أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-8-2016
3184
التاريخ: 8-8-2016
3798
التاريخ: 10-8-2016
2929
التاريخ: 8-8-2016
3011
|
الذي نراه بمزيد من التأمل والتحقيق أن المأمون لم يكن من الشيعة ولم يعتنق ولاء أهل البيت (عليهم السّلام) وانما بدرت هذه البوادر التي ذكرها لأغراض سياسية لا علاقة لها مطلقا بدعوى التشيع ويدعم ذلك ما يلي :
1- إنه من الأسرة العباسية التي عرفت بالبغض والعداء لأهل البيت (عليهم السّلام) فلم تنجب هذه الأسرة إلّا الجبابرة الطغاة الذين صبوا جام غضبهم على آل النبي (صلى الله عليه واله) وعترته فقد عمدوا إلى قتلهم وتشريدهم والتنكيل بهم وقد اقترفوا معهم ما لم تقترفه الأسرة الأموية بل ان الأسرة الأموية على ما عرفت به من العداء العارم لأبناء النبي (صلى الله عليه واله) فإنها لم تقابلهم بمثل ما قابلتهم به بنو العباس وقد كانت لبني أمية من الفواضل ما ليست لبني العباس ... .
و على أي حال فإنه من المستبعد جدا أن يتحول المأمون عن خطة آبائه ويغير منهجهم وسلوكهم بين عشية وضحاها فيكون علوي الرأي ومواليا لخصوم آبائه ويعرض دولته إلى الخطر.
2- أن انتقاصه لمعاوية والحكام الذين سبقوه وتفضيل الامام امير المؤمنين (عليه السّلام) عليهم فإنه لم يكن جديا وإنما كان صوريا لأغراض سياسية فقد روى التغلبي وكان معاصرا له قال المأمون: و ظنوا أنه لا يجوز تفضيل علي إلّا بانتقاص غيره من السلف واللّه ما استجيز أن انتقص الحجاج بن يوسف فكيف بالسلف الطيب .
إنه يتمنع من انتقاص الارهابي المجرم الحجاج الذي أغرق العراق لما سفكه من دماء الابرياء.
و نسب له من الشعر ما يدعم ذلك فقد قال:
أصبح ديني الذي أدين به و لست منه الغداة معتذرا
حب علي بعد النبي ولا اشتم صديقا ولا عمرا
ثم ابن عفان في الجنان مع ال أبرار ذاك القتيل مصطبرا
ألا ولا اشتم الزبير ولا طلحة إن قال قائل غدرا
و عائش الأم لست أشتمها من يفتريها فنحن منه برا
الى غير ذلك من الشواهد والأدلة التي تثبت زيف تشيعه وانه لا علاقة له مطلقا بأهل البيت (عليهم السّلام) .
3- اغتياله للامام الرضا (عليه السّلام) بعد ما نفذت اغراضه السياسية ولم يكتف بذلك وإنما أوعز إلى عامله على مصر بغسل المنابر التي كان يخطب عليها بولاية العهد للامام الرضا (عليه السّلام) وهذا يكشف عما يكنه في اعماق نفسه من البغض والعداء للامام.
لقد استبان بصورة واضحة للأسرة العلوية زيف ما يدعيه المأمون من الولاء لهم وانه كان صوريا لا واقع له ويقول الرواة إنه كتب إلى عبد اللّه شقيق الامام الرضا يعطيه الامان ويضمن له ولاية العهد بعده كما صنع مثل ذلك بأخيه الامام الرضا وقد جاء في كتابه : ما ظننت أن أحدا من آل أبي طالب يخافني بعد ما عملته بالرضا .
فأجابه برسالة كشف فيها عن نوايا المأمون وهذا نصها : وصل كتابك وفهمته تختلني فيه عن نفسي ختل القانص وتحتال علي حيلة المغتال القاصد لسفك دمي , و عجبت من ذلك العهد وولايته لي بعدك كأنك تظن أنه لم يبلغني ما فعلته بالرضا ففي أي شيء ظننت أني ارغب من ذلك؟ أ في الملك الذي قد غرتك نضرته وحلاوته؟ فو اللّه لئن أقذف وأنا حي في نار تتأجج أحب إلي من أن ألي أمرا بين المسلمين أو أشرب شربة من غير حلها مع عطش شديد قاتل , أم في العنب المسموم الذي قتلت به الرضا أم ظننت ان الاستتار قد أملني وضاق به صدري؟ فو اللّه إني لذلك ولقد مللت الحياة وابغضت الدنيا ولو وسعني في ديني أن أضع يدي في يدك حتى تبلغ من قبلي مرادك لفعلت ذلك ولكن اللّه قد حظر علي المخاطرة بدمي وليتك قدرت من غير أن أبذل نفسي لك فتقتلني ولقيت اللّه عزّ وجلّ بدمي ولقيته قتيلا مظلوما فاسترحت من هذه الدنيا.
و اعلم أني رجل طالب النجاة لنفسي واجتهدت فيما يرضي اللّه عزّ وجلّ عني وفي عمل أتقرب به إليه فلم أجد رأيا يهدي إلى شيء من ذلك فرجعت الى القرآن الذي فيه الهدى والشفاء فتصفحته سورة سورة وآية آية فلم أجد شيئا أزلف للمرء عند ربه من الشهادة في طلب مرضاته
ثم تتبعته ثانية أتأمل الجهاد أيّها أفضل ولأي صنف فوجدته جلّ وعلا يقول: {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً} [التوبة: 123] فطلبت أي الكفار أضر على الاسلام واقرب من موضعي فلم أجد أضر على الاسلام منك لأن الكفار أظهروا كفرهم فاستبصر الناس في أمرهم وعرفوهم فخافوهم وأنت ختلت المسلمين بالاسلام وأسررت الكفر فقتلت بالظنة وعاقبت بالتهمة وأخذت مال اللّه من غير حله وشربت الخمر المحرمة صراحا وانفقت مال اللّه على الملهين واعطيته المغنين ومنعته من حقوق المسلمين فغششت بالاسلام وأحطت باقطاره احاطة أهله وحكمت فيه للمشرك وخالفت اللّه ورسوله في ذلك خلافة المضاد المعاند.
فان يسعدني الدهر ويعينني اللّه عليك بأنصار الحق أبذل نفسي في جهادك بذلا يرضاه مني وان يمهلك ويؤخرك ليجزيك بما تستحقه في منقلبك أو تختر مني الأيام قبل ذلك فحسبي من سعيي ما يعلمه اللّه عزّ وجلّ من نيتي والسلام و وضعت هذه الرسالة المأمون على طاولة التشريح فأظهرت زيفه وكشفت خداعه ودجله وانه لا واقع بأي حال من الأحوال إلى ما يزعمه من الولاء والحب لأهل البيت.
أما الفصول الأخيرة من هذه الرسالة فقد الحقت المأمون بقافلة الكفار الذين يجب جهادهم والاطاحة بهم كما بينت سياسة المأمون وأنها تأخذ الناس بالظنة وتعاقبهم بالتهمة وبالإضافة إلى ذلك فقد اعربت عن تحلل المأمون وذلك بشربه للخمر وانفاقه لأموال المسلمين على الملاهي والمغنين والعابثين والماجنين.
لقد كانت هذه الرسالة صرخة مدوية في وجه الطاغية المأمون وهي من الصفحات المشرقة في مناهضة الظلم والطغيان.
و من الجدير بالذكر أنه يروي جانب آخر من هذه الرسالة أو من رسالة أخرى بعثها هذا السيد الجليل إلى المأمون يقول فيها: هبني لا ثأر لي عندك وعند آبائك المستحلين لدمائنا الآخذين حقنا الذين جاهروا في أمرنا فحذرناهم وكنت الطف حيلة منهم بما استعملته من الرضا بنا والتستر لمحننا تختل واحدا فواحدا منا ولكنني كنت امرأ حبب إلي الجهاد كما حبب إلى كل امرئ بغيته فشحذت سيفي وركبت سناني على رمحي واستفرهت فرسي.
و لم ادر أي العدو أشد ضررا على الاسلام فعلمت أن كتاب اللّه يجمع كل شيء فقرأته فإذا فيه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً} [التوبة: 123] , و من بنود هذه الرسالة : و تدبرت فاذا أنت أضر على الاسلام والمسلمين من كل عدو لهم لأن الكفار خرجوا منه وخالفوه فحذرهم الناس وقاتلوهم وأنت دخلت فيه ظاهرا فأمسك الناس وطفقت تنقض عراه عروة عروة فأنت أشد اعداء الاسلام ضررا عليه .
و حكت هذه الفصول بعض الجوانب من السياسة العباسية التي تركزت على ظلم السادة العلويين والتنكيل بهم كما حكت تعطش السيد الجليل نجل الامام موسى (عليه السّلام) الى الجهاد للإطاحة بحكم المأمون الذي هو من الد اعداء الاسلام فقد نقض عراه عروة عروة على حد تعبير هذه الرسالة.
4- ابادته للسادة العلويين بعد اغتياله للامام الرضا (عليه السّلام) فقد عمدت مخابراته ورجال أمنه إلى مطاردتهم واستئصالهم وقد اغتال كوكبة من ابناء الامام موسى (عليه السّلام) وقد استخدم السم كأعظم سلاح لتصفية ابناء النبي (صلى الله عليه واله) فقد اغتال بالسم السيد الشريف الجليل ابراهيم نجل الامام موسى (عليه السّلام) ولما توفي انزله في ملحودة قبره الفقيه أبن السماك وانشد حينما الحده:
مات الامام المرتضى مسموما و طوى الزمان فضائلا وعلوما
قد مات في الزوراء مظلوما كما أضحى أبوه بكربلاء مظلوما
فالشمس تندب موته مصفرة و البدر يلطم وجهه مغموما
إن اغتياله للسادة العلويين ومطاردتهم حتى هربوا خوفا منه مختفين في الاقطار والامصار ينسف دعوى تشيعه وانه لا علاقة له بالولاء لأهل البيت شأنه شأن آبائه الذين هم من الد اعداء ابناء النبي (صلّى اللّه عليه وآله) .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|