أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-10-2014
7126
التاريخ: 2024-11-15
224
التاريخ: 23-10-2014
3100
التاريخ: 24-3-2022
2102
|
قال تعالى : {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [الجاثية : 23] .
1 ـ أخطر الأصنام صنم هوى النفس
قرأنا في حديث أنّ أبغض الآلهة إلى الله هوى النفس ، ولا مبالغة في هذا الحديث قط ، لأنّ الأصنام العادية موجودات لا خصائص لها ولا صفات فعالة مهمة ، أما صنم الهوى وأتباعه ، فإنّه يغوي الإنسان ويسوقه إلى ارتكاب أنواع المعاصي ، والإنزلاق في هاوية الإنحراف.
وبصورة عامّة ، يمكن القول بأنّ لهذا الصنم من الخصوصيات ما جعله مستحقاً لصفة أبغض الآلهة والأصنام ، فهو يزين القبائح والسيئات في نظر الإنسان حتى يصل إلى درجة يفخر عندها بتلك الأعمال الطالحة ، ويكون مصداقاً لقوله تعالى : {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف : 104].
2 ـ أفضل طريق لنفوذ الشيطان هو اتباع الهوى : فما دام الشيطان لا يمتلك قاعدة وأساساً يستند إليه في داخل الإنسان ، فلا قدرة له على الوسوسة ودفع الإنسان الى الإنحراف والمعصية ، وما تلك القاعدة والأساس إلاّ اتباع الهوى ، وهو ذات الشيء الذي أسقط الشيطان وأرداه ، وطرده من صف الملائكة ، وأبعده عن مقام القرب من الله.
3 ـ إنّ اتباع الهوى يسلب الإنسان أهم وسائل الهداية ، وهي الإدراك الصحيح للحقائق ، ويلقي الحجب على عقل الإنسان وعينه ، وقد أشارت هذه الآيات إلى هذا الموضوع بصراحة بعد ذكر مسألة اتباع الهوى واتخاذه إلهاً ، وآيات القرآن الأُخرى شاهدة على هذه الحقيقة أيضاً.
4 ـ إنّ اتباع الهوى يوصل الإنسان إلى مرحلة محاربة الله ـ والعياذ بالله ـ كما ابتلي بها إمام عباد الهوى ـ أي الشيطان الرجيم ـ فاعترض على حكمة الله سبحانه لمّا أمره بالسجود لآدم ، واعتبره أمراً عارياً عن الحكمة!
5 ـ عواقب اتباع الهوى مشؤومة وأليمة ، بحيث أنّ لحظة من لحظات اتباع الهوى قد يصاحبها عمر من الندامة والأسف والحسرة ، ولحظة ـ يُتبع فيها الهوى ـ قد تجعل كلّ حسنات الإنسان وأعماله الصالحة التي عملها طوال عمره هباءً منثوراً ، ولذلك ورد التأكيد على الحيطة واليقظة في هذا الأمر والتحذير الشديد منه في آيات القرآن والرّوايات الإسلامية.
فقد ورد في الحديث المعروف عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) : «إن أخوف ما أخاف على أمتي الهوى وطول الأمل ، أما الهوى فإنّه يصد عن الحق ، وأمّا طول الأمل فينسي الآخرة» (1).
وفي حديث آخر عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنّه سئل : أي سلطان أغلب وأقوى؟ قال : «الهوى» (2).
وجاء في حديث آخر عن الإمام زين العابدين(عليه السلام) : «إن الله تعالى يقول : وعزتي وعظمتي ، وجلالي وبهائي ، وعلوي وارتفاع مكاني ، لا يؤثر عبد هواي على هواه إلاّ جعلت همه في آخرته ، وغناه في قلبه ، وكففت عنه ضيعته ، وضمنت السماوات والأرض رزقه ، وأتته الدنيا وهي راغمة» (3).
وورد في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) : «احذروا أهواءكم كما تحذرون أعداءكم ، فليس شيء أعدى للرجال من اتباع أهوائهم وحصائد ألسنتهم» (4).
وأخيراً ورد في حديث آخر عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : «إني لأرجو النجاة لهذه الأمة لمن عرف حقنا منهم إلاّ لأحد ثلاثة : صاحب سلطان جائر ، وصاحب هوى ، والفاسق المعلن» (5).
وفي هذا الباب آيات وروايات كثيرة غنية المضمون.
وننهي هذا الحديث بجملة عميقة المعنى ذكرها البعض كسبب نزول ، وكشاهد على مرادنا ، فيقول أحد المفسّرين : طاف أبو جهل بالبيت ذات ليلة ومعه الوليد بن المغيرة ، فتحدثا في شأن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقال أبو جهل : والله إني لأعلم أنّه صادق.
فقال له : مه ، وما دلك على ذلك ؟
قال : يا أبا عبد شمس ، كنا نسميه في صباه الصادق الأمين ، فلما تم عقله ، وكمل رشده نسميه الكذاب الخائن ! والله إني لأعلم أنّه صادق.
قال : فما يمنعك من أن تصدقه وتؤمن به ؟
قال : تتحدث عني بنات قريش أني اتبعت يتيم أبي طالب من أجل كسرة ! واللات والعزى لن أتبعه أبداً.
فنزلت الآية : {وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ} (6).
__________________________
1- بحار الأنوار ، ج 70 ، ص75 ، 76 ، 77.
2- المصدر السابق .
3- المصدر السابق .
4- أصول الكافي ، ج 2, ص335, ( باب أتباع الهوى) ح 1.
5- بحار الأنوار ، ج 70 ، ص 76.
6- تفسير المراغي ، ج 25 ، ص 27.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|