المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الميرزا أسد الله بن الميرزا عسكري المشهدي
28-9-2020
معنى كلمة كبكب‌
14-12-2015
عدم العدالة بين الأولاد
21-4-2016
ergative (n.) (erg, ERG)
2023-08-24
مكافحة الحفار والدودة القارضة على لاقرعيات
20-6-2016
مستحبات الركوع
30-9-2016


الامام مع قسيس  
  
3142   03:07 مساءاً   التاريخ: 18-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص64-65.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / التراث الباقريّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-8-2016 2895
التاريخ: 18-8-2016 2857
التاريخ: 21-8-2016 3059
التاريخ: 18-8-2016 3061

لما كان الامام أبو جعفر (عليه السلام) في الشام التقى مع قسيس من كبار علماء النصارى وجرت بينهما مناظرة اعترف القسيس بعجزه وعدم استطاعته على محاججة الامام ومناظرته وهذا نصها :

قال أبو بصير : قال أبو جعفر (عليه السلام) : مررت بالشام وأنا متوجه إلى بعض خلفاء بني أمية فاذا قوم يمرون فقلت : أين تريدون؟ قالوا : إلى عالم لم نر مثله يخبرنا بمصلحة شأننا قال (عليه السلام) : فتبعتهم حتى دخلوا بهوا عظيما فيه خلق كثير فلم ألبث أن خرج شيخ كبير متوكّئ على رجلين قد سقطت حاجباه على عينيه وقد شدهما فلما استقر به المجلس نظر إلي وقال : منا أنت أم من الامة المرحومة؟

ـ من الأمة المرحومة.

ـ أمن علمائها أم من جهالها؟

ـ لست من جهالها.

ـ أنتم الذين تزعمون أنكم تذهبون إلى الجنة فتأكلون وتشربون ولا تحدثون؟!

ـ نعم.

ـ هات على هذا برهانا.

ـ نعم الجنين يأكل في بطن أمه من طعامها ويشرب من شرابها ولا يحدث.

ـ ألست زعمت أنك لست من علمائها؟

ـ قلت : لست من جهالها.

ـ اخبرني عن ساعة ليست من النهار ولا من الليل؟

ـ هذه ساعة من طلوع الشمس لا نعدها من ليلها ولا من نهارنا وفيها تفيق المرضى.

وبهر القسيس وراح يقول للامام : ألست زعمت أنك لست من علمائها.

ـ إنما قلت : لست من جهالها.

ـ والله لأسألنك عن مسألة ترتطم فيها.

ـ هات ما عندك.

ـ اخبرني عن رجلين ولدا في ساعة واحدة وماتا في ساعة واحدة عاش أحدهما مائة وخمسين سنة وعاش الآخر خمسين سنة؟

ـ ذاك عزير وعزيرة عاش أحدهما خمسين عاما ثم أماته الله مائة عام فقيل له كم لبثت؟ قال : يوما أو بعض يوم وعاش الآخر مائة وخمسين عاما ثم ماتا جميعا.

وصاح القسيس بأصحابه والله لا أكلمكم ولا ترون لي وجها اثنى عشر شهرا فقد توهم أنهم عمدوا إلى ادخال الامام أبي جعفر (عليه السلام) عليه لافحامه وفضيحته ونهض الامام أبو جعفر (عليه السلام) وأخذت أندية الشام تتحدث عن وفور فضله وقدراته العلمية.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.