أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-06-2015
5921
التاريخ: 11-3-2016
5863
التاريخ: 17-7-2016
6258
التاريخ: 2-06-2015
5862
|
إِنّ لكل أُمّة ـ في أي عصر أو زمان كانت ـ شعار خاص بها تنادي به أفرادها وتستحث به همهم للقيام بواجباتهم الفردية والإِجتماعية ، ويشاهد هذا الأمر في عالمنا الحاضر بصورة أوسع.
قالمسيحيون ينادون قومهم ويدعونهم لحضور الصّلاة في الكنائس بدق الناقوس وهذه هي طريقتهم وشعارهم سابقاً وحاضراً.
والإِسلام جاء بالأذان شعاراً لدعوة المسلمين ، حيث يعتبر هذا الشعار أكثر تأثيراً وجاذبية في نفوس الناس قياساً بشعارات الديانات والأُمم الأُخرى ، فقد ذكر صاحب تفسير (المنار) أنّ بعض المسيحيين المتطرفين حين يستمعون إِلى أذان المسلمين لا يجدون بدأ من يعترفوا بتأثيره المعنوي العظيم في نفوس سامعيه ، وينقل صاحب المنار ـ أيضاً ـ أنّ بعضهم في إِحدى مدن مصر شاهد جماعة من النصارى كانوا قد اجتمعوا أثناء أذان المسلمين للإِستماع إِلى هذا اللحن السماوي.
فأي شعار أقرب إِلى الذوق وآنس إِلى الأسماع من شعار يبدأ بذكر اسم الله ويشهد بتوحيده ووحدانيته وبنبوة رسول الإِسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ويدعو إِلى الفلاح والعمل الصالح ، وينتهي ـ كذلك ـ بذكر الله !! فبدايته اسم «الله» وختامه اسم (الله) في جمل موزونة متناغمة ، ذات عبارات قصيرة واضحة المعنى وذات محتوى تربوي بنّاء.
ولذلك أكّدت الرّوايات الإِسلامية كثيراً على ضرورة أداء الأذان ، فقد ورد عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حديث معروف في هذا المجال ، أنّه قال : «المؤذنون أطول النّاس أعناقاً يوم القيامة» (1) وهذا العلو هو نفس علو منزلة القيادة التي تدعو الناس إِلى الله وإِلى عبادة كالصّلاة.
إِنّ صوت الأذان الذي ينطلق في أوقات الصّلاة من مآذن المدن الإِسلامية بمثابة نداء الحرية والنسيم الذي يهب الحياة لروح الإِستقلال والمجد ، ويدغدغ أذان المسلمين الأبرار ويثير الرعب والخوف في نفوس الأعداء الحاقدين ، ويعتبر رمزاً من رموز بقاء الإِسلام ، والدليل على هذا الأمر اعتراف أحد رجالات انجلترا المعروفين الذي قال أمام جمع من المسيحيين : مادام اسم النّبي محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) يرفع على المآذن ، وما دامت الكعبة باقية ومادام القرآن يهدي ويوجه المسلمين ، فلا يمكن أن تترسخ قواعد سياسة الإِنجليز في الأراضي الإِسلامية (2) .
وبالرّغم من ذلك فانّ بعض المسلمين البؤساء أزاحوا مؤخراً هذا الشعار الإِسلامي العظيم ـ الذي هو سند ومستمسك حيّ على صمود ومقاومة دينهم وثقافتهم على مر العصور ـ من إذاعاتهم ووضعوا مكانه برامج رخيصة ، نسأل الله أن يهدي هؤلاء للعودة إِلى صفوف المسلمين.
ومن الطبيعي أنّ الأذان ـ لفحواه ومحتواه الجميل البديع ـ يحتاج أدائه إِلى صوت مقبول ، لكي لا يشوّه الأداء غير المستساغ هذا المحتوى الجميل الجذاب.
______________________
1. الوسائل ، ج5 ، ص376 ، باب 2 ، ح21.
2. صاحب هذا القول (كلود ستون) الذي يعتبر من السياسيين المتفوقين في عصره.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|