المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01



أحكام الوضوء في فقه الامام الرضا  
  
3618   01:18 مساءاً   التاريخ: 2-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص329-331.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-8-2016 3614
التاريخ: 31-7-2016 3266
التاريخ: 15-10-2015 3638
التاريخ: 31-7-2016 3400

... أثرت عن الامام الرضا كوكبة أخرى من المسائل الفقهية و هذه بعضها :

1- طهارة ماء البئر: كتب محمد بن اسماعيل الى رجل يسأله أن يسأل الامام الرضا (عليه السّلام) عن ماء البئر فقال (عليه السّلام): ماء البئر واسع لا يفسده شيء إلّا أن يتغير ريحه أو طعمه فينزح منه حتى يذهب الريح و يطيب طعمه لأن له مادة .

أما ماء البئر فهو بمنزلة الماء الجاري لا ينجس إلّا اذا تغير و قد أفتى فقهاء الامامية بذلك استنادا الى هذه الرواية و غيرها.

2- نواقض الوضوء: اما نواقض الوضوء فقد ذكر الامام ما يخرج من السبيلين البول و الغائط و الريح و النوم قال (عليه السّلام) : انما وجب الوضوء مما خرج من الطرفين خاصة و من النوم دون سائر الأشياء لأن الطرفين هما طريق النجاسة و ليس للانسان طريق تصيبه النجاسة إلّا منهما فأمروا بالطهارة عند ما تصيبهم تلك النجاسة .

كما اعلن الامام (عليه السّلام) أنه ليس من نواقض القيء و الرعاف و المدة .

و أفتى بعض أئمة المذاهب الاسلامية الى أن هذه الأمور من نواقض الوضوء ؛ كما اعلن الامام (عليه السّلام) أنه ليس من نواقض الوضوء القيء و الرعاف و المدة ؛ و أفتى بعض أئمة المذاهب الاسلامية الى ان هذه الأمور من نواقض الوضوء.

3- حد الوجه في الوضوء: روى اسماعيل بن مهران قال : كتبت الى الرضا (عليه السّلام) اسأله عن حد الوجه - و هو الذي يغسل في الوضوء - فكتب (عليه السّلام) من أول الشعر الى آخر الوجه و كذلك الجبينان‏ .

و قد حده الفقهاء بأنه من قصاص الشعر الى الذقن طولا و ما اشتمل عليه الابهام و الوسطى عرضا .

4- وضوء الجبيرة: روى عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السّلام) عن الكسير تكون عليه الجبائر أو تكون به الجراحة كيف يصنع بالوضوء و عند غسل الجنابة و غسل الجمعة؟

فقال (عليه السّلام): يغسل ما وصل إليه الغسل مما ظهر مما ليس عليه الجبائر و يدع ما سوى ذلك مما لا يستطيع غسله و لا ينزع الجبائر و يبعث بجراحته‏ .

الجبائر هي اللفافات - في اصطلاح العصر- أو غيرها مما يوضع على الكسور و الجروح و القروح و الدماميل و هي إما أن تكون على موضع يجب غسله في الوضوء أو الغسل أو في موضع يجب فيه المسح فاذا أمكن غسل المحل فيما يغسل أو مسحه فيما يمسح بلا مشقة وجب ذلك و إن لم يكن ذلك لضرر الماء و نحوه فيغسل الى الموضع الذي فيه الجبيرة ثم يمسح عليها و ان كانت الجبيرة في موضع المسح و لم يمكن رفعها و المسح على البشرة فيمسح على الجبيرة و ذكر فقهاء الامامية في هذه المواضيع بحوثا مهمة.

5- وضوء الرجل و المرأة: روى محمد بن اسماعيل بن بزيع عن أبي الحسن الامام الرضا (عليه السّلام) قال: فرض اللّه على النساء في الوضوء للصلاة أن يبتدئن بباطن أذرعهن و في الرجل بظاهر الذراع‏ .

و روى محمد بن علي بن الحسين قال: قال الرضا (عليه السّلام): فرض اللّه عزّ و جلّ على الناس في الوضوء أن تبدأ المرأة بباطن ذراعيها و الرجل بظاهر الذراع‏ .

من مستحبات الوضوء أن يبدأ الرجل بغسل ظاهر ذراعيه و اما المرأة فيستحب لها أن تغسل باطن ذراعيها و معنى الفرض في الحديثين بمعنى قدّر و بيّن لا بمعنى أوجب و الزم‏ .

6- كراهة الاستعانة في الوضوء: روى الحسن بن علي الوشاء قال: دخلت على الرضا (عليه السّلام) و بين يديه ابريق يريد أن يتهيأ منه للصلاة فدنوت منه لأصب عليه فأبى ذلك فقال: مه يا حسن فقلت له: لم تنهاني أن أصب على يديك؟ تكره أن أوجر قال: توجر أنت و أوزر أنا فقلت: و كيف ذلك؟ فقال: أ ما سمعت اللّه عزّ و جلّ يقول: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110] و ها أنا ذا اتوضأ للصلاة و هي العبادة فاكره ان يشركني فيها أحد .

و على ضوء هذه الرواية وغيرها مما أثر عن أئمة الهدى فقد افتى فقهاء الامامية بكراهة الاستعانة في مقدمات الوضوء .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.