المصادر التي بين أيدينا فيما يتعلق بالجزيرة العربية قبل الاسلام هي :

1- كتابات المؤرخين العرب.

2- أسفار التوراة وسائر الكتب اليهودية القديمة.

3- كتابات الإغريق والرومان والسريان.

4- الآثار القديمة في الجزيرة العربية نفسها، او في البلدان المجاورة لها كمصر وسوريا وبين النهرين.

ويعد جزءا من كتابات المؤرخين العرب روايات انتشرت بين العرب انفسهم ولها جذور تاريخية على الرغم من كل ما امتزجت به من أساطير ومبالغات على مر الزمان، اي انها روايات محرفة لوقائع تاريخية قديمة، في حين ان جزءا آخر منها عبارة عن موضوعات اقتبست من أخبار اليهود والقساوسة النصارى من السريان واليونان ممن كانوا على اتصال بالعرب.

أما ما ورد بالتوراة وغيرها من الكتب القديمة فيما يتعلق بالعرب فينصب معظمه على انساب القبائل وقدر ضئيل من النصوص المتعلقة بالتجار العرب، وتقدم الكتابات الاغريقية وغيرها من الكتابات الخارجية معلومات اشد تفصيلا ودقة عن شبه جزيرة العرب وتفيد في فهم الروايات العربية وتصحيحها وإكمالها دون شك، وتلقي الاكتشافات الأثرية التي تمت في العصر الحديث أضواء على تاريخ شبه الجزيرة العربية القديم وتقدم معلومات جديدة لم يرد لها ذكر في الروايات القديمة حتى اصبح تاريخ شبه الجزيرة العربية اليوم واحدا من الافرع الكبرى لعلم التاريخ له علماؤه الكبار وكتبه الهامة. ورغم ذلك، فإن تاريخ شبه الجزيرة العربية لا يزال ناقصا، ويحتاج الى تحقيقات واكتشافات مستقبلية، وله مستقبل عريض على المدى البعيد حيث لم يبدأ التنقيب بعد في أراضي الجزيرة العربية، وما هو بين ايدينا اليوم لا يزيد عن نقوش وآثار فوق سطح الأرض.

إن شبه الجزيرة العربية تعد المواطن القديم للأقوام الساميين، وقد تكون أيضاً مهد هذا العنصر البشري وهو ما يعتقده عدد غير قليل من العلماء المحدثين، فمنذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد خرجت القبائل السامية كأمواج البحر واحدة تلو الاخرى من هذه البقاع وانتشرت عن طريق بادية الشامل الى البلاد العامرة المجاورة الى مصر " فالأشوريون والبابليون القدامى والكنعانيون والعمرانيون والنبط كانوا جميعا من هؤلاء المهاجرين وكانت هجرات العرب في زمن الفتوحات الاسلامية آخر حلقات الهجرات الكبرى من شبه الجزيرة.