أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-3-2021
2121
التاريخ: 20-11-2018
2257
التاريخ: 13-1-2016
2227
التاريخ: 1/9/2022
1793
|
لو اتبع الاهل اسلوبا مميزا في تربية أولادهم وكانوا مدركين للهدف الذي يجب أن يسعوا إليه من وراء هذه العملية وتمتع الأهل بثقافة عالية فهل سيصلون يقينا الى إعداد أولاد صالحين بعيدين عن الضلالة والغواية؟
الحقيقة أنه تدخل في عملية التربية عوامل كثيرة منها ما هو متعلق بالبيئة الخارجية التي يعيش فيها الولد كالمدرسة ورفاق السوء في الشارع وموضوع تأثير وسائل الإعلام التي يساهم بعضها في إضلال الأولاد وحرفهم عن الصراط المستقيم. لذلك عندما نتحدث عن وجوب وضوح الهدف, وامتلاك الوسائل المناسبة, والتفهم للمشاكل والصعاب التي تواجه عملية التربية وكيفية التعامل معها لتذليلها, فإننا لا نتحدث عن حلول سحرية ونتائج حتمية ولكن نتحدث عن شروط يجب توفرها بحيث تؤمن لولا المانع المقتضي لنجاح عملية التربية .
وليست المرة الأولى التي نسمع فيها عن أحد الصالحين الذي نشأ أولاده في كنفه وقدم لهم كل النصح والإرشاد اللازم, ولكنهم مع ذلك انحرفوا بسبب سوء سريرتهم وتأثرهم بالأجواء السلبية في المجتمع, وهذا حصل حتى مع الأنبياء, فنبينا نوح (عليه السلام) رفض ابنه مع كل النصح الذي وجهه له وتحذيره إياه من الطوفان أن يركب في السفينة, وقال له بجواب المتكبر المتعجرف: {سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ}[هود: 43], وقد نقل لنا القرآن هذه القصة للعبر بقوله تعالى:{وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ }[هود: 42، 43]. فالمشكلة هنا ليست في نوح (عليه السلام) وهو النبي المعصوم, وإنما هي في ابنه العاق والكافر الذي أرد أن يكون كقومه كافرا بنعمة الله متعرضا لغضبه .
ومن رأفته على ابنه تدخل نوح (عليه السلام) مع الله سبحانه وتعالى لكي ينجي ابنه من العذاب وقد نقل لنا القرآن الكريم هذا الحوار على الشكل التالي:{وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ *قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[هود: 45، 47] .
لذلك يجب علينا أن لا نخاف نحن أدينا دورنا في تربية أولادنا, ومع ذلك لم يلتزموا بالإسلام وأحكامه فهذا حصل مع أنبياء قبلنا لأن هناك مشكلة كبيرة تواجه عملية التربية والتأديب ألا وهي عدم تجاوب الولد مع تأديب أهله وتربيته لهم .
نعم لا مانع من الأسى عليهم والخوف على مصيرهم فهم في النهاية أولادنا فلذات أكبادنا التي تمشي على الأرض, وقبلنا كان رسول الله (صلى الله عليه واله)يتألم لعدم اهتداء قومه لدين الحق بشكل يؤدبه فخاطبه الله سبحانه وتعالى بهذا الخطاب :
{أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}[فاطر: 8]. كان الرسول محمد (صلى الله عليه واله) يغتم ويهتم لعدم التزام قومه بالإسلام فطلب منه الله سبحانه وتعالى أن لا يتحسر عليهم , فإن موضوع الضلالة والهداية هو فعل منهم ودورنا ينحصر في توفير المقدمات للهداية فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فعليها, لذلك كان يأتينا في كثير من الأحيان آباء يعانون من عدم حجاب ابنتهم, أو عدم التزام ابنهم مع كل الجهد الذي بذلوه في تربيته, فكنا نقول لهم : إن من مشاكل هذا الموضوع الكبيرة مسألة عدم التجاوب لأسباب خارجة عن طاقة الآباء, لذلك يجب أن لا تخافوا من عقاب الله سبحانه وتعالى على ما لستم مسؤولين عنه, نعم يجب أن تخافوا جدا ما لو كنتم مقصرين في أداء واجبكم .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|