أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-8-2020
4708
التاريخ: 2023-08-21
1096
التاريخ: 2024-10-26
112
التاريخ: 2023-05-06
933
|
خصائص مدرسة العراق في التدوين التاريخي:
ان العوامل التي ادت الى الكتابة التاريخية عند العرب تتصل بالتطورات الثقافية من جهة وبالتيارات والاتجاهات العامة في المجتمع العربي من جهة ثانية، وقد بدأت الدراسات التاريخية عند العرب في مدرستين مستقلتين : المدرسة العراقية والمدرسة الحجازية وكانت لكل منها دوافع ادت الى انشأها ونموها ، ولكل آراؤها التاريخة ، فمدرسة الحجاز اتجاهها ديني ، قوامه دراسة الحديث ومركزها المدينة (1).
اما مدرسة العراق التاريخية فان اصولها عريقة في القدم عراقة هذا البلد وحضارته اذ اقترنت عراقة الفكر التاريخي مع عراقة تاريخه اذ دون المؤرخون العراقيون القدماء حضارة العراق على مر تاريخه، وقد ازدادت وتعاظمت العناية بالفكر التاريخي بالعراق في العصور الاسلامية ، اذ وجدت في العراق تربة خصبة لهذا النوع من الدراسات الانسانية ونسأت فيه اكثر من مدرسة للتاريخ تميزت بأصالة جذورها واصالة منهجها وبنزعتها العراقية – العربية (2). حتى قال المقدسي فيه (3) : " اقليم العراق اقليم الظرفاء ومنبع العلماء، لطيف الماء ، عجيب الهواء ، ومختار الخلفاء ، اخرج ابا حنيقة فقه الفقهاء ، وسفيان سيد القراء ، وابو عبيدة والفراء ، وابو عمرو صاحب الفراء وكل فقيه ومقري واديب وحكيم وداهٍ وزاهد ونجيب وظريف ولبيب … اليس به البصرة التي قوبلت بالدنيا وبغداد الممدوحة في الورى والكوفة الجليلة وسامراء " .
وتعمق الشعور بالتاريخ وبأهميته بعد نشوء الامصار العربية كالبصرة والكوفة (4)، حتى اذا قيل العراق فمعناه ( البصرة والكوفة) وأحياناً يطلقون عليها ( العراقيين ) (5)، ثم واسط ومن ثم بغداد التي نشأت ونمت معها الجذور الواضحة والمنظمة للمدرسة التاريخية العراقية الناضجة ، اذ ان علم التاريخ وجد في هذه الامصار مرتعاً خصباً لكونه يمثل جزءاً حيوياً من الثقافة العربية السائدة في العراق حينذاك .
وقبل ان نتحدث عن خصائص وسمات هذه المدرسة التاريخية لا بد من القول ان هذه المدرسة استمدت مقومات نشوئها وعوامل نشوء التدوين التاريخي فيها وخاصة البصرة والكوفة الى ان انصهرت تلك العوامل مع بعضها لتخلق مدرسة تاريخية ومن هذه العوامل :
ما أكده القرآن على العبرة والعظة من خلال القصص الدينية التي أشار اليها تواريخ الانبياء والامم السالفة وكان له الاثر في التشجيع على التأليف والتدوين التاريخي في العراق (6).
وقد دفع الاسلام بالقبائل الى تحرير العراق ثم الاستقرار فيه الى جانب سكانه من العرب الذين كانوا تحت نير الغزو الساساني ، وذلك من اجل مواصلة حركة الفتوح والتحرر وبالأخص في المشرق ، اذ اصبحت البصرة والكوفة القاعدتين العربيتين للانطلاق العسكري ، وكان الاثر القبلي فيها واضحاً حتى في تخطيط هذه الامصار فكان الافتخار بأمجاد كل قبيلة وبرجالها وبدورها في حركة التاريخ وافتخار اهل العراق وشعورهم برئاسة العالم الاسلامي في زمن الخليفة الرابع الامام علي (عليه السلام) والذي نقل عاصمة العرب من المدينة المنورة الى الكوفة (7) الاثر الكبير في توجيه رواة ومؤرخي القبائل الى عملية التدوين التاريخي وبذلك اثرت الروايات القبلية على طبيعة الدراسة التاريخية في العراق ، ونتيجة طبيعية لتأثر الامصار بالتقاليد وطبيعة المجتمع القبلي .
وكان للعامل السياسي اثر في نشوء المدرسة التاريخية في العراق من خلال كثرة الاحداث السياسية وتشجيعها وتنوعها بما في ذلك مشاكل الخلافة والامامة والفرق والاحزاب وغيرها … وما نتج منها من تطورات ذات اثر في جعل المؤرخين يدونون تلك التطورات . وهذا الوضع ادى الى تحفيز اذهان واقلام الاخباريين والمؤرخين في العراق لمعالجة وعرض تلك التطورات معبراً عن وجهة نظر خاصة ، واذا كان العراق ميداناً لأكثر هذه الحركات كان اهله اكثر الناس جدالاً في هذا فكان طبيعياً ان يكون منبعاً للكثير من المذاهب الدينية لان كثيراً منها بنى على نحو هذا الاساس . فكما كان العراقيون يتعصبون للعراق على الحجاز ، والحجازيون يتعصبون للحجاز على العراق ، فكان الكوفيون يتعصبون للكوفة والبصريون يتعصبون للبصرة والبغداديون لبغداد وغيرهم نحو ذلك (8).
وكان لدور العراق الحضاري والقيادي اثره البارز في بلورة ونضوج فكرة التاريخ فيه مع تقادم الزمن اضافة الى كثرة الاحداث التاريخية وتنوعها وتشجيعها كل هذا ادى الى خلق جمهرة من المؤرخين الذين وجودوا ان لديهم مادة جيدة وفيرة ومتنوعة من الاخبار والروايات التاريخية سواء في العراق أم خارجه ولذلك غطى المؤرخون العراقيون مساحات شاسعة في الاحداث للعالم العربي الاسلامي فكان كل ما يحدث من حوادث في أي بقعة من العالم الاسلامي يجد له صلة مباشرة وغير مباشرة بالعراق الامر الذي ادى ان يتجه المؤرخون العراقيون الى تغطية احداث تاريخية في اصقاع نائية وبمعلومات متنوعة (9).
وكان التطور الاقتصادي الذي شهده العراق وخاصة في العصور العباسية عصر الازدهار الحضاري والذي هيأ مادة ضخمة في مختلف جوانب الحياة الاقتصادية وانبرى المفكرون والمؤرخون لتدوين مختلف جوانب ذلك التطور سواء في الخراج واحكامه والاموال ام الزراعة واصناف المنتجات الزراعية والحرف والتبادل التجاري (10).
وفضلاً عن عوامل سابقة الذكر والتي منها : الرد على الشعوبية التي حاولت الانتقاص من العرب عن طريق ما عرف بأدب المثالب مما دفع العرب الى جمع اخبارهم ومآثرهم للرد على هذه النزعة العنصرية (11)، وكذلك مجالس السمر التي كان قادة الفتح يعقدونها بعد ان تمت عمليات التحرير وكان الحديث يأخذ طريقه للحديث عن المغازي الاولى للرسول (صلى الله عليه وآله)، ومآثر المسلمين الاوائل فيها ،فضلاً عن ذكر بعض ايام العرب قبل الاسلام والمذاكرة في ابطالها .
يضاف الى هذه العوامل ظهور اللحن في استخدام اللغة العربية نتيجة لدخول عناصر غير عربية في الدولة العربية الاسلامية ، مما دفع علماء اللغة للعمل على وضع قواعد النحو والصرف والبحث عن الشواهد اللغوية مما ادى الى جمع أخبار أخرى معها تتعلق بتاريخ العرب قبل الاسلام . ومما ساعد على ازدهار مدرسة العراق وتطور التدوين التاريخي بصورة اوسع واشمل مع باقي العلوم استخدام الورق الذي وصل عن طريق الصين الى سمرقند واصبح فيما بعد من المواد التي تتاجر بها هذه المدينة ، فعرفته جميع بقاع الدولة العربية الاسلامية ، اذ انهم قبل استخدام الورق كانوا يكتبون على القراطيس المصرية والجلود (12)، وانشأ اول مصنع في بغداد عام ( 178هـ/794م) ، ولا شك ان ظهور الورق وانتشاره وكثرة صناعته قد اعانا على التوسع في التدوين التاريخي ، كما اعانا على جمع المؤلفات التاريخية الصغيرة ذات الموضوع الواحد في مجموعات تاريخية واسعة تضم مختلف المواضيع في نسق زمني متصل كما ان العمق الفكري الذي اصاب الحياة الثقافية ، مع حركة الترجمة وتوسع الحضارة في العصر العباسي الاول وما بعده قد منح المؤرخين السعة اللازمة في الافق والتوازن في النظرة التاريخية لمختلف الحضارات (13).
كما ان انشاء الدواوين وتطورها خاصة بعد ان اتسع نطاق الدولة العربية وتشعبت مشاكلها منذ منتصف القرن الثالث للهجرة دخل كتاب الدواوين ميدان تدوين التاريخ وخاصة ( التاريخ السياسي ) وبعد ان ادى تنظيم الدواوين الى احلال طبقة الكتاب .. بين الثقات ووضع علماء الدين في المرتبة الثانية (14) بحيث اصبح مؤرخ البلاط مؤسسة ثانية وبذلك تغير هدف ومحتوى واسلوب تدوين التاريخ عند المسلمين ، كل هذا اوجد سجلات رسمية ومصادر اصلية للكتابة التاريخية استخدمها واستند اليها كثير من المؤرخين .
لقد ادت هذه العوامل مجتمعة الى ظهور حشد كبير جداً من المؤرخين في العراق موزعين على مدارسه المختلفة كالبصرة والكوفة وواسط وبغداد التي استوعبت اصناف واتجاهات المدارس التاريخية كافة وخاصة انه اصبح المركز الاداري وازدهاره من النواحي السياسية والاقتصادية والادارية والاجتماعية والفكرية ادى الى ازدهار المدرسة التاريخية في العراق خاصة بعد ان شملت عناصر الازدهار المرافق الفكرية كافة ومنها التاريخية .
واذا ما كان التدوين التاريخي قد بدا في التاريخ العربي الاسلامي بالمدينة الا انه سرعان ما انتقل ليحط رحاله تحت ظل مدرسة العراق في القرن الثالث الهجري لتستمر مسيرته وليصبح موضوعه شاملا وبذلك ظهر حشد كبير من الاخباريين والرواة والمؤرخين (15).
ونتيجة لهذا ظهر ما عرف بمدرسة العراق التاريخية والتي نمت وترعرعت في بيئة تمتلك موروثاً حضارياً كبيراً تحول في ذلك العصر الى حكايات واساطير ذات مغزى تاريخي اضافة الى ان التركيبة القبلية هي المكونة لسكانه وبذلك طغى الطابع القبلي على اتجاهات المدرسة التاريخية في العراق بسبب طبيعة وظروف الحياة الاجتماعية السائدة في تلك الحقبة . وكان الاتجاه القبلي العام من ابرز ميزات المدرسة التاريخية خلال العهدين الراشدي والاموي ، ونجد ان الرواية الخبرية قد تأثرت الى حد كبير بقصص ايام العرب والانساب وعززوا روايتهم بالشعر ، فالأيام كانت عاملا من عوامل تطور الرواية الخبرية على الرغم من روايتها الشفهية ومحدودية فكرتها ومضمون هدفها . وهي في الوقت نفسه محاولة جادة لرواية تاريخ عربي تميز بثراء مادته وغناها التاريخي والادبي حافظت عليه ذاكرة القوم جيل بعد جيل حتى اوصلته الى عصر التدوين في منتصف القرن الثاني للهجرة. غير ان الاتجاه القبلي سرعان ما تأثر باتجاه اهل الحديث الذي يعد تاثيرا خارجيا . وسرعان ما استوعبت مدرستا البصرة والكوفة مفاهيم واغراض واهداف مدرسة المدينة المتمثلة بالسير والمغازي والحديث وانتقلت الى المدرسة العراقية واصبحت جزءاً جوهريا من مفاهيم مدرسة التاريخ في العراق التي تعدت حدود ومفاهيم القبيلة بمرور الزمن لتشمل الحالات الجديدة في المجتمع الجديد مع التأكيد على عدم اهمال رواة القبائل الذي استمر نشاطهم في هذه المرحلة ايضا ، وظهرت براعة الرواة والاخباريين والمؤرخين لمدرستي البصرة والكوفة بموضوع السير والمغازي ، وكان معروفا لدى الناس في ذلك العصران هذا النوع من الدراسات من اختصاصات مدرسة المدينة ، حيث انه كان معروفا لدى الناس اختصاص الدراس التاريخية الاقليمية كل منها بميدانها فلمدرسة المدينة المغازي ولمدرسة الشام معها الفتوح ايضا وللعراق الايام والانساب ، فلما الف محمد بن الحسن الشيباني (ت189هـ/804م) (16) العراقي في السير فصاح الامام الاوزاعي (ت157هـ/774م) (17): " وما لأهل العراق والتصنيف بهذا البابا فانه لا علم لهم بالسير والمغازي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) واصحابه (رضى الله عنهم جميعاً ) كانت من جانب الشام والحجاز دون العراق فان عدته فتحاً " (18) فلما علم الشيباني وكان كتابة في السير صغيرا فكتب كتاب (السير الكبير) ويعد اول كتاب في بحث العلاقات الدولية وبهذا يكون تحول اختصاص مدرسة الشام الى العراق ايضا وبروز هذه المدرسة برواية الفتوح الاسلامية المختلفة على اساس رواياتهم الخاصة (19).
ومن جهة اخرى بالنظر لقوة النزعة القبلية فقد تميز التدوين التاريخي فيها بالاعتماد على الشعر (20)، وقد حظي الشعر على وجه الخصوص بعناية خاصة اذ ان الشعر مصدر مهم لعصر ما قبل الاسلام وقد التفت ابن خلدون الى اهمية الشعر ودوره في احتواء المادة التاريخية فقال : " اعلم ان الشعر كان ديواناً للعرب فيه علومهم واخبارهم وحكمهم … ويحرصون على استهداء اشعارهم يطلعون منها على الاثار والاخبار واللغة " (21)، ويُعد المنهج القبلي لتدوين التاريخ وينشد قدماء المؤرخين الاشعار الشاهدة على كبار الحوادث (22).
واستخدام السكان اللغة العربية وظهور اللحن فيها ولأجل المحافظة عليها من هذا اللحن وجمع تراثها المحفوظ لدى القبائل ونسابتها الموجودين في هذه الارض .
ففي القرن الثاني للهجرة اقبل على مختلف الرواية القبلية التي كانت عندئذ مقصورة على الرواة والنسابة فقهاء اللغة الذين حاولوا جمع ما بقي من الشعر القديم وشرحه خدمة فأسدوا بذلك خدمة قيمة للتاريخ عندما جمعوا هذا القدر الهائل من المواد وغربلوها (23) ،اذ ان الشعر كان يروى من قبل رواة من البدو يقدمون عادة بمقدمة نثرية توضح نظمه وتشرح الاشارات التاريخية الواردة فيه (24).
كما صاحب دراسة (الدراسة اللغوية) دراسة الامكنة والقبائل والايام والرجال وغير ذلك فتكونت من هذه الدراسات ثروة تاريخية عظيمة حتى كاد من الصعب فصل التاريخ عن الادب او التمييز بين رواة الادب ورواة التاريخ(25) .
وبذلك كانت ابرز سمات مدرسة العراق ظهور العلاقة بين الادب والتاريخ فقد كان كل منها في هذه المرحلة يمثل الاخر ولقب اديب في الحضارة العربية الاسلامية يعني (امتلاك معرفة تاريخية مسعفة في المناسبات الاجتماعية) (26).
ولذلك نجد بين كبار اللغويين والرواة من كانوا في الوقت نفسه من الاخباريين البارزين ابو عمرو بن العلاء الذي كان اعلم الناس بالعربية والقران والشعر وبأيام العرب وأيام الناس (27)، وابرز منه تلميذه ابو عبيدة معمر بن المثنى (ت211هـ) والذي شمل باطلاعه المعارف العربية كافة فكان (من اعلم الناس بجميع العلوم وهو علم الاسلام والعصر الذي سبقه) ، الا ان علماء اللغة كان لهم الريادة في كل العلوم اذ وضعوا أسسها وقد كان السبب الذي دعاهم الى ذلك هو انهم ارادوا ان يعلموا كتاب الدواوين الذين لم يكونوا على علم بالعربية وتعليمهم الفنون المختلفة ومنها الاخبار من اجل ان لا يقع ظلم على الناس في الادارة وخير دليل على ذلك ادب الكاتب لا بن قتيبة (28).
وقد الف عدد من كتب التاريخ التي تغلب عليها العناية اللغوية (29)، وما من شك في انه بهذا التدوين قد اسهم بحفظ التدوين من جهة كما حافظ على روحها الادبية الاولى من جهة اخرى .
اما الاصمعي (ت216هـ/831م ) فقد كان من الاخباريين وايضا من كبار علماء الفقه والنحو والنوادر وشهرته في اللغة خاصة والنحو لا تمنع من ذكره في مجال الاخبار ايضا ، وغيره الكثير من المؤرخين والذين كانوا يعدون حلقة اتصال بين الادب والتاريخ . فضلاً عن ذلك ملاحظه وجود شيء من اثر الاسلوب القصصي في كتابات اخباريين اخريين ، وقد تطورت الرواية الخبرية على ايدي هؤلاء القصاصين في الاسلام فقد انتشروا في المساجد كامتداد طبيعي للحقبة التي سبقت الاسلام بعد ان اصبح المسجد مراكز تجمع العرب المسلمين وبذلك لم يكن الشاعر وحده هو الذي تهفو اليه النفوس وتسمو اليه الاعين بل كان للقاص ايضا مقاما مهما الى جانب الشاعر (30).
ومن هذا يمكن القول ان واجب الاخباري لم يتوقف عند حدود القصة القصيرة وانما كان الاخباري يروي تفاصل المعارك او الوقائع الحربية او ما يتخللها من احداث سواء كانت رئيسية ام ثانوية ، والعنصر الذي يميز القصص التاريخية الاسلامية من بقية القصص هو اهتمامها الكبير بالدين الذي يعبر عن نفسه فيها جميعاً ، ويجعلها وثائق عن التاريخ الديني اكثر من أي شيء اخر وبهذه الوسيلة حقق التاريخ الاسلامي غايته كقوة حية ساعدت على تدوين تاريخ الاسلام (31). واصبحت عاملا من عوامل تطور الرواية الخبرية وعاملا محفزاً للبحث عن مآثر القبائل العربية ورجالاتها ورواية هذه المأثر التي كانت من ثم تحصيلا حاصلا لتراث الامة العربية الاسلامية (32)، ويظهر التأثير القصصي عند سيف بن عمر وعوانة بن الحكم وابي مخنف .
اما الجانب الاخر الذي ميز مدرسة العراق وهو وجود الانساب وشيوعها بشكل كبير بين القبائل العربية في هذه الارض وهي سلاسل اسماء تدعو لها الحاجة الاجتماعية القبلية للتعارف والتمايز ، وانها كالأعمدة تنسج من حولها بعض القصص التي تحفظ تكوينها .
وقد انتقلت الانساب بالرواية عبر القرن الاسلامي الاول الى عصر التسجيل في القرن الثاني للهجرة (33) ، ولقد عني العرب بأنسابهم في ست طبقات (34) ، ولقد شجع الامويون ابتداء من معاوية بن ابي سفيان مثل هذه الدراسات والتي تعد مصدراً مهماً اسهم في تعزيز الرواية الخبرية العربية ثم ان الحاجات الادارية كتنظيم العطاء واسكان القبائل في الامصار ادت الى وضع سجلات بالأنساب وعززت الاهتمام بها ويضاف الى ذلك الخلافات القبلية … والعوامل الاجتماعية كلها شجعت على دراسة الانساب وبذلك تكون النتيجة العملية لذلك لا كحاجة علمية اجتماعية فقط ولكن حاجة اقتصادية ايضا لما ارتبط بها من العطاء والارزاق ولا سيما وقد نظمت المدن الاسلامية الجديدة وجرى اسكان الناس فيها على اساس قبلي .
ويلاحظ ايضا انه تحت تاثير الضغط الشعوبي توسعت ( مدرسة العراق ) في المعلومات المتعلقة بالأنساب حتى عد انجاز هذه المدرسة في مجال الانساب مادة مقابلة لما اعطته المدينة في كتب الطبقات (35).
ويلاحظ ان المد الشعوبي فيها عرف بالمأثور الفارسي دخل التاريخ العربي عن طريق هذه المدرسة على الرغم من ان اثره لم يكن كبيرا بل ان دخوله لم يكن له قيمة تاريخية لا سيما من اراد ان يكتب تاريخ الفرس تأثر بالعربية وادبها وتراثها ، ولما كان العراق مكان التقاء الموالي الفرس مع العرب بجانب كونه مركز الادارة والتمازج الثقافي ، فقد كان مركز هذه المدرسة التاريخية في هذا الاقليم خاصة لا في فارس نفسها اذ لم تكن اللغة العربية شائعة ولا حاجة بالمقابل الى كتب التاريخ بالعربية مع توافرها بالفارسية .
وبدأ هذا المد بنقل ابن المقفع (ت144هـ/760م) كتاب سير الملوك او ( خداينامة ) من الفارسية الى العربية (36)، وهي تحكي حكايات خرافية واساطير وانساب خيالية .
وترجمت كتب اخرى غير الخداينامة ، وهذه الكتب ادخلت عنصرا قصصيا ضعيفا مع كثير مما هو اسطوري الى المواد التاريخية (العربية) ولم يكن في هذه الكتب تسلسل تاريخي حسب السنين لانه لم يكن للفرس تقويم ثابت . ولذلك فان كتب الخداينامة وغيرها من الكتب قدمت مادة مشوشة لفترة ما قبل الاسلام ولم تأت بفكرة او بخطة جديدة لكتابة التاريخ.
وكذلك نرى ان المؤثر الديني يمكن اقرانه بالدور الاول للنشوء أمتد منذ حقبة مبكرة من بداية نشوء الدولة العربية الاسلامية فلذلك نرى ان روايات المؤرخين اهتمت بالرواية التي اصطلح العرب المسلمون على تسميتها (الاسرائيليات) والتي دخلت التاريخ الاسلامي اذ اخذها الاخباريون في القرنين الاول والثاني للهجرة عن اهل الكتاب ترجمة او بالرواية من ضم اهم الرواة لهذه الامور بعد كعب الاحبار وهم دغفل النسابة (ت حوالي70هـ/689م)(37)، وعبيد بن شرية الجرهمي (ت حوالي 68هـ/687م) (38)، ووهب بن منبه (ت حوالي 11 هـ/732م) (39)، فقد دخلت الكثير من الإسرائيليات وقضايا اليهود الى الثقافة الاسلامية عن طريقها وبذلك انشئ قصص تاريخي استفاد منه اهل التفسير منه وطلاب الاخبار، واصحاب الحاجة الى المعرفة التاريخية وهذا لا يمنع من القول ان روايات هؤلاء كانت جزءا من البذرة الاولى التي شكلت الرواية الخبرية عن العرب المسلمين واذا كانت ثمة ادلة على ان الكتاب المقدس ترجم في العصر الاموي الى العربية فانه ما من شك في انه ترجم للرشيد عن اهل الكتاب فقد ذكر عن المترجم احمد بن عبد الله بن سلام مولى الرشيد انه ترجم كما قال عن العبرانية واليونانية والسريانية واخبار المصحف والتوراة والانجيل والانبياء (40).
وثمة ملاحظات اخرى تتمثل بسمات مهمة لهذه المدرسة اهمها النظرة الكلية للأمور فقد تجاوز النسابون الاهتمام بتاريخ القبيلة الواحدة الى الاهتمام بمجموع القبائل وكان الرواة الاخباريون يجعلون محور اهتمامهم اخبار الامة لا اخبار قبيلة او حادث معين (41). وان التحزب السياسي او القبلي او القطري او للمصر وخاصة في هذه المدرسة وكان يظهر في الروايات المروية ، فأبو مخنف كان يكشف عن ميول علوية عراقية ويروي روايات قبائل ازد العراقية كما يروي روايات اهل الكوفة ، وقد تولى سيف بن عمر اذاعة روايات قبيلة تميم عن الغزوات العربية (42).
وبدات تنكشف الميول القبلية عند الاخبارين الاولين وخاصة بعد عصر الخلفاء الراشدين وقيام الدولة الاموية وانتقلت من نطاق القبلية الى ميدان السياسة والحزبية ، ونجد مؤرخا كالواقدي من رجال القرن الثاني الهجري يظهر ميله العلوي في تاريخه ، ولاشك ان الدولة الاموية بما صاحب قيامها وبما احاط بها من تيارات حزبية وسياسية قد شجعت على ظهور الميل واحياء النزعة القبلية عند المؤرخين الاولين (43).
وكان للقبيلة العربية في البلاد التي يفتحها المسلمون مكان مهم في المجتمع العربي الاسلامي الاول ، حتى لقد كدنا نحس انتقال القبيلة من ارض الجزيرة العربية .
وعلى الرغم من ذلك فاننا نجد كثيراً من الاخباريين والمؤرخين الاولين وعلى الرغم من ميولهم الخاصة . يعرضون الروايات المختلفة التي تمثل الصراع بين الامويين والعلويين، فاذا اورد احد الاخباريين روايات عصره او قبيلته فانه لم يكن يستطيع اجمال الروايات المعارضة او المتناقضة ، فأبو مخنف يورد روايات اشياخ من الازد وتميم ومحارب ومع انه اعتمد في صفين على روايات كوفية الا انه اضاف اليها روايات شامية ومدنية(44) .
وكان للقبيلة العربية في البلاد التي يفتحها المسلمون مكان مهم في المجتمع العربي الاسلامي الاول ، حتى كدنا نحس انتقال القبيلة من ارض الجزيرة العربية الى ارض الممالك المفتوحة من قبل المسلمين (45)، فبذلك نرى ان المدرسة التاريخية العراقية لـم تكـن تنـسى بجانب الاحداث المحلية الخاصة النظرة الافقية الشاملة للوطن العربي والعالم الاسلامي بصورة خاصة. ولكن بعد تطور الكتابة التاريخية لم يكن تشغل المدرسة التاريخية في العراق التفاصيل الاقليمية عن احداث الامصار العربية والاسلامية الاخرى ، والاهتمام بها ولذلك اتسم مؤرخو هذه المدرسة بنظرة انفتاحيه لهم تتجه الى خارج العراق والى ما وراءه من اقاليم الاسلام (46). وبذلك يتأكد تبلور فكرة الامة ووحدتها في اذهان المؤرخين العراقيين ، فالامة لا القبيلة هي محور الاهتمام ، فنستطيع بذلك ان نجد كتاب السير والطبقات في كتب السير الاولى وفكرة التواريخ العامة والتواريخ على السنين الى نمو فكرة الامة عند المسلمين من جهة والى النظرة العالمية الواحدة لديهم من خلال سلسلة الانبياء وتساوي البشر من جهة اخرى (47).
فضلا عن ذلك فان المؤرخون العرب اشخاص قادتهم اذواقهم لكتابة التاريخ كما انهم وحتى قرون متأخرة لم يكونوا مؤرخين رسميين في البلاطات ، وقد امتازوا بالحياد والاتزان التام في مؤلفاتهم ويكفيهم فخراً ان شهد بحقهم الاجانب اذ قيل عنهم : " ان مؤرخي العرب اخصب من مؤرخي اليونان علما وتجربة " (48)، وان مؤرخي المدرسة العراقية قد بذلوا جهوداً كبيرة وعلى نطاق واسع لجمع الروايات والاخبار ، فنجدهم يستفيدون من الروايات القبلية في العراق او الروايات العائلية من المقاتلين وكانوا يكملون هذه الروايات بروايات امصار اخرى حول الحوادث التي اوردوها وكانوا يعتمدون لتغطية تلك المعلومات على ما تضمنته كتبهم من وثائق رسمية ، رسائل ومعاهدات لعلها مأخوذة من الدواوين الحكومية او من قبل اناس لديهم وثائق ، حيث كان باستطاعة الاخباري الاعتماد كثيرا على روايات عصره ، ولذلك نجد روايات تدلل على قيام كثير منهم برحلات الى المشرق ، والجزيرة والحجاز واليمن وبلاد الشام ومصر والمغرب والاندلس ولذلك نجد التنوع في مصادر كتابات المؤرخين العراقيين فنجد من بين مصادرهم مؤرخين ينتمون الى البلدان التي رحلوا لها اضافة الى محدثين واخباريين وفقهاء وشعراء وادباء وجغرافيين … الخ (49).
وبعد ان قام الرواة والاخباريون العراقيون بجمع مئات من الروايات التاريخية عن احداث تاريخية متنوعة وصنفوها ووضعوها تحت عناوين محددة وهذا قبل ان تتبلور ويستقر التدوين التاريخي المنظم والمبرمج الى ان قام الجيل التالي بتصنيفها وتنظيمها وظهرت بذلك المصنفات التاريخية ذات العناوين المحددة والمستقلة وهذا نلمسه عند عوانة بن الحكم وابن الكلبي والمدائني وبعد ذلك بدأت المرحلة المهمة من مراحل التدوين التاريخي والمنظم في العراق وذلك في القرن الثالث للهجرة وتميزت المادة التاريخية بوفرتها وتنوعها وكثرتها وقد شعر المؤرخون العراقيون ان كل شيء يستحق ان يسجل ويكتب من جهة وان الحياة السياسية اصبحت تراثا طويلا من جهة اخرى كما شعروا بارتباط التاريخ مع العلوم والمعارف الاخرى فاطلوا بها عليه (50) ، فظهرت المدونات الضخمة والمنظمة حيث برز (البلاذري ت 279هـ) و (الطبري ت 310هـ) وغيرهم كثير، والذي كان لهم الافضل الكبير في حفظ مصنفات جيل المدائني وعوانة وابن الكلبي .
وبذلك يمكننا القول ان المدرسة التاريخية العراقية مرت بثلاث مراحل حتى استقرت بظهور المؤرخين الكبار الذين انتهت معهم مرحلة الاخباريين اذ وضع الكبار خطوط علم التاريخ عند العرب وركزوا الاراء والافكار التاريخية .
وقد قام هؤلاء بدراسات واسعة في التاريخ بمختلف اصنافه واتجاهاته وكان ظهور هؤلاء المؤرخين الكبار كان في مدرسة بغداد التاريخية حيث فاقت ما كان موجوداً في مدرستي البصرة والكوفة بل حتى مدرسة المدينة حيث انتقل الى بغداد الثقل السياسي والثقافي واصبح الجو الثقافي التاريخي كله يتهيأ في العراق لا للسيطرة العراقية فقط ولكن لظهور ابرز المؤرخين الاوائل فيها وبذلك نما علم التاريخ واكتمل شكلا ومضمونا على يد مؤرخي المدرسة البغدادية حيث بلغ على ايديهم مرحلة النضوج والتبلور التـام مـن ناحيـة مادتـه ومناهجه ورجاله وبالأخص في اواخر القرن الثالث للهجرة ، واصبحت المؤلفات التاريخية العربية لا تفوقها مؤلفات اية امة في التنوع والكثرة حتى قيل (ان التاريخ العربي فاق بالتأكيد ما وصلته الكتابات التاريخية السابقة في الفهم الاجتماعي للتاريخ او التنظيم العلمي للمادة التاريخية) (51). واصبح علماً مستقلاً بارزاً له مكانته ومنزلته واهميته .
___________
(1) الدوري، بحث في نشأة علم التاريخ، ص131.
(2) المشهداني ، محمد جاسم ، دراسات في تاريخ العراق وحضارته ، ج3، ف10 ،ص103 .
(3) المقدسي ، شمس الدين ابو عبد الله محمد (ت375هـ) ، احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم ، ط2، تحقيق : دي غوية ، (ليدن ، 1906 ) ، ص13 ؛ امين ، احمد ، ضحى الاسلام ، ج2 ، ص78 .
(4) المشهداني ،محمد جاسم ،دراسات في تاريخ العراق وحضارته ، ج3 ، ف10 ، ص103 .
(5) امين ، احمد ، فجر الاسلام ، ط9 ، (مصر ، 1964 ) ، ص184 .
(6) المشهداني ، محمد جاسم ، حضارة العراق ، (بغداد ، 1985 ) ، ج8 ، ص154 .
(7) الدوري ، بحث في نشأة علم التاريخ ، ص131 ؛ امين ، احمد ، فجر الاسلام ، ص182؛ المشهداني ، محمد جاسم ، حضارة العراق ، ج8 ، ص147 .
(8) امين ، احمد ، فجر الاسلام ، ص82 .
(9) المشهداني ، محمد جاسم ، دراسات في تاريخ العراق وحضارته، ج3، ف 10، ص109 .
(10) المشهداني ، محمد جاسم ، حضارة العراق ، ج8 ، ص153 .
(11) انظر : الفصل الاول ، المبحث الثاني ، ص .
(12) الثعالبي ، ابو منصور عبد الملك بن محمد بن اسماعيل النيسابوري ( ت429هـ) ، ثمار القلوب في المضاف والمنسوب ، تحقيق : محمد ابو الفضل ابراهيم ، ( القاهرة ، 1965 ) ، ص543 .
(13) مصطفى، شاكر، التاريخ العربي والمؤرخون، ج1، ص100.
(14) جب ، علم التاريخ ، ص156-157 ؛ روزنثال ، علم التاريخ عند المسلمين ، ص78 .
(15) دي بور . ت . ج ، تاريخ الفلسفة في الاسلام ، ترجمة: محمد عبد الهادي ابو ريدة ، (القاهرة ، 1938 ) ، ص81 .
(16) وهو محمد بن الحسن بن فرقد من موالي بني شيبان ولد سنة ( 131هـ/748م) بواسط ونشأ بالكوفة وانتقل الى بغداد فولاه الرشيد القضاء بالرقة ثم عزله ومات في الري سنة (183هـ) وهو الذي نشر علم ابن حنيفة، ونعته الخطيب البغدادي بإمام اهل الرأي ، انظر : ابن النديم ، الفهرست ، ص203 ؛ الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد، ج2 ، ص172 ؛ ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج7 ، ص202 ؛ الزركلي ، الاعلام ، ج6 ، ص39 .
(17) الاوزاعي ، ابو عمرو بن عبد الرحمن بن عمرو ولد سنة ( 88هـ ) في بعلبك وتوفي في بيروت سنة (157هـ) واصله من دمشق ، وكان امام الشاميين في الحديث وحين اجتمع بالأمام مالك بن انس في المدينة (غمره بالسير بينما غمره مالك بالحديث ذلك ان الاوزاعي كان اعلم بهذا الباب من غيره من علماء الامصار ؛ انظر ابن قتيبة ، المعارف ، ص514 ؛ الرازي ، الجرح والتعديل ، ص281 ؛ ابن تيمية ، تقي الدين احمد بن عبد الحليم ( ت728هـ ) ، مقدمة التفسير ، (دمشق، 1936 ) ، ص15 ؛ مصطفى ، شاكر ، التاريخ العربي والمؤرخون ،ج1 ، ص171 .
(18) مصطفى، شاكر، التاريخ العربي والمؤرخون، ج1، ص120.
(19) مصطفى، شاكر، التاريخ العربي والمؤرخون، ج1، ص171.
(20) روزنثال ، علم التاريخ عند المسلمين ، ص55 .
(21) ابن خلدون، المقدمة، ص158.
(22) مرج ليوث، دراسات عن المؤرخين العرب، ص 27.
(23) جب ، علم التاريخ ، ص146 ؛ الدوري ، بحث في نشاة علم التاريخ ، ص44 ؛ مصطفى ، شاكر ، التاريخ العربي والمؤرخون ، ج1 ، ص174 .
(24) الدوري ، بحث في نشاة علم التاريخ ، ص43 .
(25) كحالة ، عمر رضا ، التاريخ والجغرافية في العصور الاسلامية ، ص24 .
(26) روزنثال ، علم التاريخ عند المسلمين ، ص77 .
(27) الجاحظ ، البيان والتبيين ، ج1 ، ص214 .
(28) ابن النديم، الفهرست، ص53.
(29) مصطفى، شاكر، التاريخ العربي والمؤرخون، ج1، ص66.
(30) بروكلمان ، تاريخ الادب العربي ، ج1 ، ص128 .
(31) روزنثال ، علم التاريخ عند المسلمين ، ص266 .
(32) الزبيدي ، داود سلمان ، اثر الحديث النبوي في التدوين التاريخي ، ص49 .
(33) مصطفى، شاكر، التاريخ العربي والمؤرخون، ج1، ص55-56.
(34) الطبقات الست وهي ( الشعب ، القبيلة ، العمارة ، البطن ، الفخذ ، الفصيلة ) الشرقاوي ، ادب التاريخ ، ص150.
(35) مصطفى، شاك ر، التاريخ العربي والمؤرخون، ج1، ص173؛ الملاح، هاشم، دراسات في فلسلفة التاريخ، ص65.
(36) البيروني ، الاثار الباقية ، ص99 ؛ جب ، علم التاريخ ، ص154 .
(37) ينظر : ابن حجر العسقلاني ، الاصابة ، ج1 ، ص475 .
(38) ينظر : السجستاني ، ابو حاتم سهل بن عثمان البصري ( ت235هـ) ، كتاب المعمرين من العرب وطرف من اخبارهم وما قالوه في منتهى اعمارهم ، رواية ابي روق الهمداني ، (مصر، 1905) ، ص40 ؛ ابن النديم ، الفهرست ، ص138.
(39) ينظر : ابن سعد ، طبقات الكبرى ، ج5 ، ص395 ؛ ابن قتيبة ، المعارف ، ص30 .
(40) ابن النديم، الفهرست، ص21-22.
(41) الدوري ، بحث في نشاة علم التاريخ ، ص123 .
(42) مصطفى، شاكر، التاريخ العربي والمؤرخون، ج1، ص171.
(43) حسن، محمد عبد الغني ، علم التاريخ عند العرب ، ص41 .
(44) مصطفى، شاكر، التاريخ العربي والمؤرخون، ج1، ص173؛ حسن، محمد عبد الغني، علم التاريخ عند العرب، ص41.
(45) حسن ، محمد عبد الغني ، علم التاريخ عند العرب ، ص41 ؛ الملاح واخرون ، دراسات في فلسفة التاريخ ، ص56 .
(46) المشهداني ، دراسات في تاريخ العراق وحضارته ، ج3 ، ف10 ، ص110 .
(47) الحديثي ، نزار ، علم التاريخ عند العرب ، ص109 .
(48) بارتولد ، م ، ف ، تاريخ الحضارة الاسلامية ، ترجمة : حمزة طاهر ، ط2 ، (مصر، 1952)، ص33 .
(49) المشهداني ، محمد جاسم ، دراسات في تاريخ العراق وحضارته ، ج3 ، ف10 ، ص116 .
(50) مصطفى، شاكر، التاريخ العربي، ج1، ص296؛ ريان، رجائي، مدخل لدراسة التاريخ، ص32.
(51) روزنثال ، علم التاريخ عند المسلمين ، ص267 ؛ جمال الدين ، عبد الصاحب ، دراسة التاريخ عند العرب ، ص40 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|