المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تربية وانتاج فروج اللحم
7-9-2016
الصور المختلفة للكاربون: الغرافيت
2023-11-30
السيد الأمير عبد الباقي سبط الشاه نور الدين نعمة الله
19-12-2017
السيد دوست محمد الحسيني الاسترآبادي
9-8-2017
Syllabic consonants
2024-10-30
رعاية آداب محفل الدرس.
2023-12-19


وفادة الشعراء على الامام  
  
3384   05:45 مساءاً   التاريخ: 10-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص326-327.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / قضايا عامة /

لا بد لنا من وقفة قصيرة للحديث عن بعض شؤون الامام الرضا (عليه السّلام) حينما كان مقيما في (خراسان) حيث بادرت كوكبة من اعلام الشعر العربي في ذلك العصر نحو الامام الرضا (عليه السّلام) تقدم له تهانيها و تبريكاتها لتوليه ولاية العهد كان منهم الشاعر الكبير دعبل الخزاعي الثائر على الظلم و الجور و المعبر عن آلام المظلومين و المضطهدين و منهم الشاعر الملهم ابراهيم بن العباس الصولي نابغة عصره في الأدب نظما و نثرا  و منهم الأديب الكبير الشاعر رزين بن علي شقيق دعبل الخزاعي.

و قبل سفرهم الى (خراسان) قال دعبل لإبراهيم: إني اريد أن أصحبك إلى خراسان؟ فقال له ابراهيم: حبذا أنت صاحبا و مصحوبا ان كنا على شريطة بشار .

و بادر دعبل قائلا: ما شريطته؟ .

قال قوله:

أخ خير من آخيت أحمل ثقله‏               و يحمل عني إذا حمله ثقلي‏

أخ إن نبا دهر بنا كنت دونه‏               و إن كان كون كان لي ثقة مثلي‏

أخ ماله لي لست أرهب بخله‏               و مالي له لا يرهب الدهر من بخلي‏

و في اثناء سفرهم قطع عليهم الطريق فاضطروا إلى ركب حمير كانت تحمل الشوك فقال ابراهيم:

أعيدت بعد حمل الشوك أحمالا من الخزف‏        نشاوى لا من الخمر بل من شدة الضعف‏

و قال: لرزين اجز هذا فقال:

فلو كنتم على هذا تصيرون إلى النصف‏           تساوت حالكم فيه و لم تبقوا على الخصف‏

ثم قال لدعبل: اجز هذا يا أبا علي فقال:

اذا فات الذي فات فكونوا من ذوي الظرف‏        و خفوا نقصف اليوم فإني بايع خفي‏

و انتهت قافلة هؤلاء الاعلام تطوي البيداء لا تلوي على شي‏ء حتى انتهت الى خراسان وفور وصولهم بادروا إلى مقابلة الامام (عليه السّلام) فانشده دعبل تائيته الخالدة التي سنذكرها و انشده ابراهيم بن العباس قصيدته التي لم يرو المؤرخون منها إلّا هذا البيت:

ازالت عناء القلب بعد التجلد               مصارع أولاد النبي محمد

و احتفى بهم الامام و قابلهم بمزيد من الحفاوة و التكريم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.