المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الدولة المعينية(1300- 650ق.م)
حق الفرد في حمل الجنسية والدفاع عنها
5-4-2016
Imaginary Condition
15-6-2021
Felix Savary
21-7-2016
التربية النبويّة للحسين
20-3-2016
تعريف المنهجية
16-10-2014


كلام الله تعالى  
  
949   09:23 صباحاً   التاريخ: 25-10-2014
المؤلف : محمّد آصف المحسني
الكتاب أو المصدر : صراط الحق في المعارف الإسلامية والأُصول الاعتقادية
الجزء والصفحة : ج1- ص239-241
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الثبوتية / التكلم و الصدق /

التكلّم هو التحدّث ، والكلام هو القول كما في القاموس وغيره ، فهو في أصل اللغة عبارة عن أصوات متتابعة لمعنى مفهوم .

وإن شئت فقل : إنّه الحروف المنتظمة المسموعة ، فهو من الكيف المسموع .

قال المحدّث المجلسي رحمه الله (1) : فالإمامية قالوا بحدوث كلامه تعالى ، وأنّه مؤلّف من أصوات وحروف ، وهو قائم بغيره ، ومعنى كونه تعالى متكلّماً عندهم ، أنّه موجِد تلك الحروف والأصوات في الجسم ، كاللوح المحفوظ ، أو جبرئيل ، أو النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أو غيره كشجرة موسى ، وبه قالت المعتزلة أيضاً ... إلخ .

أقول : إن أراد من الحروف تلفّظها فهو متين ، وإن أراد نقشها كما يشهد له ذكر اللوح المحفوظ ، أو إلهامها كما يشعر به ذكر النبي ، فيردّه أنّ النقش والإلهام ليسا بكلام ، وفاعلهما ليس بمتكلّم ، بل هو ملهَم ومنقش أو كاتب .

وبالجملة ، الذي هو من فعله ليس إلاّ مثل كلام الآدميين بلا فرق أصلاً ، غير أنّ إصداره عنا بجارحة مفقودة في حقه تعالى .

ثمّ إنّ الفاضل المقداد (2) ذكر ، أنّ طريق إثبات تكلّمه تعالى عند الأشاعرة عقلي ، وعند المعتزلة نقلي ، لكن فيه نظر بل منع ...

نعم ، ربّما استدلّ عليه من جهة العقل جماعة من غير الأشعرية ، وإليك بيان الوجوه العقلية المذكورة وغيرها :

1 ـ قاعدة الملازمة المتقدّمة ، استدلّ بها اللاهيجي (3) ، وابنه قدّس سرهما (4) ، لكنّك عرفت ... اختصاص القاعدة بالصفات الذاتية ، وأنّه لا مجرى لها في أفعاله تعالى التي هي ممكنة بالإمكان الخاصّ .

وأمّا ما صنعه المستدلّ ، من تفسير كلامه تعالى بالقدرة على إيجاد الألفاظ لا نفس الألفاظ ، فإنّها كلام بمعنى ما يتكلم به ؛ وذلك لأنّ الكلام من صفاته تعالى ، وصفاته لا تكون حادثةً (5) ، فهو تعسّف بلا جهة ، ولا فرق في كلام الله وغيره ...

وأمّا دليله فهو خلط بين صفاته الذاتية والفعلية ، فإنّا وإن نصفه بالتكلّم وأنّه متكلّم ، إلاّ أنّه من صفات أفعاله كغيره من الأفعال ، وهذا واضح جداً .

ومثله في الضعف ما يظهر من المحقّق الطوسي قدّس سره في التجريد ، من أنّ عموم قدرته يدلّ على ثبوت الكلام ، فإنّ الكلام وإن كان مقدوراً له ، إلاّ أنّه ليس كلّ مقدور بواقع وموجود خارجاً بالضرورة .

2 ـ عدم التكلّم ممّن يصحّ اتّصافه به نقصٍ واتّصاف بأضداد الكلام ، وهو محال على الله تعالى ، فإن نوقش في كونه نقصاً سيما إذا كان مع قدرته على الكلام ـ كما في السكوت ـ فلا خفاء في أنّ المتكلّم أكمل من غيره ، ويمتنع أن يكون المخلوق أكمل من خالقه . ذكره القوشجي (6) دليلاً لقول المحقّق الطوسي في تجريده .

أقول : بعد تخصيصه بما لا يزال وإلاّ فهو واضح الفساد ، يرد عليه منع النقص قطعاً ، وعدم اتّصافه بأضداده جزماً ؛ إذ تكلّمه إيجاد الصوت ونقيضه عدم الإيجاد ، وهذا ليس بضدّ .

وأمّا الخرس فهو في المخلوق دون الخالق المنزّه عن الجوارح ، بل ضدّ التكلّم فيه إيجاد شيء آخر غير الصوت ، وهو كمال له ومنع أكملية المتكلّم من غيره ، وإلاّ لزم استمرار إيجاده الأصوات إلى الأبد ! أو أكملية مخلوقه منه من هذه الجهة ، حين عدم إيجاده الصوت وتكلّمهم .

وبالجملة ، هذا الوجه ضعيف جداً لمنع جميع مقدماته ، ومنه انقدح بطلان ما استدلّ به الفاضل الطبرسي (7) من أنّ التكلّم كمال لفعله فعدمه نقص له ، والنقص بجميع أنحائه محال عليه ؛ إذ فيه أنّ إيجاد الصوت ممّا لا كمال فيه بحيث يعدّ عدمه نقصاً ، أي قبيحاً كما هو الظاهر .

3 ـ اللطف واجب على الله الحكيم سواء فسّر ببيان المصلحة والمفسدة ، أو بتقريب المكلّف إلى الطاعة وإبعاده عن المعصية ، وهو لا يمكن إلاّ بإنزال الكتب وإرسال الرسل ، وإنزال الكتب موقوف على التكلّم بما يعرفه المخاطب من الكلام ، فوجب عليه التكلّم عقلاً (8) . وفيه : أَوّلاً : منع وجوب اللطف ...

وثانياً : أنّ إنزال الكتاب غير موقوف على التكلّم ، بل يمكن بنقش الحروف في اللوح ليطالعه المَلَك المبلِّغ إلى النبي أو الرسول ، بل اللطف غير موقوف على إنزال الكتاب أصلاً ؛ لإمكان إلهام الله نبيه في النوم أو اليقظة الأحكام والمعارف النافعة للناس ؛ ولذا لم يكن لكلّ نبي كتاب ...

4 ـ إنّ الله قادر على كلّ ممكن ، فالتكلّم ـ بما أنّه ممكن ـ مقدور ، والداعي والغرض من إيجاده متحقّق ، والصارف والمانع مفقود ، فوجب تحقّق التكلّم ؛ لاستحالة تخلّف المعلول عن علّته . ذكره وسابقه في كفاية الموحّدين (9) .

أقول : تحقّق الداعي غير بيّن ولا بمبيّن ، ولعلّه أراد به إنزال الكتب ...

5 ـ إجماع الأنبياء وتواتر أخبارهم ( سلام الله عليهم ) بذلك ، ذكره جمع . ولكنّه محتاج إلى علم الغيب ؛ إذ لم يصل إلينا من نبي ـ غير خاتمهم ( صلى الله عليه وآله ) ـ أنّه تعالى متكلّم ، وقد عرفت أنّ إنزال الكتب والوحي لا يدلاّن على تكلّمه ؛ لاحتمال استنادهما إلى إيجاد الحروف المنقوشة دون المسموعة .

6 ـ إجماع الملّيين واتّفاق المسلمين .

7 ـ الكتاب والسُنة ، فمن الأَوّل قوله تعالى : {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } [النساء: 164] وقوله : {وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} [الأعراف: 143] وقوله تعالى : {يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ} [البقرة: 75] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على قوله ...  وهذا الوجه هو العمدة في المقام ، فتحصّل أنّ إثبات تكلّمه نقلي لا عقلي .

___________________

(1) بحار الأنوار 4 / 150.

(2) شرح الباب الحادي عشر / 19.

(3) سرمايه إيمان / 31.

(4) شمع اليقين / 17.

(5) كما في الشوارق وسرمايه إيمان .

(6) شرح التجريد / 356.

(7) كفاية الموحّدين 1 / 328.

(8) المصدر نفسه / 327.

(9) المصدر نفسه / 328.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.