المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



فضيلة الصبر  
  
2370   10:26 صباحاً   التاريخ: 18-8-2016
المؤلف : العلامة المحدث الفيض الكاشاني
الكتاب أو المصدر : الحقائق في محاسن الاخلاق
الجزء والصفحة : ص.‏142- 144
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / الشكر والصبر والفقر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-8-2016 1787
التاريخ: 14-3-2022 2828
التاريخ: 2023-03-27 1492
التاريخ: 2024-03-17 888

الصّبر هو ثبات باعث الدّين في مقابلة باعث الهوى ، فعلى الشاق كالعبادة و المكروه كالمصيبة صبر مطلقا ، و ضدّه الجزع و الهلع ، و هو الاسترسال في رفع الصوت و ضرب الخدود و شق الجيوب.

و عن شهوة البطن و الفرج عفّة و ضدّه الشّره‏(1) ، و في الغنى ضبط النّفس و ضده البطر(2) و في الحرب شجاعة و ضدّه الجبن ، و في كظم الغيظ حلم و ضدّه الغضب ، و في النّوائب سعة الصّدر و ضدّه ضيق الصّدر و الضّجر و التبرم ، و في إخفاء الأمر كتمان و ضدّه الاضاعة و في فضول العيش زهد و ضدّه الحرص.

و مدد باعث الدّين من الملائكة الناصرين لحزب اللّه ، و مدد باعث الهوى من الشياطين الناصرين لأعداء اللّه ، فان ثبت باعث الدين بامداد الملائكة حتّى قهر باعث الهوى و استمرّ على مخالفته ، الحق بالصابرين ، و ان تخاذل و ضعف حتى غلب الهوى و لم يصبر في دفعه التحق باتباع الشياطين و هذا الثبات إنما يكون بقوة المعرفة التي تسمى إيمانا و هو اليقين بكون الهوى عدوّا قاطعا لطريق اللّه.

وقد وصف اللّه تعالى الصّابرين بأوصاف و كرّر ذكر الصّبر في القرآن و أضاف أكثر الخيرات و الدّرجات إليه و جعلها ثمرة له فقال عزّ من قائل : {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا } [السجدة : 24] و قال : {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا} [الأعراف : 137] , و قال: {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل : 96] , و قال : {أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا } [القصص : 54] , و قال : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [الزمر : 10].

فما من قربة إلا و أجرها بتقدير و حساب إلا الصبر ، و وعد الصّابرين بأنه معهم فقال : { وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46] , و علق النصرة على الصّبر فقال: {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} [آل عمران : 125] , و جمع للصابرين بين امور لم يجمعها لغيرهم فقال : {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة : 157] , و استقصاء الآيات في مقام الصبر يطول.

وقال النبي (صلى الله عليه واله): «الصبر نصف الايمان»(3) , و قال (صلى الله عليه واله) : «من أقلّ ما اوتيتم اليقين و عزيمة الصّبر و من أعطي حظّه منهما لم يبال ما فاته من قيام اللّيل و صيام النهار»(4) , و قال «الصبر كنز من كنوز الجنّة»(5) , و سئل (صلى الله عليه واله) عن الايمان فقال : «الصّبر و السماحة»(6) , و قال (صلى الله عليه واله): «الصّبر من الايمان بمنزلة الرّأس من الجسد و لا جسد لمن لا رأس له و لا ايمان لمن لا صبر له»(7).

و قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «بني الايمان على أربع دعائم : اليقين و الصبر و الجهاد و العدل»(8).

و قال الباقر (عليه السلام): «من لا يعد الصّبر لنوائب الدهر يعجز»(9) , و قال (عليه السلام) «الجنّة محفوفة بالمكاره و الصّبر ، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة ، و جهنّم محفوفة باللذات و الشهوات فمن أعطى نفسه لذّتها و شهوتها دخل النار»(10).

و قال الصّادق (عليه السلام) : «من ابتلى من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له مثل أجر ألف شهيد»(11) , وقال (عليه السلام): «إن اللّه تعالى أنعم على قوم فلم يشكروا فصارت عليهم و بالا   و ابتلى قوما بالمصائب فصبروا فصارت عليهم نعمه»(12).

___________________

1- شره كفرح غلب حرصه. م.

2- البطر سوء احتمال الغنى و الطغيان عند النعمة و يقال هو التجبر و شدة النشاط. م.

3- ارشاد القلوب : ص 127 و تنبيه الخواطر : ج 1 ص 40.

4- احياء علوم الدين : ج 1 , ص 68 و في مسكن الفؤاد : ص 41.

5- احياء علوم الدنن : ج 4 , ص 58.

6- احياء علوم الدين : ج 4 , ص 58.

7- ارشاد القلوب : ص 126 و جامع الاخبار: ص 1ِ11.

8- نهج البلاغة( قصار الحكم) حكمة رقم 32 تابع الى رقم 14 و انظر الكافي: ج 2 ص 87.

9- الكافي : ج 2 , ص 93.

10- الكافي : ج 2 , ص 89.

11- الكافي : ج 2 , ص 92 و جامع الاخبار: ص 112.

12- الكافي : ج 2 , ص 92ِ.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.