاسيس الالم او الحزن تماما، لكننا نتعلم ان نتعايش معها، ولكن هذا يكون أشق على الأطفال في فترة نموهم؛ حيث تتكرر خبرات وأحداث الماضي وتؤثر عليهم عاطفيا. قد يكونون قد تعافوا من الصدمة الاولى أسرع منا (وقد لا يحدث هذا)، لكنهم لا يملكون الخبرة الكافية للتعامل مع مشاعرهم بعد، وقد يحتاجون الى وقت اطول لمعرفة حقيقة مشاعرهم، ومعرفة ما سيفعلونه حيالها.

لذا، دعنا لا نتحدث ثانيا عن هذا الهراء الخاص بتجاوز الاطفال للازمات بصورة اسرع من الكبار. الاباء العاقلون يعلمون حقيقة الامر، لذا لا تدع احد يكرر هذا الهراء على مسامعك.

نحن الكبار لسنا مثاليين بل نحن أبعد ما نكون عن ذلك، لكن يستطيع معظمنا، في أغلب الاحيان، التعامل مع الازمات، وتجاوزها والخروج منها بسلام.

سيكون اطفالك بحاجة الى مساعدتك؛ فاذا حدثت لك هزة مالية على سبيل المثال، فيمكن ان يكون لهذا تأثير ضخم على أولادك. فلا يمكنهم الذهاب مع اصدقائهم في اجازات، أو شراء الاحذية الرياضية باهظة الثمن، او استخدام الهواتف الخلوية، او ان تصطحبهم سيارة المدرسة ـ يمكن ان يكون هذا التأثير مدمرا لبعض الاطفال؛ ففي الوقت الذي تعاني فيه انت لتدبير نفقاتك في ظل ميزانية اقل، سيكون اطفالك قد فقدوا نصف اصدقائهم، وثقتهم بأنفسهم، ومظهرهم الملائم، وكرامتهم، واجازتهم، وسوف يحتاجون الى وقت طويل للتعافي من هذا الامر، حتى لو استعادت الاسرة استقرارها المالي.

دع اطفالك يعلموا انك تتفهم ان مشاعرهم ومشكلاتهم تختلف عن تلك الخاصة بك، وانك تأخذ هذا في اعتبارك بجدية تماما مثلما تأخذ مخاوفك انت بجدية. قد لا تستطيع اعادة استقرارهم المالي، او والديهم السعيدين، اخيهم او اختهم، والدتهم التي توفيت، صحتهم، او أيا ما كان ذلك الذي فقدوه، لكن يمكنك اخبارهم بانك تتفهم مشاعرهم وانك تتوقع منهم ان يأخذوا الوقت الذي يحتاجون اليه للتعافي من آثار تلك الصدمة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.