المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



أحكام الحج وانواعه  
  
2980   01:42 مساءاً   التاريخ: 2-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص189-190.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

قال (عليه السّلام): و حج البيت من استطاع إليه سبيلا و السبيل زاد و راحلة و لا يجوز الحج إلّا متمتعا و لا يجوز الأفراد و القران الذي تعمله العامة .. و الاحرام دون الميقات لا يجوز قال اللّه: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196] ‏ و لا يجوز في النسك الخصي لأنه ناقص و يجوز الموجوء ....

الحج احدى الدعائم الخمس التي بني عليها الاسلام و هو عبادة روحية و سياسية يتدفق بالمنافع و المصالح الروحية و الصحية و الاقتصاد و هو مؤتمر سياسي يجمع المسلمين في أقدس مكان ليتعارفوا بينهم و يعرض بعضهم على بعض مشاكل بلدهم و قومهم السياسية و الاقتصادية و يشكلوا وحدة متراصة فيما بينهم و غير ذلك من المنافع و تشير الآية الكريمة الى ذلك قال تعالى: وَ {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج: 27، 28].. و قد اتفق المسلمون على وجوب الحج مرة واحدة في العمر .. و قد عرض الامام (عليه السّلام) في هذا المقطع الى كوكبه من احكام الحج و هي:

أولا : ان الحج انما يجب على المسلم اذا توفرت له الاستطاعة و ذكر الامام بندين منها و هما الزاد و الراحلة و هما من اظهر شروط الاستطاعة و من شروطها امكان السير بصحة البدن و تخلية السرب.

ثانيا : ان انواع الحج ثلاثة: و هي كما يلي:

أ- حج التمتع : و هو فرض من نأى عن مكة بثمانية و اربعين ميلا من كل جانب و من مميزات‏ هذا الحج ان احرامه من بطن مكة و وجوب الهدي فيه و تقديم العمرة فيه على الحج و ارتباط عمرته بحجه حتى كأنهما كالعمل الواحد.

ب- حج القران : اما حج القران فهو فرض أهالي مكة و من حولها بشرط أن لا يتجاوز المقدار الذي ذكر لحج التمتع و يحرم القارن من دويرة أهله و يعتبر فيه سياق الهدي و اشعاره بشق سنامه من الجانب الأيمن و لطخه بدمه ان كان بدنة و تقليده بأن يعلق في رقبته نعلا قد صلى فيه ان كان ذلك الهدي غير بدنة.

ج- حج الافراد : و هو فرض من قرب من مكة كالقران و يحرم من دويرة أهله ان كانت أقرب الى مكة من الميقات و إلّا فمن الميقات و من مميزات القران و الافراد ان العمرة فيهما تكون بعد الحج و ينويها مفردة.

ثالثا : إن الاحرام للحج لا بد أن يكون من الميقات فلا يصح قبل الميقات و لا يجوز للمكلف أن يتجاوز الميقات بغير احرام عدا ما استثنى من المتكرر و من ليس قاصدا دخول مكة عند مروره على الميقات.

رابعا : انه يشترط في الهدي أن يكون تام الخلقة فلا يجزي الأعور و مقطوع شي‏ء من الأذن و الخصي و هو الذي سلت خصيتاه و نزعتا منه أما رض الخصيتين المعبر عنهما بالموجوء فانه ليس عيبا و يكون مجزيا.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.